الاثنين، يناير 22، 2007

توابع


*
تلك الليلة ... اقتحم عليّ لحظاتي لثاني مرة على ايميلي الخاص - غير المنشور - دون معرفةٍ مسبقة ...
" يا لا من نِفسك ، قبل ما أعملك إجنور و ديليت انت كمان "
و بعد بضع جمل استفهامية ، بدأت السخرية ... فلربما هناك قصة حب فاشلة على النت حتما .... طبيعي ، فالبنات - بالتأكيد - يدخلن على النت بغرض معايشة مراهقات الحب ،أو .................. ( خلينا مؤدبين أحسن )
و على الرغم من نوبة الضيق و الغضب التي كنتُ فيها ، إلا أن كلماته جعلتني أبتسم ....... "
يااااه !!! هوه لسه فيه ناس بتفكر كده ؟ !!" ... ثم بعد تفكير غير عميق ، انتبهتُ إلى أن معظم الناس ( بتفكر كده )

* سهوٌ لحظي عن إغلاق التعليقات ، أعقبه إنقطاع للنت أفشلا بعض قراراتي المعلنة ...
فقط .. نجحتُ في حذف الغالبية العظمى لقائمة الهوت ميل ، و عمل بلوك لهم - دونما ذنب جنوه - / ( ذنب ؟ ) بل دونما ( مزية ) امتازوا بها لأمنحهم تحررا من قائمتي
و لم أفعل طقوس الحذف المعتادة من إلقاء السلام الأخير ، و إيضاح دوافعي ، و البوح لهم بأنهم كانوا أناسا جيدين محترمين استمتعت بحديثي إليهم في الفترة الماضية ثم تمني الأمنيات الطيبة لهم
( أمينة ) فقط من شاركتها بعض تلك الطقوس قبل الحذف ثم البلوك لأنها الوحيدة من كانت ( أون لاين ) ، و فشل ذريع لي على الياهو الذي احتاج مني لإضافة الإيميلات يدويا على قائمة التجاهل ( الاجنور ليست ) ، لأفجأ بعد ذلك أن النت باشا قد انقطع ( على الرغم من أن الميل كان مفتوحا ظاهريا ) ، و أن لا شيء قد حذف
ثم يهمد النت تماما ... تؤجل الأشياء لليوم التالي ، و لا يحلو لأخي إسقاط نسخة الوندوز سوى ذاك اليوم المأمول ، ثم فشل ذريع لتنزيل نسخة وندوز أخرى ، ليهمد جهازنا العزيز تماما

* في إعتقادي .... أقل العلاقات غموضا و جلبا للمشكلات هي علاقة الحب ... فالمسألة واضحة : إما أحب أو لا أحب .... هكذا ببساطة
في الحب تستطيع بسهولة - نتعمد كثيرا تصعيبها - تقرير موقفك من الآخر و موقفه لك ، و أهمية كل منكما للآخر
المشكلة دائما في تلك العلاقات الأخرى
لأناس تطلق عليهم دائما بكل أريحية : ( العيال أصحابي ) ، و لعدد أقل تطلق عليهم : ( أصدقائي المقربين ) ... لأناس تعتقد ألفتك بهم و معهم : ( دماغنا قريبة ، و اهتمامتنا واحدة ).... تطل عليهم بين الحين و الآخر تلتمس دفئا .... تشعر بمسؤلية ما اتجاههم ، و تُلام إذا ما حاولت الابتعاد
هذا بالاضافة لعلاقات أخرى بين بين ..... تعرف جيدا أنك حريص عليها من أجل أن يكون لديك ذاك الذي تهتم لأخباره ، لتقلباته ، تهتم أن تخبره بتفاصيلك الصغيرة التي لا تهم أحدا غيرك ... تهتم لأن تسأل إذا ما غاب أو ابتعد ... لأن يكون أهم من تلقي عليه أفضل ما في الصباحات أو المساءات من أمنيات سعيدة
باختصار : شخص عابر - مثلك تماما بالنسبة له - تُنصِّبه " مهما لك " إلى أن يأتي ذاك المهم بحق ، و يشعرك هو أيضا بمكانتك - باعتبارك قد نُصبت مهما أنت أيضا - إلى أن تمر إلى طريق آخر
إنه ذلك التواطؤ المتبادل

