السبت، سبتمبر 30، 2006

؟---------


-


( أرجوك ، لا تفعل )

*

" هوه قصده يقول إنك لازم تحددي الامكانات اللي عاوزاها كويس ، علشان نحدد النوعية

"

-

( لماذا تغيرت عصبية كلماتك إلى رقة ؟ ، لماذا أصبحتَ تنظر إليّ مباشرة ، و تبتسم؟)



*


" و طبعا ، هنحط مسألة ملائمته للديكور بشكل عام في الاعتبار "
-

( أرجوك .... كف عن ذلك .... لا تجعل عينيك تربتان عليّ ... لا تجعل صوتك يُدخلني في حِماه )



*

" و ما تخافيش ..... هأحط في اعتباري كل الحاجات اللي قولتي عليها .... مع اننا اختلفنا فيها في البداية

"....
و ضحك


****************
1
ثلث الثلاثين هو ما تبقى ...
حتى حينٍ هو أيضا
تُرى ، كم من تلك الأسماء المقترنة بأرقامها سيبقى لفترةٍ أطول ؟، و كم منها سيبقى حتى النهاية ؟
**************************
2
صدفةٌ مربكة ....هل أسأله عن حاله ؟
لم أجرب هذا قط

*

" ممكن الكتاب اللي معاكي؟ بس أشوف إن كان فيه اللي أنا عاوزه و لا لأ

"
لم يسألني هو أيضا .... لكنه - للمرة الصفرية - ينظر إلى وجهي .... و للمرة الأولى ، لا يتجاهلني ، و لا أشعر بالذنب
-


" فيه جزئية بسيطة ، ممكن أرجعلها في الآخر"
بارتباك ... لملمتُ أشيائي ، و جمعتُ بضعة كلمات ناولتها له ، لم أسترد منه الكتاب ، و إلى قاعةٍ أخرى أخذتني قدماي

***********************
3

وجههُ المشاح عني دائما ... دائما ما ذكرني بتلك الصغيرة التي كنتها يوما
بضحكاتٍ لم تكن لتقترفها ، بنظراتٍ لم تكن لتسمح لغريبٍ بامتلاكها ، بكلماتٍ لم تكن لتُفسح لها ذراتٍ أثيرية بين الآخرين الغرباء و بينها ... بطرقٍ لم تكن لتخطوها مع أجنبيٍ عنها ... بكذباتٍ و أوهامٍ لم تكن لتجعل حياتها حُبلى بها
لكني ... اقترفتُ .... سمحتُ ... أفسحتُ .... خطوتُ ... و بحملٍ كاذبٍ صار رحم الحياة ممتلئا
لم يتجاهلني هذه المرة ، و لن أدعي لهم انتماءا مرة أخرى
*******************************
4
سوّد الحبر الورقات كلها
و تحول الثُلث إلى ثلاثة ، فقد تحول إليّ الوجه المُشاح ، و استعدتُ ما كُتب في ألواحي ، فأدركتُ أن أيام التيه قد انتهت
عادت الأشياءُ إلى أماكنها .... عادت البسمات الصادقة تُدخل شمسا و هواءا للآخرين
النظرات ؟..... لن يمتلكها إلا صاحبها
الكلمات ؟ .... لكل واحدةٍ كنزا ... لن أسمح لأي منهم باغلاق كنوزها ، أو بخس أثمانها
و عاد الطريق واضحاً يشير لي وحدي
و صار رحم الحياة منتظرا لجنين حقيقي يضمه
**************************************
5

-


( يا أعز ملامح وطني !! ستبقون إلى جواري ؟)
*


" الله !!!!!! الشقة رائعة فعلا "
*


" متميزة جداا على الرغم من بساطتها "
-


" لسه فيه لمسات أخيرة ع الديكور "
*


" ياااه ... أكتر من كده ؟"
-

" طبعا ... لازم أرسم المكان اللي هأعيش فيه على قد شخصيتي و أحلامي بالظبط

"
تعليقاتٌ ضاحكة ، تتحول إلى مناقشات جادة ، يتخللها عناقٌ طويلٌ للأرواح
و تدور فناجين الدفء عليها ... لترتشف ، تلتذ ، و تروي ظمأها الذي طال

