الاثنين، يونيو 30، 2008

امتنان

النيل في بهائه أسفلنا مباشرة ، خمسون عينا تنساب منها المياه منطلقة كملايين الحمائم الصغيرة ، المدى منساباً بنعومة في كل الاتجاهات تطل في وجهه بعض علامات الشموخ الرقيقة التي تتزيا باللون الأخضر
الهواء يسقي نبتة الحرية و الامتنان بدواخلنا
موسيقى منطلقة يأخذ بناصيتها صوت " منير " كموجة تنقسم عبر سلكي السماعة إلى أذنينا
" انتوا جايين هنا عشان تقعدوا كده تسمعوا " منير " ؟ "
من لم يذق .. لم يعرف ، أؤمن بهذا
" بقالي كتير قوي ما سمعتش حاجة مع حد "
" بالظبط " .... تلك الكلمة السحرية ، مع نظرة منغمسة تماما في متعة الجمال الكائن حولنا و الوجود المتشارك لنا
تعلو بنا النغمات و الكلمات أو تهمس لنا بشيء خاص ، أو تشير إلى نقطة ما في وعينا المشترك ... فتكفي النظرة المشتركة أو الهمهمة المشتركة أو الترديد المشترك لمقطع بعينه دونما إتفاق
" انتي مش ( كاظمية ) ؟ بتسمعوا ليه " منير " بقى ؟ سمعيها " كاظم " "
المدى المنساب بحرية دون عائق أو حد يفتننا
رقة و بهاء الشمس في ساعتها الأخيرة تمنح لونا ً جديدا ً للسماء
في طريق العودة تحدثنا كثيرا
و عندما تحدثت عن فتاها المنتظر ، فكت سر شفرة كلٍ منا :
" يكون قادرا على فهم و مشاركة أشيائي الصغيرة "

الثلاثاء، يونيو 17، 2008

كعكة عيد ميلاد - متأخرة الوصول - متعددة الطوابق

بأبص لي كتير اليومين دول و أقول لي :
" يااااه يا بنت انتي ، اتغيرتي كتييييييير قوي "
فعلا ، أنا مش نفس البنت اللي كنتها من سنة ، أو اتنين ، أو خمس سنين
السنة دي من أول ما بدأت ، و أنا حاسة بإنها مختلفة جدا
أو بإني أكثر إختلافا فيها عن أي وقت تاني
كنت ناوية أحضر لنفسي هدية مميزة جدا في عيد ميلادي الذهبي في الحياة :)
بس وقتها انشغلت جدااا ، و ما نفعش اللي كنت مخططاله ، و إن كان يوميها كان مقدر له إنه يبقى يوم مميز جدا برضة
بس أنا لسه عند وعدي ، و قررت إن ممكن الهدية تكون دلوقتي حتى لو فات أكتر من شهرين على المناسبة يعني
و فعلا اليومين دول شغالة في الإعداد فيها : الهدية المميزة جدا
و اللي عمرها ما هاتكون أحلى من إنها تكون
" A butterfly effect "
فاكرين الفيلم ده ؟
" The Butterfly Effect "
?
لما شفته في مرة من المرات ، خطر على بالي إني ممكن أمارس نفس الهبة اللي كانت عند البطل
إني أرجع للماضي بعقلي ، أعيش في لحظاته الفاصلة و اللي كانت طريق تحويلي لطرق تانية ، و أغير فيها بشكل ما ، و أمارس الحياة بأشكالها التانية اللي كان ممكن إنها تتواجد
و كنت مأجلة الفكرة لوقت أفضى فيه
بس اللي اكتشفته إني تقريبا بعد تاني مرة أشوف فيها الفيلم من حوالي سنة تقريبا ، و أنا مارست ده فعلا مع نفسي
و رجعت لورا قوي
لأيام إبتدائي يمكن ، و لقبل كده كمان
و غيرت حاجات بسيطة فرقت طول حياتي في إحساسي بنفسي و رؤيتي ليها و لعيلتي و للناس من حواليا
كنت بأحاول أسيب تنفيذ الفكرة دي لوقت أمارسها فيه بتوسع ، و أغير فيها حاجات كتير قوي
بس إلحاحها عليا غيرني جدا و أنا بأمارسها بتلقائية على فترات
بس كله كان مركز على اللحظات دي و أنا لسه صغيرة قوي ....
الاختيارات التانية اللي الواحد عملها عن وعي
/ كان وراه طبعا أوضة ضلمة مقفولة بتصدر رغباتها و أوامرها ليه اللي مش شرط أبدا تكون منطقية / كان لازم أقف قدامها من تاني ، من أول أيام اختيار طريق لحياتي و أنا لسه في ثانوي ، للناس اللي قربت منهم و الناس اللي بعدت عنهم ، للحاجات اللي تمسكت بيها ، و الحاجات اللي افتعلت قربي ليها ، و الحاجات اللي ما كانتش في حياتي و كان لازم تدخلها ، و الحاجات اللي لو كنت عرفتها في وقتها كان ممكن تغير من حاجات فاتت
أبدا عمري ما ندمت على حاجة فاتت
و المسألة مش مسألة اجترار للي فات
لأ ... فعلا محاولة لتغييره للأحسن
أقلب في مذكراتي ، و أعيش اللحظات دي من تاني ، و أغير فيها
أعيش فيها بجد زي ما البطل ما عمل ... أنقل نفسي لنفس اللحظة بكل كياني و بكل وجودها ، و أغير م اللي حصل
بأقدر أعمل كده على فكرة
يمكن الفرق إن الحياة بشكلها اللي أعرفه و مصائرها الموجودة دلوقتي بتفضل زي ما هيه و مش بتتغير زي ما كان في الفيلم
بس فعلا ده مش له أهمية في ذاته بالنسبة لي ، يعني أنا شخصيا راضية جدااا عن حياتي دلوقتي
بس اللي يفرق هوه إني أغير من محتوى إحساسي بالنسبة لحاجات معينة و أقدر أواجهها من تاني ، و لو هاقابلها من تاني في المستقبل فهأقدر أتعامل معاها أحسن
أقدر أكتشف اللي جوايا أكتر ، و كنت فين و بقيت فين و عاوزة أكون فين بعد كده
ساعات بأقول إن لو فيه حاجات معينة كانت حصلت بشكل معين أو اتغيرت بشكل معين ، كان ممكن حياتي تتغير جداا ، و أكون أنا حد تاني في ظروف تانية
و لأني مؤمنة بإن نادرة قوي الحاجات اللي كانت تنفع زمان و ما عادش تنفع دلوقتي
و إن الواحد ممكن يعمل أي حاجة فعلا ، و يحول طريق حياته للمجرى اللي هوه عاوزه
فلازم أرجع لنقطة " اللي كنت عاوزاه " و مش اتحقق أو مش مشيت في الطريق الصح ليه ، و ياترى كانت رغبات حقيقية و لا أمنيات مالهاش علاقة بيا
المثير جدا هوه إني لما بدأت أقلب فعلا في مذكراتي اللي موجوده من 12 سنة تقريبا / نتيجة لإني حرقت اللي كان قبل كده من كام سنة / ، ذهلت و أنا بأقلب في تفكير البنت دي و مشاعرها و اهتمامتها و أولوياتها و مخاوفها و أمالها و علاقاتها باللي حواليها
فعلا فعلا حد مختلف عني قوي
واحدة بتحسب لكل خطوة حسابها أكتر من اللازم ، و بتفكر في كل كلمة و كل حاجة بتحصل ليها أكتر من اللازم و بتحملها دلالات مش ليها
واحدة لما حبت تتصاحب على بنت زميلتها في الفصل أيام ثانوي ، اعتبرتها مشكلة ، و عملت مخطط و كأنها داخلة على إجراء تجربة معملية ، و قسمت الموقف فعلا ل تحديد المشكلة ، جمع المعلومات ،
فرض الفروض ، إجراء التجربة ، النتيجة !!!!!!!
و يوم ما حبت ، كانت بتهرب من إن يجمعها هيه و حبيبها مكان ، و بتحاول تقلل تعاملاتها و كلامها معاه على قد ما تقدر !!!!!!!!!
و يوم ما كانت تزور حد من عيلتها كانت بتعمل نسبة مئوية لكل زيارة يا ترى هيه كانت اجتماعية و كويسة معاهم بنسبة كام في المية ، و لا الزيارة كانت " فاشلة " بنسبة كام في المية !!!!!!!!!
الواضح فعلا إن الهدية بتاعتي هاتكون متعددة الوجوه
في جزء منها ، هأقارن و أنقد و أبص للبنت دي بإهتمام و أنا حطاها تحت الميكرسكوب
و هأكتب عنها كلام كتيير و أجمع سنينها في كام ورقة في أجندة
و بعدين في احتفالية عظيييمة ، هأحرق كل اللي فات و مش هايبقى من البنت دي غير كام ورقة الأجندة اللي هاتقول إن البنت دي وُجدت في يوم من الأيام
و في جزء منها ، هأرجع للحظات لساها يمكن موجودة فيا ، أو كان ممكن التغيير فيها يغيرني
و هابدأ أمارس بإتقان شديد و بتركيز شديد لعبة تحريك جناحات الفراشة
و في جزء منها هأستدعي كل الناس اللي ركبوا معايا في قطري في يوم من الأيام
يمكن هأبتسم لهم و أنا بأعمل لهم " باي باي " و همه على الرصيف اللي قطري ماشي من عليه
و يمكن أحود ناحيتهم من تاني و أهمس لهم إني آسفة ليهم ، و إنهم كانوا ناس مميزة جدا و ناس تستاهل بجد ، بس البنت اللي كانت هناك وقتها ، يمكن مش كانت قادرة تشوف كويس ، أو يمكن كانت شايفة أكتر من اللازم و عاجزة قدام اللي شايفاه
و يمكن أقولهم إني متفهمه اللي فات منهم و مقدراهم و بأتمنى لهم كل حاجة حلوة قوي في الدنيا
و في جزء منها أكيييييييد هأمتن جدااا لكل الناس اللي معايا في طريقي دلوقتي ، و لكل الحاجات الحلوة جدا اللي في حياتي ، و للدنيا اللي بأحبها جدا ، و عارفة إنها مش جميلة قوي و لا حاجة ، بس جميلة مع ذلك لسه ، و تستحق قوي اننا نحبها ، و نستحق قوي اننا نعيشها ، و لربنا أكيد حتى لو تخليت عن إيماني بأنساق و معتقدات معينة ، و حتى لو بقيت في طريق غير الطرق المتشعبة اللي بتدعي / أو بتقول / إنها منه

الأربعاء، يونيو 11، 2008

لماذا تحول فعل المقاومة إلى وعظ أو استعطاف ؟

أكثر ما يثير حنقي في الأفلام العربية هو مشاهد الاغتصاب و الاعتداءات
فتجد أن كل ما تفعله الأنثى ( الهدف ) هو أن ( تزق ) المعتدي عليها دفعات واهية بيدها ، أو تصرخ صراخا مكتوما يغري بها المعتدي أكثر و أكثر على ( رقة ) هذا الصراخ و ضعفه
أو تبكي و تسترحم ذلك الذي يعتدي عليها بتذكيره بأخواته ، و الست الحاجة والدته ، و إن حرام عليه ، و ارحم دموع عنيا ، إلخ إلخ !!!!
و كأن كلماتها ( المؤثرة ) ستحيل الوحش إلى أمير نبيل يرجو الصفح من السماء عن مجرد تفكيره في مثل هذه الجريمة الشنعاء !
كل مرة يتحفني الحظ بهذه اللقطات ، إلا و أجد دهشتي و امتعاضي يخرجان على الرغم مني :
" ايه ؟ مش عارفه ( تعضه ) ؟
و الا ( البرستيج ) هايبوظ ؟
مش عارفه ( تخربشه ) ؟
و الا يمكن المونيكير يتبهدل ؟
مش عارفة تقلع الكعب العالي اللي عمال يوقعها ده و تديله بيه ؟؟
مش عارفه تشيل ( المسكنة و قلة الحيلة ) دول من على ملامحها ، و تبص له في تحدي و غضب ؟
مش عارفه تمسك أي حاجة من اللي حواليها دي تخبطه بيها على دماغه ؟ "
يتوالى غيظي و حنقي لأجد أمي أو أختي الصغيرة تذكرني :
" أفلام عربي "
الأضل سبيلا ، هو أحد الأفلام القديمة الذي كان يتناول المقاومة في بورسعيد ، و فيه يهجم الضباط الأجانب على أحد البيوت ، و يقوم أحدهم بإغتصاب البطلة ( كانت سميرة أحمد بيتهيألي ) ، فتعبر مقاومتها الواهية ( اللي هيه عياط و زق ) عن قلة حيلتها و استسلامها ( النفسيان أولاً و قبل كل شيء ) ؛ و بعد أن يتم الاغتصاب ، تقوم ( الهانم ) بقتل نفسها !!!!
طب لما انتي شجاعة كده و مش هامك الموت ، ليه مش قاومتي بعنف ، و خطفتي سلاحه موتيه بيه ، أو عملتي أي منظر يعني ؟
ليه تعاملتي مع الموقف كحتمية ، مش كإحتمال بإيديك إنك تستبعديه حتى لو كانت النتيجة الموت ؟
ده الفيلم عن المقاومة !!!!!!!
مش : إذا كان من الموت بدٌ
فمن العجز أن تموت جبانا ً ؟
و بصراحة أصلا : من العجز أن ( تعيش ) جبانا
لماذا لا يتم مواجهة الانتهاك و القهر و الإهانة و الإذلال
( و لا أقول : الدفاع عن الشرف / لأن الشرف يتم انتهاكه بشكل أعمق و أوسع من مجرد إعتداء فردي ، مع كل فساد يعيث به أحدهم في الأرض كلها و لا يجد من يوقفه )
بصورة أكثر جدية في تلك الأفلام التي ترسخ صورة الضحية التي لا حول لها و لا قوة ، و أقصى ما تستطيع فعله هو أن تقتل نفسها بعد أن يستمتع المعتدي عليها بما أراده منها ؟
الأنكى من هذا ، أن منطق ( الوعظ و الاستعطاف ) مصاحبان دوما لكل ( أصحاب الحق ) / ( الشرفاء ) / ( من لهم قضية يدافعون عنها ) .... فتجد البطل /أو البطلة / يذهب إلى خصمه الشرير ، فيلقى عليه موعظة أخلاقيه عظيمة ، و يحذره ، ثم يتطور هذا ( الحديث الودي ) بين الخير و الشر إلى تهديد من البطل بأنه سيفعل كذا و كذا و كذا ، الذي يستغله الخصم أفضل استغلال فيأخذ حذره و احتياطاته ، بل ؛ و يستطيع تدبير فخ معاكس للبطل !!!!
هل فعل ( مقاومة الشر ) عبارة عن خطب وعظية ، أو كلام منمق عن الشرف و الخير و الضمير ؟
أين التفكير و التخطيط ؟
أين الفعل ؟
هل اقتصرت نبضات الفعل في أفلامنا على الكلام فقط ؟
بل ؛ هل اقتصرت نبضاته في حياتنا نفسها إلى الكلام الثوري / و بالأحرى ( الولولة ) / على كل شيء دونما أي نية حقيقية لأي فعل حقيقي ؟
--------------------------------
تحديث :
الفيلم العربي سالف الذكر كان فيلم " بورسعيد " ، و كانت الممثلة هي " زهرة العلا " و ليست " سميرة أحمد "
شكرا ل " يحيى المصري " لتصحيح المعلومة

الأحد، يونيو 08، 2008

اقتناصٌ ليلي

انتفضتُ من مكاني بسرعة
وقعت أشيائي على الأرض ، فلم أهتم ... هرولت لأغلق النور ، و فتحت الشباك على مصراعيه
كنّ ثلاثة تقفزن و تدُرن و تصحن بنشوة :
" الدنيا بتمطر ، و عزيزة بتنشر "
مددتُ ذراعيّ بأقصى ما أستطيع ... كان المطر يتساقط حقا بغزارة تناقض ذلك الهواء الكسول الذي لا يستطيع مداراةً لرائحته الصيفية
جعلت المطر يصافح وجهي و شعري ، و لم أبالي بدخوله الغرفة أو تسلله إلى السرير
مرّ نظر إحداهن بي ، انتبهت لوجودي فابتسَمَتْ خَجِلة ، لكنها لم تكف مع زميلتيها قفزا و دورانا و رقصا بطريقتهن الخاصة :
" الدنيا بتمطر ، و عزيزة بتنشر "
قاومتُ رغبتي في الابتسام لها .... ركزتُ في عينيها أكثر ... و أكثر ... ثم ، في روحها أكثر و أكثر
و حدث ما أردت
تركتها ذاهلة ً على إبتسامتها و هي تنظر لي من الشباك ، بينما أقذف بـ ( شبشبها ) الصغير من قدمي ، أمتع قدميَّ بملمس التراب المبلول ، أهز شعري يمنة و يسارا متدللة ً على المطر الذي يداعب رأسي ... أقفز و أدور و أرقص رقصتي الخاصة ، و أنا أصيح بأعلى صوتي مع زميلتيها :
" الدنيا بتمطر ، و عزيزة بتنشر "

السبت، يونيو 07، 2008

Non ti Muovere

*" قالوا لي : هان الود عليه
و نسيك و فات قلبك وحداني
رديت و قلت : بتشمتوا ليه ؟
هوه افتكرني عشان ينساني ؟ "

أتغنى لذلك الذي لم يأت بعد ... فأعتب و هو بعد لا يعرفني

**" لمحة النور بتظهر في الطريق ، ليه ما بتاخدش بإيدينا ؟ "

تتراءى على البعد إشارات و لمحات قدرية تمنحني فرحا ً و أمنا ً
تقترب خطوة
خطوة واحدة فقط
فأجفل ... أبدد فرحي عن عمد ، و أضع تابوها مقدسا اسمه " الافتعال " أحذر من الخطو إلى دائرته

أحذر من شجرة " مالم يأت بعد " المحرمة ، أهادن زمني ، و أقصر يدي عن ثمرة شهية لم يتضح بعد أحقيتي بها ، أو أوان الاقتراب

***" أقع في خطأ إيقاعي : فأحول ما يتردد في خلفية عقلي و مشاعري من لحن ٍ مصاحب إلى لحنٍ أساسي في غير التوقت السليم لذلك "
أتأمل ذاتي : لي مدة طويلة كذلك اختزلتني إلى لحنٍ بعيد مصاحب للحن ٍ أساسي سمج
لي زمنٌ بعيد و قد استبدلت النغمات و الإيقاعات ، و عبثتُ في اللحن عبثا خربه
فأحاول تقوقعا لأعاود لملمة ما هرب مني ، أحاول صمتاً لأعاود عزف لحن أكثر رقيا من لحنٍ سيطرت عليه البدائية و العشوائية و الاستسلام


***************************************
العنوان
Non ti Muovere
اسم فيلم إخراج " سيرجيو كاستيليتو " / تمثيله مع " بينولب كروز "
* أغنية " محمد عبد الوهاب " ، ألحانه طبعا ، كلمات " أحمد رامي "
** أحد تساؤلات المذيعة " سوزان حسن " تعليقا على رواية " الطريق " ل نجيب محفوظ / صوت العرب / برنامج " بين الحقيقة و الخيال "
*** من مذكراتي الخاصة

الأحد، يونيو 01، 2008

كان لابد أن تقترب من الضوء

قالت لي إحدى زميلاتي يوما أن من يرسم منظرا يجب أن يكون محبا ً للمنظر في ذاته ، لا لتلاعبات الضوء عليه

ستة عشرة لوحة
فنانٌ واحد


منظرٌ واحد محدد


و بداية اكتشاف لحقيقة فنية جديدة ليست في النسب أو التكوين ، بل : فقط ... الضوء




الضوء ...
هو حقيقة الألوان
مرحى عزيزي " نيوتن "



جذبني شغف " مونيه " بتتبع خيوط الحقيقة
ليؤكد جانب آخر من جوانبها


فهاهي حقيقة فنية أخرى تتبدى : حقيقة ضوئية


و مدرسة تتقدم مدارس الفن الحديث و تبدأها




أحاول تطبيقا

:


يجب أن نرى أنفسنا على حقيقتها ، لا تلاعبات الضوء عليها



يجب أن نرى أحبائنا كما هم ، لا تلاعبات الضوء عليهم


يجب أن نرى ظروفنا و حياتنا كما هم ، لا تلاعبات الضوء عليهم


الشمس تدور
و معها يتغير موقع الإضاءة و شدتها
الضوء يجعل ما كان مظلما أو باهتا يتألق ساطعا

و ما كان مضيئا يتحول إلى الظل أو مجاهل اللامبالاة

ما تداخلت فيه الظلال و الأضواء في غموض ساحر ، و سكرة آسرة إلى ظلٍ واضح ، أو ضوءٍ عادي مباشر


و ما منحه الضوء لونا ذهبيا إلى لون فضي



أهذا ما نسميه : تجربة ً و تعلماً و فهما و إدراكا لما يمر بنا في الحياة ؟

فقط ، عندما يكشف الضوء عن جزءٍ آخر من الحقيقة الحياتية ليضعها تحت أبصارنا واضحة ً لا لبس فيها ؟


بل ، هل نتعلم الدرس فنعلم أنها مخاتلات الضوء لا أكثر ؟

أم نتمسك بأننا توصلنا للحقيقة النهائية بعد طول ضلال ؟

أن كل ما مضى كان دربا من الخديعة ، و أن الحقيقة بأيدينا ، حتى إذا ما اختلفت الأضواء و الظلال مرةً أخرى صحنا بثقة أن إدراكنا السابق كان كذبا و أن الحقيقة تتبدى جلية لا لبس فيها ؟



لم أكن غالبا من هواة الأعمال التأثيرية .... لكنه فقط ... سحر الحقيقة الذي يقوده الضوء و عينا " مونيه " و شغفه
إنها حقيقة الضوء






* اللوحات و الصورة الأخيرة : منظر لجسر واترلو بلندن


* اللوحات من أعمال الرائد التأثيري " كلود مونيه "


*قام مونيه برسم ما يقرب من ثلاثين لوحة بنفس الطريقة متتبعا تأثير الضوء لكتدرائية روين بفرنسا


Rouen Cathederal