السبت، أغسطس 30، 2008

فلتكن حملة جديدة

* " هاتشتركي في حملة "كلنا ليلى" السنة دي ؟ "
أتذكر كلام أحدهم : " مشاكلنا هيه مشاكلكم ، لكن تبدأوا تقولوا " انتوا و احنا " ، يبقى ساعتها عيب بجد "
فأقترح حملة بديلة : حملة " كلنا حمير "
حميرا مطلوبا منها أن تسير وفق الاتجاه الذي يقودنا إليه لجامها الذي هو حتما بأيدي آخرين : في العمل ، في المنزل ، في الشارع ، في وسائل الإعلام و ما تروجه الحكومات ، في المعتقدات و الآراء ...
صدقوني ، حملة " كلنا حمير " هي البديل الأمثل
****************
حملة " كلنا ليلى " أو " تفيدة " حتى لا مكان لها إلا أن تكون هجوما حقيقيا لا يدعي الحيادية و التحضر ضد الرجال ... بكل غبائهم و إستعلائهم و عدم قدرتهم على الفهم و على منح الأمان حين نحتاجه منهم .... الرجل بكل أنماطه أبا / أخا / زميلا / صديقا / حبيبا / معلما / بائعا / إلخ
الرجل الذي يدعي التحضر و إحترام المرأة في كلماته بينما تشي أفعاله و تصرفاته بالعكس
الرجل الذي يقف رمزا للمسؤلية و الأمن ، و وقت الأزمات لا يهمه إلا أن يبدو على صواب و يلقي التبعة على الطرف الآخر بصرف النظر عن محاولة إنقاذ السفينة أو حل المشكلة
الرجل الذي يعد نفسه السند ، بينما هو طفل صغير لا سند له سوى امرأة تحتويه ، و ندر إن استطاع هو إحتوائها
الرجل الذي من طبيعته الأساسية ألا يفهم شيئا إلا أن يُقال صراحة ً ، فلا تنتظري عزيزتي " ليلى " أو " تفيدة " أن يفهم ألمك أو يستوعبه أو يلقي له بالا طالما لم تصرخي في وجهه به
الرجل الذي لا يهمه تواصلا مع من حوله قدر إهتمامه بأن يبدو الأهم و الأقوى ذو الحجة الدامغة
الرجل الذي لا يهمه في نقاش وصولا لحقيقة قدر إهتمامه بأن ينتصر في النهاية و يبدو هو على صواب
الرجل الذي لن يهمه أن يفهمك و يربت على جراحك قدر إهتمامه بأن يحافظ على تملكه لكِ و لو بوعودٍ تعرفين أنها لو حقيقية لكانت نفذت نفسها في التو و اللحظة
الرجل الذي ما إن يظفر بإمرأته ، إلا و تركها قطعة من الأثاث في منزله ، و طفق يولي غيرها إهتمامه
شخصيات كثيرة جدا تقفز إلى ذهني كلما أوغلت في الحديث
ثم .................
ليقوموا هم بحملة مضادة ضد " المرأة " باعتبارها "امرأة " : بكل سخفها ، تجملها ، إدعائها للمثالية ، تصنعها أحيانا ، كماليتها ، عدم تسامحها ، تطرفها في مشاعرها و في التعبير عنها ، تطلبها الزائد ، غيرتها ، غموضها ، حساسيتها المفرطة
دعونا نقلب المائدة على اللاعبين :)
نعم .... إذا كان لابد من " كلنا ليلى " ، فلتكن موجهة ضد الرجل باعتباره " رجلا " أكثر منه بإعتباره " فردا في مجتمع "

الخميس، أغسطس 28، 2008

مشاجرة رباعية ، لكن ... حذار الورد !!


