الثلاثاء، أكتوبر 07، 2008

سعيٌ حثيثٌ نحو الفرح 2


" يا عشاااااق النبي صلوا على جماااااله
دي عروسة الزين .... يا هنيااااله
اللي ينولها يا هنياااااله "


فوجيء الحضور ب " أغنية الفرح " في الفرح عند مَقدِم العروس و ساد جو من الارتباك
" دي قمر منور .... سبحان من صور"
" شفتوا الأغاني اللي مختاراها صاحبتكم ؟! "
" جوليت و سفيرة عزيزة مين ... دي بدر منور "
قالتها أم العروس بنبرة أسى


" مالها يا طنط ؟ أغاني حلوة جدا... أغاني فرح بجد "
و رحتُ أفتح قائمة "بجد" في ذاكرتي لأضيف إليها حضوري لهذا الفرح / و بقليلٍ من الأسى أتذكر اثنتين من صاحباتي سلمتا مفاتيح تفردهما مع التفاف الدبلة حول أصابعهما ، و فرحيهما النمطيين و ابتسامتان مفتعلتان تخبئان بأقدام فرحتهما المُدعاة الأجزاء المتناثرة لأحلام ٍ مكسورة / : ( رابع فرح "بجد" أشوفه ، و تاني واحد أحضره )
" الحياة بقى لونها بمبي .. و أنا جنبك و انت جنبي "

" انتي بتحبي الأغاني دي !!! شكلك رومانسية قوي "
لا أعرف كيف بدا شكلي أو بدت انفعالاتي أو فرحتي أو انغماسي مع أغاني الفرح و مع حماسي له الذي جعل إحدى معارف صاحبتي تبدي تلك الملاحظة التي تحتمل شبهة سخرية
الفكرة في جوهرها بالنسبة لي لم تكن في كوني أحب تلك الأغاني أم لا ، أو كوني " رومانسية " أم لا
فقط : واحدةٌ من القلائل جدا تحاول أن تفرح " بجد" ... أن تفرح فرحتها الخاصة على طريقتها الخاصة و بأغانيها الخاصة ... أن تختار من يعبر عنها و عن مشاعرها في هذا اليوم
" الكون زي ما يكون سيمفونية
حتى قلبي اتجن ، و بيرقص بالية "

أن تمنح أيامها القادمة وعودا تريدها حقا ، و يرفع صوتَه بها الغناءُ
" الكون بأسراره عايش ويايا
عايش جوايا
طول ما انتَ في الرحلة معايا "

الفكرة كلها هي أن هناك من يقاوم الابتذال ، و تزييف المشاعر و قولبتها ... من يبدأ حياته الخاصة ببصمة خاصة به ، و بفرحة يحياها حقا ، و لا يفتعلها كأنما هي واجب ثقيل لا مناص منه
من يقاوم افتعال مذاق المياه الغازية بأكواب الشربات الحمراء حتى لو تقلبت لها بعض النظرات استخفافا

ً
" عقبالِك "
" يا رب "
ربما كانت هذه هي أول مرة لم ألفظ فيها بجملي المأثورة : - " بعد الشر " .... " إن شا الله انتي " .... " ربنا يسامحك " ، أو ... بإبتسامةٍ متحفظة بلهاء كاذبة - إذا كانت قائلة الكلمة تكبرني سنا -

: " الله يخليكي "
فها أنا ذي أقف في مكانٍ صحيح يصلح أن أعقب صاحبته فيه : أن أختار حياتي القادمة بكل من و ما فيها ... فالأمر ليس " جوازة و السلام " أو " عيشة و السلام "
من أشاركه إياها ، و من أغني أو أرقص معه على نغماتنا الخاصة و بطريقتنا الخاصة .... من أحرر من أجله أغنياتي :


" الليالي الحلوة و الشوق و المحبة
من زمااان و القلب شايلهم عشانك "


المسألة ليست حتما في تفصيلة إختيار الأغنيات ذاتها بقدر ما هي دلالة بداية تنبيء عما هو قادم
حفل الزفاف ما هو إلا " قص الشريط " للجهة التي تختارها في الحياة
ربما اخترت أن تقص جهة : " آه يا حارة ضلمة ... إحنا اللي نورنا "
أو تقص جهة : " هاركب الحنطور و أتحنطر "
أو تقص جهة : " بأحبك يا حمار "
أو جهة : " إديتك تقول ما خدتش ، يا ناكر الجميل "

أو - كبديل أبسط و أكثر تلخيصا ً - تترك نفسك لهم : ليختاروا لك شريك الحياة / الشبكة / الشقة / حفل الزفاف بأغنياته المكررة المبتذلة بمعازيمها الذين لا يعنون لك شيئا / حياتك القادمة بتفاصيلها ، و دربها المرسوم سلفا ً الذي بالتأكيد قد اعتدت تشرب الانتماء له منذ زمن دون لمحة اعتراض .... و عليك الامتنان قدر ما تستطيع بعد ذلك ، و تدرب أبنائك القادمين على نفس المسار الحياتي ، الذي - بالتأكيد - هو أكثر من حفلة زفاف ، و إن حمل ملامحها

هناك 10 تعليقات:

كرانيش يقول...

