الجمعة، نوفمبر 04، 2016

يرقص الفالس دون دليل

"أنا قلبي دليلي .. قالي هتحبي"

"أنا قلبي دليلي .. قالي هتحبي"


تمضي الشهور والسنوات ولا يظهر من وراء حجب الغيب أحد.

"دايما يحكيلي وبصدق قلبي"

"أنا قلبي... قلبي دلي..لي لي.. لي لي "


كلما قالت "عندما أموت .." ؛ قلت لها لاأحد يعلم من عمره يسبق عمر من.. ويقين يهمس لي بأني سأكون الأولى..

حيث خطوات القدر تؤكد لي: "نساء هذه العائلة تدفن أحد أبناءها .. جدتك فعلت وكذلك خالتك" ..

وربت على كتفي حلمٌ قديم :" ستموتين في الرابعة والثلاثين من عمرك" .. وها قد حان الوقت.

لم أمت بعد، لكنها فعلت. كذب قلبي في هذه أيضا.

دوم تك تك .. دوم تك تك

"محبوبي معايا من غير ما أشوفه

 قلبي ده مراية مرسوم فيها طيفه

 "شايفاااه ااه  في خياالي     

    "سمعاااااه أه بيقولي :

 يا حياتي تعالي تعالي تعااالي  


لا أصدق أن هناك جنة أو نارا ... لا أرى أهمية لهذه المباني العشوائية القميئة التي تتراص إلى جوار بعضها وتتصدرها اللوحات الكبيرة عن الراحل الدكتور أو البشمهندس أو الحاج، وقد تجددت بالسيراميك والقيشاني ... فليس هنا من أحد سوى أجساد تركتها أرواحها وذهبت إلى عالم آخر لا ندري عنه شيئا .. لم تترك الأرواح الأجساد فحسب، بل تركت كل شيء آخر ورائها: الأسماء.. العائلة.. الارتباطات .. الكينونة الأرضية... وذهبت إلى مبدأها قبل أن تُلقن اسمها وجنسيتها وجنسها ومعتقدها ... ذهبت لتتحد بأصلها الذي هي منه، أو لتستعد لدورة حياتية أخرى باسم آخر، جسد آخر، عمر آخر ...

حتى عندما كنت أنتمي دينيا ، كانت "الجنة" بالنسبة لي هي ذلك النور الباهر الذي يغمرني ويمتصني إلى داخله وأنا أصلي ، حتى أصير جزءًا منه، دون اسم أو جسد أو أي شيء .. فقط نقطة عادت لمجرى ماءها.

لا أعرف هل في لحظاتي الأخيرة سأردد ان قلبي كذب علي هنا أيضا أم ماذا.

" يا حياتي تعالي تعالي تعااالي ..

غنيلي تملي وقوليلي تملي

"الحب ده غنوة كلها أحلام ..

أنغامها الحلوة أحلى أنغااام

أكتشف أني أعيش في عالم آخر موازي.. عالم لا وجود له.. أبني حولي شرنقتي الخاصة وأقوي بنيانها بمزييد من الأفكار والخيالات والافتراضات التي تصبح لي واقعا وحقيقة قابلان للتصديق أكثر من الخرافات الأخرى التي يطلقها الآخرون ويطلقها الزمن والحياة.

"الدنيا جنينة واحنا ازهرها

 فتحنا عنينا على همس طيورها

ميييين راح ..يقطفنا

ميييين راح... يسعدنا

 النار فى قلوبنا

 لونها فى خدودنا .."

تراقصني الأغنية ، وكذلك تفعل الحياة، فلا يسعني سوى أن أمد صوتي بالغناء معهما، وتتمايل روحي التي لا تعرف شيئا وقلبي الذي يردد الظنون دون دليل، سأمسك بهذه اللحظة وهذا اللحن وأستمتع بهما وحدهما ..حتى مع الموت .. حتى مع الفقدان.. حتى مع خسارات الأحلام ... سأصدق للحظة ستنتهي مباشرة بعد الأغنية التي تتردد داخل عقلي أن : أنا قلبي دليلي".

"أنا قلبي دليلي .. قالي هتحبي"

"دايما يحكيلي وبصدق قلبي"

"أنا قلبي... قلبي دلي..لي لي.. لي لي "

ليست هناك تعليقات: