الأحد، يونيو 25، 2006


عندما كانت تتسلل الكلمات إلى وعيي .. لم أكن أجد نفسي سندريلا أو سنووايت
كنتُ الساحرة التي تغير بؤس سندريلا ، وتشترط شرطها ، وتحول قرعة العسل إلى عربة ، والفئران إلى جياد بيضاء جميلة وقوية ..
كنتُ الموسيقى التي تنساب لترقص عليها سندريلا مع الأمير
وكنتُ الساعة التي تدق بمثابرة - ولا يلتفت أحد لصوت عقاربها - ثم تعلن بحسم ووضوح و دَقة ليس على سندريلا سوى إطاعتها أنها الثانية عشرة ليلا
لم يغرني كذلك أن سنووايت أجمل فتاة ٍ في الدنيا ، لم أتمن مثل شعرها الناعم الفاحم الطويل أو وجهها الجميل بشفاه وخدين كلون قطرات الدم التي انسابت من اصبع أمها يوما لتتمن عليها
ولم تغرني قبلة الأمير
وجدتُ نفسي ذلك الحطاب الذي فدى قلب سنووايت بقلب ماعز من عنده
لم أكن يوما ست الحسن والجمال ؛ بل كنتُ السلام الذي ألقاه" الشاطر حسن "على" أمنا الغولة " فأمِن شرها به
وكنت المركب الذي حمله السبع بحور ليصل إلى ست الحسن

و ربما كنتُ تلك الجنية التي أحبت قمر الزمان ، و لتثبت لرفيقها أن قمرها أفضل من بدره ، وجدت نفسها دون أن تدري تسهم في بداية حبهما ، لتفقد حبها
لكنها تطير حرة في نهاية الحدوتة مستمتعة بكونها لاتزال جنية ... قادرة على التحليق
و ربما كنتُ أصغر الإخوة السبع ، لم يفك قميصُ أخته الناقص التعويذةَ كاملةً ... فعاد أميرا ، وظل له جناح بجعة

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


الغريب ...أني ليس لدي الصبر للتعامل مع الملائكة البشرية .. ولم أسع يوما للحصول على لقب " ملاك" ... أستمتع كثيرا ببشريتي .. و أستمتع كذلك مع البشريين من أمثالي
..... أن أغضب أحيانا ... أقطب أحيانا ... أنفعل و أصيح أحيانا ... لا يضير إذا ماصرت سخيفة أو رخمة أو مستفزة أو حتى شريرة ....
و أدهش لنوبات الرقة التي تعتريني أحيانا ، و للنظرة التي تليها في عيني : " ايه ده ؟ آسفة .... معلش ... والله مش قصدي "
أن أهتم بالآخرين اهتماما حقيقيا ، ولا أبالي بهم أحيانا أخرى
أن أكتشف أطفال الآخرين .. فألعب معهم .. أو أختبئ منهم ... أو أتعامل معهم ك " كبيرة " ، فأقوم بالتوجيهات ووضع القواعد و الأنظمة
أستمتع بتلك الابتسامة الماكرة التي تتصاعد داخلي عندما أحبط مخططا ذكريا يتعامل معي كفتاة ... و تتسع ابتسامتي عندما أجدنا في ساحة كوننا بشرا لا غير ... معرضين للشمس و الهواء ، وقد نرش بعضنا البعض بالمياه ثم يعود كلٌ لطريقه منتعشا .. حتى لو ابتلت ملابسه
في قصائد الحب .. لستُ الحبيب ولا المحبوب ، لست الكلمات ولست الصور ... أنا الموسيقى التي تعطي للقصيدة شكلها الشعري ، وقواعد اللغة التي تعطي للكلمات معناها
لستُ ملاكا ... و لستُ فتاة جميلة رقيقة ...
أنا غجرية حرة ،
لا يقيدني شيء .. حتى لو كانت ابتسامة غير صادقة ، أو كلمة لا أريد أن ألفظها ، أو كلام أعرف أن لا معنى حقيقي له

السبت، يونيو 24، 2006

لقطات



لقطة لكي وأنتي تمدين ذراعك للمكتب وتصنعين به حاجزا كي لا أخرج من غرفتك ... ونظرة رجاء حانية في عينيكِ ..وبينما كان "كاظم" يغني "بعد الحب " التي أصررتِ على أن أسمعها ، كانت ثمة لحظة ميلاد حبٍ هناك

