الخميس، مايو 27، 2010

إلى من لا يعرف أن يغني أو محمود

1
*
"حطله أغنية يسمعها مرة ، ما يعرفش يعيد منها حاجة تاني"
و يخرج "زكي" / أحمد حلمي/ أمام نداء مشغل الدي جي ، ليغني أغنية لا يعرفها على لحنٍ مجمع لا يدري عنه شيئا ... لكنه لا يبالي ... يتماسك نفسه ، و يُلقي بأحجيته المرتجلة على تجميعات موسيقية منوعة :
" شفت الواد أبو جل في شعره اللي مبلط في الديسكو ؟ طب شفت البت بتاعة الواد أبو جل في شعره ............ "
ليتفاعل معه الجميع ، و ينقلب السحر على الساحر ..

2-
يضغطون عليها بلؤم و خبث ليدفعونها للغناء .. تمانع ، فيزيدهم تمنعها إصرارا و ثقة في نجاح خطتهم بإحراجها أمام الجميع في الحفل ..
و أخيرا ... تقبل ، و يبدأ صوتها في التمتع بحريته مصاحبا ً لأحلامها و أحاسيسها و نظرتها للأشياء :

" يا أعز من عيني ... قلبي لقلبك مال
شارياك و شاريني ... و إيش يعملوا العزال؟
-----
ده اللي مالهش حبيب ... ما تشوف عيونه ضي
يقضي عمره غريب ... لا له وطن و لا حي
و اللي ما لهش نصيب .. في الحب ما طال شي
"

و يُصدم "العزال" .. لنسمع دوما صوت "استيفان رُستي " في منتصف الأغنية لائما زوجته :
" ده مافيش حد إلا ما أعجبش بيها ، بقى هيه دي اللي هاتحرجيها ؟ "

3-
تجرب "جوليا روبرتس " أو " جوليان " حيلها مرة تلو الأخرى ، لتفصل بين حبيبها الذي تدعيه صديقا فحسب و خطيبته ، فتجرها للغناء كي تُبديها حمقاء أمام الجميع و لا سيما خطيبها ... تغني الخطيبة بالفعل ... بشكل غاية في السوء حقا ... لكنهم لا يسخرون منها ... بل، تحوز عطفهم و شفقتهم كلهم بدلا من ذلك ...


4-
في نفس الفيلم يتحرر الجميع للغناء ، فينسجمون ، يسعدون ، اثنان فقط من يشعرون بالحرج ، من لا يستطيع صوتهم التحليق مع الآخرين

I Say a Little Prayer for you





5- غناء حوريات البحر في الجزيرة المسحورة يدفع البحارة دفعا لإلقاء أنفسهم في الماء ...
تقيدهن حبيباتهن في صواري السفينة .. بالحبال ، بالسلاسل الحديدية ... و لا شيء يجدي ... غناء حوريات البحر يجعلهم يتغلبوا على كل المستحيلات ليقذفوا بأنفسهم في المحيط ...
هل كان نداء الحكمة لها ؟ أم نداء الحب هو ما جعلها تلقي القيود عن حبيبها ، تتركه حرا تماما ... و قبل أن يلقي بنفسه إلى المحيط ، شرعت هي أيضا في الغناء ... بكل ما لديها من حب ، و كل ما لديها من رغبة في الدفاع عن أحقية وجودها معه ...
ألقت له بصوتها ليتمسك به ، و يعود إلى ظهر السفينة ... لينجو من غواية غناءات عرائس البحور .


6-

أنا: أهو أنا كده عرفت مشكلتك فين يا محمود :)
شغل أغاني بصوت عالي و غني معاها
بس أغاني مبتهجة كده
Mahmoud: ‫صوتي وحش‬
أنا: ممكن أرشحلك شوية
و مين صوته حلو إلا فيما ندر !
ده الناس اللي بتغني لجمهور نفسها بقى صوتها وحش
أنا : انت هاتغني لنفسك
Mahmoud: ‫ليه؟‬
أنا: عشان تستاهل ان انت تغني لها
و عشان الغنا بيدي ثقة في النفس و احساس بيها و تعاطف إيجابي معاها
كان فيه أغنية قديمة لمحمد فؤاد اسمها لازم أغني
سمعتها قبل كده ؟
Mahmoud: ‫لأ‬
أنا: لازم أغني لما في يوم يملاني اليأس
و أما أتمنى طلوع الشمس
لما العالم كله يخاف
عمر ما قلبي يكون خواف
و أما بتمشي خلف خلاف
برضه هأغني !
أصل الغنا إحساس مش عادي
بيخليك إنسان مش عادي


=========================================================


1- فيلم "زكي شان"
2- فيلم
"شاطيء الغرام "
( المقطع على اليوتيوب :
http://www.youtube.com/watch?v=419pGEnyRRQ

3-، و 4- فيلم
My Best friend's Wedding

6- من حوار بيني و بين محمود الذي لا يعرف أن يغني

( ملحوظة صغيرة : و أنا أقلب في دفاتري القديمة ، وجدتني قد كتبت هذا الكلام ( من 1 لـ 3 ) ... فقط ، وجدته يصلح لمن لا يعرفون الغناء )

الأربعاء، مايو 26، 2010

بوستر الأنوثة

نظرتُ لملامحي المتألقة بـ "مكياج" أتقنتُ وضعه، و شعري المصفف بعناية بعدما ازدهى لونه الكستنائي ببعض ال"حنة" التي صقلت لونه، و بالـ "سيشوار" الذي جعله منتشيا و ضاحكا.. بعدما ارتديت ذلك الفستان القصير المكشوف الذي نذرته منذ زمن للمنزل، و لم أرتديه أبدا .
ابتعدتُ عن المرآة قليلا و قد لفت نظري "بوستر" تلك الممثلة الصاعدة التي يغرم بها ابني و ينثر بصورها في أرجاء المنزل كله حتى في غرفتنا أنا و أبيه .
"أمورة قوي" .. "جامدة جامدة يعني".. كان يقول بحماس، و يدلل بأصدقائه المغرمين بها – ككيان أنثوي و ليس لكونها "مطربة جيدة" – و صديقاته اللاتي يسعين لحذو حذوها في طريقة اللبس و الكلام و النظرات.
انتقلت نظراتي بيني و بينها ..
"شكلِك أمور" .. ابتسمتُ لنفسي إبتسامة تَعِبة، فهذا الثقل اللعين مازال يجثم على صدري.. ذلك الذي لا أشعر معه بأني"امرأة".
" مش لوحدك"..بين الحين و الآخر كنتُ أهمس بها لي، و أنا أرى كل أولئك الفتيات، و كل أولئك النسوة اللاتي هرب منهن تلك الخفة الرقراقة التي تُبدي "أنثاهن" .. كن تختلفن شكلا و زيا و إنتماءا.. ما بين جسد لا يُرى منه شيء، و جسد لا يغطي منه إلا القليل، ما بين وجوه مصبوغة و وجوه لا مساس بملامحها، ما بين نساء متعلمات مثقفات و أخريات لا يعنينهن تعقيد أنفسهن بشيء، ما بين ثرثارات و صامتات..
على الرغم من كل ما يفعلنه بأنفسهن.. ما زال ذاك الثِقَل هناك .. يُلقي بظله على الروح و يمنعهن تلك الصفة المميزة، و يجعلهن منهزمات في دواخلهن أمام من تحملنها .. وقليلات هن.
همستُ لي في خبث أن ذلك الكائن الآخر قد هرب من كثير من أفراده شيئا ما كان يُبدي "رجله " ..لكن ما يعنيني على أية حال هو مشكلتي (نا) ..خاصة و تلك النظرة الواثقة المفعمة بالأنوثة تطل عليّ من ذاك "البوستر" أمامي .. و من فتاة ما أو إمرأة ما، ما بين كل فترة طويلة و أخرى .

