الثلاثاء، يوليو 18، 2006

متى يصدق القمر؟


(1)


لم أشعر بكلمة الحب تلك عندما لفظتَها .....بل ؛ أحنقني أنك لا تراها ... لا ترى كيف تتحدث إليك ، رقتها معك ، خجلها وتورد خديها عند ذكرك للبدايات الأولى لمعرفتكما.... كيف عُميت عليك؟
ألم تلاحظ نضجها وموضوعيتها فيما يتعلق بكل شيء إلاك؟
ألم تر كيف انسجامكما معا .. تكاملكما ... تلك التفاصيل و الذكريات المشتركة التي ليس لي عشرها؟
أنا ..... لستُ إلا صورة قديمة معلقة على حائط وهمي غامض في ذاكرتك
لستَ إلا أسير لذلك الحائط .... لغموضه ، لعدم قدرتك على الامساك بدقائقه
الصورة؟ ... كلما بعدت المسافات أكثر و أكثر ، كلما أضاف خيالك إليها بعدا جديدا دون أن تدري
لكنها - ثق - ليست أنا
" المسافة مثل حدادين ممتازين
تصنع من حديد ٍ تافهٍ قمرا ً
تُسعفني كلمات درويش
و قد طاالت المسافات كثيرا بيننا ، و ازدادت الأقمر في أفق ذاكرتك
صدقني .... لستُ أنا من تظن
*************************************************************
(2)

حسنا .... عليّ أن أعترف أني ظننتُ قبلا ما تظنه أنت الآن و تحتال لتهرب منه : أني أحبك
كان الحنق و الضيق يستبدان بي كلما غبتَ أو تأخرتَ عني .... كنت أفتقدك ، أهتز لكلماتك الطيبة البسيطة .. لابتسامتك المتفهمة أمام غضبي و ثوراتي و طفولتي الزائدة ... للحظات مواجهتك لي عند محاولتي مضايقتك أو استفزازك ... لِلمحات منك كانت جزءا أساسيا في خيال تلك المراهقة الحالمة داخلي لذلك الفارس الآتي من ضبابات الغيب
من أول وهلة ... عندما انقشعت تلك الضبابة عنك ... ظننتك هو
و ظننتُ ما تظنه أنت الآن ، وتحتال كي لاتراه
انقشعت ضبابة أخرى ...... عني هذه المرة
لأجد أني أحببتُ نفسي القديمة الصغيرة فيك ... لا أكثر
أني نادرا ما كنتُ أجد الكلمات الطيبة البسيطة ، والقول المعروف السَمِح
لكني أدركتُ أن الابتسامات المتفهمة مازالت موجودة في هذا العالم ، وليست لديك فقط
أني أمتلك منك الآن صورة واقعية ... قليلةٌ جدا هي أوجه الشبه التي ظننتها موجودة في تلك الوهلة الأولى
أنه لا عليك أن تهرب بعد الآن
فظني كان خطأ ، كما هو ظنك

*****************************************************
(3)
لم أستطع أن أقول لها أني في طريقي إلى نفس المأزق : الاهتمام بصفات شخص ما ، التي هي - بالتأكيد - ليست هذا الشخص
يبدو أن المرء لا يتعلم أبدا
لكن... أليس صمته رائعا ؟ ذلك الحزن الخفي في أرجاء أشيائه المفضلة .. أغانيه ، قراءاته ، كلماته البسيطة ، ذلك الاهتمام الخفي - غير المعبر عنه بالكلمات - منه
آهٍ من تلك الأشياء المتسللة.. النادرة .. التي غالبا ما تأسرني
و آهٍ من ظمأٍ ترك خطواته العميقة التَعِبة في كثير من القلوب
لكني سأجتهد أن أتذكر ... أن صفات شخص ما ، ليست هي هذا الشخص

هناك 14 تعليقًا:

غادة الكاميليا يقول...

النص يستحق التقدير فيه تركيز حلو أوي بس الفكرة مش قادرة أقتنع اننا لازم نلاقي نفس الصفات اللي بنتمناها لأ ممكن بعضها وبعدين هو لو مجرد اننا بندور على صفات يبقى مش حب هي كلمه واحده انتي قولتيها ف الأول يكونوا متكاملين بطرفه أو بأخرى بس برده بوست جامد وعلى رأي ح إحساس الكتابه فيه عالي جداً

lastknight يقول...