اللقطة التالية : قبلةٌ أودعها بخدك موقنةً أن هذه اللحظة لحظة فاصلة بين ما كان وما سيكون

لقطة ( متكررة ) : تضيء مصابيح الطريق أو تظلم عند عبورنا إلى جوارها ، فنضحك ، و نكمل حديثنا في لحظات الفجر الأولى

لقطة : نتلكأ عند قرب اتلوصول إلى بيتكم .. فقط ... لنكمل حديثنا
وعند الوصول إلى هناك .. نكتشف أن حديثا آخر قد بدأ ، وأن علينا إكماله أيضا

لقطة( متكررة أيضا ) : يدير ثلاثتنا الأمر في غرفة الصحافة وعند الإذاعة ... وحين تواجد إحدى المدرستين المسؤلتين ... فقط .. نتبادل نظرة سرية ، ونبتسم

لقطة : أستمتع بشجنك الأبي ، وبنظرة لوم في عينيكي عندما أكثر الحديث عن " أماني "

لقطة : أقرأ قصيدتك ، وتعلن ابتسامتي لكِ أني قد فهمتُ مالم يُقال ... وتُعلن عيناي ثقتي باستمتاعنا بسذاجة قلوبنا التي لا تعرف التوقيت السليم للدق

لقطة : بطيخ ... وساندويتشات ... حكايات .. وضحكات ، وكتب الثانوية العامة تنظر لنا في غيظٍ وحقدٍ .. ليلة الامتحان

لقطة : تتحول وجوهنا وكلامنا لمواطن للدهشة ... فقد مضى طريقنا بسلاسة وتضاحك وحديث عن الفن .. الإذاعة .. و السياسة ؛ بينما نفجأ بالباقيات يحاولن حفظا لمسائل الرياضة صباح الامتحان

لقطة : أتعلل بضيق الوقت وبتأخرنا ، بينما تصرين على صعودي مرة أخرى وكي " الجيبة" ... أحاول معارضةً ، وأنصاع في النهاية بابتسامةٍ سعيدة في داخلي لم تعرفي عنها شيئا

لقطة : تتماسك يدانا بقوة ، تحاول "هبه " الدخول فيما بيننا ، نرفع يدينا دون وعي ، ونجعلها تعبر ببساطة .... دون أن تترك إحدانا يد الأخرى


لقطة : أحكي لكِ عن " هاملت " .. تستمعين بانتباه وتركيز طفل صغير ، وتحكين عن زهرة البنفسج ، و نائب عزرائيل ، وأستمع بدهشة وتفكير

لقطة : دهشة ٌ لا نندهش لمسبباتها ، عندما نعلم أننا اشترينا نفس الكتاب في وقتٍ ما متزامن ، وأننا لم نقرأه إلا في هذه الأيام ... و أن القصائد التي قرأناها منه واحدة تقريبا

لقطة : نطرح التحدي على أنفسنا ... لو أحببنا يوما نفس الشخص ؟ ... نقلب جميع الاحتمالات ... " يمكن أن نتقاسمه أو نتركه ، لكن لاشيء يجعلنا نترك صداقتنا " .. هكذا كانت النتيجة الحاسمة


لقطة ( متكررة كذلك) : تتضاءل المسافات التي نسيرها معا ، وكأن عفريتا يضم أولها لآخرها..نعيد إكتشاف أنفسنا و أفعالنا و من حولنا ... نعيد إكتشاف بلدنا ... نحذف أشياءاً ، نضيف أشياءاً .. نغير من فوضاها ونعلمها كيف يمكن أن تكون


مشاهد كاملة : نتحدث فيها عن أعمق مشاعرنا .. مشاكلنا ... ما قد يندي الجبين من أفكارنا ، وما قد يرفعه منها أيضا ... بل .. عن أسئلة ما كان لنا أن نسأل أنفسنا منفردة عنها

