الأربعاء، ديسمبر 29، 2010

إلى العفاريت و الجنيات الطيبة:اطمئنوا.. لم تفقدوا قواكم السحرية بعد


أؤمن في وجود السحر في العالم .. و إن اختلف كثيرا عن سحر الحكايات و القصص القديمة..
أؤمن أنه هناك في داخل كل منا، و أن هناك من يكتشف مخزنه ، فينهل منه، بل و يقوم بتوزيع آثاره على من حوله، فيبدو عفريتا خيرا قادرا على التغيير بنواياه و أفكاره و لمساته السحرية على حياة من حوله، و على العالم كله من حوله، أو جنية طيبة قادرة على أن تحيل محيطها إلى عالم آخر ببساطة و اقتدار...

غالبا ما تجد الإيقاع اليومي لحياة أي عفريت أو جنية بشريين مختلفا جدا عن إيقاعات أولئك الذين حولهم: أسرع كثيرا و أكثر حيوية، و هم أنفسهم أكثر صدقا و وضوحا و مباشرة، كما تجد يومهم مليء بمختلف النشاطات و الأعمال، و غالبا ما تكون دائرة علاقاتهم واسعة كي يجد السحر متسعا له ليثبت نفسه.

لا تتعجب كثيرا إذا ما وجدت العفريت أو الجنية البشريين يسألك أحدهما بشكل مباشر – و دونما أي غرض شخصي له- : ماذا تريد فأساعدك في تحقيقه؟ أتريد أن تعمل في كذا.؟ أتحتاج مالا؟ أتحتاج مساعدة في كذا؟ ما الذي يريحك أكثر: كذا أم كذا؟

حسنا ... ربما توجست خيفة في البداية و وضعت كل احتمالات الأفلام العربي – و الأجنبي أيضا – في ذهنك عن أنه لا يوجد من يقدم يد العون لأحد دونما غرض خفي في نفس "يهوذا " – لا يعقوب- و أن هناك ربما – كما يلقنونك دائما - شرا ما مختبئا بأحد الأركان.... و لربما تقدمت حذرا متلفتا في كل خطوة تخطوها إلى الأمام منتظرا أن يسفر الجني / الجنية عن آخرٍ لهما يتم الكشف به عن الوجه الحقيقي خلف تحركاتهما أو تصرفتهما ..

"ها... آخرك إيه؟ "
لتقول لك تصرفاته و أفعاله على مدى زمني معقول: "عفريتٌ من البشر لديه قوة سحرية مخبوءة لا يتحمل وجودها داخله فيمارس تأثيرها على من حوله من بشر لم يكتشفوا قواهم بعد"

المشكلة الحقيقية التي تواجه الجني/ الجنية البشريين هي القوة المضادة الموجودة في نفوس آخرين ... فكما هناك عفاريت طيبة و عفاريت شريرة تم تسخيرها للشر أو لعرقلة الطيبين في الحكايات القديمة، هناك ما يشبه ذلك في حياة البشر ...

بدايةً لا أصدق جدا في أن هناك شخصا شريرا – شر للشر – إلا ربما نسبة ضئيلة جدا جدا في العالم كله ، لم أقابل أيا منها حتى الآن ...
لكني أصدق في أن هناك من تم تسخيره لبعض الأفعال التي تعرقل سير من يمتلكون قوى إيجابية .. لا عن شر ، لكن عن عقد و مركبات نقص و مشاكل نفسية و اجتماعية و شخصية قيدت هؤلاء و جعلتهم يتصرفون بطريقة ملتوية أو غير مريحة أو معرقلة لحيوات غيرهم أو منغصة لهم ... و هم في كل الأحوال يستحقون الشفقة و يحتاجون إلى علاج...

و في هذه اللحظة تحديدا ، تبدأ حياة العفاريت الخيرة في التعكر، و ربما الشك في قدراتهم السحرية أو جدواها أو فاعليتها ...
خاصة إذا ما وجدوا أن لا تأثير لإشارتهم السحرية أو لكلماتهم التي اعتادوا على أن تُحدث أثرا ...
خاصة بعد ما أدرك من حولهم أنهم قادرون على التغيير في حيواتهم ، فوثقوا فيهم، و انتظروا تلك الاشارة السحرية و ما ستحدث من تأثير ...
خاصة إذا ما كانت تلك اللحظة خطوة في سلسلة خطوات تالية لتتحول الأشياء و تتغير العوالم ...

عليهم أن يدركوا فقط أن هذا جراء أنهم بشر هم أيضا مازالوا ، و أن لهم نصيبا من الإحباط و الشك و الضيق و المشاعر الإنسانية المعتادة ...
عليهم أن يدركوا أنهم لم / و لن / يفقدوا قواهم السحرية .. كل ما عليهم هو أن يضعوا في حساباتهم القوى المضادة و أن يجدوا لها تعويذة للتغلب عليها...
عليهم أن يدركوا أنهم ما وجدوا في هذا العالم إلا للتغيير فيه و لممارسة قواهم السحرية حتى لو تصارعت و تضاربت مع قوى أخرى غير مرغوب فيها ..
عليهم أن يدركوا أن البشر من حولهم مازالوا يثقون بهم و يقدرون نواياهم و إشاراتهم – حتى لو لم تُحدث أثرا سريعا في التو و اللحظة – و حتى لو أبدى بعضهم شكا أو حيرة... فـ أهمُ مما قد مضى ، ما سوفَ يأتي ..

على العفاريت و الجنيات الخيرة أن تسترخي قليلا ... تأكل طبقا كبيرا من الفواكة المتنوعة ... تأخذ نفسا عميقا .. تعيد بعضا من حساباتها ... و تعود لمباشرة سحرها المعتاد بثقة و تحدي و إدراك أن هناك الكثيرون ممن يؤمنون بوجود السحر في العالم و يثقون في العفاريت و الجنيات الخيرة ، حتى لو واجههم بعضٌ من عرقلة.

هناك تعليق واحد:

shymaa يقول...

عودا كريما شغف .. لامست كلماتك قلبى حقا .. فعلا على الجنيات والعفاريت الطيبة الإستراحة قليلا عندما يصدمون من الواقع الذى أصبح اكثر شراهة لوضع العراقيل أمام نوياهم الطيبة..