************************************
-------- .
-


" شكرا يا بشمهندس ، تعبتك كتير معايا "
*


" بس لسه الزرع و الورد "
-

" عاملة حسابه ، و ليا نظرة خاصة في توزيعه و تنسيقه مع الإضاءة ... مش ناسية يعني ، و عارفة الحاجات اللي أنا عاوزاها كويس

"
*


" برضه ؟ ده احنا نغير مهنتنا أحسن مادام فيه منافسين أقوياء كده "
ضحك ، و ابتسمتُ ... ثم ذهب

الثلاثاء، سبتمبر 26، 2006

مسافة



حاول أن يحتفظ بمسافةٍ كافية بينهما ..... أن يتحدث ، يبتسم ، ينشغل بتفصيلة ما هنا أو هناك إلا أن يلاقي عينيها
لم يكن لديها سوى صمتٍ مُحبَط لترد به
و لم تفعل كالأيام الخوالي : فترفع رأسها لتمعن في عينيه بشجنهما الذي تعشق ، و لمعة الحياة المطلة برأسها من شقوق ذلك الشجن ... ثم ، يطيلان النظر إلى أعين كل منهما الآخر في لعبة نفس طويل فيما بينهما ... تتسلل الابتسامات ، حركات الوجه الطفولية تلك أحيانا .. ثم ، قبلة طويلة يندهشان لاختلاف طريقتها كل مرة
كفا عن لعبة تبادل النظرات لفترة طويلة ذات مساء شتوي دفيء . كان الأمر شديد الجدية تلك الليلة ، لم يحاول أحدهما الإتيان بحركة ما بوجهه أو إفلات إبتسامةٍ ما ... استطابا الرحيل في عيني كل منهما الآخر
و لم تشعر سوى بالدموع تغرقها ... كان مؤلما .. جميلا جمالا لا يحتمل و قاسٍ في ألمه ذلك التماس بين روحيهما . شعرت و كأنها قد رحلت حقا و تركت جسدها لتسكن مع روحه في جسده هو
يومها ، و على الرغم من عقلانيته الزائدة ، إلا أنه استوعب الأمر ... جرى إليها ، غطى عينيها بيده و أخذها من يدها إلى الغرفة ... أنامها و أحكم حولها الغطاء
جلس إلى جوارها و أخذ يهدهد عليها إلى أن نامت
لم يقبلها تلك الليلة و لم يقترب منها ، ظل في الشرفة في ساعات الليل الباردة يدخن و هو شارد ، و به ألم لا يدري له سببا
ظلت يومين تتجنب لحظة دخوله إلى المنزل ، قل كلامهما ، و كاد أن يختفي مزاحهما ، و شعر و كأنها تحولت إلى كيان مقدس لا ينبغي له الاقتراب منه ... بل ؛ مر اليومان بعزوف حقيقي من كلاهما عن تلك الحياة الحميمية التي تجمعهما في الليل غالبا
و حين بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها ، كفا عن اللعبة ، و اتفقا ضمنيا أنها أكبر منهما ، و اكتفيا بنظرة قصيرة نسبيا مختلطة بابتسامة شغوف حينا ، متشوقة حينا ، حنينية حينا ، و ماكرة حينا ... يبدأن بعدها مباشرة طقوسهما المعتادة / المتجددة
---------------------------------------------------------
" كده ممكن تبردي "... معتذرا ، مواجها ، مستعيدا لاتزانه كان صوته
ثم لفتها إليه ... لم تكن عيناها تستطيعان لوما أو عتبا له ، لكنه الألم .. مختلطا بنظرة استعطاف ربما خلف الدموع التي ملأت عينيها
حاول أن يضمها ... ابتعدت نفس المسافة التي كان يحاول الإبقاء عليها عندما دخل ... تلك المسافة التي تضمن عدم وصول رائحة الكحول إليها
" طب اتكلمي طيب "
" لوميني حتى و بلاش الألم اللي في عنيكي ده "
" أنا مش مدمن خمرة يعني ، ده مجرد كاس "
زادت دموعها و هي منكسة الرأس
-------------------------------------------------------------
دُهش معظم المعارف ، الأصحاب ، و الجيران من الخبر
فالعلاقة المميزة جدا فيما بينهما عندما وُجدت كان ذلك مفاجأة صادمة و غير منطقية للجميع و بخاصة عندما تحولت ارتباطا موثقا
و مثل تلك النوادر عندما تحدث ، يكاد المرء أن يجزم بعدها أنه من المستحيل أن تنفك عراها ،
بينما أكدت إحدى الجارات أن الزوجة لابد و أن أتت بفاحشة مبينة ، و من شهامة الزوج أن ابتعد عن الفضائح و اكتفى بتطليقها ، و روت تفاصيل انكسارتها أمامه في الشرفة و وجهه الهاديء الرصين و هو يحدثها
و خمن البعض أنه قد ظهرت أخرى في أفق حياته ، أو أنه قد عاد لاحدى أخرياته السابقات
أما هي ، فانغمست في صلاتها و قراءتها ، و اعتدت ألمها في فراقه عقابا لها على إشارتها الخضراء لحبه و هي تعرف جيدا أن حياتيهما متوازيان لا يلتقيان

الأربعاء، سبتمبر 20، 2006

راجعين يا هوى.. راجعين


يبدو أنه لا فائدة هناك .... و مهما حاولت ابتعادا أو تجاهلا أو تمردا ، فلا مجال إلا للعودة ... لا أستطيع إلا انتماءا إليك .... وحدك
مهما حاولتُ تشكيكا في البدايات البعيدة ، أو الجدوى من كل هذا ... مهما انتابتني النوايا السيئة التي قد تشكك في نواياك و أهدافك ... لا أركن في النهاية إلا لابتسامتك الحكيمة ، صبرك ... و كبريائك الذي يُعلن لي :" مازلتِ صغيرة ساذجة ، لا تعلمين شيئا ، كلٌ في حينه ... ستفهمين يوما ربما ، عندما تعبرين ".......... مهما حاولتُ إنكارك ... لا آمن و لا أُطعم ثمار الراحة و الحياة إلا عندما أجد حبك يستبد بي
تألمتُ عندما اكتشفتُ أن الخوف لا يقيدني بك كثيرا ؛ فأنكرتك ... حاولتُ .... و ابتعدت
لكنه اختيارك ربما أن تخلقني من طينة حبٍ ، لا من طينة خوف
حسنا ... أعرف من البداية أنه لا خيار لي : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله

الاثنين، سبتمبر 18، 2006

صورة



عادي يا جماعة ، صورة كنت بأفكر أحطها جنب اسمي ، لاقيت تعليمات "حاوريني يا طيطة دي اللي تخليني لازم أنشرها كبوست أولا

بس أهي فرصة آخد رأيكم

الأحد، سبتمبر 10، 2006

و كان الظن أنها دمية



كان الظن أنها دمية

المنظر : سماء زرقاء صافية ، مرجٌ فسيح
الوقت : في الصباح الباكر جدا حيث خرير الياه الرائقة العذبة و شقشقة العصافير
نرى أوراقا قديمة و ذاكرة قديمة كانا ملاذا آمنا خبأتُ فيه برائتي الأولى و أحزاني الصافية القديمة
خبأتُ آمالا ساذجة ً و شموسا لم أكن لأصل إليها
خبأتُ طيبةً ، و كائنا رقيقا حنينيا يبكي لذكرى نسيمٍ ناعمٍ مر به يوما .... يبكي لمرأى خفايا التواصل ما بين قطرات المطر و أوراق الشجر
فجرٌ قديمُ خبأتُ فيه الكثير ... فجرٌ قديمٌ ... كانت اللامبالاة البشرية و التبلد الانساني يجرحان صفاءه

cut.......................................................


نسمع صوت فريق five eclipse متصاعدا في حدة و اندفاع:
Girl it's all over
this time
it's all over
I swear
it's all over
on my name
it's all over
be leive
it's all over
that baby it's all over now
this time
الوقت : في الليل الباكر جداا

"كبري دماغك يا بنتي ، نفضي للكلام ده كله

"



( هههههه .... ها أنا ذي أستخدم كلمات كان يصيبني الغثيان من مجرد سماعها من قبل ؛ كنت أعدها دلالة على عدم الاحترام ... على التبلد و اللامبالاة ... على الخواء ...تُرى .. ما الذي قطعه ذلك ال cut داخلي ؟ )



--------------------------------------------------------------------------------------------------------
لوم .. لوم ... لوم ......... فاصل من التحبيط
لوم .. لوم ... لوم .........فاصل من الاستهزاء
لوم .. لوم ... لوم ......... فاصل من الاتهامات
لوم .. لوم ... لوم ......... فاصل من نفض اليد

" عملوا اللي عليهم خلاص ، و لاقوا ان ما فيش فايدة ! "



* " مين دول يا أختي ؟ الاسرائيلين ؟ " .... تُساءل أختي الصغيرة بعد أن أفهمها معنى " تحبيط ، استهزاء ، نفض اليد "


أبتسم ...." لأ ... دول الأشباح ... اللهو الخفي "


--------------------------------------------------------------------------------------------------
لو كان لي ان أمنح جائزة ، لأقمت جائزة " الانجاز " و لأعطيتها لذلك الفيلسوف العبقري صاحب فلسفة " تكبير الدماغ " ....



" أنا أُكبر دماغي ، و أنفض للي حواليا .... إذن : أنا موجود ! "


هذه حقيقة ... فقط .. اسمعي لهم ... سيجرفكِ سمعك و يصير إنصاتا .. فإيمانا .. فتلاشيا لوجودِك

* " انتِ ايه اللي بينزلِك ؟"



* " انتي هاتفضلي قاعدة في البيت كده على طول ؟"



* " انتي بقيتي مدمنة نت انتي كمان ؟"



* " القراية و الكتب دول هايضيّعوا عنيكي"



*" ذاكري شوية بدل الرغي في التليفون "



* " المذاكرة مش بالكَم ... يعني ذاكرتي شوية خلاص ... مش تفضلي طول اليوم ماسكة الكتاب "



* " مسرحيات ايه اللي عاوزة تروحيها دي ... بلا كلام فارغ "



* " أوعي حد م الجماعات الاسلامية إياها يتكلم و تسمعيله ، ما تضيعيش مستقبلك "



* " منهم لله و الله ، هوه اللي يقول الله و الرسول و الدين في البلد دي يمسكوه ؟"



* " أوعي حد يضحك عليكي و يقولك كلام الأفلام ده و تصدقيه "



* " يا بنتي اتلحلحي شوية كدة و فكيها ، ماتبقيش عقد "



* " الاحترام حلو ... و لازم اللي قدامك يحترمك "



* " انتي ما بتشوفيش البنات بيلبسوا ازاي و لا بيتكلموا ازاي ، ده احنا مخلفين غفر "



* " انتي بتاخدي وقت في الصلاه كده ليه؟ ايه الملل ده ؟ انتي هاتصلي التراويح ؟ "



* " مش عدت بأشوفك بتصلي ليه؟"



* " ماهو بنات عمتك أهم ... اشمعنى انتي ؟ هاتعمللنا فيها شيخة ؟ ده فرح ... عشان يرقصوا لك يوم فرحك "



* " انتي غاوية تعب ؟ بلي السجادة بالمية و خلاص ، مش لازم الفرشة دي "



* " سيبك من عالم الكتب و المثالية و الأوهام اللي انتي عايشة فيه ده ... الدنيا مش النادي الأدبي اللي بتروحيه ، و لا الكلمتين اللي مالهمش لزمة اللي بتقولوهم هناك "



* " ما تيجي معانا ... مش قرايبك برضة و صلة رحم ؟"



* " هاتروحيلهم ليه ؟ فيه حاجة ؟"



* " المهم انه عنده امكانيات و شكله مقبول ، ده وسيم حتى ... انتي هاتنهبي ؟ تعوزي ايه أكتر من كده؟"



* " فاكرة نفسك مين يعني؟ و لا ايه المميزات اللي عندك عشان تختاري و لا تتشرطي؟"



---------------------


" يا بابا علشان ..........................."



" ماهو ضروري إن ..........................."



" طموحي ............"



" بأفكر .................."



" لأ ....... مش كدة ........ "



" .......... الضمير .........."



" أنا ................



نحاول نقاشا ... يصير جدالا ... ننهزم في نهايته بصوت يعلو أصواتنا الهشة ، و بعدم محاولة للفهم أو رؤية ً لحقيقة ما نقول
اسمعي .... ( سماعا سيجرفكِ للانصات ... احذري ) ..... و ابتلعي ما يُقال لكِ
-------------------------------------------------------------------------------------------------
مشهد ختامي للمأساة : جثة ملقاة على قارعة الطريق ، تنهش فيها الكلاب الضالة ، و عند تشريح الجثة ، وُجد أنها ماتت بالسموم الكلامية التي تراكمت في العروق طوال السنين الماضية ، و عند تحليل هذه السموم ؛ وُجد أنها تركيبة من أنواع مختلفة : سم أبوي ، سم عائلي ، سم مجتمعي ......... و العديد من السموم الأخرى
و سم باهت اللون ( لا يلحظه كثيرون - لولا دقة التحليل ) من جلد الذات و تعنيفها
---------------------------------------------------------------------------------------------------
ما قلنا الأول : نفضي لهم يا بنت انتي
-------------------------------------------------------------------------------------------------------

* " ليه عملتي ............."



* " ليه ما عملتيش ............"


...........................................
هل أسمع شيئا ؟ ..... حاولتُ ردا ... لم ينطق لساني .... حاولتُ ثانيةً .... ثالثةً ..... لا شيء ... نظرةٌ فاترةٌ خاوية نظرتُها إليه ... لم أحاول مناقشةً .. أو مجادلة ً ... بل ؛ لم أستطع ... و عدتُ إلى ما كنتُ أفعل

" أه يا قلبي !!! إيه ده ؟ ده سابني في حالي ، و مشي !! "


الحمد لله .. أخيرا ... ولجتُ إلى فلسفة " تكبير المخ " المجيدة

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
مشهدٌ ختامي لليلى الناجية من المأساة : تسير بثقة لامبالاية فوق حطام الدنيا ... تغني بصوت عال ... تنزلق على خيوط النجوم طفلة شقية ، تجوب الدنيا عطرا خفيفا يداعب وجه طفلة نائمة نسيما مرحا ..
البلوج الرئيسي ل ليلى

