الخميس، أبريل 25، 2013

من فينا ظالم ، مين المظلوم ؟ أيها المتحدثون عن "العدالة "

تؤرقني فكرة "العدالة" دوما ... 

لكني اكتشفت أنه ليس على المرء سوى أن يطبقها عندما يكون في مركز يسمح له بتطبيقها ... 
غياب العدالة لدينا مرجعه إلينا دوما ... إلى كل شخص في مكان يسمح له بتطبيقها أو منعها ، فإذا به يخضع للتحيزات و لا يسعى للتطبيق ... 
ليس القضاة أو السلاطين أو الرؤساء ... بل ، الآباء و الأمهات ... المديرون و الرؤساء المباشرون ... كلُ منا كل يوم يتعرض لعدة مواقف في البيت و العمل و الشارع تجعله جزءا من دائرة تطبيق العدالة أو جزءا من إهانتها و ضياعها ... 
بدءا من مواقفه مع أطفاله الصغار و التي تنتهي غالبا برغبته في "تكبير" دماغه و إعطاء من يصنع ضجيجا أكبر من أبناءه ما يريد، بينما ببساطة يحجب حق هذا أو ذاك الآخر فقط لأنه يعرف أنه الأهدأ و الأطيب و لن يصنع ضجيجا .. 

فيتم التأثير عليه من أجل تنازلات أكبر لأخيه أو أخته .. تحت دعاوي مختلفة: "معلش 
أخوكي الكبير " .. "معلش أختك الصغيرة" ... "معلش ده مجنون" ... "معلش خلينا نرتاح من دوشته " .... إلخ 

و هكذا هو الوضع في العمل ، في الشارع ... البلطجة هي السائدة ... و الأكثر ضجيجا و الأعلى صوتا هو من يفوز بنصيب الأسد حتى لو كان ليس له فيه من الحق شيء ... 

 و ندين الفوضى ، و ندين البلطجة ، و ندين الفساد ، و ندين الظلم .. بينما نشارك في صنعهم كل يوم 

القضاء و السلطة في يد كل منا بشكل أو بآخر ... لكننا نتوقع من الآخرين أن يفعلوا ما لا نفعله نحن ... 

حتى في منازعاتنا ... في عطايانا .. في كلامنا ... نؤثر الأقارب ، و نجور على من لا يروقون لنا ... و هذا ضد العدالة هو أيضا 

يعجبني دائما : 

"و لا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى" 

= أي لا تجعلكم كراهيتكم لقوم أن تجوروا عليهم و لا تعدلوا معهم 

و أيضا : 

" و إذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى " 





*****************


من الناحية الأخرى ، وصلت لنتيجة مفادها أنه ليس على المرء التحدث كثيرا عن وجوب تطبيق العدالة = "عندما يكون هو أحد الأطراف الخاضعة لآخر هو المخول بهذا التطبيق " 

و عليه أن يقلل من شعوره بالظلم - إذا ما حدث - ... لأن الحديث عن الظلم و الشعور العميق به يجلب المزيد من التعرض للظلم ، كما أنه يشعر المرء بالمرارة و الكراهية و اللتان تؤديان به إلى أن يكون هو نفسه ظالما في موقف آخر مع آخرين عندما يكون هو في موقف تحكيم ... 

ماذا يفعل؟ 
يحاول تفهما ... و يسعى لحقه بكل وسيلة ممكنة خاضا الطرف عن الأطراف الأخرى ... 
فكرة "اشمعنى؟" لا تجلب العدالة ، لكنها تجلب وجع الدماغ و الكراهية و الضيق النفسي .. 

تحدث عن نفسك ... حقوقك ، واجباتك ... أحقيتك في ألا يجور أحد عليك 
و دع الخلق للخالق ... طبق العدالة كلما استطعت وقتما كنت أنت في مركز يسمح لك بذلك ... 
و اطلب بحقك ممن فوقك دوما 

و دع قلبك صافيا نظيفا من الأحقاد ... لأن الظلم ظلام ، لا يعانيه من يوقعه فقط ، بل يعانيه دوما من يقعون تحت سلطانه ... 

و الحمد لله على نعمة الصفاء :) 

ليست هناك تعليقات: