الأربعاء، أكتوبر 31، 2007

نور الخيال أم نور حقيقة الذات ؟

"

كُنا نقعد نسمع سوا أغنية الأطلال وأفضل أقول إيه الملل ده هي بتعيد كتير ليه .. كانت ماما تقولي بكرة تكبر وتفهم بس انتِ كُنتِ بتخديني وتفضلي تقولي لي كل جملة معناها إيه كنت بتجيبي بكرة لحد عندي
عارفة إن من ساعة ممشيتي وأنا معرفتش أسمع الأطلال تاني ؟آخر مرة كنت بسمعها رحت مديَّر وسائل "هو يعني إيه ..." بس ملقتش حد وراياطفيت التلفزيون وحاولت معيطش

"



جزء من بوست



الشمس ليه بتغيب





نور خيال محمد المصري

الأحد، أكتوبر 28، 2007

إختبار -- إفرض مثلاً -- مثلاً يعني

ردود الأشخاص المتنوعة و المتباينة بشدة تجاه الاستفزاز تعد أمرا ً جديرا ً بلفت الانتباه



إعتقادي - الذي أخذته عن أبي في الواقع - أنك لكي تعرف معدن شخصٍ ما بسرعة ، فعليك استفزازه و إغضابه ( و هذا ما كنتُ أمارسه بمهارة في الواقع أول دخولي عالم النت و الشات :-D )






و أعتقد أن هذه هي الفكرة الكامنة بشكلٍ ما في برامج المقالب و ال " كاميرات الخفية " ، و ما إلى ذلك -- و إن كان هناك من هذه البرامج ما يتعامل مع الفكرة بشيء ٍ من ذكاء و رقي ، و منها ما يتعامل معها بغباء تام - مثل " الكاميرا الخفية " لإبراهيم نصر مثلا : الله لا يرجعها



من هذه البرامج ، برنامجا كان يُعرض في رمضان الماضي ، و يعاد هذه الأيام



البرنامج يقوم على استضافة أحد الممثلين أو المغنيين ، و إقناعه بأن البرنامج سيعمل على تلميع صورته


و إقناعه بأن البرنامج سيعمل على تلميع صورته ، ثم يبدأ مقدم البرنامج " عمرو رمزي " في سؤاله أسئلة مستفزة جداا

في مضمونها و في طريقتها




تعمد إلى التقليل من شأن الضيف و التقول عليه -- ثم عرض لقطات مختلقة لمن المفترض أنه ( جمهور ) هذا الفنان و هو يقول ( رأيه ) المفترض ( بصراحة ) ، و الذي يكون خلاصته غالبا : أن هذا الممثل أو المغني لا يصلح في شيء
ليس هذا فحسب ، بل يعمد البرنامج إلى عرض حوار مع أحد المقربين للضيف سواءا من الوسط أو من خارجه ل ( يلفت نظره ) إلى ( نقاط عيوبه ) ب ( صراحة ) --- و قد يمتد الأمر إلى سؤال ال جمهور الحي الموجود في البرنامج ، و ليس الاعتماد على التسجيلات فقط ، ليؤكد - بالطبع - على نفس الفكرة : أن الضيف لا يصلح لشيء
و بالطبع ليس هناك إيقاف للتصوير على الرغم من إعلان " عمرو رمزي " عن وجود فاصل من حين لآخر
قليلون جدااا من تعاملوا مع البرنامج برحابة صدر ، و لم يهزهم الانتقاد في كثير ، و تعاملوا مع الأمر كمزحة - على الرغم من عدم معرفتهم أنه كذلك بالفعل
أما الأغلب ، فمنهم من أبكاه الموقف ، و منهم من استفزه ليصب جام غضبه و سخريته و إحتقاره على مقدم البرنامج ، و منهم من كان على وشك ضربه
و بالرغم من طول ما سبق ، إلا أن هذه ليست نقطتنا ، ما أردت التحدث عنه هو مسألة ثقة المرء في ذاته و فيمن حوله
و تحديدا : ثقته في أصدقائه
كبداية ، و بشكل ٍ عام ، يمكننا القول أن أقل الناس قابلية للاستفزاز هم أكثرهم ثقةً في أنفسهم
أما بالنسبة للصداقة --- فلنقارن بين أربعة ردود أفعال لفتت نظري جدااا :
1-
غادة عادل ، و هي تمسح دموعها و تتنفس الصعداء و تؤكد أن الأمر كله مزحة ، عندما سمعت بأذنها (ال رأي ) السلبي المفترض لزوجها المخرج : مجدي الهواري فيها و ( عيوبها ) خاصة في العمل
لتؤكد بثقة أنهم اتفقول معه - لابد - ليقول هذا الكلام

