الأربعاء، يونيو 26، 2013

تراجيديا مسرح الواقع ... كلاكيت تاني مرة

* حد من جيرانا مشغل بصوت عالي "وطني حبيبي " ... حاسة إن الطاقة موجهة ضد الإخوان وش ... أولئك الذين لا يؤمنون بكلمة "وطن" ! 

* بأستخسر جدااا كل الطاقة المهدرة من كل من هو كاتب أو مبدع في استيتس على الفايس بوك ... فيه حاجات كتير منها تصلح جزءا من عمل فني ... أكثر تأثيرا و أكثر وجودا و أكثر كشفا و تذكيرا ... 


* في الواقع أكثر الأوقات التي قدرت فيها "التراجيديا " هو في مثل هذه الأوقات ... شكسيبر قال أن الدنيا ما هي إلا مسرح كبير ، و البشر ما هم إلا ممثلون عليه ... - تلك الجملة التي اشتُهرت فيما بعد لدينا عن يوسف وهبي - ...
لذا أشعر أن الحياة تكتب مسرحياتها بعظمة و حرفية كبيرتان ... و بإيقاع جيد جدااا ربما لا يلحظه كثيرون ...
أكبر إحساس "تراجيدي " أو فلنقل "تطهيري " شعرته كان في مسرحيات الواقع ...
يقول أرسطو أن هدف التراجيديا هي إثارة شعوري "الشفقة و الخوف " ... و هذا ما تفعله بي الأحداث بجدارة ... 
حدث هذا مع سقوط مبارك : ذلك الذي كنت ضد وجوده و ضد سياسته منذ أن كنت صغيرة ... و أتذكر ذاك الحوار مع زميلة لي في أول سنواتي الجامعية مع تلك الانتخابات الظاهرية التي تقدم فيها آخرون ضد مبارك ... لتدافع بضراوة عن كيف يمكن اختيار غيره و أنه رجل طيب و لا نضمن غيره ... إلخ ذاك الكلام ... و تحاملي وقتها ضده تماما ... 
أتذكر كذلك - أنا اللاثورية المتخذة موقفا شبه حيادي من القضية ككل - استفزازي أيام الثورة من خطاباته العقيمة ... درجة أن انسحبت أحد الأوقات مع التيار الثوري - الذي لا أؤمن بجدواه جدا أو على الأقل بعدم ملائمته لي - 
لكن مع سقوطه منذ عامين ، شعرت برغبة في البكاء ... شعرت بالتضادات التي يحملها الموقف ... بالشفقة (الانسانية ) أو (التطهيريه ) عليه ... و بالخوف من مصيره ... و كتبت (أمس مولد بطل تراجيدي جديد اسمه مبارك ) ...

أكاد أشعر بنفس الأعراض مرة أخرى ... 
أنا الليبرالية اللادينية التي ترفض التفكير الاخواني و أمثاله منذ زمن ( مع ملاحظة أن (الليبرالية) مالهاش علاقة بكوني (دينية أو لادينية) ... 
لكني مع ذلك ، تشعرني الحياة بلمستها الدرامية ... أولئك الذين كانوا ينالون تعاطفا كبيرا ... و كانوا يشعرون بينهم و بين أنفسهم بأفضليتهم و تميزهم و أنهم هم الذين على الصراط المستقيم دون غيرهم .... و بالتأكيد هناك منهم من يؤمن عن يقين بأنه يحمل رسالة هامة لها أن تغير العالم و تنقذ الناس من براثن الضلال و الفساد ... 

أولئك الذين كانوا يقولون ، فيجدون من يساند أفكارهم و لا يستطيع مخالفة لها حتى لو لم يكن من بينهم ...


أولئك الذين وصلوا في السلم إلى أعللاه ، فاعتقدوا أن الدنيا تفتحت لهم أخيرا - من بعد صد و ألم و خوف - و أن الأمور كافة صارت مقاليدها بأيديهم ... و أنهم أصبحوا أعلى من الجميع - قلبا و قالبا (في ظنهم ) ... 
ثم ...
السقطة التراجيدية التي جعلت الجميع مستعدا للنهش في لحمهم ... صار حتى أولئك الجهلة المنقادون الذين كانوا يخافون النطق أمام فصاحتهم و ما يقولوه من قال الله و قال الرسول و كانوا يؤمنون على كلامهم ... حتى أولئك صاروا أكثر هجوما عليهم و رفضا لهم و تسفيها لخطابهم و نفيا لوجودهم ... 
صاروا يتخبطون ... و أعتقد أن ما كان يقينيا لكثير منهم صار محل تشكيك ... خاصة في قدرتهم على تقديم الحلول و البدائل (و أن الإسلام هو الحل ) ... و في أنفسهم ككيان أعلى ... له مجاله و طاقته التي كان يهابها الجميع ... 
حقا أشعر بشفقة على كل من هو إخواني ... و أشعر بالخوف من مصيرهم حتى على نطاق (بينهم و بين أنفسهم ) ... بالضبط كما كنت أشعر اتجاه مبارك ... و كما أشعر اتجاه أي شخص أخذه الكبر إلى ذاك الشعور بالثقة و اليقين المطلقان ، و لا شيء مطلق في حياتنا ... و لكلِ شيءٍ إذا ما تم نقصان ... 
فاللهم إني أعوذ بك من الكبر ، و اللهم لا تصيرني و لا من أحب إلى مصائرهم ... آآمين

ليست هناك تعليقات: