الاثنين، أكتوبر 08، 2007

يتحرق الأكل و يتكب

هناااك --- كانتا تتشاجران
،تبادل للضربات ، و الصراخ ، و الشتيمة الطفولية التي تلجأ لاحتقار الحيوانات و اتخاذها مضربا للشتيمة
ثم ---
الاستغاثة بالأم و الشكوى الباكية لها
كل ما فعلته هي أن صاحت بوجهيهما : " اتخانقوا بره ، أنا فاضيالكم ؟ مش لاقيين غير ساعة ما أكون في المطبخ و تعصبوني كده ؟ الأكل هايتحرق "
**************************
قالت صديقتي ذات مرة أنها تعتقد أنها لن تهتم بأن تنجب عندما تتزوج
دُهشت لكلماتها
أوضحتْ أن الأطفال مسؤلية كبيرة جدااا تخشى من تحملها ، و تخشى بالاساءة إليها
كانت دهشتي أكبر
فإذا ما تحدث أحدهم عن عدم تحمل المسؤلية لكانت هي آخر من يمكن أن تنطبق عليها هذه الكلمة / هذا إن وافقتها أصلا
أخذتُ كلامها على علته -- لم أصدق تماما ، و لم أفهم
*************
فقط --- شعرت بالحنق الشديد
أيهما أهم ؟
المنزل ؟ الطبيخ ؟ الطعام ؟
أم نفسية طفلتين تتكون ؟
هل سيأخذ منها الموقف برمته عشر دقائق أو ربع ساعة لتتحدث بهدوء مع فتاتيها و تصلح ذات بينهما ؟
أجابت أفكاري بوضوح أنه ربما يكون هذا أفضل لهما
لتعتادا غياب العدالة منذ الصغر
و لتتعاملا مع غياب القانون ، و العيش طبقا لقانون الغاب الذي ينتصر لمن له أنياب أقوى و صوت أعلى
لتعتادا أن تكونا كم مهمل تُضاف إلى بقية " أكوام " البشر
و لتعتادا الشعور بعدم الأمن
و التربص بالآخر
لتعتادا الوحدة ، و أن لا يكون لكلٍ منهما ظهر أو سند سوى قدرتها الخاصة وحدها على خوض صراعات الدنيا
*************
( فوق راس بعض )
هكذا كان المسمى الذي يجمعني أنا و أخي الذي يصغرني بسنة
" اتخانقوا بره "
كانت أمي تقولها أحيانا في صغرنا
الآن --- لم نعد نتشاجر أبدا
لكن ليس هناك ثمة كلام مشترك أو علاقة حقيقية تجمعني به
*****************
عندما فُتح الكلام مرة ً أخرى
كررت صديقتي :
أحب الأطفال -- لكني أخشى من أن أؤثر عليهم بصورة تؤذيهم بأي شكل ، و لو عن غير قصد
ما الذي يدريني بأني لن أعاملهم بشكل ٍ لا يليق مع براءتهم ؟
مع رقتهم ؟
فهمتها
و
وافقتها القول
و أجبتُ صديقتنا الأخرى أن ما قد يهمني حقا هو من سأرتبط به
الأطفال ليسوا شرطا مهما
أمومتي أمارسها بالفعل و باستمتاع شديد
أختي الصغيرة
أخي الذي تفصلني عنه بضع سنوات -أحيانا
هؤلاء التلميذات الصغيرات
أي طفلٍ أستشعر ألفةً معه ، و أشعر باحتياجه لمن يضمه
الأطفال الكامنين في نفوس
الآخرين
طفلتي الصغيرة التي تكمن في روحي
- تحتاج عناية هي أيضا -
العالم ليس في حاجة إلى مزيدٍ من الأطفال البؤساء
فقط -- في حاجة إلى من يضم أطفاله المشردين بالفعل في أرجاءه

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

مشكلة الحاجات الجميلة على رأي نيللي كريم في فيلم انت عمري انها سهل قوي تعيش
وسهل قوي تموت
الحاجات الحلوة \ الأطفال \ المشاعر \ الكتابة \ الذكريات \ الأحلام
مسئولية كبيرة
لأننا عارفين
إنها حتوجعنا قوي
لو ضاعت

بياترتس يقول...

فيه حاجات كتير معدتش تفرق فى حياتنا
حتى تذكرها بيعتبر نوع من انواع التعود لا اكثر
لكن دايما الشئ الوحيد اللى دايما بيخلينا سعداء تخيلنا لمستقبلنا من قبل ما يتحدد
وحتى لو مفيش اطفال أو أم اوأب أو اخوات
مفيش غير فرد واحد هو الانا المطلقه
اكيد برضه هأحس انها لسه دنيا وعاديه برضه
القدر وفر علينا حاجات كتير جدا بس احنا اللى بندور عالسعاده بعيد عنه
والبحث وارد ياشغف ولكن التفكير فى الراحه غير وارد ابدا

شغف يقول...

مصطفى السيد سمير :

صح جداااا جدااا

و شكرا

كنت محتاجة حد يجمع ده كله مع بعضه ، و يقولهولي :)



بياترتس :

امممممم

معاكي جدا في الجزء الأول من كلامك

و معاكي إن القدر وفر علينا حاجات كتير

بس مش معاكي في نقطة إن التفكير في الراحة غير وارد دي

بالعكس تماما

راحتنا و سعادتنا غالبا في ايدينا

بتفرق بس في الطريقة اللي بنبص فيها لنفسنا و في الطريقة اللي بنفهم بيها احتياجتنا و متطلباتنا
و بتفرق قبل ده كله
في صدقنا مع نفسنا من عدمه

syzef يقول...

انا بصراحة معرفش صاحبتك اللي انت قلتي عليها انها اخر واحدة ممكن ينطبق عليها عدم المسئولية..ومش عارف ليه انتي مش مصدقاها

انا شايف بجد ان المشكلة هنا..ان اغلب البنات دلوقتي بقو مفتقدين لثقافة تحمل مسئولية أسرة..يمكن ده لانهم مالقوش اللي يديلهم ده ممكن..بس هي سلسلة طويلة اخرها المشكلة اللي انتي اثرتيها

عارفة ياشغف..في كلمة مشهورة عندنا بتقول علي امهات اليومين دول..بيقولو

عيال بتجيب عيال

اما بقي حتة اكتفاءك بامومتك اللي بتمارسيها حاليا..فشايف ان دي نقطة افلاطونية شوية..انا شايف ان امومة البنت حلم بيراودها ومبتقدرش تكتفي بامومتها اللي بتمارسها مع اي حد تاني غير طفلها اللي منها..ولو حاولت ده ..بيفضل في حتة ناقصة

بس عاجبني قوي ..الطفلة التي تكمن داخلي

شغف يقول...

سيزيف :

انت ما تعرفش صاحبتي اللي أنا قلت عليها بالشكل الكافي اللي يخليك تفهم ما أعنيه

و يمكن النقطة اللي انت اتكلمت فيها دي عن " العيال اللي بتجيب عيال " تنطبق على ناس كتير فعلا
بس مش دي النقطة و لا دي الأزمة


أما بالنسبة لي
فالمسألة مسألة هرم احتياجات
كل واحد بيبنيه بطريقته الخاصة
و يحط حاجات معينة قابلة للتنازل / لو حصل و اتحط في موقف حاسم
و أنا شخصيا
مش هأقول على الرغم من حبي للأطفال / لكن الحقيقة
على الرغم من حبي لدور الأم اللي تقدر تربي عيال أصحاء نفسيا و مسؤلين و متميزين ، و رغبتي إني ( أصلح الكون ) في عيالي
لكن النقطة دي بذاتها مش على قمة هرمي الشخصي
و لو ما حصلتش لأي سبب من الأسباب ، فمش هازعل
و دي نقطة قوة بالنسبة لي إني أعرف ايه اللي ممكن أتنازل عنه و ايه لأ

عشان كده ما تقدرش تعمم و تقول أمومة البنت حلم بيراودها و الكلام ده

فيه أحلام تانية ممكن تكون أكثر مراودة و إلحاحا و أهمية من حلم الأمومة

syzef يقول...

انا لما بقول اني معرفش صاحبتك مش بحاول انفي اللي بتقرريه عليها من عدمه..انا بقول لني معرفهاش وده ادعي لاني ماخدهاش منطلق لحكمي

نقطة العيال اللي بتجيب العيال اعتقد انها هي صلب الازمة لو بنتكلم عن حاجة اسمها أمومة وطفولة..حاجة اسمها احتضان واحتياج..حاجة اسمها احتواء وتكوين شخصية..حاجة اسمها عطاء واستقبال

مش يتحول الطرفين الي طرفي احتياج..اكيد يبقوا الاتنين محتاجين لرعاية مش واحد راعي وواحد بيــُرعى


مسألة هرم الاحتياجات دي بختلف معاكي فيها شوية..هل الهرم هرم مبني والا مفروض ؟ ده سؤال لازم نحدد اولا اجابته

بيتهيالي الاحتياجات ف اغلب الاوقات مفروضة..وبعد كده بتيجي مسالة التنازل عن بعضها او ممارسة استمرارية الاحتياج لشئ تاني..وحتي لو الهرم ده مبني فعلا بالشكل اللي انتي بتتكلمي بيه..فيفضل نقطة مهمه جدا وهي ان تنازلنا عن بعض احتياجاتنا دي بيمثل عامل نفسي وضغط معنوي كبير وده بيتوقف علي نوعية الحاجة وقوة احتياجنا ليه

وطبعا المسالة فيها جزء كبير من النسبية عشان متتهمنيش تاني بالتعميم..بس بيفضل في عوامل مشتركة بتضم فئة كبيرة من البشر تحت طائفة واحدة ليهم سمات مشتركة نوعيا وبالتالي ف احتياجات مشتركة ناتجة عن اتفاق نوعي برضه سواء كان اتفاق فسيولوجي او نفسي

اعتقد ان احتياج المرأة للامومة مدرج ضمن قايمة الاحتياجات الفسيولوجية والسيكلوجية وده مش كلام نظري ..ده كلام له نصيب كبير من الصحة بناءا علي دراسات علمية وتطبيقية في شرايح المجتمع باختلاف انواعها

وانا شخصيا عندي اكتر من تجربة حقيقية عشتها باغلب تفاصيلها

مسألة استغناءك (أو مش هسميه استغناءك بقي لاني ملاحظ انك ادرجتيه ف هرم احتياجاتك حتي لو متاخر شوية)النظري ده..انا شايف انه محتاج شوية وقت لتحديد حجمه بالضبط ..اقصد هنا عملية التجريب الفعلية ..اما الكلام النظري فبشكل كبير بيختلف مع الاحتكاك الحقيقي بالتجربة

ع العموم بتمنالك التوفيق الكامل (اللي هو مبيحصلش دايما) وانك متتنازليش عن حاجة من هرم احتياجاتك ..وبدل التنازل ممكن نبدا نفكر ف حل فعلي للازمة بتغيير ثقافتنا ناحيتها بجد