* " أنا نظرتي في أرواح الناس ما تخيبش " ..... قلتها لنفسي بفرح و ثقة عندما قرأت تعليق تسنيم على البوست السابق
لم يكن جنونا مني أن قلت أني أعرفك منذ كنا في العالم الآخر
* هنـــــــــــاك ... في تلك الغرفة
في ذاك المكان الذي كنا ( نقذف الفكار و الكلمات فيه محاولين أن نبدو جادين أو ربما أكبر من هذا العالم الكبير ) كما يعرفه الحلو ، أو على ( مائدة المهمومين ) بكلمات الأصيل ، أو الوطن / المنفى / مدينة الأشباح / مكان يصلح للحنين ، بكلماتي الخاصة ... ذلك المكان المحير لكثير منا ، تقاسمنا الاهتمام بالأدب ، و الثرثرة حوله كثيرا و الاستمتاع به في بعض الأحيان
منذ بداياتي الأولى هناك ، و حتى تلك الاجتماعات المتناثرة الأخيرة ، و ما يهمني حقا هو أوقات تجمعنا الرسمية و هي ما أشعر فيها بالانتماء
زملاء قدامى ، جدد ، حديثي العهد ، لم يفرق الأمر كثيرا .... تبدأ الغربة التي احتلت للتحايل عليها - شكليا على الأقل - منذ لحظة فقداننا للتجمع حول قصة أو قصيدة ما ، و اعادة إرتدائنا للحظاتنا الانسانية الأخرى

* في إعتقادي .... الأشياء و المواقف هي ما تجمع البشر حقا
الأشياء المشتركة هي البداية و الفاصلة و النقطة في آخر السطر


* صيف العام الفائت ، قاومت بشدة مقاومتي للتعرف إلى بعض المداونين السكندريين ، ربما لأنفي - أمام نفسي - الاتهام لي بالجبن أو الانطوائية او التخاذل أو أي من الإتهامات الأخرى التي توجهها لي نفسي عادة إذا لم أكن واثقة بشأن ما أريد
و بمساعدة من غادة ، استطعت ُ مقابلة بعضهم في التجارية بالأسكندرية
و بصرف النظر عن انطباعاتي المفردة عن الحضور ، إلا أنهم كانوا بشكل عام يحاولون ترحيبا بذلك الوجه العابر - كعشرات الوجوه الأخرى بذاك المكان - بينما وجدتني أسائل نفسي في دهشة و أنا بينهم : " أنا ايه اللي جابني هنا أصلا ؟ " .... و أدرك استغبائي لنفسي و شعوري بالافتعال - افتعال وجودي في تلك اللحظة في ذاك المكان - و نحن نحاول اصطيادا لخيوط حديث ما عن التدوين و المداونات و المداونين الذين كنت أعرفهم على وجه الشبه لا أكثر ، لسفري السابق بين المداونات دون اهتمام ربما بالتركيز على اسم صاحب المداونة

* نوة الغضب السابقة واتتني في يونيو السابق ..... أعتقد أن علي ّ توقعها كل ثمانية أشهر ، و أنتظر انفجاراتها من الأشياء الصغيرة

* إنها دوما الأشياء الصغيرة .... تلك القادرة على منحي البهجة أو سرقتها مني

* معلومة علي ّ التأكيد عليها لنفسي بين الحين و الآخر : أنا كائن انتقائي جدااا ... يريد القليل في حياته ، من البشر ، الأشياء ، الأمنيات و الطموحات .... لكنه ذلك القليل الذي يخصه وحده و لا يستطيع به مقايضةً و لو لشيء " أكبر " أو " أهم " في وجهة نظر الآخرين ....... القليل الذي ينتمي له جداا أو يمد فيه جذوره بحرية و ثقة
كائن ( أبيض و أسود ) .... واضح جداا أمام نفسه ... في نواياه ، و أولوياته ، و مدى قربه أو بعده من الأشياء.... هدفه الأول في الحياة هو نقاء الرؤية و وضوحها .... الصدق التام حتى لو أدى به ذلك إلى الاعتراف لنفسه بالكثير من شرور نفسه الخفية ، بعقده الدفينة ، و بتركيبات النقص لديه

* مؤشرات الخطر التي تدل على اقتراب لحظة الانفجار غالبا ما تكون واضحة ، لكني كثيرا ما لا أبالي بها : - نعكشة و عدم تنظيم في أشيائي الخاصة / دولابي / أرفف مكتبتي
- نمر تليفونات كثيرة في النوتة
- أسماء كثيرة على الماسينجر
- كثرة مجاراة الأخرين في " ازيك " " الله يسلمك " و التمامات الكثيرة المتبادلة و كلمات مجاملة لا أعنيها حقا ، و تبادل القبلات مع الزميلات عند السلام عليهن