كانت أم ضعيفة - تبعا لإختيار النص
النص الذي يقدم " عرضا " مسرحياً ، لا حكيا لا يقدم أو يؤخر
(Show, not tell)
النص الذي قد يكون كلاسيكيا أو حديثا ببناء درامي تقليدي ،أو حداثيا يطرح بناءه الخاص و تصوراته المغايره
لا حدود هناك إلا أن يكون " مسرحا ً " ، لا خطبة طويلة عن مفاسد العصر ، أو مقالة متخفية في ثيابٍ مسرحية ، أو حدوتة مملة لا يتواصل معها أحد
كبندولين ... يتحركان بثبات في إتجاهين متعاكسين حول منضدة مستطيلة .. يلتقيان في المنتصف ، ثم يولي كلٌ منهما ظهره للآخر و يمضي في الجهة الأخرى ليلتقيان مرةً أخرى عند نقطة يفترقان عندها من جديد
- " أنت عنيد "
* " كلا "
- " بلى "
* " كلا "
- " بلى "
- " حذار الورد !"
* " بل أنت العنيد "
- " كلا "
* " بلى "
- " كلا"
* " بلى "
* " حذار الورد ! "

بكلماتٍ مركزة في حوارٍ دال ، ثم في عدة مشاهد قصيرة جدا ، مكثفة جدا ، و ذكية جدا ، لا يفصل بينها سوى الظلام يضعنا " يوجين يونسكو" مباشرةً أمام أنفسنا في أزمتنا الإنسانية المثيرة للدهشة و السخرية و الإشفاق : عندما نلتقي و لا نستطيع تواصلا ، نتحدث و لا نقول شيئا ، نرى و نسمع و لا نريد فهما ، و عندما نتفق .. نتفق على عمى جماعي نرى فيه الأشياء على غير حقيقتها ، و نتصارع لدرجة الموت على ما لاقيمة حقيقية له
تبدأ المسرحية بهذين الشخصين اللذين يتبادلان بجدية و إصرار و تكرارية إتهام كل منهما للآخر بالعند ... و يحاذران من الاقتراب من الورد فوق المنضدة كي لا يسقط
يمر شخصٌ ثالث ، يُحكِّمانه بينهما ، فيصير تدريجيا طرفاً ثالثا في الصراع الذي لا أساس له سوى إثبات أيا منهم على حق ، حتى لو لم يكن هناك شيئا ذي معنى يتجادلون حوله
فقط ... يجتمع ثلاثتهم على الحرص على الورد فوق المنضدة
يصل الموقف لذروته العبثية و الكوميدية عندما يمر رابع ، فيهب الثلاثة للفوز به بإعتباره " فتاة جميلة "
^ " إني رجل "
يكررها بدهشة ، و فزع ، ثم يأس و قلة حيلة عدة مرات ... لكن لا ينصت أحد
فقط ... يتصارعون للفوز بـ " فتاتهم الجميلة" مخاطرين لأجلها بالورد نفسه
^ " ألا ترى هذه ؟ "
يشير المسكين لذقنه الواضحة
- " بلى ، أرى "
لكن ، ماذا تعني رؤية العين عندما تسيطر صورة بعينها مضللة على العقل ؟
^ " إني رجل ! "
و ماذا يفيد القول أو السمع عندما لا تعني الكلمات سوى ذبذبات صوتية لا قيمة لها أمام إصرارٍ خفي على التصارع حتى لو انعكست فيه حقيقة الأشياء ؟
يتفق الثلاثة مرةً أخرى : على إعطاء " فتاتهم الجميلة " / التي هي رجل بالطبع / بندقية ، لتختار هي من بينهم واحدا و تقتل الإثنين الآخريين . ينتهز الرجل الفرصة ليبعدهم عنه و هو يرتعد ، ثم يهرب منهم راميا إياهم ( و إيانا أيضا بشكلٍ خفي ) بالجنون
لتنتهي المسرحية بنفس الحركة البندولية التي بدأت بها
يغلق الستار ، تُضاء الأنوار ، يحيي ممثلان و المخرج الجمهور ، بينما يظل أول شخصين بالمسرحية في إنغماسهما بحركتهما البندولية و عنادهما حتى في تحية الجمهور الذي يُجتذبان له عنوة :)
البطولة هنا جماعية / فردية
جماعية لذلك التركيز شبه المتساو على الشخصيات الأربعة الموجودة بالعمل . تلك الشخصيات التي لا اسم لها أو خلفيات إجتماعية أو نفسية أو ثقافية معينة ، تلك الشخصيات التي تتجمع من جديد في فرد واحد هو " الإنسان "
نصٌ شائق مثير للإهتمام ، ممثلون بارعون حقا استطاعوا تقديم لحظاتنا الإنسانية المتعددة بترددها ، عنادها ، دهشتها ، صدمتها ، شراستها ، لامعقوليتها ، لتتكامل مع نص ذكي ، و إخراج بسيط متميز ل محمد جبر بدأ بإختيار نص جيد ، و إدارة جيدة جدا للممثلين مخرجا منهم أفل ما يستطيعونه ، و استطاع من خلاله تقديم عرض متدفق حيوي ذي إيقاع رشيق لعبت فيه المتضادات أدوارها : من إضاءة و إظلام ، الحركة و السكون ، و الكلام و الصمت

***********************************************
* " مشاجرة رباعية " : أحد عروض قصر ثقافة الزقازيق التي شاركت في " مهرجان إقليم الدلتا لفرق نوادي المسرح "بالأسبوع الماضي
من 6-12 / 8/ 2008

ياسمين إمام

الأربعاء، أغسطس 27، 2008

هذا المنزل ليس للبيع



* " تفكيرِك زي تفكيري ؟ "
- " أكيد لأ "
* " خبرتِك زي خبرتي ؟ "
- " طبعا لأ "
* " يبقى أنا عارف مصلحتِك أكتر منِك"
- " حياتَك هيه حياتي ؟ "
* " لأ"
- " يبقى من حقي أعيش حياتي بتفكيري أنا و خبرتي أنا ، مش بتفكير غيري و لا خبرته "
--------------
تنددين يا صديقتي بصدامي معهم .. بكلماتي القاطعة الحاسمة التي تقودها كلمة " لا " ، التي تتوزع القيادة بعدها على " أريد " ... " أخطط" ... " أولوياتي " ... " أفكر " .
التروي ، المهادنة ، الخضوع ، اللف الطويل و الدوران المرهق و الكذبات الصغيرة المحبوكة بعناية لأصل إلى ما أراه واضحا ساطعا أمامي على بعد خطوةٍ واحدةٍ صغيرة جدا ، في صِغر حرفين متشابكين بعبقرية : " لا " .... نصيحة تتريثين جدا في التمهيد المتدرج لها ، ثم دحرجتها إليّ بهدوءٍ و حيادية أكرههما كراهة سخطك على ثورة الثائرين ، و صدام الصادمين ، و تجاهل عينيك لمجتمعٍ يضغط بقوة و استبدادية ليصبهم في قالبٍ واحد
-----------
- " بكرة تندمي على الخرافات اللي في دماغِك دي ، و ع الفرص اللي ضيعتيها "
فقط.... كنتُ أريد .... ، كنت أحناج ..أن أحكي ، و أن يسمعني أحد ... لا فائدة
سيلٌ من النصائح التي لم أطلبها تراص على نافذة الماسينجر أمامي ، و تقييم اقتصادي علمي معملي فذ لحالة السوق ( الراكد هذه الأيام ) ، و لسعري المحتمل فيه بناءاً على خصائص ( البضاعة ) التي ستقل أهميتها كلما مر الوقت عليها
" اسكتي ، مش عاوزة أسمع "
استكملَتْ معظم كلامها الذي هو وجهة النظر الوحيدة التي سمعتُها عشرات المرات ، و جادلتُها عشرات المرات ، و في كل مرة يحدث نفس الشيء : جمل بسيطة واضحة غير مكتملة أمام بدئهم في مهمتهم المقدسة بتلقيني ما يرونه صالحا و طبيعي ، و أمام محاولاتي لاستكمال جملي ، نصل إلى نفس النتيجة :
" احنا عارفين مصلحتِك "
" انتي تفكيرك غلط "
" انتي فاكرة نفسك عايشة في أوروبا ؟ "
" حلم كل بنت طبيعية هوه الجواز "
" مش حلمك إزاي ؟ بطلي هبل "
" دي سنة الحياة ما ينفعش تسألي ليه "
" لازم تفرحي أهلك "
انتي مستنية واحد ينزل من السما ؟ "
" بصي ، و لو خطوبة بس ، مش ارتحتي يا ستي ابقي انفصلي "
" طب خوضي التجربة "
-------------
" إحنا عيلة تحب تتكلم ما تسمعش "
قالتها قريبتي مرة ضاحكة ، و أراها حقيقة قائمة في عائلة كبيرة اسمها : " مجتمع "