بأفكر بصوت عالي

أفكر الآن في أن جزءا من الانجذاب لآخر ... و جزءا كبيرا و أساسيا يحتوي بشكل ما على أسباب نفسية ، بالأحرى ... على شيء من شعور بنقص أمام نقطة تفوق يحظى بها ذلك الآخر ... أو فلنقل ، شيء مفقود يتمنى الشخص وجوده في ذاته ، فلا يجده ، فينجذب إليه عند آخر ...
لا أتحدث هنا عن الإنجذاب الجسدي بين الرجل و المرأة ، أتحدث عن إنجذاب شخص - أي شخص - إلى أي شخص آخر ، و رغبته في أن يكون معه بإستمرار أو رؤيته له كشخص مميز أو مختلف أو محاولته العديدة للتقرب منه ، أو ظنه بأن هذا الشخص يشكل له شيئا كبيرا ....
( و إن كانت بعض الإنجذابات لرجل معين أو فتاة معينة تحمل هذا في جوهرها أيضا )

على الصعيد الشخصي ... أتذكر جيدا أن كل من رغبت في صداقاتهن أيام فترة الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي ، فتيات تبتعدن كثيرا عن تركيبتي الشخصية ... لكني كنت أرغب في أن نكون أصدقاءا و كنت أحاول - فاشلة مرة بعد الأخرى - الإقتراب منهن أو مصاحبتهن أغلب الوقت ... و منذ عدة سنوات في جلسة رائقة مع الذات ، جلست أحلل مشاعري تجاه كل واحدة فيهن ، و كيف أني كنت أفتقد شيئا في ذاتي أنبهر في وجوده عندهن .. الانطلاق مثلا ... خفة الدم ... الثقة ... المثالية ( كسارة ) ..... الإهتمامات المتعددة و الشخصية القوية المستقلة ( كماريانا مثلا )... و في هذه الحالة الذات تسلك طريقا من اثنين : إما أن تغار و تكره الشخصية الأخرى و تحاول منها تقليلا .. أو أن تنجذب اتجاهها ، تنبهر بها ، و تحاول إنشاء علاقة وطيدة معها ( علاقة غير متزنة غالبا ، يبالي فيها أحد الطرفين بكل شيء ، و لا يبالي الطرف الثاني بشيء على الإطلاق ) ...
أيضا ... ألاحظ بعض العلاقات المشابهه من حولي في هذه الفترة ... لأجد علاقات مفترضا فيها الصداقة ، لأجد شخصية ما ذات كاريزما في شيء معين : التحدث بثقة مثلا ، العلاقات الاجتماعية المتعددة ، الجرئة ، إلخ ... و شخصية ما معها لا علاقة حقيقية سوى هذه الهالة التي تقترب منها ، و لا تتفاعل معها ، لكنها تنبهر بها - و الإنبهار يمنع التفاعل غالبا - ...
العلاقات غير المتزنة منتشرة جدا سواءا في علاقات مفترضا بها علاقة صداقة عادية أو علاقة حب حتى ... و كلٌ منا يجد نفسه بشكل أو بآخر في علاقات غير متزنة ، مرة يكون هو فيها الطرف الأعلى الذي يحاول الآخر تعقبا لخطواته بينما هو لا يبالي به كثيرا ، و مرة يكون هو الطرف الأكثر اهتماما ، المركزا على تفاصيل لا قيمة حقيقية لها و لا مردود عند الطرف الآخر ..

=============================

اكتشفتُ في لحظة ما أن على المرء أن يكون أكثر ثقة في ذاته .. إحتراما لها و تقديرا ... و ساعيا لأن يكسبها كل ما يحب من صفات قد ينجذب لها في آخرين ...
كما اكتشفتُ أن ما يفرق بالنسبة لعالمك المحيط هو كيف تقدم له ذاتك هذه .. فالناس لا تثق بك إذا ما كنت أنت غير واثق في نفسك ... لا تحترمك إذا ما كنت مقللا من قدر ذاتك و مجرحا في صورتها ... لا تحبك و تعدك كائنا مهما إذا ما كنت أنت نفسك لا تحب ذاتك و تعدها كائنا تافها لا قيمة له ...
و أتذكر جدا مرة أثناء مشاهدتي لأحد حوارات "يوسف شاهين " بأني قلت لنفسي بأن أكبر عبقرية ليوسف شاهين حقا هو أنه قدم نفسه للآخرين كعبقري ، و كشخص مميز و مختلف حتى لو اختلفوا معه أو لم يحبوا أفلامه أو يفهموها ... هو استطاع أن يصنع لنفسه اسما بالطريقة التي قدم بها نفسه للآخرين ...
============
حتى في إنبهارنا بمن نحب من كتاب أو فنانين أو حتى بلوجرز :) ، هناك تلك الثقة التي تمنحها الكتابة .. و ذلك الوجود المتفرد الذي تمنحه الكلمات في الحكي عن الذات و عن الآخرين ، و سلطوية الرؤية التي يقدمها الكاتب / الفنان ... فالفن ممارسة للوجود في المقام الأول ... و طبيعي أن ينبهر من يحدد وجوده و يحصره فيمن يمارس وجوده بفاعليه ...
=======================

حتى في علاقات الآباء و الأمهات بأبنائهم ... هناك دوما الطفل المدلل .. كثير الطلبات ، الواثق فيما يريد ، المستقل في تصرفاته الذي يهمه نفسه بالقدر الأول و لا يعنيه الآخرين بعد ذلك ، و هناك الطفل الذي لا طلبات كثيرة له ، الذي يسمع الكلام ، و يخشى من (زعل ) أبيه أو أمه ...
في كثير من العائلات ... من تعنيه نفسه بالقدر الأول هو من يجذب نحوه الاهتمام أكثر بشكل ما ...
--------
هي ليست دعوة للأنانية ... مجرد تفكير بصوت عالٍ ...
و دعوة ربما لأن يقدر المرء نفسه حقا ، و أن تعنيه حقا و يعنيه أن تكون راضية و سعيدة و محبة لذاتها و متسقة معها و مستمتعة بوجودها ، قبل أن يعنيه الأخرين كلهم ، و قبل أن يعنيه رأيهم في هذه الذات ...
فقط ... حاولوا أن تستمتعوا بوجودكم ذاته ، لينسحب هذا نحو الآخرين تدريجيا ، و يستمتعون هم أيضا به .. :)

الثلاثاء، مايو 25، 2010

أكوان من فرح

- عندما أتأمل القاهرة الجميلة ... أغازل في كباريها ، شوارعها ، أضوائها ، ملامحها .. أتمشى و أنا أهمس لها :
" ده اللي بنى مصر ، كان في الأصل حلواني .. و عشان كده مصر يا ولاد .. انتي يا حبيبتي حلوة الحلوين "

- عندما أخذت أمي لدار الأوبرا ، و أجلستها جلستي المفضلة عند المسرح المكشوف ...
" لما الدنيا تبقى كده ، أمال الجنة هايكون شكلها ازاي ؟ "
و انتشيت .. و تعجبت جدا من أن هناك من يرى - مثلي - أن الجنة ما هي إلا هذا المكان ، أو مكان يشبه له ...

- عندما يدهشني الفن و يمتعني و يحرك دواخلي أو يرسم إبتسامة على وجهي أو يجعلني أطلق صيحة أو جملة عبيطة مفاجئة : " عملها إزاي دي ! " و أنا أتجول وحدي بين اللوحات و التجهيزات في الفراغ و الـ video instellation في قاعات العرض المختلفة التي يفضي بعضها إلى بعض ..

- عندما أجد القاعات التشكيلية ملأى بالمشاهدين ، فرادى و جماعات ... من يقفون للتأمل ، من يلتقطون الصور للمعروضات ، و من يتناقشون حول لوحة أو عمل بحميمية و حماس ... أدرك حقا أن هذا العالم مازال عالما رائعا ...

- عندما أتمشى في شوارع وسط البلد وقت العصاري و يغازلني الهواء بنسماتٍ رقيقة و أرغب في إغماض عينيّ و الاستمتاع بملامسته ... أمشي و أنا مغمضة العينين ، شبه محلقة .. عندما يخلو الطريق قليلا ، و لو لمترٍ أو اثنين ...

- عندما أتأمل دقائق الناس .. حركاتهم ، سكناتهم، إنفعالاتهم و توترهم ، طفولتهم و نضجهم ، شيطانيتهم و ملائكتيهم و إنسانيتهم ... أُدرك عن يقين أنني قد خُيرت بالفعل في بداية الخلق ... و أني في هذه الدنيا المدهشة بناءا على طلب مسبق مني

- عندما أكتشف مكانا جديدا وحدي ... مكانا أثريا أو شارعا ما ... أو مقهى ذو روح مميزة أو مطعما جيدا ... كما حدث اليوم ... استمتعت بالطعام و الراحة التي منحها لي المكان .. شكرا

- عندما أجدني أحملك معي في كل خطوة أخطوها ، و كل لحظة أمر بها ...
- عندما أسمع هذه الأغنية لأفجأ بها أغنية صوفية عظيمة :)


الاثنين، مايو 24، 2010

أنوثة

أنتقي ملابسها ... أضع لها ( مايكب) مناسب ، و أطلق صيحة إنتصار ...
" يا بنتي مش قلت لك ! انتي (مزة ) جامدة بس مش واخدة بالك من نفسك "
تبتسم إبتسامة خجلة بها بعضا من ( عبط ) قديم ... و لا أدري ما إذا كانت قد اقتنعت بكلامي أم أنها تسايرني فحسب لنعيد صفو صداقتنا بعد المشكلة الأخيرة بيننا ...
" الأنوثة ذبذبات بتطلعيها في شكلك ، في تصرفاتك ، في طريقة نظرتك ... و انتي كل حاجة بتعمليها بتطلع إشارات سلبية للي حواليكي "
تجمع معدات الـ ( مايكب ) و تعيدها لمكانها ، و هي تتحدث عن عدم أهمية أن يلحظ أحد شيئا أو أن يراها الآخرون جميلة أو ( أنثى ) ...
" الواحد ساعات بيبقى خايف و جبان و عشان كده بيدعي الترفع و الاستغناء ، و عمرك ما هاتعرفي حاجة غير لما تجربي ... غير كده ، هاتفضلي في المنطقة اللي عقلك مصورهالك إنها منطقة أمان و راحة و انها مناسبة بالنسبة لك "

تستمع بهدوءها المعتاد و نظرتها الحادة ، و ابتسامة ما بين الحين و الآخر : عبيطة أحيانا ... دهشة أحيانا ... و مجاملة أغلب الوقت ، و تشعل النار تحت " كنكة القهوة " على السبرتاية الصغيرة التي دُهشت من أن هناك من يزال يحتفظ بهذه الأشياء
" أهو مثلا ... انتي بتوحي بالغموض كده بكلامك القليل و طريقة نظرتك دي ، ده بيبقى مثير جدا ، بس لو عرفتي ازاي تستغليه صح "
تهز كتفيها بلا مبالاة ... تتحدث عن "افتعال" لا تريد اقترابا منه ، و عن مفاهيما سرابية في الهواء عن أشكال معينة للعلاقات يجب أن تتخذها ، و عن حبيبٍ مثالي لم تجده
" مهما عملتي نظريات للعلاقات ، و مهما فكرتي و حللتي ، عمر ده ما يساوي لحظة معرفة بجد في علاقة حقيقية "
تقدم لي فنجان قهوتي ، تشرب هي مشروبا عشبيا ... و تغير دفة الحديث لتتحدث عن "كارمن" و شخصيتها المميزة في عرض حفلة الأمس .


الأحد، مايو 23، 2010

محاولات فاشلة للإنحراف

لا أشرب ، لا أدخن ، بل لا أحب رائحة السجائر ، و لا أفعل أي شيء مفترضا بي فعله .. *


بعد أن تخلى عني ما كان يمنعني من مجرد التفكير ، حاولت مرة أن أشرب ... كنت أزدرد "البيرة" بصعوبة و معها قالب كبير من الشيكولاتة التي أحاول بها مداراةً لطعم البيرة المر جدا في فمي ... لم أصمد كثيرا ، و تخليت عن علبة الكانز بأكملها إلى غير عودة ، و لم أحاول مرة أخرى ...بل ، كففتُ عن الشاي و القهوة و النسكافية و عدت لتناول اللبن و العصائر ..

و عندما حاولت أن تكون لي تجاربا ، خرجتُ مع أحدهم ، و سمحت له أن يقول كم هو منجذبٌ لي ... استبشرتْ خيرا إحدى معارفي بأن ثمة محاولة جدية للتغير ، و نصحتني بأن أجرب أن أقبله ، و تعجبتْ كيف لمن هي بالسادسة و العشرين و لم تجرب قبلتها الأولى بعد ؟


لكنه عندما حاول إمساك يدي ، فُزعت ، شعرتُ بالإهانة ، و خبأتُ كفيَّ الاثنتين خلف ظهري بإحكام ، و ابتعدت مسافة كافية كي لا يحاول لمسي مرةً أخرى ... لتهز الزميلة رأسها في يأسٍ كامل مبررةً لي بأن تلك القديسة التي كنتها في الحياة الماضية ما زالت تسيطر علىَّ ، و لا فكاك منها و لا خلاص كما يبدو ...

لم أستطع يوما أن أكون تلك العصبية الواثقة جدا في ذاتها معك ، التي تحتفي بنرجسيتها الأنثوية و غموضها و أولوية ذاتها في عالمها و عالمك أيضا ، ككل من أحببتهن من قبل ...

و كلما انتابني غضبٌ ما اتجاهك ، صفوت نحوك سريعا ، و عاد لي مرحي و تعاملي الرضي السمح مع الأشياء ..

وجدتُ أني كذلك التلميذ الذي جرب أن يهرب من المدرسة و يقفز من السور كزملائه ، فلا يفعل سوى أن يتوجه إلى المنزل ، و يفتح دفاتره ليذاكر .
===============================
* ترجمة لبعض كلام "ميلي" لـ "روز بينكي " في فيلم
3 women :



" Millie Lammoreaux: [angrily to Pinky] Ever since you moved in here you've been causin' me grief. Nobody wants to hang around you. You don't drink, you don't smoke. You don't do anything you're supposed to do! "

السبت، مايو 22، 2010

اشكي لي شوي شوي/ عن الفن أتحدث

بعد أمسية غير موفقة تماما في "فينواز " ، وجدت نفسي تتسلل إلى مكاني المفضل : "التاون هاوس " ، فساحة روابط التابعة له ...
"زوروا غزة " ... دعوة تبدو غامضة و هي تحمل النقيضين : المعنى الـ" ترفيهي الاستمتاعي " فيما تحمله دعوة الزيارة ، و المعنى المعرفي الذي توحي به كلمة "غزة" و ما يرتبط بها دائما من حرب و حصار و دمار ...

" هل حلمت يوما بزيارة شواطيء غزة الخلابة؟ سؤال يبدو سورياليا مهما كان السياق . كلمات مثل "زيارة" و "شواطيء" و "خلابة" - بل و حتى كلمة "حلم" قد تبدو شاذة حين يظلها اسم تلك المدينة الساحلية الصغيرة في نفس العبارة . " .... هكذا يكتب "محمد عبد الله " في برشور المعرض الذي يحمل صورة "سياحية" لشاطيء غزة ..( النص في ذاته و البرشور جزءان مهمان جدا من الحدث : "زوروا غزة " )

لم أشاهد من المعرض ككل سوى لوحة نسخة الحمار الوحشي في مدخل المعرض ، و التي بالتأكيد شاهدتها في أحد المعارض الأخرى ( لا أتذكر تحديدا ما إذا كان في قصر الفنون في الأوبرا ، أم في بينالي الأسكندرية الماضي أم في أحد معارض التاون هاوس نفسه ) ...
ذلك الحمار الذي تم تخطيطه و رسمه ليبدو حمارا وحشيا لأطفال غزة الذين لا سبيل أمامهم للتواصل مع متعٍ بسيطة من العالم سوى تقليدها ، و إيهام أنفسهم بأنها حقيقية !
و بالطبع ، شاهدت "شتاء غزة " ... و لهذا تحديدا أكتب الآن
شتاء غزة عبارة عن 10 أفلام قصيرة لمخرجين فلسطينين في فلسطين و لفلسطينيين و غير فلسطينين حول العالم ...

غزة ، رام الله ، مرتفعات الجولان ، أسبانيا ، أيسلندا ، بلجيكا ، لندن ، الأردن ، و الولايات المتحدة ... كلٌ يقدم القضية بطريقته ..
"شتاء غزة" هي الزيارة المعرفية المعتادة لما يحدث هناك ...
و مشكلتها دوما أنها " معتادة "
فالأفلام في معظمها لم تخرج عن مشاهد القصف ، و المظاهرات ، و الأشلاء ، و الأطفال الممزعة الأطراف أو القتيلة ...
كنتُ أفكر في أن المشاهدة المستمرة لتلك المشاهد لم و لن تجعل العالم أكثر تعاطفا مع ما يحدث ، بل ستجعله دوما أكثر إعتيادا ، و أكثر لا مبالاةً و أكثر تقبلا أن يحدث هذا ...
و يوما وراء يوم يصبح جسد الطفل الفلسطيني كجسد قط ميت ملقى في الطريق ، قد يثير بعض التقزز ، لكنه لا يثير تعاطفا أو إحساسا ...
و تذكرت فورا ذلك الفيلم :
The Pianist
لـ رومان بولانسكي
و كيف كان الفيلم عاليا جدا فنيا و غير صارخ و غازلا لمعاناة الموسيقي اليهودي بحرفية بالغة في عهد النازي ، ليجعلنا جميعا نتعاطف معه بعمق و نكرة النازي و قسوته و الحرب و دمارها
بينما تُصور الأفلام عن معاناة الفلسطيني بشكل صارخ فج فجاجة الحرب ذاتها ، و فجاجة فجاعة الفقد و صراخ الموت ... بذات الشكل المعتاد لنشرات الأخبار التي من المعتاد أن نتناول طعامنا أحيانا و نحن نشاهدها كفواصل في إنتظار فيلم أو مسلسل قد يأتي ...
الفيلم الوحيييد الذي نجا من فخاخ الأصوات العالية الزاعقة لدرجة الإملال ، و إحتمى بالفن ليقدم تفاعلا حقيقيا و رؤية صادقة و تماسا إنسانيا رائعا ، هو الفيلم الأيسلندي : الحرب عن بعد ، أو الحرب البعيدة : War Far Away
للمخرج : فهد جبلي
ليقدم لنا مشاهدا حياتيه للمواطنين في أيسلندا : أم تأخذ طفلها للحضانة ، شاب يركب مع أبيه السيارة و يحدثه أبوه عن وجوب الاستمتاع بالحياة ، مجموعة عمال يعملون ... إلخ ... و على الجدران التي تحتوي تلك المشاهد صورا صامتة .. غائبة حاضرة لما يحدث هناك في نفس اللحظة ... في نفس الأماكن ...
=================================
بمناسبة التاون هاوس ...
أحد الأحداث التي ينظمها في هذه الفترة هو "كورال شكاوي القاهرة " :
" من سنة 2005 الناس في أنحاء العالم خلو شكوتهم مسموعة من خلال الأغنية، ويسر جاليري التاون هاوس انها تقدملكم كورال شكاوى القاهرة.
يا أصحاب الشكاوى من كل حتة في القاهرة تعالوا غنوا شكواكم .. مفيش اختبارات! تعالوا بآلاتكم وأصحابكم وأهم حاجة شكواكم. "

هكذا يقول نص الدعوة لـ حدث كورال شكاوي القاهرة ...
منذ عدة أيام ، و أنا أسير في شارع القصر العيني ، أمام العمال المعتصمين أمام مجلس الشعب الممسكين ميكروفونات مرددين نداءاتهم المنغمة و شكواهم و طلباتهم ... فكرتُ جديا : هل يمكن أن يذهب هؤلاء ليغنوا شكواهم في التاون هاوس ؟ بدا سؤالا عبثيا ، و لا أعرف لماذا ... و أخذت في التساؤل عن "جدوى" الغناء و الفن بشكل عام أمام القضايا المهمة و أمام سعي الإنسان للحصول على حقٍ ضائع أو مهضوم أو للوصول إلى شيء يعتقده من حقه ... هل يفرغ الفن الطاقة في هذه الحالات ، ليمضي المرء دونما إشباعٍ لمطالبه إلا بشكلٍ رمزي من خلال الفن ؟ أم أن الفن ، و الغناء ، و محاولات التعبير عن الحقوق بكل الأشكال المختلفة حتى الشكل الفني ، و في التاون هاوس ، يعطي طاقة أكبر و حشد أكبر للمتابعة ؟
هل لو كنت كتبت لعمو الممسك بالميكرفون ورقة فيها تفاصيل كورال شكاوي القاهرة ، و لو كنت قلت له : خذهم و اذهبوا لتدريبات التاون هاوس ليلا لتغنوا شكواكم أمام الجماهير ... هل كان سيسخر مني - كما سخرت أنا من نفسي وقتها و من الفكرة ؟ أم كانت ستكون منفذا جديدا لاستمرارية المطالبة بالحق ؟

الحدث على الفايس بوك :

http://www.facebook.com/?page=1&sk=messages&tid=1474341102631#!/event.php?eid=118714874825038&ref=ts

=================================================

أثناء تجوالي بين قاعات العرض في أتيليه القاهرة - ذلك المكان الذي أحبه هوه أيضا و أتسلل إليه كل فترة و أخرى - توقفت في قاعة تعرض صورا فوتوغرافية لمجموعة من الشباب ( شابات في معظمهم أصلا ) مأخوذة في الواحات ... ما جعلني أتوقف و أستمتع حقا بوجودي هناك ، هو تلك السيدة اللطيفة الزائرة التي أخذت في مشاهدة الصور و محاورة أصحابها و الحديث معهم عن القيمة ، الفن ، الجمال .. و عن كيف أن الصورة تأخذ بيد الإنسان و تجعله يقلدها في حياته ...
ثم أخذت في التدقيق في بعض اللوحات و التساؤل المتحمس المتفاعل عن كيف تم أخد بعض اللقطات و أين أُخذت ، إلخ
و تذكرت بعدما خرجت من المكان أن أفضل المرات فعلا التي استمتعت فيها بوجودي في مكان هي تلك المرات التي صادفت فيها أولئك المتحمسين المتساءلين الشغوفين بالفن أو المعرفة الذين يحاولون إقامة تحاورات ما مع الأعمال ، مع البيئة المحيطة ، و مع الوجود البشري المتواجد ...
أتذكر مثلا أني زرت أكواريوم الأسكندرية عدة مرات ، و كذلك زرت قلعة قايتباي عدة مرات ، لكن ما يعلق من ذهني من هذه المرات ، هو عندما صادفت تلك الأسرة التي كانت تتعامل مع الأشياء بتقدير حقيقي و بإندهاش و تساؤل حول أجزاء المكان و تفاصيله و كيف تم بناؤه و الجمال فيه و القيمة الوظيفية له أيضا ...
أو تلك المرة التي صادفت فيها أناسا عندهم الجرأه الكافية ليتساءلوا عن معنى الفن أو جدواه ، أو تتم محادثة شيقة جدا أمام اللوحات و ما قد تعنيه أو توصله أو مقصد الفنان منها ...
تلك المصادفات الموضوعية التي تضيف النكهة لا لليوم فقط ، بل تبقى كأثر ممتد في الذاكرة عن لحظات مميزة ...
خاصة في عالمٍ لم يعد يتساءل فيه الكثيرون عن معنى شيء أو جدواه أو قيمته ....
و لم يعد يندهش فيه أحد .

الأربعاء، مايو 19، 2010

أعترف ؟

إحساسٌ مختلف تماما و أنا أبحث في ذلك الموقع الاجتماعي الذي يعنى بتبادل الخبرات الحياتية ، و أهتم بترك تعليقات ما على أسئلة أعضائه أو تجاربهم أو مخاوفهم ...
استغربت كثيرا بأني فقدت هذا الإحساس منذ زمن بعيد في عالم البلوجز و المدونات ، و لم يفلح في استعادته الفايس توك بأي شكل من الأشكال ...
ربما لمجال ذاك الموقع ذاته ، و تركيز هدفه على تبادل الخبرات و المشكلات و الحلول في الحياة .. بعيدا عن ما يحدث في السياسة ، أو الأدب أو الفن أو أي شيء سوى الحياة ببساطتها و مشكلاتنا ما كبر منها و ما صغر ..
لفت انتباهي جدا جزء خاص في هذا الموقع يعني بالاعترافات و كشف الأسرار ...
هل لديك اعتراف تود تسجيله أو سر تريد كشفه ، اعترف الآن :)
فكرت بأن ثقافة الاعتراف قد شملتنا منذ فترة ، و أننا تغيرنا كثيرا كمجتمع عن ما كناه سابقا ... نعم الموقع أجنبي ، لكني فكرت في الحال في أشياء أخرى ، في أن النت في ذاته ، عالم المدونات و ربما المنتديات من قبلها ، و ذلك البراح اللانهائي الذي يمكن للإنسان من خلاله "الفضفضة " أحيانا ، و الاعتراف أحيانا أخرى بما قد اقترفه ربما ، بمشاعره حتى تلك السلبية منها و التي ما كان يجرؤ بالإفصاح عنها من قبل ربما ، بمشاكله و الضغوط التي يتعرض لها ربما ، بحكي ما عن ذاته أو عن من حوله قد لا يعرفه أحد ربما ...
و عندما طبقت الأمر على نفسي بشكل خاص أجد أني لفترة من الفترات كنت أفعل هذا بالفعل في البلوج ، و كم كان هذا مؤلما لي وقتها ، و مريحا لي بشكل ما بعدها ، و ربما مغيرا في نظرتي للأشياء ذاتها بعدما قمت بنشرها على الملأ ...
نعود لفكرة ثقافة الاعتراف ... مثلا لعبة الزجاجة الدوارة ... تدور الزجاجة بين الجمع لتشير إلى من يسأل من ، و غالبا تكون الأسئلة و الإجابات صريحة للغاية ، و صادمة أحيانا ، و شخصية جدا ... و الاسم لعبة ...
هل هي لعبة أم محاولة من محاولات الاعتراف و مواجهة ما يخشاه الإنسان من ظنون الآخرين من حوله عنه ، و بعض من جرئة باسم اللعب ليكشف بعضا من مشاعره و أفكاره و توجهاته نحو الآخرين ؟
هل لدي إعتراف أريد أن أسجله أو سر أود كشفه ؟
منذ فترة طويلة ، عدة سنوات يعني ، كنا نتناقش أنا و صديقتي المقربة عن فكرة "السر" ... و ما هي الأسرار التي قد لا يريد المرء للآخرين معرفتها ...
لا أعرف تحديدا ما الذي أوصلنا لنتيجة مفادها أنه لا يوجد أسرار سوى الأسرار الحربية و العسكرية لدولة ما فقط ...نعم ، هناك خصوصية في أن يعرف شخصا ما شيئا ما أو لا يعرفه ...
لكن نحن كبشر عاديين جدا ... لا مكان لشيء اسمه سر .. فالأسرار غالبا ما تحوي خلفها غرفا مظلمة ينبغي فتحها لإخراج العناكب و الأتربة و الخفافيش ... و كل سر يحتوي غالبا عناكبا و أتربة و خفافيش ...
ربما وقتها قمنا بتبادل الكثير من الأفكار و الاعترافات و الخبرات التي كنا نعدها بشكل ما سرية ... حتى مشاعر النقص التي كانت تعتري المرء أحيانا اتجاه أحداث ما أو أشخاص ما لم نكن لنخفيها ...
كلما قمت بالتقليب في مذكراتي القديمة ، أجد الكثير من الاعترافات المثيرة للاهتمام ، خاصة و كونها تحمل قدرا لا بأس به من الألم أو تجريح صورة الذات ...
ربما لهذا لم أجد إعترافا يمكنني المشاركة به هناك .. فليس ثمة غريب أو جديد في عالم الاعترافات ...

فردة حذاء حمراء واحدة ... رجولية هذه المرة

أجمل مشهد حب شفته ، شفته في الفيلم ده

الفيلم بإختصار بيتكلم عن المخابرات الأمريكية المنتظرة تعقب شخص معين يوصل المطار ، العلامة المميزة ليه إنه بيرتدي فردة حذاء حمراء .
الصدفة خلت توم هانكس يلبس فردة جزمة حمرا من استعجاله ، و سافر بيها بالفعل لتطارده المخابرات الأمريكية ، و ترسل أحد عميلاتها للتجسس عليه و التقرب منه لأخذ المعلومات اللي هيه عاوزاها

هوه : كان عازف كمان .. هيه بتقرب ، هوه بيقع في حبها ، و بيألف علشانها مقطوعة موسيقية ..

المشهد بقى اللي بأتكلم عليه ، و هوه في الحفلة مع الفرقة الموسيقية و بيعزفوا مقطوعة شهرزاد لـ ريمسكي كورساكوف ... و فجأة لما بيشوفها وسط الحاضرين ، بيطلع بره مزيكا كورساكوف خالص ، و يبدأ يعزف المقطوعة اللي ألفها عشان البنت دي و هوه منفصل تماما عن العالم ... بس المزيكا ، و هوه و هيه ، و هوه باصص في عنيها .. قدام المايستروا اللي دُهش و غضب ، و المخابرات الأمريكية اللي بتبدأ تحلل المقطوعة الموسيقية على اعتبار انها ممكن تبقى رسالة سرية بيبعتها لأعوانه .. و الجمهور اللي أربكه انه خرج بره كورساكوف


ده الترايلر بتاع الفيلم

Original Trailer

1985

The Man With One Red Shoe



و دي المقطوعة ، و إن كانت في مشهد تاني ، للأسف مالقيتش المشهد المفضل بتاعي ع اليوتيوب

الجمعة، مايو 14، 2010

محنة الاقتصاد و الاقتصاديين 2


في الباب الرابع
يناقش د. حازم الببلاوي مفاهيما شائعة مثل مشكلة الخسائر ، و كيف أنه ينبغي النظر للخسارة ليس على أنها كارثة ، بل على كونها مؤشر إقتصادي جيد لضرورة التعديل أو التغيير و أن الخسارة - مثل الربح تماما - نعمة ، لأن كليهما يساعدان على حسن إتخاذ القرارات .. و أن إفلاس مشروع يؤدي إلى أمور مهمة مثل تغيير ملكية و إدارة المشروع من ناحية و تطهيره من الأعباء المالية من ناحية أخرى مما يؤدي إلى إمكانية إستغلاله بنجاح ، و منع المزيد من إهدار الموارد مما يؤدي لإنتعاش الاقتصاد ..
تحدث كذلك عن الوساطة و الوسطاء و كيف أن التطور الاقتصادي مبني على دور الوساطة ، و أنها من أخطر اكتشافات الإنسان/ بعد النار و الكتابة / ..
و الوساطة لا تقف عند حد ظهور النقود فقط ، و لا على التجارة و التجار فقط ، بل ظهرت أنواع و نظم إقتصادية كاملة تقوم على أساس مبدأ الوساطة مثل التأمين ، البنوك، التسويق و التوزيع، و أنه على الرغم من موقف القيم القديمة الذي اتسم بالشك و الريبة من "الوساطة" ، و الفكرة القديمة التي كانت تتحدث عن "النشاط المنتج" المتعلق بالإنتاج المادي لشيء ما ، و "النشاط غير المنتج" الذي يتعلق بالخدمات ... فإن الإقتصاد الحديث في أغلبه هو إقتصاد خدمات ... و أن الإنتاج ذاته أصبح عبارة عن سلسلة طويلة يتداخل فيها الإنتاج مع عنصر الخدمة مع إزدياد أهمية النشاط الخدمي سواء في مراحل الدراسات و الإعداد أو الرقابة أو التوزيع و التسويق ...

كذلك عن مفهومي "الاعتماد على الذات" ، و "الاكتفاء الذاتي" ، و الفرق بينهما ، و كيف أن الدعوة إلى الاكتفاء الذاتي تشبه الدعوة إلى العودة إلى نوع من الحياة البدائية ..
تحدث أيضا عن ضرورة تشجيع الصادرات و عن أن التخطيط الآن يجب أن يتم في إطار العلاقات الدولية المتغيرة و ليس تخطيطا في إطار إقتصاد محلي مغلق ..
كذلك عن الفارق بين مفهوم "فائض السيولة" و "الإدخار " ...
ثم عن التعليم و كيف أنه سلعة استهلاكية و استثمارية ، خاصة و عامة ، محلية و دولية في نفس الوقت ...
و عن قضية مجانية التعليم ، و كيف أنها وسيلة و ليست هدفا في ذاتها ...



و في الباب الخامس

يتحدث د.الببلاوي عن الأموال الهائمة و كيف أننا نعيش عصر الاقتصاد الرمزي حيث غلبت أهمية الثروة المالية على الاقتصاد العيني ( حيث تأخذ فيه الثروة شكل رموز تتداول في الأسواق المالية و النقدية ) ، و كيف أن الأموال تتحرك بسرعة و أنها تعصى على السيطرة المباشرة و تتهرب من الأعباء و القيود و أنها تتخطى الحدود في ظل الاقتصاد العالمي ، و يتحدث أنه في ظل المنافسة الدولية لجذب الأموال يجب توظيف أسواق المال الوطنية لجذب أكبر قدر من الأموال الخارجية - خاصة لمواطنيها - و إعفائها من أكبر قدر من الأعباء لتوظيفها لصالح السوق الوطني و تحويلها من ثروة مالية هائمة إلى ثروة عينية محلية تخضع للإشراف و يتم استثمارها لصالح الوطن ... و أنه كثيرا ما يتم التكريس للجمود و العقم الابتكاري تحت أسماء براقة و مغرية كمكتسبات الشعب أو حماية القطاع العام ...
كما يتحدث عن استخدام الضرائب كحافز لتوطين الثروات المالية في مصر و تحويلها إلى استثمارات عينية عن طريق الاعفاءات الضريبية على أشكال الاستثمار و الادخار و التركات القائمة في مصر ، و فرض هذه الضرائب بشكل مرتفع على الأموال و التركات الموجودة خارج مصر ...
يتحدث كذلك عن فكرة سيطرة الدولة على الاقتصاد و على القطاعين العام و الخاص و أن الاعتقاد بأن سيطرة الدولة على القطاع العام أكبر من سيطرتها على القطاع الخاص هو افتراض خاطيء لأن هذا يعني إنهيار سلطان الدولة و سيادتها ..
بل بالعكس ، فبصفة عامة سيطرة الدولة الفعلية على القطاع العام أقل و أخف منها على القطاع الخاص ، لأن القطاع العام بطبيعته يعتبر جزء من سلطات الدولة و أجهزتها ، و القائمون على القطاع العام لا يعتبرون أنفسهم مسؤلين عن إدارة وحدات إقتصادية مملوكة ملكية عامة ( و خاضعة لسيطرة الدولة ) ، بل بإعتبارهم أصلا و جزءا من أجهزة الدولة ...
" و بالتالي فإن سلطة الدولة لا تمثل للكثيرين من وحدات القطاع العام سلطانا خارجيا بقدر ما هي آداة في أيديهم ."
... " و كثيرا ما نجد أن أجهزة الحكومة و مؤسسات و شركات القطاع العام هي الأكثر مخالفة للقواعد و القوانين إعتمادا على أنها جزء من السلطة "
كما أن بيع بعض وحدات القطاع العام إلى القطاع الخاص مقابل موارد مالية يزيد من سيطرة الدولة الاقتصادية على مواردها بإضافة موارد مالية إلى خزينتها من ناحية ، و من سيطرتها المباشرة على موارد القطاع الخاص بعد أن كانت مواردا هائمة بعيدا عن رقابتها و بتحولها إلى موارد عينية ملموسة و خاضعة للرقابة و الإشراف .. إضافة إلى أن إدارة القطاع العام عادة لا تتجاوب مع اعتبارات الكفاءة الاقتصادية لأن منطق إدارة القطاع العام يركز على تجنب الأخطاء لكنه يتجاهل دائما فكرة اقتناص الفرص اللازمة لأي تقدم إقتصادي ...

الأحد، مايو 09، 2010

محنة الاقتصاد و الاقتصاديين 1)

محنة الإقتصاد والإقتصاديين محنة الإقتصاد والإقتصاديين by حازم الببلاوي


My rating: 4 of 5 stars
1)

باديء ذي بدء .. أحب جدا مثل هذه النوعية من العقليات المفكرة المحللة التي لديها رؤية خاصة و فهم مميز عن ما تتحدث عنه ، التي تتناول الأمور بعمق - و بساطة مع ذلك - و حماس مثلما فعل الدكنور/ حازم الببلاوي في كتابه ...
أتذكر جيدا أني قمت بشراء هذا الكتاب منذ عدة سنوات ، فقط لأن اسم د/ حازم الببلاوي عليه ، و ذلك بعد قرائتي لأجزاء من كتابه : " دور الدولة في الاقتصاد" ... هذا على الرغم من عدم إهتمامي أصلا بالقضايا الاقتصادية بشكل كبير !! و ربما بهذا ذاته يحقق الكاتب هدفه بمخاطبة الجمهور الواسع و ليس مخاطبة المتخصصين و الأكادميين فقط ...

الكتاب عبارة عن تجميع لبعض المقالات التي نشرها الكاتب في الثمانينيات ( من 1981- 1989) في الصحف و المجلات ، لكنه يقسمها تقسيما موضوعيا في الكتاب إلى قسمين رئيسيين يندرج تحتهما عددا من الموضوعات و هما : مفهوم الدولة و دورها الاقتصادي ، و الآخر هو الحقائق الاقتصادية المستجدة على واقعنا و ما ارتبط بها من مفاهيم ..

المحنة التي يعلن عنها الكتاب هي أزمة الاقتصاد في تقديمه الخيارات و الحلول ، بينما القدرة على الفعل و التنفيذ بيد السياسة و السياسيين و ليس الاقتصاد و رجاله ..
فـ " "الاقتصاد" يطرح المشاكل و الخيارات ، و "السياسة" تحسمها " .... و " القرارات السياسية و هي تحسم الخيارات المطروحة كثيرا ما تكون طاغية و ساحقة . فـ " السياسة" لا تسمو فقط على "الاقتصاد" و تحكمه ، بل إنها قد تسحقه ."

في الباب الأول ، يتحدث د. حازم عن قضية التنمية في العالم الثالث ، و عن الفكر الإقتصادي فيما يختص بهذه القضية و العلاقة ما بين النظرية الاقتصادية و بين التنمية ذاتها .. و أن كثيرا ما ينفذ الاقتصاديون سياسات اقتصادية تتناقض مع قناعاتهم و أفكارهم ... و يلقي نظرة سريعة على التفكير و التجارب الاقتصادية في تاريخ مصر منذ الخمسينيات و فترة الإعداد و الترتيب و الثورة و سياسة التصنيع ... ثم الستينيات و سياسة تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي و السيطرة عليه و اعتناق الاشتراكية و تنامي البيروقراطية ... وصولا للسبعينيات و "عصر النفط" و العقلية الريعية و بداية الشره الاستهلاكي و فصل العلاقة بين العمل و العائد منه ، ثم سياسة الانفتاح الاقتصادي مع فتح الباب للقطاع الخاص و دعوة رؤوس الأموال العربية و الأجنبية للاستثمار في مصر .... و كيف أن سياسة الانفتاح في ذاتها كانت ضرورية خاصة لإعادة تأهيل البنيات الأساسية و المرافق العامة بعد حروب طويلة ... لكن المشكلة لم تكن في سياسة الانفتاح ذاتها ، بل في أسلوب تطبيقها و تشويه ممارساتها ، و كيف أنها تحولت إلى عدم إنضباط و إلى استغلال المناصب لتجميع الثروات و تحقيق المآرب الشخصية و المنافع الخاصة باسم المصلحة العامة و " كم من الجرائم ارتكبت باسم المصلحة العامة ! "

يلقي كذلك نظرة تاريخية على الأوضاع الاقتصادية في مصر و مواردها المالية منذ عام 58 و حتى 81 بشكل مختصر منظم ...
يتحدث أيضا عن الظروف الاقتصادية و السياسية الدولية الموجودة في العالم و كيف كان تأثيرها على مصر و على اقتصادها و على سياستها ...

في الباب الثاني يناقش فكرة غياب المشروع التاريخي أو الهدف القومي لمصر ، خاصة بعد معاهدة السلام مع إسرائيل و التي كانت الحرب معها محورا أساسيا في الإستراتيجية العليا للدولة لفترة جاوزت الثلاثين عاما ... و تحدث عن أن مصر كان لها هدفا سياسيا واضحا من قبل على مدى تاريخها ، سواء أكان طلب الاستقلال السياسي و مكافحة الغزو الأجنبي ، أو المطالبة بالدستور ، أو القومية العربية ، أو الحرب ضد إسرائيل.....

و كيف أن الأمر أكثر صعوبة الآن بغياب هذا الهدف السياسي الواضح المُعلن ، خاصة مع تعقد الأمور و تداخلها ، و أن المشروع التاريخي أصبحت فكرته أكثر تركيبا مع حاجة الدولة لتنمية و مع التطور التكنولوجي و تداخل المصالح و التغيرات الاقتصادية في العالم و تغير ظروف الحاضر ...
و تحدث عن دور الدولة ، و كيف أن أهميتها تكمن في حفظ الأمن و الاستقرار لأبنائها و إقامة العدل و تقديم الخدمات الأساسية و تحقيق التقدم الاقتصادي و العدالة الاجتماعية عن طريق القهر المنظم بإستخدام القوانين و القوة المادية لأجهزة السلطة ... و أن الدولة تتضمن الشعب و الإقليم و السيادة ، و أن هذه السيادة لابد و أن يصاحبها نوع من القبول العام حولها حتى تتوفر لها الشرعية ..

تحدث كذلك عن خصائص المجتمع الصناعي الحديث و الفارق ما بينه و بين المجتمعات الزراعية و التجارية السابقة عليه ، و عن التنظيم السياسي في المجتمع التكنولوجي الحديث ، و تطور دور الدولة .. و عن البيروقراطية أو أجهزة الدولة المتعددة و عن الخبرات الفنية أو التكنوقراط و الفارق ما بينهما ... ثم تحدث عن الشركات متعددة الجنسيات و عن الاقتصاد العالمي ، و كيف أن الدولة أصبحت تتعايش مع مؤسسات و منظمات منافسة أو مكملة ، و أن هناك العديد من العوامل التي أصبحت تؤثر على الحياة الاقتصادية للدولة

كذلك عن ثورة المعلومات و الاتصالات ، و عن الثورة المالية ، و أثرهما في التغير في العلاقات الدولية ، و كيف أن النقود لم تعد تحت سيطرة الدولة بشكل كامل ، و ظهور أشكال جديدة من الأصول المالية كبطاقات المديونية
credit cards
و مؤسسات الادخار و التمويل ، و أن مسألة النقد أصبحت مرتبطة بإعتبارات دولية و لم تعد مسألة وطنية ..


في الباب الثالث
تحدث عن العقد الإجتماعي الذي يربط الحاكم بالمحكومين ، و عن أن التنمية في الوقت الحاضر قد أصبحت صلب قضية الحكم و مبرر الشرعية السياسية للحاكم ..
تحدث كذلك عن ضرورة التغيير في القيم السائدة من أخلاقيات العمل ، العلم و التكنولوجيا ، و عن ضرورة أن تتم إجراءات سياسية و تشريعية " فعالة" و إعادة الإحترام للدولة ، و الرغبة في التغيير ليس عند الحاكم فقط ، بل و عند المحكومين ..
تحدث كذلك عن العلاقة بين الدولة و الشعب ( الحاكم و المحكومين ) منذ الاستقلال السياسي ، و كيف أنها تحولت لعلاقة "أبوية" يرى الأفراد فيها أنفسهم "عيالا على الدولة" ، فتقدم لهم الدولة الخدمات و ظروف العمل و الوظائف مقابل الالتزام بعدم الشغب و ضمان إستقرار الأمن و حسن السلوك !
و لا يُطالبون فيها بمسؤلية إنتاج أو إبتكار أو تحمل مخاطر أو أي مسؤلية أخرى ماداموا ملتزمين حدود الأدب و الطاعة !
و كيف أنه - بعد ذلك- مع ثورة النفط أصبحت تطلعات الأفراد أكبر ، و أصبحت الدخول ترتبط بأشياء عديدة غير العمل - مما أدى لترسيخ قيم سلبية أخرى - : الحظ ، العمل في إحدى دول النفط ، العلاقات مع أصحاب السلطة ، الاستفادة من ثغرات القانون ، النفاذ من ثغرات الإنغلاق و الإنفتاح .... و قلما ارتبط العائد بالعمل !
و كيف أن الأفراد نسيوا قضية الإنتاج ، و كيف بدأت الدولة تفقد مصداقيتها ..
" فهي تعد و لا تقدم . فالتعليم مجانا نظريا ، و لكنه غير موجود بالمرة في المدارس الحكومية ، و الدروس الخاصة تصبح قاعدة عامة و ليس استثناء ، و تلتزم الحكومة بتعيين الخريجين - دون عمل لهم - مع إلتزامها بدفع مرتبات ... و لكن مع التضخم و ارتفاع الأسعار تصبح مرتبات الحكومة رمزا لا حقيقة . و تتدخل الحكومة في كل مجال و تنظمه بالقوانين و اللوائح . و لكن هذه القوانين و اللوائح تنتهك نهارا جهارا لأن أجهزة الدولة توسعت و ترهلت بدرجة لا تستطيع معها أن تحتفظ بحيويتها في الرقابة و التنفيذ . و هكذا بدأ شعور عدم الجدية يغلب على النظر إلى الحكومة . فكل حكومة جديدة هي حكومة المهمة الشاقة القادمة ، و هي حكومة الإصلاح و الإنجاز ، و الشعب ينظر و يبتسم كما يفعل أبو الهول منذ آلاف السنين لأنه يدرك أن شيئا لن يحدث ! "

و من أجل ذلك يوصي د. حازم بـ " ضرورة البحث عن صيغة جديدة للعقد الإجتماعي بين الحاكم و المحكومين تتحدد فيه العلاقة بين الطرفين على أساس مختلف عن تلك العلاقة السابقة ."
تحدث كذلك عن مجتمع الموظفين و عن ضرورة التمييز بين "الدولة" و بين "المجتمع" و عدم الخلط بينهما ، و كيف أن لأجهزة الدولة وجودا مستقلا و حياة خاصة و ربما مصالح فردية متميزة يمكن أن تتناقض أو تتعارض مع مصالح المجتمع و حقوق الأفراد المفترض بها حمايتها في المقام الأول..

( يتبع ....)


View all my reviews >>

الخميس، مايو 06، 2010

و أنا ااا على الربابة بأغني

كل فترة و التانية كده بألاقي نفسي عمالة أغني أغاني وطنية و أغاني أطفال ( من بتاعتنا إحنا أيام زمان )

دول أكتر حاجات أصلا بتخليني أبكي ( فعليا ) و أحس أحاسيس عجيبة كده من النشوة و الحماس و الإمتنان و التفاؤل ...

و ده على الرغم من إن فيه حاجات كتيرة قوي اتكسرت و بتتكسر كل يوم ... حاجات متعلقة بالإيمان و المثاليات و الحاجات الكبيرة اللي كان الواحد زماان شايفها كبيرة و يوم ورا يوم بتصغر أو بنتساءل عن أهميتها أو حقيقة وجودها ...

من و أنا صغيرة على فكرة و كل ما أسمع أغنية وطنية أو أغنية أطفال حلوة بألاقي الدموع بتنزل لوحدها- أو عنيا تدمع شوية - مش عارفة ليه ؟
مش عارفة مثلا إيه ممكن يبكي لما البنوتة تقول : " طيري طيري يا عصفورة ، أنا مثلك حلوة صغيورة "
و لا لما صفاء أبو السعود تقول :
" وردى وردى وردى وردى وردى
نديكى دنيا وردى
نديكى عمر وردى
نديكى شمس وردى
ياااااااااااا يا بلادى
يا بلادى .. يا بلااااااادى"

أو لما تقول :
"
قيدوا شمعة ونوروله .. قيدوا شمعة
سموا اسمه واندهوله .. قيدوا شمعة
دقوا هونه .. شوفوا لونه
لونه فى محطة وصوله قيدوا شمعة"

أو لما البنت اللي بتعمل رياضة دي كانت تقول :
" أقوم الصبح بدري ، آخد فطاري و أجري ، أجمل هوا يدخل صدري و لسه فيه ناس نايمين "
ولا :
" كل بلاد الدنيا جميلة .. لكن اجمل من وطنى لا
لا لا لا لا لا لا لا لا .. لا لا لا
وبحب الدنيا دى بحالها .. لكن اكتر من وطنى لا
لا لا لا لا لا لا لا لا .. لا لا لا"

و لا طماطم لما كانت بتغني للسمكة بتاعتها :
" الضلمة ما تخوفشي ، يا سمكة ملونة
الضلمة حلوة خاالص ، طول ما احنا مع بعضنا "

و لما كنت أوصل للحتة بتاعة :
" بابا ماما وطني علمي حريـــه قوميــه سلاام حماام جندي بلدي شجااااااااااع "

في أغنية الحروف األأبجدية


يمكن عشان الأغاني دي كان فيها صدق ، سواء من الناس اللي كاتبة الكلام ده و ملحناه ، أو جوانا كناس مصدقة في قيم معينة ؟ و يمكن عشان أكتر حاجة ممكن تلمس الواحد لدرجة البكاء هوه الصدق ؟
-----

من يجيي كام شهر كده ، كنت راكبة في يوم تاكسي كان مشغل الراديو ، و الراديو كان جايب أغنية :
"حلوة يا زوبة "

أفتكر ان الراجل كان شكله مبسوط و هوه سايق التاكسي بتاعه و الأغنية شغالة على الرغم من الزحمة و الطريق الواقف و الجو المترب يوميها .. و أنا كمان كنت حاسة إني مبسوطة و راضية ... و كنت عمالة أفكر ساعتها قد ايه الأغاني دي كان فيها نوع من الإمتنان حتى للحاجات الصغيرة "اللي قد البلية " ... و ازاي كان فيها نوع من الارتباط و الانتماء حتى للأشياء
و فيها كتيير من الرضى ، مش الرضى بس ، لكن الحب كمان و الحماس

و إزاي ان دلوقتي ماحدش راضي بحاجة أو بحالة ... حتى أرقام الموبايلات الناس بقت بتغيرها يجي ميت مرة في السنة
على الرغم من التطورات اللي حصلت في أسلوب حياتنا ، و إن حاجات كتيرة بقت أسهل ، و ممتلكاتنا المادية بقت أكتر

و الحاجات اللي كانت زمان زي حلم بالنسبة لناس كتير أو حاجة مقصورة على ناس معينة ، بقت حاجة عادية للكل دلوقتي








الموضوع مش متعلق بالأشياء بس ، لكن بالبشر في المقام الأول ... بأستغرب قوي لما بأسمع الأغاني العجيبة اللي بيقولوا عليها شعبية أو الأغاني التانية اللي مفروض انها رومانسية ، لما بتتغنى بندالة البشر و بالانتقام أو التشفي أو وصلات ردح مش عارفة صنفوها ازاي أغاني ...
قدام أغنية زي أغنية نيللي :
" و ده مين الحاجة الحلوة دي جابهالنا
و ده مين اللي تعب و وصلهالنا
و ده مين اللي هانقوله : كتر خيرك
اظهر و بان ، يا عمنا و تعالالنا
"
لتبدأ حملة امتنان : للزارع ، الطحان ، الفلاح ، صانع الحلوى .. إلخ



مين دلوقتي ممكن يفكر انه يقول لحد بصدق : كتر خيرك ؟ ... و لو في أغنية ؟


مع كامل الرثاء لأطفال اليوم ! و لكباره أيضا