2-
داليا البحيري بعد أن سمعت كلمات صديقتها السلبية عنها ، فتعلن بثقة و تساؤل : " انتو جبابرة --- تخلوا صاحبتي تكدب ؟ "


3-


بعض الممثلين و قد أربكهم كلام أصدقائهم عنهم ، و حيرهم ، و جعلهم أكثر حذرا و تحفظا في الكلام ، و أكثر قابلية لتصديق ما يقال عنهم ، مع إبداء استعدادهم لإعادة النظر في علاقة الصداقة التي تربطهم بهؤلاء الأشخاص


4-


أصحاب صيحة : " عليا و على ( أصحابي ) يارب " ، و الذين يبدأون في عملية هجوم مضاد على ( الصديق ) الذي قال عنه هذا الكلام ، و إخراج ( الدفاتر القديمة ) و التنقيب فيها : و
( إذا كنتوا نسيتوا اللي جرا ، هاتوا الدفاتر تنقرا )
و الدخول في شبه وصلة ( ردح ) ، لا يدرك فداحتها و استدراجه إلى الفخ إلا في نهاية البرنامج ، ليبدأ في تقديم إعتذاراته و تأسفاته الكثيرة و تراجعه عن كل ما قال


لكن هيهات ، فلا يمكن استرداد الكلمات بعد التلفظ بها





أعتقد أن مثل هذه المواقف قد نتعرض لها بشكل ما في حياتنا الشخصية
" صاحبتك ؟ دي عملت كذا و كذا -- دي بتقول عليكي كذا و كذا "
إختبار قوة الصداقة أعتقده يكمن في رد الفعل على مثل هذا الموقف --- هل يصدق المرء أن ( صديقه ) يمكن أن يفعل هذا التصرف أو ذاك حقا ؟ أو أن يقول عنه هذا الشيء حقا ؟
بالنسبة لي ---
تخيلت نفسي - كما هي العادة - في الموقفين :
- أن يقال لي بجدية - و ربما من شخص موثوق به - أن إحدى صديقاتي فعلت كذا ، أو قالت عني كذا و كذا
أو
- أن يقال لهن عني : إنها تفعل كذا ، أو تقول كذا
وجدت أني من الممكن جداا أن أصدق هذا الكلام - مع إحالته لحسن النية - لو أنه قيل لي عن أحد أقاربي ، أو أسرتي ، أو حتى أمي أو أبي نفسيهما
و أعتقد أيضا أن العكس قد يكون صحيحا
لكن ليس أصدقائي أبدا

الثلاثاء، أكتوبر 16، 2007

في أمريكا ---- عندما تهرب من غيابٍ مقيم في حضوره













تتعلق عيناي بهم ، و بتلك الكاميرا في يد الصغيرة --- لم يكن ثمة مشهدٍ مثير أو آخذ للأنفاس ---- لكن يدي تسمرت على الريموت رافضةً استكمال الترحال



هل هي حاسة سابعة تقود المرء نحو الأفلام الجيدة ؟ أم هو ذاك التميز بإبداع " جيم شيريدان " الذي يشع من تفاصيل صغيرة ، بسيطة ، صبورة ؟



أكان ممكنا التوقع بأن رحلتي مع تلك الأسرة الأيرلندية الصغيرة دخولاً إلى أمريكا ستحمل كل هذه المشاعر ، الذوبان ، و كل تلك الدهشة و ذاك الانبهار اللذان تمنحهما مقطوعةٌ خالصة من الفن الذي ينبض بالحياة ؟




تتقاطع الظلال و خطوط الضوء و نقاطه في عبث الصغيرة " كريستي " بالكاميرا و هي تحكي لنا كيف أن أخيها الصغير " فرانكي " أخبرها أن كل ما لديها هو
لديها ثلاث أمنيات فقط لتتحقق