انتظـــــار ممتد تحت تمثال عرابي .... و بين نفي ثم تأكيد على الحضور تتوافدون ... ليحملنا الميكروباص إلى
فرحها .... تلك الرحلة التي دوى فيها السؤال أكثر من مرة في ذهني : " هل أعرفهم و يعرفونني حقا ؟ "
* أول مرة شعرتُ فيها بشكل عملي بتلك الورطة - أو ذاك الفصام - الذي جلبه النت عليّ كان عندما صحبني " سلامة " لقضاء مصلحة خاصة بي في بلدهم .... بعيدا عن الوسطين الذين اعتدنا رؤية بعضنا البعض خلالهما : النادي الأدبي ، ثم النت
" مالِك ؟ "
" ما بتتكلميش ليه ؟ "
" فيه حاجة يا " شغف " ؟"
كرر السؤال على فترات متفاوتة ..... انتبهتُ لانكماشتي المعتادة على نفسي ، شرودي المتكرر ، صمتي المصاحب ، تلك المسافة التي أُبقيها بيني و بين الآخرين .... كما انتبهتُ ل " شغف " تلك .... الثرثارة غالبا ، التي تستطيع إدارة دفة الحديث و بدأه و استكماله و جعله ممتعا أيضا إذا ماأرادت ذلك ، العاشقة لتلك الوجوه و ( الإيموشنز ) و التي تعرف كيف تعبر بها جيدا لتمزح حينا ، تسخر حينا ، تلعب و تتشاغب حينا ، و تستطيع استفزاز من أمامها ليجاريها في حديثٍ خفيفٍ مَرِح أغلب الوقت
و مرة ثانية .... شعرت بالافتعال ...... لكن تلك المرة ، شعرتُ أن هذا الافتعال واجبٌ عليّ لأمنح الأمور بعض الطبيعية ، و لأقلل الفجوة بيني و بين شغف .

" I don't care "
" "مش مـــــــهتمـــــة
" ما يهمنيـــــــــــــــش "
" لا أهـــــــــــــــتـــــــــم "
تُرى .... أي الجمل السابقة أوقع - أو ربما أقسى - في التعبير عن عدم الاهتمام ؟
الشغف هو النقيض لعدم الاهتمام .....و لكي تُشغف بشيء حقا عليك ألا تهتم بملايين الأشياء دونه

* كنا صاحبتين .... تسللت الخلافات فيما بيننا لنكتشف عدم قدرتنا على الاستمرار معا ... على مجرد الاتصال ببعضنا البعض كل حين و آخر ..... هنا ، في الفضاء التدويني ، فرحت عندما وجدت كتاباتها ... ففي تلك الكتابة تحيا تلك الروح المتفردة التي جعلتني أهتم بها في البداية ..... و كان الضيق يتصاعد داخلي كلما وجدتها غابت أو محت بعض ما
كتبت
* غادة الكاميليا ، فنجان قهوة ، ميندونا
هم أول من أثاروا موضوع حذف المداونات من فترة عندما قاموا بحذف مداونااتهم ... و عادت الأوليتان و تبقى الثالثة مغلقة لمداونتها
ثم ، شعور بالاستنفار كلما وجدت مداونة مغلقة
و عندما ظهر أحدهم إلى حيز التدوين الجماعي مرة أخرى - بعد مدة طويلة من غلقه لمداونته - علقت فقط على تلك النقطة
فقالوا أنه حق فردي .....
و من هنا كانت التدوينات السابقة
* أفهم جيدا تلك اللعبة يا فيلم : لعبة غياب شخص / فافتقاده / فالحنين إليه / فالسؤال عنه / فشعوره بالأهمية و اهتمام الاخرين به تبعا لذلك .... بل ربما لعبتها منذ بضع سنين ، لكنها ما عادت تصلح لي الآن ، و ما عدت أحب لعبتها أو حتى منح الاحترام الكامل و الثقة الكاملة لمن يلعبها ، فلعبة الابتزاز العاطفي تلك - كما أسميتها - تصم لاعبيها بالضعف و الاهتزاز ، و لا أعتقد أني لازلت بذلك القدر من الهشاشة و السذاجة و عدم الثقة في الذات لأمارسها مع أحد
كما اني لست بذلك القدر من السذاجة يا " بيسو " ليصور لي أني " الأستاذة مهمة " التي سيفرق بشكل كبير كتابتها من عدمه لذلك الجمهور " العريــــــــــــض " " المتلهف " لقراءة " عبقرياتها " .................. أنا أدون ، لأني أريد ذلك
الكتابــــــة ( بالذات المقترنة بالنشر ، لأن النشر دافع للكتابة في كثير من الأحيان ) تحقق لي توازنا و سلاما نفسيا ، و تجعلني أكثر قربا من نفسي و فهما لها و ثقة فيها
و عندما أتوقف ، سيكون ذلك أيضا لأني أريد ذلك
و بشكل عام ، لا أحب أن أكون رد فعل لغيري ... بل فعل مستقل ، أو استجابة منظمة
و في كل حال ، أحترم هذا الفضاء الذي أدون فيه بالقدر الكافي الذي يمنعني من حذف شيئا كتبته حتى لو كان ضدي ( أو ضد تلك الصورة التي تُشكل لي ) من عليه