الثلاثاء، مارس 06، 2007

خمس ٌ من الخبايا


خبيئةٌ أولى :
لم يعرف أحدٌ ذلك عني ، و لا حتى هو
عندما قالها على حين غرة : " أحبُكِ" ---- فتحجرتُ و لم يسعفه أو يسعفني ردا ً واضحاً ؛ كان الصراع على أشده داخلي : تلك الأنثى المخبوءة التي طربت للكلمة ، و أخرى ملتفة بمسوح التدين تشعر أن الكلمة ليست من حقها بعد ، أن الكلمة من خارج مدينة " القول المعروف " ، و يثقلها شعورٌ بالتواطؤ في الاستماع للكلمة و القبول الضمني بها - خاصة مع شعور جسدها بشيء من الخدر يتسلل إليه - ، و ثالثةٌ - هنا دوما - تتشكك في الكلمات التي يلوكها اللسان ، لتثق أكثر بما يقوله موقفٌ ما أو كلمةٌ صادقة زلت بها نظرة العين
" الكلام المباشر تسفيه للمشاعر " --- هكذا كان الايمان دوما
لم يكن الأمر ليختلف لو استمر الطريق بنا معا
لكن تلك اللحظات حقا كانت لحظات صعبة و مؤلمة ، و كانت أكثر قسوة حينها --- حينما لم أكن أدرك تحديدا ما الذي يدور داخلي أو أعرف له تفسيرا



----------------------------------------------------------------

خبيئةٌ ثانية :
أو هي أولى في ترتيبها الزمني
و هي أني أحب نفسي حقا
ليس ذلك الحب المعتاد لها كـ " نفسي " ، لكني أحب نفسي كـابنتي ، و أتعامل معها هكذا
في البداية : كنتُ تلك الأم المُعنِفة اللائمة
لكني تغيرتُ كثيرا مع الوقت
صرتُ أكثر اقترابا منها و تفهما و محاولةَ للاحتواء
" لا يهمك شيء ، أنا هنا بجوارِك "
" سيكون كل شيء على ما يرام "
هكذا صرتُ أهمس لها
لذا ---- هي الآن لا تكذب عليّ في أي شيء ، و تبوح لي بأدق التفاصيل حتى لو ظنتها مخجلة أو مسيئة
و لهذا ---- أنا الآن أكثر ثقة بها

------------------------------------------------------------

خبيئةٌ ثالثة :
بحتُ بها منذ عدة أيام فقط لصديقتي :
أخاف الاقتراب الشديد من الآخرين --- أخاف التعلق بأحد ثم مواجهة برود تعوده على وجودي في حياته بعد ذلك
صديقتاي أنتما ، لكني شعرتُ بصدمةٍ ما عندما اختلفت طرقنا و تشعبت ، و تشكلت حياةٌ أخرى لكلٍ منكما
أدركتُ عندها مشاعر الطفل الذي يجبرونه على الفطام
و تناقلتني التجارب البسيطة المتتالية التي تؤكد نفس التحذير : " ابعدي بركان مشاعرِكِ الثائر عن البشر ، و لتضعي في فوهته الأشياء فحسب ---- صارعي فيه الأشياء و الأمنيات و الطموحات ، فهي قادرة على التحمل ، أما الآخرون ---- فلا " ، لذا ززز أقرب الأصدقاء و الأحباء لدي الآن هي وحدتي


------------------------------------------------------------
خبيئةٌ رابعة :
" زعلتي ؟"
" لأ خلاص ، ما عدتش هأزعل ( منَك / منِك ) تاني "
لا أعتقد أن أحدا ممن قيلت له تلك الإجابة قد نفد إلى معناها الحقيقي
لكن ، لا بأس أن أهمس بذلك الان
ربما أتضايق أو أغضب من تصرفٍ ما / أو من نكثان وعد / قد قام به أحدهم ---- لكن ، من السهل جدااا أن أسامح على المدى القريب أو البعيد حتى
" خلاص مافيش مشكلة "
أعنيها حقا - كما أفعل مع غالبية كلماتي - عندما أقولها
فليس هذا الشخص أو ذاك قريبين جدااا مني أو مؤثرين في حياتي لتلك الدرجة التي يمكن أن أغضب منه
" لا يعنوني كثيرا "
لذا ، أسامحهم بثقة
قليلون هم القريبون جدا - أو الذين يحاولون اقترابا - و لأنهم قريبون / أو يسعون لذلك / فعند أي تصرف يحنقني أو يغضبني ----------- خاصة لو كان شيئا بسيطا
عفوا ---- فإني لا أسامح
شيءٌ من اثنين يحدث غالبا :
- إما أن يتفهم هذا " القريب " أو " المهم " سبب غضبي و ضيقي و يحاول حلا عمليا له و تعد تصرفاته بعدم تكراره / هذا في حالة ألا يكون هناك سببا منطقيا وجيها أو سوء تفاهم ما وراء تصرفه
- و الشيء الثاني ، أن أدرك أنه لا سبيل آخر أمام لامبالاته سوى أن أكرر تلك الجملة :
" لأ خلاص ، ما عدتش هأزعل منك تاني "

