الأربعاء، يناير 08، 2020

حصاد 2019 جزء 3 من 3



12) حضور العروض :
من بين حوالي 73 عرضا ما بين مسرحيات وباليه وأوبرا حضرتهم، كان أفضلهم على الإطلاق

1- Come from Away  - برودواي – نيويورك
طاقة مذهلة لممثلين مختلفي الأعمار.. ربما جاوز أكبرهم السبعين مثلا.. والجميع يرقص ويغني ويتحرك ويقفز وينتقل من شخصية إلى أخرى .. في ديكور بسيط جدا عبارة عن مجموعة من الكراسي الخشبية العادية في معظمه .. وإضاءة معبرة وذكية ومتفاعلة.. وقصة بسيطة مؤثرة .. وأغاني جميلة.. وإخراج بسيط فعال مبهر لبساطته .. كان إبهار الفكر والتكنيك عظيما. لذا شعرنا بالخرس، فليس لأحد أن يتحدث عن "الإمكانيات" و"إبهار التقنيات" و"تجهيزات المسارح"... فهنا عرض جناحاه هم الطاقة البشرية والإبداع الصافي لا غير.




2- العرض السويسري Vive la Vie   بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي – القاهرة
منطلق ما ينطلق منه الفنان المؤلف / المخرج ويعمل عليه + طاقة ممثلين مدربين جيدا – مثل أخواتهم في العرض سالف الذكر – يمثلون ويرقصون ويغنون ويملأون المسرح بالطاقة = عرض جيد جدا.





ب- تجارب مسرحية مميزة:

1-  Twelfth Night – متنزه كولومبيا – مدينة سياتل بولاية واشنطن - إنتاج شركة شيكسبير سياتل

حيث النص الشيكسبيري يعرض بلغته القديمة – التي لا يفهمها تماما بالمناسبة متحدثي الإنجليزية أنفسهم – لكن الشعر واللغة يجبرانك على الإصغاء ومحاولة الاستمتاع.. أما الفهم، فالقصة الكوميدية الاجتماعية تشرح نفسها بنفسها..
حيث تم تقديم العرض في الهواء الطلق في متنزه مفتوح وسط الخضرة والأشجار، وقد أتى الناس بملاءات وبطاطين يفرشونها على الأرض، وبطعامهم وشرابهم، بينما ارتدى الممثلون ملابسهم ذات الأزياء القديمة.. وعلى خشبة بسيطة مجردة من الديكور قدموا العرض فوقها وحولها وفي المتنزه وإضاءتهم في معظم العرض ضوء النهار، وإضاءة بكشافين أصفر عندما بدأ الضوء في الرحيل لجزء بسيط من العرض.. وميكروفونات صغيرة مدسوسة تحت الأغطية متصلة بسماعات وراءنا ..
أما ثالث نقطة تميز وإختلاف في العرض – الذي كان ممتعا حقا والتمثيل به جيدا جدا – فهو أن فرقة المسرح تلك تقدم عروض شيكسبير بفريق موحد من نوع واحد.. أي يقدم العرض كاملا ممثلين رجال – بما فيها الشخصيات النسائية – أو يقدمه كاملا ممثلات نساء بما فيها الشخصيات الرجولية ... بآداء جاد (غير هزلي أو ساخر أو مفتعل أو كاريكاتوري.. تنبع الكوميديا من الموقف وليس من افتعال آداء الشخصيات التي ترتدي هويات أخرى) ..


كان الممثلون جميعا في هذا العرض من الرجال، ولم يواتني الحظ رؤية عرضهم الآخر "روميو وجولييت" الذي كان يقدمه كاملا مجموعة من الممثلات، وكان يوصي به بشدة أحد الممثلين في هذا العرض.
كانت تجربة مختلفة حقا وممتعة، وكانت تجربة موفقة حيث بنص شيكسبير نفسه هناك تنكر للهوية الأنثوية في ظل ذكوري .. وكان الممثل الرئيسي مذهلا حقا وهو يتعامل مع هذا الموقف المركب: فهو فتى مطلوب منه أن يمثل دور فتاة تتنكر في زي فتى وتعيش حياته لكن تنفلت طبيعتها الأنثوية وحقيقتها بين الحين والآخر عندما تحب من تعمل معه .. كما ألقت هذه التجربة بظلالها على بعض من الأسئلة التي تشغل بال المجتمع الأمريكي هذه الأونة عن الهوية الجنسية.. ربما بشكل يضرب نص شيكسبير نفسه في مقتل.. فالنص يعتمد على وجود هويات ثابتة متعارف عليها واضحة .. والكوميديا تحدث والمفارقة مع تنكر إحدى هذه الهويات في زي الأخرى من أجل حماية نفسها أو لهذا السبب أو ذاك.. لكن مع ذلك الإصرار الذي قابلناه في بعض الأماكن ليعرف كل شخص هويته : هل هو ذكر/ أنثى/ هم .. متبنين شعار "لا تفترض هويتي.. دعني أخبرك بها" .. يقتل نص شيكسبير ويدفنه أيضا. مثير للسخرية جدا!

2- Aim’d So Near    - مهرجان بوردرلايت – كليفلاند – ولاية أوهايو
Written by: Catie O’keefe – Directed by: Courtney Brown
نص مميز تقدم فيه شخصيتان من شخصيات شيكسبير الفرعية: مربية "جولييت" (من نص روميو وجولييت) و زوجة "إياجو" (من نص عطيل) .. تستيقظان في مكان لاتعرفان ما هو.. لا تذكران من هما.. لكنهما تبدآن في رؤية رؤى متفرقة .. يكتشفان من خلالها من هما .. وما حدث.. ودورهما فيه – على الرغم من فرعيته -


3 - Theater Sports – unexpected productions improvisation    - سياتل – أمام حائط اللبان – Market Theater (اكتشافي الشخصي : ) )
فقرات مسرحية إرتجالية.. يعدك فريق العمل أنك ستحضر عرض مسرحي لا يعرض سوى مرة واحدة فقط.. لأن الجمهور يشارك في مساراته وفي تحفيزها.. ألعاب مسرحية تؤدي في النهاية إلى مشاهد مسرحية بعضها عادي وبعضها فائق الإبداع. والكل يتم عرضه لمرة واحدة فقط على الإطلاق! كانت أول مرة أحضر هذا النوع من المسرح، وكان جيدا أن حضرت.





** بينما كان معقولا وبه قدر من المتعة، ويعتبروا أفضل ما شاهدت في مصر هذا العام / أفضل الموجود/ لكن كقيمة مطلقة فهي عروض متوسطة:
-  أوبرا "عايدة"  موسيقى فيردي – فرق أوبرا وباليه وأوركسترا القاهرة- قيادة كريستيان فراتيما .. لعب دور عايدة : إيلينا باراموفا – دور الكاهن "رامفيس": رضا الوكيل. (دول اللي أمتعوني جدا في الواقع)
و عروض
-  "حريم النار" تأليف شاذلي فرح، إخراج محمد مكي،
-  "المتفائل" تأليف فولتير، إعداد وإخراج إسلام إمام،
- "حذاء مثقوب"  تأليف محمد السوري  إخراج عمرو عفيفي




13 ) أبليكاشنز :
لا أستطيع حصرا في الواقع لعدد ما قمت من تجريب استخدامه من التطبيقات هذا العام، مع حذف كثير منها.. لكن أهم ما صادفني ولازلت أستخدمه وهي تطبيقات مفيدة جدا في تعليم اللغات تحديدا.. والأهم من كونها مفيدة بصراحة هو كونها ممتعة : )  :

1- Duolingo
صديقي اليومي .. يمكن تعلم أي لغة عليه.. من مستوى الصفر .. هو أشبه بلعبة في معظمه.. 

كما تم إضافة جزء جديد مؤخرا إليه منذ حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر ، وهو جزء رائع جدا هو جزء القصص.

2- lirica
لتعليم اللغة الإسبانية من خلال الأغاني .. يعلم الكلمات .. القواعد.. السماع .. من خلال الأغنية التي يقدمها جزءا جزءا وسطرا سطرا.

3- تعلم اللغة الإنجليزية من الأفلام

4- gosing
بيقدم موسيقى للأغاني ويمكن لأي أحد تسجيل صوته بالغناء مع الموسيقى..  تجربة لطيفة جدا وتكون مسلية مع وجود آخرين..  سواء إخوة أو أصدقاء.

14) أحداث عامة:
على الرغم من مقاطعتي للأخبار بشكل عام: التلفزيون – النت – الراديو – وحتى إغلاق الفيس بوك في بعض الأوقات.. إلا أن الأحداث العامة كانت تتسلل رغما عني.. وتفرض بنفسها عليّ حتى في الشوارع نفسها.. أهم ما فرض نفسه عليّ من أحداث في 2019 : 3 أحداث أساسية :
1) الاستفتاءات على تعديل الدستور ليمنح الجيش والرئيس سلطات أوسع (إبريل)
وكانت النتيجة النهائية "المعتادة" بـ "نعم" ، مع عودة كراتين المواد الغذائية للتأثير على المصوتين، والأخذ القسري للمواطنين – بحسب عدد من الناس على السوشال ميديا – إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم.

2) وفاة محمد مرسي الرئيس السابق لمصر ومرشح الإخوان (يونيو)

3) فيديوهات المقاول محمد علي (سبتمبر)
تلاها حالة طواريء قصوى في وسط البلد وعربات جيش وشرطة، مع تفتيشهم لموبايلات بعض المواطنين، والقبض العشوائي على البعض.


الثلاثاء، يناير 07، 2020

حصاد 2019 جزء 2 من 3


7) مشاهدة أفلام: 

شاهدت حوالي 32 فيلما - بالإضافة لحضور عرض مجموعة من الأفلام القصيرة، وفيلمين طويلين في السينما -  كان أفضلهم وأهمهم:

1-   - Les Miserables إنتاج 2012
 (مأخوذ عن المسرحية الموسيقية بنفس الاسم المأخوذة عن رواية فيكتور هوجو)
 























جمال الفيلم الأكبر ومتعته بالنسبة لي كانت في الموسيقى والأغاني والتداخل الرائع بين الأصوات .. كان هذا مذهلا جدا.. وممتعا جدا.. ربما قصة الفيلم جيدة ولطيفة.. لكن هذا ليس أساس روعة الفيلم.. لذا تعجبت من كل من شاهد هذا الفيلم، وقرر أن يقدم عرضا مسرحيا عن البؤساء .. استيحاءً لقصة الفيلم.. في حين أن نجاح الفيلم وقوته ليس في مجرد قصته التي أعتقدها شخصيا متوسطة وليست على هذا القدر من العظمة وحدها.. لم أر المسرحية الموسيقية المأخوذ عنها الفيلم.. لكن سر نجاحها هو نفسه سر نجاح الفيلم لابد: الموسيقى.. الأغاني.. الأصوات.. البولوفونية..


2- فيلم "لعبة الحب" .. إنتاج 2006 . كتابة: أحمد الناصر – سامي حسام / إخراج محمد علي
لأني أحبه :) .. ولأني أشاهده غالبا كلما صادفته يعرض على التلفزيون.. هو فيلم بسيط وجميل.. أحب كتابته وإخراجه والتمثيل به.. أحب رسم الشخصيات فيه.. أحب التنافر/ التجاذب بين المتضادات.. أحب جرئته الناعمة.. أحب هند صبري فيه والشخصية التي تؤديها..







3- الفيلم الصربي    Underground   - لـ إمير كوستاريكا – إنتاج 1995
(تم الحديث عنه سابقا)

4- Mother!   لدارين أرنوفسكي  سيناريو وإخراج – إنتاج 2017
من الأفلام التي يجب أن تُشاهَد .. لأنه مختلف.. ومربك.. وصادم.. موتر ومزعج ومثير للتأمل والتفكير.. على هدوءه ونعومته وربما ملله في أول نصف منه تقريبا. المستوى الذي تلقيت منه الفيلم مختلف قليلا عن المستوى الرمزي المباشر لآدم وحواء وقصة الخلق.. فقد تلقيت الفيلم كما هو: الشاعر الذي يلهم الجماهير فيأخذون كلماته وينفذونها حرفيا فيحترق المكان بأصحابه! كثير من الجمل التي كان يقولها ردتني إلى الشعراء والمفكرين والمصلحين الاجتماعيين بنظرياتهم التي قلبت العالم رأسا على عقب وحركته فعليا – مثل الداعين إلى الاشتراكية مثلا أو الشيوعية.. لكن ما وصل إليه العالم بعدها لم يكن جميلا حقا كما كانت النظريات.. أيضا تلقيت العلاقة بين المرأة و "هو" كما هي.. كعلاقة زواج... يبذل فيها طرف كل ما يستطيعه، بينما يأخذ منها الآخر كل ما يستطيعه حتى يقضي على الطرف الآخر... الفيلم بمستوياته الحياتية أكثر أهمية وإبداعا لي من مستوياته النظرية في الواقع.. فشخصيا لا أحب الأعمال الرمزية .. خاصة وهي غالبا ما تقدم كمعادلات .. أجدها ساذجة بشكل ما.. ولولا المستويات الحياتية في الفيلم لما كنت أحببته ربما.

8) تجمعات:
من (62) مقابلة ولقاء ثقافي وورش عمل وندوات ومنتدى أدبي ودورات تدريبية ومشاركة بلجان تحكيم ما بين القاهرة والفجيرة ونيويورك وكليفلاند وواشنطن وسياتل.. سواء كمشاركة أو كحضور.. هناك 6 فاعليات أعتبرها أفضل ما حدث هذا العام المنصرم.. نعم حضرنا كثير من المقابلات المهمة في أمريكا مثلا في الأربع ولايات التي زرتها، لكن لأن المقابلات والاجتماعات كانت كثيرة، وكان يتم الانتقال بينها بسرعة، فلم تكن الاستفادة عظيمة ولا حتى قادرة على استدعاء تفاصيل مميزة هنا أو هناك .. إلا ما فرض نفسه عليّ وكان فارقا جدا في لحظته بالنسبة لي، وهذا حدث في 4 فاعيات من الستة المهمين، بينما كانت الفاعليتان الأخريتان في القاهرة .. باختصار.. أهم الفاعليات:

1- الورشة التدريبية في فن الكلاون مع المدربة ميك كهلمان – بسياتل – ولاية واشنطن  (وهي كانت مفاجئة غير متوقعة)

2- ورشة رقص التانجو – West Lake Park   - سياتل - فاعلية "الرقص حتى الغسق" Dancing till Dusk (اكتشاف شبه شخصي)
كانت ورشة مجانية لمدة ساعة في متنزة مفتوح يمكن لأي شخص المشاركة بها، تلاها عزف الفرقة موسيقا التانجو مع ترك المساحة للحضور للرقص المفتوح .. تمتع الغرباء بالرقص مع بعضهم البعض .. أو حتى بمجرد المشاهدة... 



شخصيا.. شاركت في الورشة.. تدربت معهم.. ثم شاركت قليلا في الرقص المفتوح مع آخرين عشوائيين.. ثم جلست لأستمتع بالموسيقى ومشاهدة الرقص .. وظلت موسيقى التانجو تطير بي ليومين أو أكثر بعد هذه الورشة.. كنت يومها وحدي دون رفاقي.. وكنت مستمتعة بأني وحدي وقادرة على الاكتشاف والمشاركة.. فمثل هذه التفاصيل تشعرني بحيويتي الذاتية بعيدا عن التفاصيل الآمنة المعتادة وعن الوجوه المألوفة.

3- المقابلة مع "لورين جولدمان مارشال" مؤسسة ومديرة "مسرح الإمكان Theater of Possibility  - سياتل
وجزء منها كان ورشة عن تمارين الدمج لذوي التوحد في المجتمع

 (من الواضح أن أكثر الفاعليات جاذبية كانت في سياتل! )

4- محاضرة لمستر أكرم إلياس رئيس مجموعة تواصلات العاصمة   Capital Communications Group, Inc. – واشنطن دي سي
عن هيكل الحكومة الفيدرالية الأمريكية والعملية السياسية / فصل القوى السياسية/ النظام السياسي اللامركزي في أمريكا والبناء الديمقراطي وال 5 حريات في الدستور الأمريكي.
لم أكن وحدي في هذا.. فمعظم من مروا بهذه المحاضرة يدركوا بعدها أنهم لم يكونوا يفهمون شيئا حقا عن النظام السياسي الأمريكي، بل لا يعرفون شيئا عن أمريكا.. وينصدمون لأنه يختلف جدا عن معظم الأنظمة السياسية السائدة خصوصا في بلادنا.

5- ورشة "التعبير الشعري للجسد" للمدرب الفرنسي "سباستيان بروتيه ميشيل" – القاهرة – المهرجان التجريبي

6- اجتماع ثنائي مع الناقدة "هبه بركات" لمناقشة مجموعتي القصصية التي تم تصعيدها للقائمة القصيرة بجائزة راشد بن حمد في دورتها الأولى. أبدت ملاحظات مهمة جدا وجوهرية.


9) فسح وتنزه:
32 مرة (من ضمنهم زيارات عائلية أو مقابلات أصحاب)
منهم 14 مرة ممتعة... جيد.. أقل من النصف بقليل.


10)مشاهدة مسرحيات/ حلقات مسرحية/ باليه/ أوبرا – غير حي :
 حوالي 9 شاهدتهم على اليوتيوب.. كان أفضلهم باليه كسارة البندق - 2011 - لفرقة باليه نيويورك.


11) مشاهدة برامج:
تابعت عددا من حلقات حوالي 10 برامج على اليوتيوب.. وللغرابة كانوا في معظمهم بشكل عام ممتعين، ومفيدين.. الدحيح – حسين عبد الله – الدكتور باهر سعيد (صيدلي) – فكر تاني ل د. كريم علي – مع تميم ل تميم البرغوثي – حكايات عالمية – قناة محمد عاصم – فيلم جامد –  Ted  - National Theater ...
لكن أفضلهم على الإطلاق بالنسبة لي، ومن أتابع معظم حلقاتهم هما:

1- الدحيح  .. ل أحمد الغندور
ممتع.. خفيف.. مسلي.. مكتوب حلو.. فيه معلومات كويسة.. يلقي الضوء على تفاصيل مختلفة ويقدم موضوعات شيقة متنوعة ما بين العلوم والتاريخ ونظريات علم النفس .. إلخ .. غير إنهم دارسين بنا القصة كويس قوي .. فساعات بتبقى الحلقة مثيرة في حكيها كقصة جدا .. زي الحلقة دي مثلا ... أو مفيدة وممتعة زي هنا.. أراه غالبا وأنا آكل. 



2- فكر تاني .. لـ د. كريم علي
وهو من أتفق مع منهجه وطريقة نظره للأمور تماما من قبل أن ألتقيه على اليوتيوب.. فحمدت الله أن وجدت مثله ليدلني على التفاصيل. فطيلة عمري وأنا أظن أن الأطباء يضروني أكثر مما ينفعوني، لأن ما كان يحدث فعلا هو معالجة الأعراض لا الأمراض.. ويتم معالجة بعض الأعراض ليظهر غيرها الأكثر ضراوة منها.. – بصرف النظر عن موضوع الشكوى هل بعض البرد أو ارتجاع المريء أو كحة ما .. إلخ .. وأذكر أن أمي ظنت أني سأموت وأنا في الثانوية العامة حيث كانت شكواي بعض الكحة الجافة.. ذهبت لطبيب منحني عدة أدوية .. لتبدأ سلسلة من الأعراض الأخرى التي كادت تقضي علي، لولا أن أوقفت الأدوية.
لكني لم أكن أجد أبدا من يدلني على الأسس للصحة العامة.. وها هو د. كريم علي قد جاء ليفعل أخيرا. شيء نادر أن يجد المرء من يمنحه ثقته. وشيء رائع عندما يحدث، ويظهر هنا أو هناك شخصٌ ما في مجال ما تستطيع الثقة فيه.. قد يجانبه الصواب أحيانا بالطبع – كطبيعة البشر – لكنك تعلم أنه يجتهد قدر استطاعته وعلمه كي يقدم لك يد العون.
ولا ننكر طبعا أن الخطأ خطأ تعليم مقتولة بديهياته في البداية والنهاية.


3- حلقة "المعاني السرية للحروف العربية" .. من قناة "حسين عبد الله"
4- و حلقة من Ted talks :  :  How language shapes the way we think



الأحد، يناير 05، 2020

حصاد 2019 _ جزء 1 من 3

ترددت في تجميع ما مر فيه عامي المنصرم، لكني مع الشعور بالإعياء، وعدم بدء عامي الجديد بعد، قررتُ أن أودع عامي المنصرم أولا بالتأمل فيه.. كي يمنح مساحة للجديد أن يأتي.. وها أنا ذي أشارك بعضا من الأشياء العامة هنا. سأذكر فقط أفضل ما رأيت/ قرأت.. إلخ.. وربما المتوسط... أما السيء والباهت معدوم الحضور فهو كثير لا يستحق الذكر.