لقطة : نتشارك حيرة المصير ... و نعد أيامنا أن نظل معا ، حتى لو فرقتنا الكليات

لقطة : تحكين بشغف عن ذلك العالم الذي اكتشفتيه ، تقولين أن ما كنا نتمنى وجوده موجود بالفعل ... فقط .. لو ذهبنا إلى هناك... إلى " النادي الأدبي "

لقطة ( متكررة أيضا ): نتهم بعضنا البعض بالأنانية ربما ، بالتغير ربما ، ونتهم صداقتنا بأنها قد هربت منا

اللقطة التالية : نكتشفها مختبئة في أحد الأركان .. غاضبة حينا ، هازئة حينا ، وضاحكة بمكر في أغلب الأحيان

لقطة : يتورد وجهك بطريقة تدهشني ، وتختلج شفتاكي و يسكن عينيكي وهج ٌ غريب
عندها فقط .. أدركت ماذا يمكن أن يكون شكلي عندما أحب

لقطة تالية : لم أكن في حاجة إلى أي كلمة منكِ ، فقد أدركت الأمر من بينهم وحدي - و لاأعرف كيف - ، ولم أستطع سوى أن أضمك بحماس ٍ و فرحة

لقطة : أنا ... أنتِ ... و هو
و إصرار مني على أن أكون أول من يعرف ذلك الحدث - لا هو - كما كان الأمر دائما

لقطة / لا تبعد عنها كثيرا : " وحشتيني " .. يقولها لكِ ... و أشعر بشيء من الصدمة ، والغيرة .... " إزاي تسمح له يقولها كده ؟ " ... أفكر في ضيق

لقطة تالية : آخذ أشيائي و أمضي و أترككما ...
أحاول التفكير بإيجابية : " الحب شيء طاريء ، غدا تخفت حدته ... لكن الصداقة هي ما يدوم "

لقطة : تشاكسيني ، و تدركين ما لم أفصح به بعد ... تقدمين له شبها بكاتب ، أعترض بشدة ...
تعلقين بمكر أننا لا نحب أن يكون لنا أو لأحبائنا شبيه

لقطة : نحكي التفاصيل التي لا تهم أحدا غيرنا ... نصر على تذكر اليوم ، الساعة ، حالة الجو ، طريقة ملابسنا ، من كانوا حولنا ، الموسيقى التي عبرت بالصدفة أو كانت دائرة في مكان ما ... حتى أكياس الشيبسي أو أكواب الشاي أو أغلفة البوريو والشيكولاتة .. يصير لها قيمة عند حكينا عنهما


لقطة : عندما حكيت لكِ تفاصيل ذلك اليوم ... نظرته ... كلماته ... ردت عيناكي بثقة " أخيرا ... بقينا في الهوا سوا

لقطة : لم يستطع أن يلاحق حديثنا أو يفهم كل ملامحه الدقيقة ... ووددتُ لو كان "آخر" ك موجودا ؛ لكان إنتصار الصداقة مضاعفا

لقطة أخرى : يغار منكِ عندما أتحدث عنك ِ ... خاصة عندما تفور سعادتي عند رؤياكِ و أنا معه

لقطة : عودتك من المعسكر ... عقل مليء عن آخره ... مشاعر متراكبة ... كلام متقافز غير مكتمل ... ولم يسعد بهذا الأمر أو يفهمه سواي ، بينما موسيقى " زمفير " - التي اكتشفنا سرها لحظتها - تبتسم بحكمة


لقطات : يتقاطر الاحباط على الاسفلت منا ...... حرارة الجو لا تقل محاولة لخنقنا عن أحلامنا المجهضة ، ورغم كل شيء ... نستمتع أننا نعيش الاحباط سويا


لقطة : مرارة ما ... نفس الاتهامات المتبادلة القديمة ... رمل ... شمس ... دموع ..... و خطاب مني لا تريدين فضه ... يكفي اتهامات ذلك الجانب الآخر لكِ


لقطة : غضب وسخط على وجهي ، لستِ معي ... ما عدتِ تدركين شيئا ... وما لديّ أصبح أخبارا وعناوينا لا أكثر

لقطة : اسمك ينير شاشة الكمبيوتر ... تتحدثين قليلا لتزجية الوقت - لا أكثر - حتى يظهر هو

لقطة : تتحدثين عن " جهود التنمية " و " مساعي السعادة " التي يبذلها كلاكما ... تزيدينني بعناوين الأخبار.... و لا أرى السعادة في رنة صوتك .... حتى لو أعلنت عيناكي الحياد


لقطة : أشعر أني ما عدت في ذات مكاني القديم ... أني هنا .. فقط ... ربما كنوع من الاعتياد ... أو رفاهية إنسانية يتباهى المرء بوجودها في حياته ... أو لتزجية الوقت

لقطة : تقعين بنفس خطأه القديم .... تعتذرين عن عدم تذكرك عيد ميلادي ...
أوجه لكِ نفس الجملة داخلي :" أأصبحتُ واجبا - وثقيلا - عليكِ ؟"


لقطة : دعوة بالتليفون ليوم فرحك .. و عرض حيادي بأن نحضر معكِ من بداية اليوم عند " الكوافير " ... و مرارة غريبة تجتاحني


لقطة : استطعتُ - أخيرا - حذف عنوانك البريدي من قائمتي ... علِّي أستطيع العودة إلى ذاكرتي القديمة


لقطة : كثيرا ما تمنيتُ إجتماعنا يوم زواج إحدانا ... لكن ... يوم زواجك ...شعرتُ أننا ضيوفا .. أن مجيئنا واجبا ... شعرتُ أني في فرح أحد المعارف البعيدييييين ... لا فرح صديقتي

لقطة تالية : في الطريق الخالي شبه المظلم سرنا أنا وهي ... نغني نفس أغاني الفراق ... أو نصمت ، ونسمع لصمتنا رنة إنكسار


لقطة : تواسيني بأن ابتعادِك وشيك ...أن الفراق قدرنا .. و أن المسافات عندما تطول ، فإن القلب يغفو عن أحبائه ... وقد يتسللوا منه كي لا يؤرقوه

لقطة : " أنا إيه بالنسبة لِك دلوقتي ياياسمين ؟" ..... أتعلل بتأخري ... و أترك السؤال معلقا خلفي

لقطة أخيرة : أجلس للكتابة ... تسعفني الذاكرة ... يسعفني القلب ... تسعفني أجزاءٌ مازالت مضيئة داخلي
لكن أبدا لا تسعفني الاجابة .. إلا إذا كانت " لا أعرف " .. إجابة شافية

الأربعاء، يونيو 21، 2006

تحول



عندما كان إخضرار الكون يأسر عينيّ ، وكانت الرقة الإلهية الموزعة بين الكائنات تهمس لي بوجودها
كانت موجودة هي أيضا ...
تلك الطفلة المتكيفة الهادئة الصامتة تبحث اهتماما أو عطفا عند الآخرين : عينان صافيتان لا يغير صفائهما سوى دموع ٍ تتكاثر وتتفق فيما بينها أن تعمل على صقل هذا الصفاء

في ذلك الزمن
لاذت بكبريائه ، نضجه ، عقله الكبير ، وعينيه الجادتين الشغوفتين تلك الطفلة التي كانت تسكنني

هل كان يعرف أنها موجودة؟


...........................

و ارتحل الزمان
و بارتحاله دارت الدوائر ، تقاطعت ، وشكلت مناطقا جديدة
ماكان في الظل صار بارقا تحت الشمس ، وما كان يلمع يوما وقف صامتا في الجهة الأخرى

ووجدته .. ذلك الطفل المتكيف الهادئ الصامت يبحث اهتماما أو تعاطفا عند الآخرين

و اندهشت

هل كان يعرف قبلا أنها موجودة؟

............................

عندما انفجر أخي الصغير في البكاء طالبا عودة أمه ، تبعه باقي أطفال الروضة .... ولم يكن ممكناً لأي منهم إيقاف الآخر
واحتاج الجميع لمن يربت على كتفه
ويطمئنه


-----------------------------------------

ارتحل الزمان مرات ومرات

..... هو ....... صار في جهةٍ أخرى من النهر

ولم تعد تلك الصغيرة هنا

صغيرةٌ أخرى جاءت ... تستطيع اللعب ، الصخب ، الضحك ، وتستطيع تقليد الكبار والتربيت على أكتاف الآخرين وطمأنتهم

لم تكن تنتظر لتلوذ بأحد
و لا تندهش إذا ما لمحت - من أول وهلة - كل هذا الكم من الأطفال المختبئ خلف تلك الكائنات التي قد ترتدي كبرياءا ، نضجا ، عقولا كبيرة ، أو عيونا جادة شغوف

الخميس، يونيو 08، 2006

مرايا خفيفة 2

( زرياب / مرايا خفيفة 1



كلما اقتربت داخلي الكلمات من أن تنطق باسم الخفة ، عضني نفس العقرب

.................................

ساءلتني حلوتك من بين السطور : أوتعرفين حقا أن أعمق رغباتنا هي الخفة ؟
أو جاهلةٌ أنا بتلك البديهة التي يترفع آخَري عن البوح بها؟

قلتُ : يا حلوته ... منذ زمنٍ بعيد .. عندما كانت تسكن الأشياء ألوانها الشفافة الموسيقية ، واكتشفتُ ذلك الجزء من الرقةِ الإلهية قد قُذف في قلبي ، وجدت عينيّ قد أصابهما سحر الخفة ، وطال السحر روحي فتعلقت بعينيّ اللتين صار ترحالهما في الأعالي قدرا

... البهاء لم يكن يعني شيئا أمام حلاوة الخفة...

و لأني لم أكن قد عُلمتُ الأسماء كلها بعد ، جهلت معنى ما يحدث


سكنتني الحيرة الفَرِحة عندما سرق الوقت شجني و أعطاني شجنه ...( يتمثل مرة على هيئة حجر ، ومرة على هيئة خلخال بنت - أبى ألا يسكن إلا ضحكتها - أو عرج خفيف / لا يشعر بقيده إلا مصابه )
و أكمل المقايضة بعدل ٍ ... أكمل لي ببهيٍ يجابه عقرب المسافات بيني وبينه

يا حلوة .. شجني كان يحملني و يطير بي
لكنه ما عاد موجودا بعد

كنتُ طائرا أتحكم بجناحيّ ، فصرتُ ريشة ساذجة بيد الهواء ، وعندما أردتُ مقاومةً قيدتُ نفسي إلى شجن الوقت في لحظته الحجرية

صرتُ أفقد السحر شيئا فشيئا ... أحاول بالقدرة استغاثة ، فلا أستطيع
النور و البهاء اللذان كنتُ نحوهما أسير ، أضناهما ذكرى طعم الخفة
فأغلقا الباب في وجهي

صار الوقت أكثر بهاءا بشجني الذي سرقه مني

يا حلوته ....الخفة أصل البهاء غير المعلن


...................................................

نفسُ العقرب يا بهي عضني في طريقي إلى النور
نفس العقرب أضناني عندما صرتُ أبحث عن مرايايا المفقودة .. وحدي
نفس العقرب يتحدى المسافات أن تقصر أو أن تنتهي

و أدركتُ متأخرةً

أن المسافة تقتل عقربها يا بهي إذا لم تجابهه أنت بالتحدي
اتركه في سلام

تخاف هي أيضا من عقرب المسافات
اشفق على بهائها
لا تدعها تجابهه
واعلم ، أنك وحدك من تستطيع جلو مراياها الخفيفة
و إلا ، ستعرف يوما أن الخفة هي أعمق رغباتها ... بعدما يكون عقرب المسافات قد فرق الطريق بينكما

الثلاثاء، يونيو 06، 2006

عودة إلى لعنة التحليل بوحي من هوميروس ( وبالعند فيه برضه)