تنتقل الأشكال غير الواضحة للظلال و الضوء أخيرا إلى أول شيء ملموس يظهر بالفيلم : إنه العلم الأمريكي
لقد وصلنا إلى أمريكا


" تذكروا ---- نحن في أجازة "
بلهجةٍ تحذيرية جادة ينبه الأب على أسرته ، يوقف حرس الحدود السيارة ، و بضعة أسئلة عن الأسرة و سبب القدوم إلى أمريكا
" كم طفل لديك "
" ثلاثة " ---- بتلقائية يشوبها التوتر يجيب
" اثنتان " --- بانفعال و غضب مكتوم متوتر تصحح الأم
" اثنتان " -- يستدرك الأب
" فقدنا واحد "


و تستنجد " كريستي " ب " فرانكي " أن يساعدهم في الدخول لأمريكا
هاهي ذي قد استنفدت أولى أمنياتها الثلاث
و يسمح للسيارة بالدخول إلى الأرض الأمريكية


يُلقي المشهد بأسئلته :
من هؤلاء ؟
و لماذا هم حقا قادمون إلى أمريكا ؟
و لم هذا التوتر و الارتباك البادين عليهم ؟
لماذا " أمريكا " ؟
أسيكون الفيلم تنويعا آخر مثلا على وتر " الحلم الأمريكي " ؟ أم تصادمٌ من نوع ما ننتظره من ثقافتين بينهما قدرٌ من الاختلاف ؟
أم ربما هو كشفٌ عن المجتمع الأمريكي من خلال هذه الأسرة الأيرلندية ؟


تتوالى المشاهد لتُبدد بشكلٍ كبير توقعاتي المسبقة


نلاحق رصد " كريستي " بكاميراها و كلماتها البسيطة من حين لآخر ل كفاح الأسرة من أجل الحصول على سكن --- على عمل --- من أجل شيء من التكيف مع جيرةٍ غريبة الأطوار و خطِرَة أحيانا ---- ضد حرارة " مانهاتن " و رطوبتها التي لم يعتادوا عليها -- ضد المتسولين الصلفيين اللحوحين و المُهدِدين أحيانا بالعنف -- من أجل الفوز بدُمية " إي - تي " للصغيرة " آريال "
/ التي يجازف الأب و الأسرة كلها أمامها بنقود المعيشة و إيجار المنزل - و في خلفية كل هذا لمكافحة شيء غامض يُلقي بثقله على حياتهم ، تعاملاتهم ، و على شخصياتهم



" * Give me the rent money.
- What?
* Give me the rent money.
- Johnny, please don't do this to me tonight.
* I can't lose in front of the kids again, Sarah."


و مع فوز الأب بالدمية تأتي نغمة الخلفية إلى المقدمة واضحة تماما : إنه فقدان الصغير" فرانكي " ، و شعور الأب بالذنب لأنه لم يستطع اللحاق به قبل سقوطه --- سقط " فرانكي " لتُبنى مع سقوطه أسوار بين أفراد الأسرة كلها
و مع فوز الأب ، يظهر إحساسه الذي صاحبه من أيرلندا مرورا ب كندا إلى أمريكا بالفشل و قلة الحيلة
و يحاولان التغلب عليه
في نوع من المواجهة هو و زوجته
يغلقان أعينهما ليستطيعا الاقتراب من أحدهما الآخر منذ زمن

ليتكون جنينٌ آخر

و يبذر " شريدان " بذرة أخرى يتعهدها - كعادته ذات التفاصيل الصبورة - حتى تنمو حتى نهاية الفيلم

نتابع محاولات الصغيرتان للتأقلم في المدرسة حينا و لضيقهما من اختلافهما عن باقي أقرانهما حينا
و محاولتهما التفاعل مع المجتمع الأمريكي و عاداته حينا
في جمل غاية في البساطة و العمق معا
ليحمل لنا عيد الهالويين جزءا من كفاح الطفلتين للشعور بالطبيعية وسط مجتمعهما الجديد من ناحية، و ليكشف لنا عن رأيه المفعم بالسخرية في الطبيعة الأمريكية التي " تهدد ، و تأخذ عنوة " لا أن " تسأل المساعدة " ، و لينسج لنا " شريدان " من خلاله علاقة جديدة غاية في التفرد و الكشف للأسرة مع "ماتيو " جارهم الأسود الذي يحتفظ بابه بعبارة
"Keep away."





