الخميس، فبراير 11، 2010

إلى حبيبي الذي لم أعرفه بعد 19

عزيزي :

محاطةٌ أنا هذه الأيام بـ " المُجربين عاطفيا " ... مَن شعارهم لأي شخص يحاول منهم تقربا ً ، أو يظهر في محيط حياتهم :
" و ليه لأ ؟ طب ما نجرب ! "
دُهشتُ و أنا أقترب من عالمهم – أو بالأدق أُقحم فيه – و أُدرك أن استنكاري الشديد أمام كل من كان ينصحني بـ " التجريب " – سواء على المستوى الرسمي ، أو المستوى العاطفي الحر / أو بمعني أوضح : مستوى معايشة الدور ! – هو شيءٌ خاص بي وحدي و بقلة قليلة جدا من البشر / الحمد لله أنها مازالت موجودة !

- " جربي ، ما يمكن ! "
أتيقن يوما بعد يوم من ملائمة وجهة نظري التي حاولت مرارا و تكرارا إيضاحها ، و لم ينصت أحد ..

لكني أنا أنصتُ جيدا لنفسي ، و أنا أجدها تتفاعل بسلاسة و خفة مع أناس قد تراهم لأول مرة ، و يقف حاجز صلد بينها و بين آخرين تستشعر للَّحظات معهم ثِقلا و للتعامل افتعالا ...

و أنا أُنصت لأنثاي التي أجدها – من طرفٍ خفي لم أكتشفه بوعي إلا قريبا – تضع من تقابلهم و تتعامل معهم بالفعل في ميدان التجربة العملية التي لا تتعدى غالبا موقفا بسيطا لحظيا ... تتراكم اللحظات و الأشياء البسيطة كنقاط مياه من صنبور لتملأ أواني عديدة ذات أسماءٍ شتى :
عدم نضج – أنانية – تخاذل – افتعال – سلبية – التواء و عدم وضوح - ...

لتتحدد علاقتي بهم كمعارف بعيدين أو كأصحاب عابرين حيادية ٌ مشاعري نحوهم ، قد أراهم كل عامٍ مرةً أو اثنتين ، أو كزملاء أُلقي إليهم السلام و التحية على البعد لا أكثر ..

و لأتشبث بك و بوجودك و بـ " تميزك " بالنسبة لي ... ذلك التميز الذي لن يهم فيه مركز أو وظيفة أو وسامة أو لباقة اجتماعية أو مظهر جذاب أو تذاكي ...

كلُ لحظة تجمعني بشخصٍ ما هي لحظة " تجريب" حقيقية ، بعيدا عن ميلودراما معايشة الدور ...

تذكرتك جدا و أحد معارفي القريبين يحكي منذ يومين عن " الحدوتة " الخاصة به ... عن "الحدوتة" التي انتظر حدوثها ليكون بطلا حقيقيا فيها ، و عن "حواديت" كثيرة كاد يفتعلها ليكون فيها بطلا ً و لو وهميا مع مرور الزمن و تواثب العمر و عدم حدوث شيء ... ليدرك في كل مرة أنه داخل الحكاية الخطأ ...

فانتظر إلى أن بدأت القصة وحدها كما تمنى ... قابل فتاته ... و ها هما يستعدان للإعداد لحياتيهما معا ...

ابتسمتُ و أنا أهمس لك بأني أخط حكايتنا سويا منذ الآن .. بل قبل الآن بكثير ..
أني أنتظر ..

أن محاولتي للافتعال كلها فاشلة تماما عن جدارة – و الحمد لله :) ...
و أني ربما قابلتك ، و لم أتعرفك بعد ؛ أو سأقابلك في لحظة ما ..

و أنك فقط من سيصمد حتى النهاية :
ستعبر الحواجز ... تهد الأسوار : بوضوحك ، مباشرتك ، صدقك ، و كونك أنت .. لن تنجذب لك أنثاي للوهلة الأولى ربما ... لكنها – ثِق – ستحترمك .. ... تثق بك ...تقدرك ..

تأمن لك و بك و معك ... تتفاعل معك ... تقترب تدريجيا منك ، و يقترب عالمكما معا ً ... فأحبك ، لنستكمل حكايتنا معا ً ... :)


غداً ألقاك :)