ايه الفرق بين المجنون والانسان العادي؟
- الفرق إن الانسان العادي بيقدر يتواءم ويواجه مشاكله النفسية ... لكن المجنون - غالبا - ماقدرش يتحمل ضغطها فبينكسر تحت وطئتها .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
السؤال والإجابة السابقين سمعتهما أو قرأتهما في مكان ما - لا أتذكره الآن - لكني آمنت بالإجابة سببا لكثير من حالات المرض النفسي .... ( مع ملحوظة أن " الجنون " المذكور هنا ليست تلك الصفة المترفة التي يلحقها البعض بهم أو بغيرهم دلالة على الإبداع أو العبقرية أو التميز والاختلاف )
وكنتُ أزداد إيمانا بها عندما كنت أسمع أن فلانا العبيط الذي يسير يقذف الآخرين بالطوب أو يكلم نفسه أو يرتدي هلاهيلا .. كان طبيبا ـأو محاميا مشهورا أو رجلا ذا شأن يوما ..... وحدث له كيت وكيت ، فانقلب الحال ، وسبحان المهيمن العزيز الباقي من له دوام الحال
بقى أخرتها كده؟
يا نهار ... يا نهار
أنا شخصيا أعتقد أنه لا يمكنني أن أتوائم مع الجنون
فالمجنون .. غير مسؤل عن تصرفاته ، ليست لديه الفرصة لتصحيح حياته أو ما ارتكب فيها قبل جنونه- وبالتالي يعتبر وكأنه قد مات عند لحظة بدء الجنون ، لأن حسابه على عمله سيتوقف عند هذه اللحظة- .... بالاضافة إلى أنه قد يرى ويسمع ماليس له وجود ، و لا يستطيع مقاومة لذلك الذي يراه ويسمعه ، ولا يستطيع أحد مساعدته ضد مايراه ويسمعه وما قد يشعر به يطارده أو يتحرك على جسده
بصراحة ... انتابتني حالة من الفزع عندما كنت أدرس مادة علم النفس أيام ثانوي ، والتي اخترتها بملء إرادتي -بالرغم من كوني علمي - عندما وصلت للجزء الخاص بالهلاوس
( أعتقد أن فيلم Beautiful Mind يتعامل مع حالة مشابهة ، وهناك فيلم قديم ل ليلي مراد - لا أتذكره تماما ولا أتذكر اسمه - أتذكر فيه محاولات أقاربها لايهامها بكونها مجنونة عن طريق إقناعها بأن ما تراه وتسمعه وتلمسه أو تمسكه بيديها هلاوس لا أكثر / خاصة ذلك المشهد الذي كانوا يقنعونها فيه - بكل براءة وطبيعية وثقة - بأن الكتكوت الذي بين يديها هو تفاحة ، ويقدمون لها السكين " لتقشير " " التفاحة " و " أكلها " )
لذا .. اعتقدت دائما بمحاربة الجنون القهري بالجنون الاختياري ... أي ، بالنزول إلى الغرفة المظلمة في نفس المرء و محاولة تلمس مافيها واكتشافه واستخراجه إلى النور والهواء - لو أمكن ذلك - ليستطيع تواؤما معه
وبالطبع .. يحدث هذا في وجود عوامل مساعدة للتفاعل ، مثل أن تكون على حافة الانفجار - وكثرة ضغط ما بداخلك - وأن يقدم لك أحدهم المفتاح الملائم ، والذي قد يكون كلمة موحية / كلمة لعنة مثلا / لتطلق سخطك و غضبك ... بل ... عذرا ... لتدخلك في حالة هيستيرية تنطلق فيها دون رادع وقد تهشم حولك أشياءا أو تقذف نوافذ الآخرين بالحجارة لمجرد أنهم أطلوا منها صدفة و أنت ترتدي هلاهيلك ، تحدث نفسك ، وتقذف بالحجارة كل ما يخايلك

لذا .. هوميروس العزيز ...عذرا إن أصابت الحجارة أحد نوافذك
وتصليح الازاز - أو أي اصابة - على حسابي يا باشا ـ لو كان اتكسر منه حاجة
ولو عاوز تعمل محضر بالواقعة مافيش مشكله

( تم كتابة هذا البوست على أغنية تدور في عقلي الآن :
خلاص يا ناس بقيت
crazy
بقيت باشوف الدنيا
hazy
نستوني الانجليزي
to be , to have , to get , to do

الخميس، يونيو 01، 2006

لا تقترب من تابوت اللعنات يا "هوميروس




و ماذا تعرف أنت عن اللعنات؟
أو .. عن ... لعنتي الخاصة ؟

التحليل؟! " تحليل الأشخاص والأعمال الأدبية وحتى النكات" .... أو تسمي هذه " النعمة " لعنة؟
لربما كان لها أن تتصدر قائمة أسباب حبي للحياة - لولا السهو
نعم ؛ فتحليل الأشياء يجعلها محتملة
أعتقد أنني لم أظفر في حياتي كلها بفعل أو أمر ذي قيمة أو جدوى .. سوى هذا التحليل المستمر