مفاجأه جميله تلقيتها فور عودتى من السفر القصير المرهق .. موضوعك الرائع ..سيدتى..غالبا مانقع فى عشق أحلامنا .. قبل أن نرى الواقع .. و مع بداية الوعى ..ومع اتضاح الفروق بين أحلامنا وواقعنا . نبدأ فى التعلق بأحلامنا كالوليد الحبيب نتشبث بها بين أذرعنا .. نضمها لصدورنا.. و نناور بحملنا بين المخاطر و المصاعب و صخور الواقع القاسيه .. نحاول التمسك بالأحلام .. و التعامل مع الواقع فى ذات الوقت ..
للأسف .. غالبا ايضا ماينهار الرضيع فى أحضاننا .. فتموت الأحلام ولا يتبقى ألا قسوة الواقع الصخرى حولنا وبقايا الأحلام على صدورنا أو .. أو تنهار أذرعنا من حملها للوليد .. فتلقيه متخلية عن الحلم أراديا .. و نستدير بأيدينا مفروده باستسلام .. تستقبل خشونة الواقع الصخرى أيضا ..
و أنا أقرأ مدونتك تذكرت أكثر أبيات الشعر الغنائى أيلاما .. و تعبيرا عن وقائع عشتها بالفعل
و انتبهنا بعد مازال الرحيق
و أفقنا ليت أنا لانفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى
و تولى اليل و اليل ..رفيق

أنتظر زيارتك لمدونتى قريبا

غير معرف يقول...

شغف...
مبهرة
رقيقة
تصل الي القلب

وان كنت قد القيت قلبي
ووضعت مكانه حجر
فما عاد يشعر او يتأثر

انتي حتخليني احن ولا ايه يا ست الكل؟!

Brilliant...! Applause!

أجدع واحد في الشارع يقول...

والله كلام جميل
وبجد وصل سهل اوى

Mamdouh Dorrah يقول...

كنت حاسس بسلاسة مطلقة في النتقال بين اللقطات الجميلة اللي عبرتي عنها بكلمات بسيطة و مركزة

شغف يقول...

all about
غادة الكاميليا
ابن الشارع
cortex

متشكرة يا جماعة


غادة الكاميليا:
الصفات اللي بنحبها يا غادة اكتشفت انها مش كل حاجة ، لأن الصفة حتى بتفرق في طريقة التعبير عنها و في تكاملها مع الشخصية ككل
الموضوع طلع كبير قوي ومش بالشكل الساذج اللي الواحد كان بيفكر فيه


الفارس الأخير:
حمد لله ع السلامة

بس عاوزة أقول ان الواقع مش ضروري يكون أسوأ من الحلم
بالعكس ، ممكن كتيير يكون أفضل
بس احنا اللي مش شايفيين كويس

المشكلة ان احنا دايما بنتعلق بالأحلام بشكل مرضي ، حتى لو كان الواقع أفضل


شاهد قبر (حي جدا):
ياريت لو عندك حاجة عاوزة تحني لها ، حني لها
و عيشيها من تاني قوي
عشان تقدري تعديها بجد من غير ما تحطي حجر مكان قلبك
احنا فعلا محتاجين نحس
و نعيش
ونتفاعل
حتى لو كلفتنا الحكاية بعض الألم

lastknight يقول...

الى شغف
عبثت بذكرياتى ببساطه شديده .. أتلفت بعفوية النص ثم بتلقائية الرد كل ترتيباتى السالبقه ..
راااائعه
لكن .. حتى لو كانت الحقيقه افضل من الأحلام .. أليست الأخلام بنات أفكارنا و أمانينا فى لحظه ؟؟ ألا نتمسك بهن قبل أن نثكلهن ؟
وءد الأحلام سيدتى مؤلم كؤد البنات بل أكثر ألما ..
لكن كلامك مازال حكيما ..رغم الصدمه ..

msafa يقول...

انت رقيقه حتى الجنون ...

شغف يقول...

الفارس الأخير

أنا مش معترضة
ويمكن كلامي كان تحديدا عن الأحلام اللي مشيت مش الأحلام اللي جايه
لأن الأحلام اللي فاتت بقت واقع خلاص ، حتى لو بقيت واقع ضد الحلم نفسه


مسافة
الفرعون العاشق

شكرا


all about
just wanna to tell u : u havent understood what i told her, u know what: try to get it the right way

هوميروس يقول...

اول مرة اشوف لك حاجة زي كده بالطريقة دي بس مش عايز اعلق تعليق ادبي كل اللي موجود احساس صادق قوي

شغف يقول...

هوميروس
أنا مش عارفة أقول غير اني مستغربة لتعليقك ، خصوصا واني مش فاهمة يعني ايه " حاجة زي كده بالطريقة دي
بس حاسه انه معناه حلو
شكرا
بس برضه كنت محتاجة تعليق أدبي

المفكر يقول...

أزور الوقع علني أجد تدوينات جديدة لك
أعجبت جدا بأسلوبك ومستوى طرحك واعتقد أنني سأجد المزيد بقراءتي لك
بصدق
نريد المزيد
هل هناك فرصة لكتابات أخرى
توقع أن النقاش معك سيكون رائعا
ولكنك تتجنبين الحديث في نقاط الاختلاف
هل تنوين الترشح لمنصب جماهيري؟
أم ماذا؟

شغف يقول...

المفكر :
أين هي نقاط الاختلاف التي تجنبت الحديث عنها؟
أرجو التوضيح

غير معرف يقول...

I like it! Good job. Go on.
»