الثلاثاء، مايو 12، 2015

مايك


"نسيم الوصل هب على الندى
فأسكرهم وماشربوا مُداما"

صوته يمتد ويتماوج تنغيما وهو ينشد.. تتغير حدة صوت المايك الذي يمسك به... يشير لزميله الآخر الذي يجلس في كابينه ضبط الصوت .. وبنفس طريقة الإنشاد التي تحيل إلى عوالمٍ أخرى غير ملموسة:  

" أنا مش سامع نفسي كويس"  
ضحك معظم الحاضرون، واستمر ضبط الزميلان للصوت استعدادا لحفلة الفرقة النوبية التي اقترب موعد وصولها.. استمر مجرب المايك يردد الجملة المعتادة أحيانا "واحد .. اتنين .. أيوة" .. وتستبد به الخفة أحيانا فينشد ... 

أما هي فجلست تستمتع بالإنشاد الذي يجرب به المايك كنوع فني يلذ للسامع الاستماع له، ولم يلمس قلبها من "أخذ" سوى الجملة التي أخذت ترددها بحزن ورأت فيها صدقا ووصلا ووصولا أكثر من كل ما أنشد وردد وصلى: "أنا مش سامع نفسي كويس". 


الخميس، مايو 07، 2015

لقد فقدت الخيط !

ينتابني الآن شعور غريب بالرغبة في الاختباء .. الرغبة في ألا أتواصل مع أي شخص ولا أي شيء، وأظل وحدي أتجول في الشوارع أو أكتب أو أقرأ .. 

غريبُ أن أشعر بهذا الآن بالذات، وسط شعوري بالتحقق العملي .. مع فرص عديدة تأتي لي داخل مصر وخارجها .. مع زيادة شعوري بأني "مقدرة" ولي قيمتي وسط الآخرين... 

لكني فجأة أشعر أني فقدت خيطا ما داخلي يصلني بأعماقي ربما ... 
أحاول تذكرا آخر مرة بكيت فيها ، فلا أجد سوى أني بكيت فقط منذ بضعة أسابيع لأسباب "فنية" و"صوفية" أثناء مشاهدتي لعرض مسرحي مس مشاعري الأثيرية ... 

مشكلة عظيمة أن ليس هناك ما أشكو منه بيني وبين نفسي ... بالتأكيد لدي مشاعري بالسوء اتجاه أشياء بعينها ... لكن لي مدة وأنا أسير ولا ألتفت داخلي .. ولا أمارس ثورة أو تأمل أو ضيق أو غضب .. 

وكأني صرت آلة تعقل وتعمل وتبدع حلولا من أجل العمل وفقط .. 

أشعر بتجريف روحي ما ... روحي فقدت نداها .. 

يشعرني بالعجز مثلا أني لم أعد أكتب قصصا قصيرة ... 

:( 
لا أعرف ماذا بعد!