نفس عباراته بحذافيرها دون تقديم أو تأخير لكلمة
نفس التعميم الجاهز الذي يُقال لأي فتاة ، فقد تم إنتاجنا في مصنع الحياة تحت مكبسٍ واحد اسمه : " أنثى " ، ينبغي أن تختفي معها أي كلام فارغ عن فروق فردية ما بين البشر ، عن الاحتياجات المختلفة لكلٍ منهم ، عن اختلافاتنا في التفكير ، الطريق ، الرغبات ، الطبائع
نفس محاولات " جر الرِجل " إلى الساقية نفسها التي تزيد معها الضغوط كلما دارت ، و كلما دارت التف الحبل حولك في مكانٍ لا تنتمي له أصلا ، و لا تعرف سببا لوجودك فيه
نفس الخدعة الجاهزة بتجريب شيء لن تتعلم منه شيئا لأنه لا يخصك من الأصل ، و لا يهمك في شيء
نفس السراب الذي يشيرون إليه بأن تمارس مع أبنائك المحتملين ما عجزت أنت عن المضي فيه ، وأد الأحلام على وعدٍ بإنباتها في جيلٍ آخر ليأد أحلامه هو أيضا و أؤمله في ذريةٍ له قد يزرع فيها أحلامه الموؤده و قد تنبت.... غير ملتفتين لطبيعة " العجز " و " التعجيز " الأساسية : يتوارثان
نفس التوريط الذي يحاول سلب القدرة على الاختيار ، على تحمل المسؤلية ، و على احترام الذات ...
" أنا لما أتخطب لواحد و أحط حوالين صباعي دبلة فيها اسمه ... ده معناه وعد إني أكون له ، إني ما أبصش لحد غيره ، إني أحاول أقرب له بإخلاص ... و أنا ما ينفعش أدي وعد عارفة إني مش هأقدر ألتزم بيه "
تتعدد الاتهامات :
" فلسفة فارغة ، انتي حفظالك كلمتين من الكتب و بتردديهم "
" مش ملاحظة إن كل الناس ضدك ؟ كلنا بنقول حاجة و انتي الوحيدة اللي بتقولي حاجة تانية خالص ، يبقى تفكيرك غلط لازم تغيريه "
" انتي مريضة نفسيا ، نشوفلك دكتور نفسي يشوفك "
" محسودة أكيد أو حد عامللها عمل ، نشوف شيخ يقرا عليها قرآن "
" يعني الناس يقولوا فيها إيه مش عاوزة تتجوز ؟ "

ثم ... تتعدد أساليب الابتزاز العاطفي :
الحديث عن حاجتهم للفرح ، رغبتهم في أن يتذوقوا ألقابا جديدة : حمى ، حماة ،جد ، جدة ، خال، خالة ... إلخ
يتحدثون عن بيت ، خصوصية ، أطفال .... أشياءا لا تمت لي بصِلة و لا تهمني في شيء إن لم أتشاركها مع رجلٍ أتشارك معه عقله و مشاعره و رؤيته للحياة
يتحدثون عن مباهاة الآخرين بأزواج بناتهن
يرمون كُرة محاولة إقناعي في ملاعب من أدركوا فجأة أنهم أقربائي و معارفي
بكاء و تمارض أحيانا و إلقاء التهمة الني يُدبر لها سلفا :
" انتي السبب ، لو حصلنا حاجة يبقى انتي السبب ، و هاتندمي طول العمر "
أُذكِر نفسي داخلي :
" لستُ حصانا للسبق يراهن عليه الآخرون ، أنا ما أريد "
" لن أكون شماعة لآمال الآخرين و توقعاتهم و إحباطاتهم "
" لا تبتئسي ، هكذا هي الحياة : تصارع إرادات و رؤى ، هي فرصة لإختبار إرادتك "

و أضع أمامهم جُملا تنتهي بنقاط حاسمة في آخر السطر :
" كلٌ منا يسعد و يشقى ، يمرض و يصح بتفكيره و اختياراته ، و لن أحمل عمري ذنبا تجاه أحد لمجرد أني اخترت أن أحيا حياتي ، لا حياة أخرى لا تخصني في شيء مهما تكن مغرياتها . "
" أنا مستعدة للعرض على أي طبيب ، لكني لن أرتبط هكذا ، و لا بشخص لا أريده ."
" أفهم و أقدر تماما ما تقولونه ، لكنكم لا تحاولون الالتفات إلى ما أقول. "
" ليس ذنبي أن طبيعتي مختلفة عنكم ، و لا يستطيع أحد تغيير من يكون. "
" لن أندم عمري على أن فوتُ قطارا متجها لجهة لا أريدها. "
" إذا ما انتظرتُ قطار الأسكندرية على رصيفه ، فلن يعنيني في شيء قطار سوهاج على الرصيف الآخر. "
" الباب مغلق ، أُغلق تماما هذه المرة ، و كل شيء سيحدث في وقته و بطبيعيته. "
" إن لم أجد ما أريد ، فلا بأس .. فحياتي بها الكثير الذي يمكنني فعله و محاولة الوصول إليه غير الزواج ."
" هذا موضوع خاص ، و حياتي ليست مشاعا لتدخلات الآخرين "
ربَتُ عليا كثيرا و أنا أقويني :
" ما تخافيش ، أنا معاكي ، انتي صح ، انتي عارفة ايه اللي انتي عاوزاه كويس و عارفة إيه اللي مش يناسبك "
خائفون علي ، يريدون مصلحتي و سعادتي ، كلامهم له وجاهته و واقعيته ... أعرف ذلك ، و أتفهم تماما تلك المنطقة التي يتحدثون من خلالها
متبطرة ، قاسية ، متعجرفة ، متبجحة ، قوية ، قاسية ، مُدللة ، وقحة ، غريبة الأطوار ، معقدة ، مجنونة ، مجترئة ، قليلة التهذيب .... ربما بدوت لهم ، فلم يكلف أحد منهم نفسه عناء الإنصات ، فضلا عن الفهم
منهكة .... تَعِبة .... بردانة ... ضعيفة ... مستباحة .. بائسة ... وحيدة .. جدااا ... أشعر بنفسي
لكني أعرف : بعض البكاء المختلس ، بعض الكتابة ، بعض الثرثرة و الحكي الساخطان على البلوج اللذان سيمتعض منهما البعض ، صوت فيروز أو إيقاع الدبكة في أغنيةٍ لكاظم ، استكمال إعداداتي الخاصة لما هو قادم من حياتي .... و سيكون كل شيء على ما يرام :)

الجمعة، أغسطس 15، 2008

بتغني لمين ؟


ليس هناك من كرسي شاغر : في الصالة ، البلكون ، الممرات أيضا تمتليء بالوقوف .
يضاء المكان و يملؤه التصفيق الصادق ، و ربما الصفير أيضا .
ينفتح الباب فيخرج الجمع في بهاء جماعات ثنائية و ثلاثية ، بل و عائلية أيضا .
نسيم الصيف الليلي يغري معظمهم بالتمشية و قد اكتسبت الشوارع جمالا ، و السير فيها بهجة مع تلك الحوارات المتحمسة بين الجميع عن ما أعجبهم و ما لم يرضهم في العروض المسرحية .... ثم .....
بالطبع صحيت من النوم !
أو من الخيال ، و أنا أتأمل صالة المسرح التي لم يكتمل نصفها - الذي هو عبارة عن بعض أعضاء الفرق المسرحية الأخرى ، النقاد ، و لجنة التحكيم ، إضافة إلى قليلين من عابري الصدفة - ، ثم أتأمل ذلك الاسم الفخم بالخط العريض :
" مهرجان إقليم شرق الدلتا لفرق نوادي المسرح " !
لأتساءل ذلك السؤال البديهي : ما الذي يعنونه بكلمة " مهرجان " ؟ و لمن هو ؟ و أين الجمهور ؟
بل ببساطة : أين الإعلان عن هذا الـ " مهرجان " في أي مكان ؟
حتى تلك اللافتة اليتيمة المعلقة على قصر ثقافة الزقازيق بخطها المنمنم المكدس ، لم يتم تعليقها إلا تقريبا مع البدء الفعلي للعروض المسرحية ، أي أن رواد قصر الثقافة أنفسهم الذين قد يهتمون بالحضور تفاجئوا ، و لربما فاتهم بعض العروض .
تتوالى الأسئلة : لأي غرض يتم هذا المهرجان ؟ بل لأي غرض تقدم فرق قصور الثقافة عروضها ؟
هل أصبح منتجي الفكر و الفن يغنون لأنفسهم ، و لا يعنيهم أن يسمعهم أحد ؟
أم صارت " قصور الثقافة " اسما على مسمى ، فأصبحت قصورا عن التقدم بنشاطاتها / فضلا عن الوصول بها / لجمهور حقيقي ؟
هل الأمر كله أصبح منحصرا ما بين دائرة النقاد و دائرة لجنة التحكيم ؟

السبت، أغسطس 02، 2008

اجتاح


------------------------------The road not taken --------------------------

( اجتاح اجتاح
انحبس فيا لا تفكر بشيء )
هل أنا مستعدة لممارسة تلك الخيانة البسيطة جدا التي لن تتعدى حتما ( شكة الدبوس) ، أو ( شبكة) تلتف حواليا تدريجيا ؟ لتخنق أعضاء جسدي عضوا عضوا ربما ؟
( تصفية حسابات بين الأنبيا و أشباح )
هل ينبغي لي وأد الأحلام على وعدٍ بإنباتها في جيلٍ آخر ليأد أحلامه هو أيضا و أؤمله في ذريةٍ له قد يزرع فيها أحلامه الموؤده و قد تنبت ؟
( اعتبرني سكون ، ما إلي امبارح و لا إلي بكرة
اعتبرني جنون ، و جِن فيا ، و جن فيا
و ضلك جِن ، و ضلك جِن ، و ضلك جِن )
هل ينبغي أن يكون الحلم واقعا ليكون مفهوما ؟ هل يجب أن يكون الإيمان ملموسا و مرئيا ؟ كيف يكون إيمانا إذن ؟
( ذكرني بحالي
اعتبرني نسيت )
لمعة العين و الروح تلك التي ذقتها يوما ، هل يمكنني ببساطة التنازل عنها ؟
ما حدث يوما ، أثبت يقينا أنه ممكن الحدوث ، و قد يحدث مرة أخرى
اخلقني من جديد
انثرني اعترني
و عيد و عيد )
خيانة تستلزم أن ألبس وجهي إبتسامات لا أريدها ، و أدعي فرحة ليس بيدي أمرها ، و أشارك في تفاصيل حميمة لا أريد لها ابتذالا أو إدعاءا ، و أخوض في مياهٍ ساكنة مقيتة لا أرغب حقا بالسباحة فيها ... فقط ... كي لا يرميني أحد بالجبن أو الخوف
أن ( أجرب ) تجربة لا أريدها ، و لا أريد من نتائجها إثبات شيء أعرفه مقدما
التجربة ... تمنح شرفها لمن يؤمن بها طريقا له ، لا لمن يساق للمضي فيها مؤمنا بكونها طريقا ملتويا لا يفضي به إلا بعيدا عن نفسه
( طلعهم ، طهرني منهن
و اجتاح مطرحهن ، و ارتاح مطرحهن
اجتاح ، ارتاح ، اجتاح )

السبت 2 أغسطس 2008 3:44 ل