---------------------------------------------------------------
الخبيئة الخامسة :
لم يعلم أحد من قبل أني أحيا بـ " التواطؤ "
أصبحتُ أعي جيداً تواطؤي الواعي - مع سبق الإصرار - في كل شيء : تفاؤلي المصاحب ، انتمائي الديني ، انتمائي لهذا الوطن ، صداقاتي ، بل إن استمراي في الحياة ذاتها أدركت أنه هو أيضا يحمل شبهة التواطؤ تلك
و على عكس سذاجاتي السابقة ، أدرك تماما أن حدث الحب المُنتَظَر لن يخلو من التواطؤ هو أيضا
في اعتقادي
التواطؤ أساسٌ حياتي يحيا به كل البشر
لكني لن أصدر أحكاما على آخرين أو على إدراكاتهم للحياة
يكفي أن أكتشف ذلك داخلي : أن كل الأشياء تحمل أماكنا تخلو إلا من علامات الاستفهام التي لن يستطيع حسمها فلسفة و لا فذلكة
و على المرء أن يتعلم مواجهة حقيقة تواطؤه ، و غض النظر عنها

-----------------------------------------
في البداية ------- كنت أظن أنه ليس لدي خمس أشياء لا يعرفها أحد عني ، لكني بعد ذلك اكتشفت أن لديّ مئات الأشياء التي لا يعرفها أحد
و ها أانا الآن قد سمحت لخمس منهن بالظهور
بياترتس - بيانست - هوميروس - عوليس - شبابيك - سمسمة - ليوناردو - ميندونا - غادة الكاميليا - بنت مصرية - زرياب
هل لكم أن تخبرونا بخمسة أشياء لا يعرفها أحدٌ عنكم
؟

هناك 9 تعليقات:

هوميروس يقول...

بالنسبه للخبينه الرابعه
فدي مش خبينه اوي لان دي تقريبا قاعده عامه
في التصوف في مثل بيقول حسنات الابرار سيئات المقربين
فاكيد لما الواحد بيزعل من حد قيرب اكيد ما بيسامحهوش بسهوله
والجامعه انا نزلتها يوم الاحد وانشاء الله الواحد يواظب عالنادي
بس عايزين نشوفك هناك

تــسنيـم يقول...

مش عارفة أقولك إيييييييه..
مش هتتخيلي اني كنت قاعدة بقرأ خبيئاتك بتمعن وحاساها أوووووووووي ومش عارف بس حسيتك أنا جداااا خاصة في الخبيئة التانية والرابعة وأعتقد إنك ممكن تلمسي ده عن طريق بوستاتي.. ويمكن ده سبب التواصل.. فاكرة بوست شخبطة على ورق بتاعي ارجعيله كده وانتي تعرفي أقصد اييه..

تحياتي

عنتر بن غلبان يقول...

بيتهيألي كدة ان الخبايا دي مش خبايا قوي, كلنا جوانا نفس المناطق دي مع تفاوت تأثيرها مفتكرش انك وضحتي شئ اكتر عنفا من وضوحك مع نفسك وخصوصا الاقرار بالتواطؤ مع الحياة(كلنا متواطئون على فكرة)وده اهم شئ بغض النظر عن التفاصيل اللي سردتيها بمنتهى السلاسة كأنك بتحكي عن حد تاني

بوركت

dandana يقول...

ايوااااااااااااا...
اظهر وبان عليك الامان....

حاسة بنظج مش طبيعى فى كلامك....

على فكرة ماعرفتش ردك عليا كان ايه فى البوست اللى قبل اللى فات...انك مسحتيه...

عين ضيقة يقول...