أتعرف ما اللعنات الحقيقية؟
أن تحمل كراهيةً أو احتقارا لأناس يفترض بهم أن يكونوا أقرب البشر إليك
فتحاول " تحليلا عقلانيا" للأمر .. لتحاول تفهما .. أو تسامحا.. وكثيرا ما تفشل

أن تشعر بالتقيد .. بالعجز عن أن تلملم أبسط أحلامك في صورة فعل
فتحلل الأمر لتقنع نفسك بأن هناك أمل ما يختبئ في أحد الأركان

أن تعرف أنك لحظة مماتك ستنظر إلى حياتك الماضية كلها بأسف .. وتقول بأسى " لم أفعل شيئا يستحق عناء وجودي في الحياة
لكنك تحلل الماضي وتقنع تلك النفس - مرة أخرى - بأن ما فات كان وقت التعلم ، و أنه مازال أمامك الفرصة ، فالعمر لم ينته بعد

اللعنة هو أن تعرف أن هناك ثمة من خرج من حياتك للأبد / لا لشيء إلا لأنك توقن استحالة التواصل عن قرب معهم
فتكتفي باشارات نادرة تحافظ على مسافتها

أن تكتب لعناتك الخاصة ، وتقرأ لعنات الأخرين
ويمضي الأمر على كونه مجرد كتابة أدبية أو إبداعية - لا أكثر -
وتحتفظ بعقل بارد لامبالي ..فقط ... يحلل الأمور


اللعنة ... ألا تستطيع أن تكتب دون أن تتألم .... وتبكي
دون أن يراك أحد
فتضطر أن تختلس الكتابة
حتى لو أدى بك الأمر أن تختبئ تحت السرير كي لا يقاطع ألمك أحد
وإذا ما اكتُشفت ؛ رُميت بالجنون أو ربما .. بأنك ممسوس من الجن

اللعنة .. هو أن تعرف أن حياتك عادية / مثلها مثل الملايين من حولك / ليست فائقة ... وليست غاية في السوء
لكنك - مع ذلك - لا تستطيع تأقلما مع أبسط مفرداتها
وكأنك جئت إلى المكان والزمان الخطأ
حيث لاتستطيع انتماءا إلى أحدٍ أو إلى شيء

اللعنة أن يتهمك "عوليس " ب " المثالية" .. وتكتشف أن التهمة صحيحة
وأنك تتطلب من نفسك ومن الآخرين ألا ينسوا " الفضل بينهم"
وأن يتصرفوا طبقا لما هو " أحسن" و "أفضل" و " أقرب إلى الحل المثالي الصحيح"
لتفيق على من حولك يتعاملون بما هو أكثر أنانية
و تجد نفسك لا تفعل شيئا على الاطلاق ، فتفقد حتى قيمة أن تكون أنانيا


اللعنة ألا يكون أمامك إلا خيارا من اثنين : إما اللامبالاة التامة والبرود اتجاه مايحدث في حياتك .. و حولك.. والتحول إلى إناءٍ فارغ من التفكير و من الانفعال
وإما أن تمتلئ ضيقا ً .. غضباً .. سخطا ً .. و رفضا ً
وتتحول لكائنٍ قلق عصبي عدواني

اللعنة هو أن تؤثر فيك الأشياء البسيطة - برغم كل شيء - سلبا وايجابا
فتطير فرحا اذا ما أرسل اليك أحدهم وجها مبتسما أو وردة أو تذكرك بكلمة ما أو تحية
و يصيبك الدوار والغثيان أمام أخطاء الكتابة و النحو والإملاء ، وذلك العربي المغترب في حروفٍ أجنبية


اللعنة .. هي أن تنوي أن تفرح
تنوي أن تكتب شيئاً ايجابياً
فتجد كلمة" لعنة" فلا تستطيع منها فكاكاً

اللعنة هي أني لا أستطيع هروبا من نفسي ومن كتابة هذا الكلام الآن الذي قد يصبح لعنةً لمن يقرأه

هوميروس........... ماذا تعرف عن اللعنات كي تتحدث عنها؟