ليكتشف كل منهما نفسه في ضوءٍ جديد
تتوتر المشاهد و تتجادل في حرفية مذهلة
فشل الأب في الحصول على عمل بالتمثيل
خطورة الجنين على صحة الأم
و إصرارها على الاحتفاظ به
و على الشعور به يتحرك داخلها
يأس الأب ، و رفضه لمجاراة الأم و لو من أجل الصغيرات
و عراكه مع " ماتيو " لجملته المتفائلة التي تسير على ضوئها بقية الأسرة :
the baby
will bring its own luck.

في مشهد مذهل و حوار غاية في البراعة
نكتشف على إثره
فقدان الأب لإيمانه
و لذاته نفسها مع فقدان " فرانكي "
و غضبه تجاه غبطة " ماتيو " له و لأسرته الصغيرة
و نكتشف ذاك الكيان النوراني الذي يختبيء خلف سواد لون
" ماتيو " الذي يحتضر و مع ذلك يعشق كل ما في هذه الحياة و يمتن له
و يمتن لدقائقه فيها
سقوط " ماتيو
و مواجهته بشجاعة مع الموت
و تماسه مع " فرانكي "
ثم كلماته المتماسكة - التي تعلن انتمائه للجهة الأخرى من الحياة - للصغيرتين

Inspiring Scenes from the movie


لحظات الأسرة المتوترة داخل المستشفى
احتياجهم الشديد للمال
من أجل مدرسة الطفلتين
و من أجل المستشفى
ضعف الأب و عجزه عن تلاوة الصلوات للطفلتين وقت النوم في غياب الأم
و شعور الصغيرة " آريال " بالغربة عنه وتنكر معرفتها له طالبةً أمها و أبيها
لحظة ميلاد الطفلة
و الحاجة لنقل دم للأم و تغيير دم لطفلتها
مواجهة الأم لحقيقة موت " فرانكي " و ثورتها تحت تأثير البنج - التي كانت تخبئها سابقا من أجل الطفلتين - ، و اعترافها - الذي كانت تنكره سابقا - باللوم لزوجها و تحميله مسؤلية موته ، و هي على وشك فقدان جديد


قرار " كريستي " بإعطاء الطفلة الوليدة من دمها
و هي تعلن في وضوح أنها تحمل هذه الأسرة منذ أن مات فرانكي
اعتراف الأب للعنه لله عندما مات صغيره
و إدراكنا معه لكونه لم يلعن سوى ذاته



When he died, I cursed God.
I told him, "You'll not see these snotty tears
running down my cheeks ever again."
So now I can't cry.

و يهدأ التوتر مع مولد الطفلة و حياتها
و حياة الأم
و اكتشاف الأسرة لدفع " ماتيو " فاتورة المستشفى كاملة قبل موته
و قبول الأب أخيرا في دور بالمسرحية ، فهاهو ذا قادر على الحياة، و الاحساس مرةً أخرى

و طلب " كريستي " لأمنيتها الثالثة
و هي تدفع أبيها للوداع الرمزي ل " فرانكي " و " ماتيو "
كما تفعل أختها " اريال "
بالتلويح لهما من الشرفة
لتزول لعنته أخيرا ، و يستطيع البكاء


(Christy)
It was as hard for Frankie
to smile when the tumor was malignant
as it was for my dad to cry after.
But they both managed it.



Saying Goodbye to Francky

و لتُغلَق كاميرا " كريستي " أخيرا ، و هي تقرر أن تمحو صورة " فرانكي " منها لتحتفظ بها في عقلها
و تستطيع التعامل مع واقعها بحرية
دونما حواجز يضعها الماضي بأحزانه و مفقوداته



***************************************************************8


كلما شاهدت الفيلم ، كلما شعرتُ بالتطهر
و بالتسامح مع كل ما مضى و كل ما هو آت
و كلما اعترتني تلك الرجفات الداخلية العنيفة مع جمل الحوار،
الموسيقى ،
الأداء المذهل للكاست و لا سيما للطفلتين " سارة بولجر " و "
إيما بولجر "
"

،
مع المشاهد الموضوعة تماما في مكانها و التي تكشف جزءا فجزءا عن ملامح المكان ، الأحداث الماضية ، و الأبطال ، و يسيطر فيها ما هو خفي على ما هو حاضر
الديكور الذي شكل لنا شخصية " ماتيو " دونما كثير من الكلمات معه أو كثير من المشاهد التي يكون فيها
و الذي شكل لنا حالة الأسرة تماما و جعلنا نتفهم معاناتها المادية التي تحالفت مع معاناتهم المعنوية الشديدة

مع كلمات الصغيرة " كريستي " و كاميراها الراصدين بدقة و شفافية للأحداث

و كلما ازددت إيمانا بعبقرية مؤلف القصة و المخرج و السيناريست
" جيم شريدان "
الذي لم يدع تفصيلة إلا و حمَّلها بشحنة عالية و منحها دورها و أهميتها في جسد الفيلم
حتى عنوان الفيلم الذي كُتب في البداية بحروف صغيرة
small
هكذا
in america
مما جعلني أتعجب
لأكتشف في النهاية أن حتى هذه التفصيلة الصغيرة
مقصودة لذاتها

فطغيان ماضي هذه الأسرة الهاربة منه

على وجودهم في أمريكا الذي لا ينجح في انتزاعهم من قسوة الماضي بذاته
و كأنهم يقولون لنا : بداية الجملة ، و بداية العنوان الحقيقيان يقعان قبل هاتين الكلمتين
in america
و كأن الأسرة نفسها كانت تحاول حذفا لما قبل هاتين الكلمتين بدخولها إلى الأراضي الأمريكية
فإذا بها تفجأ به وحشا يلتهم كبرياء الحرف ال " كابتل " لأمريكا : العنوان ، و الاسم العلم






إنتاج سنة 2002


من إخراج :

المخرج الآيرلندي






قام بآداء دور " جوني " الأب






قام بآداء دور " سارة "
Samantha Morton

و قامت


بدور " كريستي "

و


بدور " آريال "

و


بدور " ماتيو


تجدون هنا نص حوار الفيلم

************************
تابعوا أيضا المداونات المنذورة للفن السابع :
مع
Saso و
مع
مع
أو أروى
مع
Solo
و

الخميس، أكتوبر 11، 2007

شو ها الجو ؟




محمد عبدالوهاب يتحدث عن فيروز وعائلة الرحباني عاصي ومنصور والياس

الأربعاء، أكتوبر 10، 2007

حرييية

" أنا فكرت أنا ليه بأكره الطيارة


لاقيت لأني بأحب حريتي "


محمد عبد الوهاب

من لقاء مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب أجرته معه المذيعة ليلى رستم في التلفزيون اللبناني سنة 1966