وادى اللى بيجيلنا من الشغل وقلبه الدماغ
فيها لو كنت قلبت الانترفيو ورحت معاكو
كان ايه هيحصل يعنى

خير خير

عقبالك

غير معرف يقول...

جميييل يا شغف
أنا عندي فايل في تصوري بتسلسل الأغاني في الليلة دي الأول
على قد ما حبينا
و بعدين مبروك عليك يا ماعجباني
ثم شباكنا ستايره حرير
أما الرقصة السلو: يا سارق قلبي لغادة رجب
و عارفة
و عارف لذكرى
إيه رأيك؟
رهف

romansy يقول...

بجد الاغانى دى اجمل من اليومين دول
انا مش بحب اى اغانى جديده دى للرقص بس
انا عن نفسى بحب الاغانى القديمه

قبل الطوفان يقول...

يحدث أحياناً أن يغلبنا الشعور بالحزن، حين ننشد البهجة

نكون محاطين بأجواء أفراح الآخرين فتستدعي الذاكرة والمشاعر رغبة شديدة في البكاء، أو نعلق الحسرة بمشبك على فستان السهرة

الأغاني التي تتطاير مثل ضحكة طائشة ليست سوى مفتتح للفرح وسط الآخرين .. أو الحزن في أمسيات الوحدة

غير معرف يقول...

ياااااااااااه
فرح بحق وحقيقي ما فيهوش عنب
الحمد لله لسة في ناس بتعرف تفرح زي ماهي عايزة:)

تــسنيـم يقول...

اختيار رائع بجد

يا ترى هيا قاصداه وقاصدة توصل من وراه الرسالة دي


بجد بجد عقبال ما تفرحي الفرح اللي انتي عايزاه مش اللي غيرك نفسه فيه

Mustafa Rizq يقول...

كيف أنت؟

و كيف كان ذلك الذي يسعى إليه البعض حثيثا؟
أو تعلمين، لابد و أن يكون بطعم السعادة في ذاته، طالما كان السعي حثيثا... نعم لابد.

لهم البشرى من كانت رائحتهم في أفعالهم، أقوالهم، أحزانهم، أفراحهم، أيامهم... من كانوا

و لهم... الا شيء من ذهبت فرصتهم الوحيدة للاختيار عبثا.

و لك انت خالص السلام و المودة.
دمت في رعاية الودود.

شغف يقول...

كرانيش :
:)


رهف :
:) عارفة كانت تبع الليستة بتاعتي برضة
على قد ما حبينا هاتبقى مذهلة جدااا ، اختيار جامد يا بنتي ، أصلا أنا متخيلة انها هاتخلي الجو نوراني قوي كده

تمام يا بنتي ، ربنا يكمل الليستة بصاحبها على خير :)

شغف يقول...

رومانسي :
هههههههه
هوه انت منهم ! بتوع الزمن الجميل و الكلام ده ؟!!!!!!!
يا أخ رومانسي ، مافيش حاجة اسمها كده
فيه أغاني بتنزل كل سنة تحفة فعلا
زي ما فيه في القديم أغاني أي كلام

هيه الفكرة كلها في الانتقاء ليس إلا ، في انك تختار اللي بيعبر عنك و عن تفكيرك و احساسك ، مش انك تجاري الابتذال و تبقى نسخة مكررة مبتذلة من اللي حواليك







Yasser_ best:
سعيك سعيٌ متعمد نحو الشجن
أو هي وحدة تتعرف نفسها في مرايا أفراح الآخرين
ربما أتمنى لك الابتهاج و الأنس
لكن على أية حال ، فالشجن و الوحدة ليسا بقيم سلبية أو سيئة / إلا إذا تم ابتذالهما بإدعاءٍ دائم

أتمنى لك الأفضل






alexandmella:

يا بنتي لسه في حاجات كتير قوي موجودة ، بس احنا اللي مش بناخد بالنا

شغف يقول...

تسنيم :

آآآآميييييييين



m.r:

أفجأ كل مرة أجد فيها تعليقاتك التي أجدها تصلح نصوصا مستقلة بذاتها
و أتعجب من قلة مثل هذا الانسياب في صفحتك الخاصة
معك في كل ما قلت ، و شكرا