(الكلام المباشر تسفيه للمشاعر)

انت خوافة جدا
نفسى أقولك انك جبانة , تسمحى؟

تقريبا الخبايا الخمسة بتدور حولين نقطة واحدة
وهى علاقتك بذاتك

ياسمين

وقاصدة انى اقولك باسمك الحقيقى

الحياة مابتزودش الخوف غير خوف
والحب ما بيصمدش لوحده
والحب مش حرام
المهم يكون بجد

انا مش بكلمك كلام بنات , انا بقولك كلام شخص جايز اصغر منك
بس قادر ياخد حقه من الدنيا
او ع الاقل بيحاول

قبل كده قلت لك كونى
اسمحيلى المرة دى اقولك عيشى

سلام

شغف يقول...

هوميروس
،
تسنيم
،
عنتر بن غلبان

:

:)


-----------------------



دندنة :
مش مسحته يا دندونة بس لاقيت إن خلاص يعني أدى مهمته على خير و ما عادش له لزمة فسيفته

بالنسبة لردي عليكي يا ستي ، فأنا كنت قلتلك إنك سبقتي بالخطوة المتوقعة يعني بالنسبة إنك جيتي المداونة ( و عاوزة تتعرفي )
بما إن تسنيم سيحتلنا في مداونتها أنا و انتي
فطبيعي يعني صديق صديقي صديقي هو أيضا
هوه أنا دخلت مداونتك مرتين تلاتة ، بس كنت مستنية الفرصة المناسبة للتعليق أو ما شابه


بس انتي نورتيني هنا قبل ما أزورك
:)


--------------------------------


عين ضيقة :

(الكلام المباشر تسفيه للمشاعر



استوقفني جداا ان الجملة دي تكون الاقتباس اللي انتي خدتيه من البوست قبل ما تبدأي كلامك

ما عنديش اعتراض على كلامك من أي نوع بالمناسبة ، و معاكي جداااا
بس ليا اعتراض أكييييد على ان يكون فيه علاقة بين الجملة دي و بين كلامك
و بين الموقف سابق الذكر و بين كلامك


لأن فعلا أنا بأعتقد في كده ، و مش مجرد جملة تبرريرية مثلا للخوف

و اتأكدت من كده لما لاقيت إن عندي نفور عالي جدااا من الكلام المباشر من غزل أو مديح أو ما شابه
و على فكرة بحس احساس سيء غالبا

حتى لو الكلام ده من أصدقاء أو أصحاب أو ما شابه

بأحس إن الكلمات اللي بتتقال بسهولة دي موج بيتكسر على الشط و يخلص

ممكن تبقى صادقة بشكل ما في وقتها ، لكنها بتنتهي لأنها مش عميقة


تعرفي -----
أنا ليا صديقة قريبة جدااا مني
علاقتنا أخدت وقت طويييل جدااا على ما تتكون و توصل للصداقة
مرة ، بعد حوالي 5 سنين من تعمق صداقتنا
قلتلها " بحبك "
و ماكانتش سهلة أبدااا
كنت حاسة إنها بتخرج أكن روحي هيه اللي بتخرج
و من ساعتها و ما عدتش بأصدق السهولة اللي بتتقال بيها الكلمات اللي أصحابها بيدعوا إنها حق

على فكرة ، أنا ما قلتش الحب حرام بأي طريقة

و بالمناسبة الموقف سالف الذكر حصل مع شخص أصلا كنا معترفين لبعض ضمنيا بالشعور ده ، و بعد مده طويلة نسبيا من شبه الارتباط اللي كان بينا

21arestoo يقول...

مش عارف بس التاج بدا يحتمل حاجات تانية خالص
مش عارف برضو دا مع او ضد
ولا عارف كمان هوه ليه علاقة بالتاج من اساسه؟

انا كنت مستني ردك ع التاج دا
لكن لما نزل حسيت انو موضوع تاني

عموما
nice

شغف يقول...

أريسطو :
؟؟؟؟؟؟؟

Ayat يقول...

بجد مش قادرة أصدق!!! حطيتينى فى حالة مختلفة تماما من اللى كنت عليها طول اليوم تقريباً ... خبيئتك التالتة بالنسبة لى هى حقيقة عمرى التى أدركها البشر جميعاً .. بس أنا بحكى كل شىء لكل شخص طالما دخل دايرة محيطها أصغر من محيط دائرة "صباح الخير صباح النور" لو فاهمة قصدى عشان ماحدش يحس إنه إمتلك عليا أسرار فامتلك فيا شىء .. خبيئتك الرابعة ..بقولها لما بيبقى حد مهم و زعلنى وخلاص وصل لمرحلة انه مابقاش مهم فماعدتش أزعل منه تانى ... شغف .. أكيد كنا نفس الإنسان فى يوم من الأيام فى حياة سابقة .. ربنا يرزقك براحة البال دايماً