1) معارض فنية حضرتها: 
ما بين 14 معرضا ومتحفا فنيا تجولت فيهم سواء داخل مصر أو خارجها، اثنان فقط كانا مميزين بشكل لافت:
1) معرض المصور الإفريقي زانيلي موهولي Zanele Muholi  بعنوان  Somnyama Ngonyama (Hail the Dark Lioness)  بمتحف سياتل للفنون – مدينة سياتل – ولاية واشنطن
وهو أفضل ما شاهدت على الإطلاق هذا العام، بالدهشة والمتعة اللتين يمنحهما وحيويته وإبهاره، في استخدامه لعناصر يرتبها مع الجسد الإفريقي، مع استخدامه لاتجاهات الضوء في صوره. الصور على الانترنت لا تكشف بقدر جيد عن جمال عدسته، وإن تعطي لمحة عن الأفكار والمفاهيم التي ينطلق منها.




2) معرض "25 سنة مصور صحفي " للمصور بسام الزغبي – قاعة آدم حنين بمسرح الهناجر – القاهرة
معرض ممتع جدا.. كان المرء وكأنه يتجول في تاريخ مصر من التسعينيات إلى الآن.. ما بين أحداث عامة.. كروية .. ثقافية .. سياسية.. مسرحية.. فنية.. ما بين لقطات بيئية.. كارثية.. ما بين لحظات عامة في الأعياد والمناسبات.. إلخ.. أحببت تجولي فيه.. وإن لم يكن مشبعا كفاية.. كنت أتمنى لو كان عدد الصور أكبر ، ولو كان المعرض أكبر وأكثر امتدادا.

2)القراءة: 
مجمل ما قرأت من كتب/ روايات/ شعر/ نصوص مسرحية .. إلخ حوالي 80 كتاب ..
 أفضل ما قرأت على الإطلاق هذا العام:
رواية "الخفة التي لاتُحتمل للكائن" لـ ميلان كونديرا

وهناك ما هو ممتع ومكتوب جيدا وإن كان في معظمهم بعض المشكلات خصوصا في النهايات التي جاءت متعجلة وربما غير متسقة مثل:
- رواية "عشيقات النذل" تأليف الكاتب التونسي كمال الرياحي
- رواية "طعم الذئب" تأليف الكاتب الكويتي عبد الله البصيص

3) مقالات كتبتها:
* كتبت ونشرت مقالين، واحد في نشرة المهرجان القومي  "خرافة إختفاء المؤلف المسرحي المصري"
والثاني في موقع إضاءات  " رواية "جبل المجازات": شخصية إنتقامية وبطل روائي غائم"


4) مشاهدة مسلسلات: 
شاهدت 3 مسلسلات .. هم "أهو ده اللي صار" – "اللقاء الثاني" (قديم) (حلقات متفرقة) (إعادة مشاهدة) – و 6 مواسم من مسلسل Game of Thrones

* أكثر ما استمتعت به في مسلسل "أهو ده اللي صار" كان التمثيل وحضور الممثلين، خصوصا في الجزء الخاص بالعصر القديم.. خصوصا لروبي – محمد فراج – سوسن بدر – و أروى جودة .

* كان أطول هذه المسلسلات وأكثرهم إزعاجا وإجهادا لطوله وكمية العنف والدماء المسفوكة في مواسمه الست التي شاهدتها، والتي كان بكل موسم منها حوالي العشر حلقات.. قتل في كل حلقة الكثيرون، ومورس التعذيب السادي ضد كثيرين.. هو بالطبع Game of Thrones . أعتقد جديا أن جزءا كبيرا من شعوري بفقدان الطاقة وشعوري بالإعياء راجع لإنهائي العام المنصرم بمشاهدة حلقات ذاك المسلسل في فترة قصيرة ربما في أسبوعين أو ثلاثة .
عصرت على نفسي الليمون كي أكمل ما لدي من مواسم المسلسل على اللاب لثلاث أسباب رئيسية:
 أولها: المعرفة لهذا المسلسل الذي ينتشر في العالم كله بشكل أو بآخر..
وثانيها لأني ربما سأقرأ الرواية (سلسلة الروايات) المأخوذ عنها المسلسل لاحقا.. والتي أعتقدها ربما ستكون أكثر أهمية وأقل عنفا – أو على الأقل أقل تركيزا للعنف - .. أفهم أن المسلسل كدراما يجب أن يعتمد على الأحداث، وليس هناك أحداث أكثر تشويقا لكتاب المسلسل من أحداث القتل والحروب والخيانات .. لكن الروايات يكون بها مساحات أخرى، ومناطق لالتقاط الأنفاس على الأقل.. ما يجذبني نحو قراءة سلسلة الروايات هذه لاحقا على الرغم من تعب الأعصاب الذي عايشته مع المسلسل، هو ما صرح به جورج مارتن نفسه – الروائي صاحب سلسلة روايات "أغنية الثلج والنار" والتي أول أجزاءها "صراع العروش" – أنه استقى أحداث رواياته من أحداث تاريخية حقيقية.. أعجبتني الخلطة.. أعجبني العوالم المصنوعة بالكامل في كون جديد يخص مارتن وموادها هي عوالمنا الحقيقية القديم منها والحديث، والتي تعج فعلا بكل ما هو لامعقول، مثير للغثيان، وسادي.
وصارت هذه المنطقة تستهويني في القراءة وفي الكتابة أيضا – منطقة صنع عوالم خيالية من رفات عوالمنا الحقيقية - .. لكن.. لننتظر ونرى ما ستكون عليه روايات مارتن.. لا أعتقد أني سأقرأها في العام الجديد على أية حال.. لكن ربما لاحقا إن كان لي عمر.
 أما ثالث هذه الأسباب وأهمها ماديا لي فهو أن أقوم بحذف أجزاء المسلسل من على اللاب توب عندي .. حيث شغل مساحة جاوزت ال 47 جيجا .. أنا أولى بيهم.. وحيث القاعدة الذهبية:
Use it or get rid of it.
فشاهدت ما لدي من المسلسل، ثم حذفته مودعة إياه غير مأسوف عليه، فقد كان تجربة مؤلمة.. ككثير من تفاصيل تاريخنا الإنساني.

5) فرص قدمت فيها :
قدمت في 8 فرص.. نجح منهم واحدة فقط، وجاءتني فرصة أخرى لم أقدم عليها ولم أعرف عنها شيئا من قبل.. + واحدة لازلت في انتظار نتيجتها.


6) السماع: (مسلسلات إذاعية/ أوبريتات/ برامج جديدة/ مسرحيات صوتية/ كتب/ أغاني جديدة.. إلخ)
كانوا حوالي (16 عنصرا ) تم سماعهم (مع حساب كل أغاني كل لغة على بند واحد).. وكان أفضل ما سمعت:
1- من الأغاني الإسبانية:
- أغنية Quizas لإنريكي إجليسياس  ( ربما..) 






- أغنية Quiero Ser     (أريد أن أكون..)  لـ آمايا مونتيرو

2- من الأغاني العربية:
- أغنية "الليلُ يا ليلى" لوديع الصافي       
- أغنية "جي ما لي والي" 

3- أغاني المسرحية الميوزيكال Hades Town  
كنت أظن – وربما أحب – أن نراها في برودواي، خاصة وهي ما حصلت على أفضل جائزة في العام قبل الماضي ..
لذا بحثت عن المتوافر منها على اليوتيوب فوجدت أغانيها .. وهي مكتوبة بإبداع حقيقي مستمد من بئر الأساطير..
 صحيح شاهدنا مسرحيات أخرى.. ولم نذهب إلى Hades Town  إلا في زيارة لمشاهدة الكواليس فقط .. إلا أني استمتعت بسماعها حيث تمضي القصة في الأغاني بين الشخصيات ويمضي الصراع وتمضي الرحلة.

* كان هناك اكتشافات جديدة وبها قدر من المتعة بالطبع على مستوى الأغنيات العربية القديمة والأغاني الإسبانية والموسيقى الكلاسيكية .. لكني أذكر فقط ما أحببت وما أستمتع عند سماعه من جديد. يمكنني فقط أن أضيف:
 برنامج "هاشتاق" على اليوتيوب .. برنامج صوتي عن طرائف وأشعار وحكمة العرب .. لطيف جدا ويعيد أجواء قديمة منسية.