الاثنين، سبتمبر 04، 2006

لو حد يعرفه يقول لي

علىالبيانو تتحرك أصابعها بشكلٍ آلي
تنبهها المدربة : ليس هناك تناغم بينكما ... لستِ منسابة في العزف ... هناك ما يقيدك
في غضون بضع ساعات تُصدم لمقتل أختها التي تسكن في مدينة أخرى
تتقابل و المحقق الذي يحاول حلاً للغز الجريمة : هذه ملابس أختك ... شعرها المستعار ... هذا البار كانت تتردد عليه ، و ذاك الملهى الليلي كذلك .... كانت لها علاقات متعددة مع هذا و ذلك و ذاك
تُصدم صدمةٌ أكبر ... تعترض ... تُدهش ... تتذكر مدى الرقة و الاحتشام الذي كانت عليهما أختها
يبدآن سويا رحلة البحث عن القاتل بين أؤلئك الذين كانت أختها على علاقة بهم ... أصحابها ... و أناس آخرين ذُكر أسمائهم في مكان ما هنا أو هناك أو كُتب على ورقة ما
كلٌ يعطي وصفا مختلفا للقتيلة : انها تلك العاهرة ، إنها تلك الفنانة الموهوبة الذكية الحساسة ، إنها تلك الفتاة الخجولة الملتزمة المحتشمة ..... تكثر التفاصيل المربكة .. و تستعيد الأخت بعض التفاصيل المؤلمة لحياتهما و هما طفلتين أثناء رحلة البحث .... و نكتشف أن القتيلة كانت مصابة بانفصام في الشخصية ... لكن ؛ القاتل لايزال مجهولا
يتم البحث أكثر
و بالفعل ؛ يتم القبض على القاتل الذي يعترف بأن احداهن استأجرته لقتل تلك الفتاه
و من بين الصور ، يتعرف إليها : إنها إحدى الشخصيات الثلاث التي كانت تنتاب القتيلة استأجرته لقتل احدى الشخصيتين الأخريتين اللتين كانتا تحتلا نفس الذات
إنها هي من استأجرته ليقتلها على اعتبار كونها أخرى !!!!
نعيش مع تفاصيل القتيلة و مع حياتها المربكة المؤلمة ، و التي تم التعبير عنها بشكل بالغ الجمال الفني ، كذلك المشهد الذي مازال عالقا بذاكرتي ، عندما كانت القتيلة في شخصية الفنانة ، و سألها ذلك الرجل الذي اغتصبها طفلة - دون أن يعرف هويتها - عن أقرب لوحاتها إليها ، نظرت إلى اللوحة التي تجمع رجلا يبدو عليه القسوة و الشر و الغلظة و طفلة خائفة مذعورة ... ارتبكت قليلاً ... و أشارت بسرعة إلى أي لوحة على الجدار المقابل ؛ فإذا بها لوحة لثلاث عُصي عليها ثلاث قبعات مختلفة تماما عن بعضها البعض!!

نعيش كذلك مع المحقق الذي يعاني مشاكلا مع طليقته و ابنه الصغير ، و حلمه بشراء قارب في البحر ... و يمضي الفيلم ليكتشف جزءا من نفسه كلما اكتشف جزءا جديدا في قضيته ، و لنجده في النهاية قد توائم مع نفسه و حل مشاكله و حقق حلمه
أما الأخت ؛ فتواجه ماضيها ... تتغير تعبيرات وجهها ، و نجدها في النهاية على البيانو مرةً أخرى ... لكنها هذه المرة متناغمة ، منسابة ، ترقص أصابعها بخفة مع أصابعه

عندما حررتُ قريبا قائمة أفلامي المفضلة في البروفايل الخاص بي ، كتبتُ كل ما استطعتُ تذكره من تلك الأفلام التي أعطتني وعيا و إدراكا أو غذت حاستي الجمالية و أعطتني فنا راقيا ، أو كانت الصنعة السينيمائية فيها جيدة و أعجبني تكنيكها ، أو شعرت أنه مهم في تسليط الضوء على نقطة معينة بشكل فني ، و بالتالي أعطتني متعة لا توصف بشكل من الأشكال
كل فيلم كتبت اسمه يحمل أحد الشروط السابقة ، و القليل منها ما يحملها كلها
هذا الفيلم الذي تحدثت عليه منذ قليل قفز إلى ذاكرتي مصحوبا بكل المتعة ، اللذة ، الدهشة ، و الخفة الذين شعرت بهم عندما شاهدته
على الرغم من أني شاهدته في التلفاز منذ ثمانية أو تسع سنوات
و للأسف ، لا أعرف اسمه
لا أتذكر أحدا من أبطاله
لا أذكر سوى أحداثه ، و تلك الحياة التي أعطانيها وقتها
من فضلكم ، من يعرف اسم هذا الفيلم أو شيئا عنه يساعدني
**********************
تحديث :
شكرا لهيثم
الفيلم اسمه
Voices from Within