الاثنين، أكتوبر 08، 2007

يتحرق الأكل و يتكب

هناااك --- كانتا تتشاجران
،تبادل للضربات ، و الصراخ ، و الشتيمة الطفولية التي تلجأ لاحتقار الحيوانات و اتخاذها مضربا للشتيمة
ثم ---
الاستغاثة بالأم و الشكوى الباكية لها
كل ما فعلته هي أن صاحت بوجهيهما : " اتخانقوا بره ، أنا فاضيالكم ؟ مش لاقيين غير ساعة ما أكون في المطبخ و تعصبوني كده ؟ الأكل هايتحرق "
**************************
قالت صديقتي ذات مرة أنها تعتقد أنها لن تهتم بأن تنجب عندما تتزوج
دُهشت لكلماتها
أوضحتْ أن الأطفال مسؤلية كبيرة جدااا تخشى من تحملها ، و تخشى بالاساءة إليها
كانت دهشتي أكبر
فإذا ما تحدث أحدهم عن عدم تحمل المسؤلية لكانت هي آخر من يمكن أن تنطبق عليها هذه الكلمة / هذا إن وافقتها أصلا
أخذتُ كلامها على علته -- لم أصدق تماما ، و لم أفهم
*************
فقط --- شعرت بالحنق الشديد
أيهما أهم ؟
المنزل ؟ الطبيخ ؟ الطعام ؟
أم نفسية طفلتين تتكون ؟
هل سيأخذ منها الموقف برمته عشر دقائق أو ربع ساعة لتتحدث بهدوء مع فتاتيها و تصلح ذات بينهما ؟
أجابت أفكاري بوضوح أنه ربما يكون هذا أفضل لهما
لتعتادا غياب العدالة منذ الصغر
و لتتعاملا مع غياب القانون ، و العيش طبقا لقانون الغاب الذي ينتصر لمن له أنياب أقوى و صوت أعلى
لتعتادا أن تكونا كم مهمل تُضاف إلى بقية " أكوام " البشر
و لتعتادا الشعور بعدم الأمن
و التربص بالآخر
لتعتادا الوحدة ، و أن لا يكون لكلٍ منهما ظهر أو سند سوى قدرتها الخاصة وحدها على خوض صراعات الدنيا
*************
( فوق راس بعض )
هكذا كان المسمى الذي يجمعني أنا و أخي الذي يصغرني بسنة
" اتخانقوا بره "
كانت أمي تقولها أحيانا في صغرنا
الآن --- لم نعد نتشاجر أبدا
لكن ليس هناك ثمة كلام مشترك أو علاقة حقيقية تجمعني به
*****************
عندما فُتح الكلام مرة ً أخرى
كررت صديقتي :
أحب الأطفال -- لكني أخشى من أن أؤثر عليهم بصورة تؤذيهم بأي شكل ، و لو عن غير قصد
ما الذي يدريني بأني لن أعاملهم بشكل ٍ لا يليق مع براءتهم ؟
مع رقتهم ؟
فهمتها
و
وافقتها القول
و أجبتُ صديقتنا الأخرى أن ما قد يهمني حقا هو من سأرتبط به
الأطفال ليسوا شرطا مهما
أمومتي أمارسها بالفعل و باستمتاع شديد
أختي الصغيرة
أخي الذي تفصلني عنه بضع سنوات -أحيانا
هؤلاء التلميذات الصغيرات
أي طفلٍ أستشعر ألفةً معه ، و أشعر باحتياجه لمن يضمه
الأطفال الكامنين في نفوس
الآخرين
طفلتي الصغيرة التي تكمن في روحي
- تحتاج عناية هي أيضا -
العالم ليس في حاجة إلى مزيدٍ من الأطفال البؤساء
فقط -- في حاجة إلى من يضم أطفاله المشردين بالفعل في أرجاءه

الأحد، أكتوبر 07، 2007

:)

( اضغط على بلاي ، حتى يبدأ التحميل ، ثم أوقفه حتى يتم التحميل كاملا ، ثم شاهده )



Charlie Chaplin



in



Modern Times

الأربعاء، أكتوبر 03، 2007

الجزء الأخير ) و السعي نحو التغيير على من اشتكى









منذ فترة ، مررت لي إحداهن ايميلا ، كان عن قواعد الرجال الموجهة للنساء

- سأعمد إلى ترجمتها كلها إن شاء الله -

لفت نظري جدااا نقطة مضمونها :

* إذا أردتِ شيئا فقوليه كما هو ، لا تتوقعي أن نقرأ أفكارك ، أو أن نفهم تلميحاتك المضمرة ، أو حتى الواضحة




هذه هي النقطة الأولى إذن :

من أرادت أن تُعدِّل من وضع ٍ ما لا يعجبها ، فعليها أن تحدد ما تريد أولا ، ثم تعمد إلى قوله ببساطة و مباشرة

دون انتظار لملء خزان السخط و الضيق تحت سياسة " تحويش الأخطاء " التي قلنا من قبل أنها سياسة الأعداء الذين يخططون للنيل من أعدائهم



لحظة


ألسنا نعود إلى فكرة :


" صارحيه "

بما يقوم به و يضايقك ؟

هذه الفكرة رغم أنها مريحة نفسيا لمن يقوم بها -و بحسن نية غالبا - إلا أنها ليست كذلك - غالبا - لمن يستقبل هذه " المصارحة الودية " ، و لا سيما إذا كان رجلا

ببساطة ، سيعد الأمر هجوما على شخصه ، و لوما له ، و أنه يصنع الأشياء بطريقة خاطئة دوما

- إذا كنتُ مخطئةً بهذا الشأن فليتفضل السادة الرجال بالايضاح -

هذا بالإضافة إلى أن الكلام السلبي لا يجدي نفعا عندما يرغب المرء في التغيير حقا


و كما قيل في فيلم " السر " ؛ فإن ما تقاومه يزداد ، و تحصل دوما على المزيد منه



إذن : نقطتنا الثانية هي أن نعرف ماذا نريد حقا ؟

هل مجرد تفريغ الغضب و إشعار الطرف الثاني بالسوء/ جزاءا عادلا لذلك السوء الذي جعلنا نشعر به ؟
- الشعور يكون مسيطرا في كثير من الأحيان فاحذروا -

أم حل مشكلاتنا فعلا ، و بناء حياة جيدة ، مريحة - إن لم تكن سعيدة - ؟



لو كان الخيار هو الخيار الثاني

فعلينا إذن تحديد الصورة التي نريد من الطرف الثاني أن يعاملنا بها

و طلب ذلك منه المرة تلو المرة دون ملل أو حرج أو تفَضُل





بدلا من أن تقولي له


" ما عدتش بتتصل ليه ؟ أنا بأتصل بيك أكتر ما انت بتتصل ، و أنا بأعمل كذا و انت بتعمل كذا "

قولي له :


" ممكن تتصل بيا انت المرة الجاية ؟ "










بدلا من أن تقولي له :

" لماذا لم تتصل بأبي لتعزيته "

- و ما يتبع ذلك من جمل لوم -

قولي :
" مش هاتتصل ببابا تعزيه ؟ "

أو
" امتى هأتتصل ببابا عشان تعزيه "



بدلا من أن تقولي :

" ما الذي يضايقك ؟"
ثم

تتلقين

" مافيش "

المعتادة

ثم جدل يبدأ ب

" انت ليه مش بتحكيلي عن مشاكلك "
و

" المفروض "
و
" انت مش بتثق فيا "

إلخ

اسأليه مفصلا عن حاله ، عن يومه ، عن عمله ، عن الأشياء التي يحبها و تسعده ، عن الأشياء التي تضايقه
حاولي فهمه لتستطيعي وصولا لمفاتيحه








النقطة الثالثة و الأخيرة و المهمة جدااا :


الامتنان و ابداء السعادة لما ينتج عن السعي في النقطة 1 ، 2





هل إذا ما أبدى أحدهم سعادته و امتنانه لسلوك شخصٍ ما اتجاهه ، ألن يدفع هذا بذلك الشخص إلى تكرار ما يجتذب الشكر و الامتنان من الآخرين ؟






بمعنى أبسط : يجب أن تمنحيه " مكافأة " صغيرة في كل مرة يفعل فيها شيئا يرضيكِ ، كي تحصلي على المزيد من هذا الفعل





و ليس هناك مكافأة أوقع من إبداء السعادة و الشكر و العرفان ، و اشعاره بأنه قد قام بعمل يستحق




---------------------------



و ختاما



يُلح عليَّ الداءُ الكاظمي القديم



ب قواعد مماثلة :



اسمعوا ضلي زيدي




---------




" خلي كل شيء بايدك لا بايديا "


و السؤال الآن : هل يعني الرجال ذلك حقا ؟

الاثنين، أكتوبر 01، 2007

سطوة عكسية


رأى في مرآة ِ غدِه أنه سيموت قبل أن يصل بمشروعه برَ الأمان ----- أن ورثته سيبيعون كل شيء -- كل شيء -- لاقتسام الميراث
أن لا أحد سينتبه لخطورة فكرته و أهميتها في الإصلاح الاقتصادي و الاجتماعي و الحضاري لبلده و أهله
سيموت كل شيء معه
و سيترك ولدا في السابعة وراءه --- لم يعرف كيف سيكون مصيره ؟ ربما سيفلح ؟ ، و ربما تتقاذفه رياح القدر ليتحول فاسدا عابثا ؟
و كل أولئك الذين اجتذبهم بحماسه و إيمانه في غدٍ أفضل سينفرط عِقدهم ، و سيكفر أغلبهم بمقولاته بعد أن يرون موته دونما تحقيق إلا للقليل الذي سيعود كما كان
رأى كلَ ذلك رأيْ اليقين ، و أحسه بعمق الحدوث ، و هو بعد يخطو خطواته الأولى بإتجاه مشروعه ، زواجه ، و اجتذابه لحوارييه عالما ً أنه سيُصلَب في نهاية المطاف
فابتسم بشيءٍ من الحزن ، و هو يدرك أن الحياة َ كلها ما عادت سوى يوم قيامةٍ ممتد نغرس فيها فسائلنا عالمين بفنائها معنا ، دونما حاجة لتوقع نمو أو إثمار