الجمعة، ديسمبر 22، 2017

الجمعة، مايو 05، 2017

المجموعة القصصية "ﻻ عزاء" _ ياسمين إمام (شغف


للتحميل
Pdf
https://drive.google.com/file/d/1haNJFSEsxq4yQReLAkx17RClly_Jg9Pg/view?usp=drivesdk


لينك المجموعة على جودريدز
https://www.goodreads.com/book/show/35064133


السبت، مارس 18، 2017

قلت لك.. 2

"وعدت تركتك.. لأنك زعلان بتضل وبتضل مِنَكْوَد"
هل هذه هي الحقيقة؟
عندما فكرت مليا وجدت أن العكس هو الصحيح!
أن نظرتك التَعِبة .. وطفلك الداخلي الحزين / الغاضب / المتوتر / المستاء.. وجرحك الداخلي الذي استفز أنثاي لتقفز إليك ليسوا هم من يطردونني بعيدا عن عالمك. لكن يحدث أن تظهر طفلتي الداخلية المنزعجة المستاءة أو الغاضبة والتي تحتاج من يمتص مشاعرها السلبية ويضمد جراحها الغائرة. وحذر ماذا يحدث؟
فجأة يرحل طفلك أو يُلقى في بئر عميق.. وتأتيني بنظرة عملية حيادية وصوت بارد لامبالي .. متبرءا  من رؤية طفلتي المذعورة.. تتجاهلها .. أو تمل منها سريعا ... تتثاءب .. ترحل بعيدا عني في نظرتك للساعة ..
تتجاهلني وتتجاهلك. أردك إلى بئر ذاتك الذي ترقد في أعماقه خائفا حزينا.. لكنك تتبرأ أيضا من ذاتك الصغيرة الوحيدة الطفلة.. تتجاهلها وتمضي بعيدا عنها .. ميمما وجهك شطر صورتك المحتواة في إطار ذهبي .. تظن أن الإطار يُعرِفك أو يجعل صورتك أهم أو أبهى ..
تتبرأ من تعب نظرتك، من حزنك .. تمثل القوة وتمنع فوران غضبك ..تحبسه في قمقم وتلقي به في بحار عميقة .. تتحدث كثيرا .. تتحدى الصمت.. تثرثر وتثرثر وتثرثر بكلمات لا تعني شيئا سوى أن تصقل إطارك الذهبي ..
لا أجد ما جئتُ من أجله..
وتذعر طفلتي أكثر وأكثر .. تحاول إلقاءها في البئر هي أيضا.. لكنها تقاوم.. وأقاوم.. ونركض بعيدا ...
وأعود لأتركك لأنك لم تعد "زعلان" أو "منكود" ... أو ربما لأنك "زعلان" و"منكود" لكنك تتمسك بالإطار المذهب الذي ترسم داخله ابتسامتك الكاذبة لتبدو ما لستَ عليه. وأنا لا أحب الكاذبين. 

قلت لك.. 1


"حبيتك.. لأنك زعلان بتضل.. وبتضل مِنَكْوَد".
أعترف أني قلت لك داخلي. أعترف أن الشجن كـ جني تحت البحار الهادئة يتوجه إليه مركبي كما تتوجه السفن لجبل المغناطيس ، فيأخذها بعيدا إلى الأعماق.
"صار ونص" أن الشجن دوما يصطادني في البدايات.. تلك النظرة التَعِبة .. ذلك الطفل الداخلي الحزين أو الغاضب أو المتوتر أو المستاء.. الصمت..اللامبالاة.. الشعور بأن هناك جرحا غائرا في الأعماق يحتاج تضميدا .. ذلك الشعور المستفز الذي يحرك رغبتي لضم رأسك إلى صدري والتربيت عليه.

قد يحدث أن أقترب ..أن أخطو إليك أكثر وأكثر.. لكن ثق أني سأبتعد في لحظة تالية. في لحظة تالية ستظهر طفلتي الداخلية المذعورة التي تحتاج طمأنةً وتربيتا وأمناً. ستظهر طفلتي الداخلية المنزعجة المستاءة أو الغاضبة والتي ستحتاج من يمتص مشاعرها السلبية ويضمد جراحها الغائرة.
وعندما أجدك لست سوى متعب أو حزين أو غاضب أو صامت.. عندما أراك في لحظة جديدة "زعلان بتضل.. وبتضل مِنَكْوَد" .. سأعود لتركك بعد أن يشتعل غضبي واستيائي أكثر فأكثر.
ليست سوى دائرة ملعونة تبتلعني في جوفها ، ثم تلفظني بجراحٍ جديدة ومخاوف جديدة واشتياق غبي لتفاصيل منك ستثير حنينا ما إليك مهما باعدتنا الظروف والأيام.. لربما تذكرتك غاضبة على أول طريق البعاد، ثم ستحل الابتسامة تدريجيا مكان الغضب..
ثم يغوي جني البحار مركبي من جديد بنظرة تَعِبة ..أو وجه متجهم صامت.. أو طفل داخلي حزين أو متوتر أو غاضب أو مستاء ..وأذكر نفسي أني كنت هنا من قبل مرات.. وأن الدائرة الملعونة ستكرر نفسها من جديد ..
لكن تُرى: هل يمكن ألا أتبع الجني وقد صرتُ مغوية وغاوية؟


* "قلتيلي حبيتك" .. أغنية لـ "زياد الرحباني"
* ملحوظة: لست مغرمة بـ "زياد الرحباني" وإن كنت أقدره حق قدره كظاهرة فنية مهمة.

السبت، مارس 11، 2017

أغنية تدور بها الريح

وأنا امرأة مقدسة..
عليها أن تقبل الموت كجزء من الحياة.. ومن القدرة المقدسة للحياة -المعلمة الأولى- على التحويل.
علي أن أكون "امرأة العظام" وأقبل أن يموت الأشخاص..  الأشياء.. العلاقات.. المشاعر..  الذكريات..  جامعة عظامهم...  أو خيوطهم الحريرية..  أو تلقيحاتهم لنحلة الحياة المباركة.
*
*
"وبكره جاي أخضر
وانتي بتتبسمي"

بالرغم من إله الملل وآلهة اليأس والظلام..
بالرغم من مغتصبي الأرض الخضراء زارعوها بالإسمنت والحديد..
بالرغم من غباء الجمل والكلمات التي تتكرر آلاف المرات وتتكاثر لتنجب السأم..
بالرغم من لامبالاة وقسوة من قد يخضر الود أو الحياة بداخلنا اتجاههم فيرموننا بالازدراء..
بالرغم من دموعنا - كنوزنا- التي نحرص على تخبئتها بعيدا عن أعين الآخرين ونختم فوقها بابتسامة مراوغة..  منتظرين من يستطيع القرب والمعرفة...
بالرغم من قمامة الشوارع وهوائها الملوث وأناسها الرماديين الحائلة ألوانهم..
*
*
"فوق الحيطان ارسمي
الحلم متفسر"
بالرغم من صمم الأبواب التي ندق عليها وننادي من وراءها متمنين أن تمنح ولو بصيص من نور من تحت أعقابها بأن هناك أحدا بالداخل ربما يسمع صوت الطرقات..
بالرغم من الأصدقاء المفقودين الذين فقدوا ذاكرة ذواتهم..  وفقدوا ذاكرة أن هذا قد حدث..
*
*
"غني على الطرقات
للجاي واللي فات"

بالرغم من أوقات جبننا وخوفنا..  احباطنا وعجزنا..
بالرغم من لحظات ضعفنا..  غبائنا.. وحدتنا..  أو احتياجنا..
بالرغم من مرايا عيون الآخرين التي لا نرى أنفسنا التي نحب بها..  بل نتبدى داخلها صورنا المهزوزة أو المكسورة..  فنتغافل عن ما شاهدنا بالمرايا الفاضحة...
بالرغم من كل من يتداولون حياة مستعملة بلايين المرات في سرنجات ملوثة..
فمازال هناك من يزرعون الأرض شجرا وزرعا وورودا،
مازال هناك من يبتكرون الحياة واللغة،
مازال هناك من تنطلق ذواتنا المضيئة في حضورهم،
مازال هناك إله في تلك السماوات البعيدة يدنو ليمنحني كل يوم ابتسامة أو تربيتة أو همسا مطمئنا،
مازال هناك من نقوي ذاكرة بعضنا بعضا معهم..  عمن نكون..  وماذا نريد..  وماذا نفعل في هذه الحياة..
ومازالت الأنثى المقدسة داخلي شامخة الرأس..  تحتضن الموت والحياة..عارفة أن عليها أن تدع أشياء تموت..  وأخرى تولد وتحيا..  وأن تنصت لقانون التحول الذي تدور به الريح. 

محاولة للفهم.. الغواية المقدسة

أعرف متعة "الساحر" وهو يرى الانبهار في العيون عندما يتحول المنديل أرنبا أو طائرا..
بل أعرف متعة من يترك الحيل والآلاعيب ويجد في نفسه القدرة الحقيقية على تحويل المنديل أرنبا...  أو تحريك الأشياء عن بعد..  أو الطيران.. فهو نفسه من يشعر بالانبهار والسعادة.
كذلك كنت أشعر منذ بضع سنين مضت وأنا أجلس جوار تلك الطفلة التي تجادلت معها أمها موبخة تاركة إياها غاضبة وناقمة ومحملة بالغيوم..
صرت أتحدث إليها وأشير إلى ما نراه في العرض المسرحي أمامنا..  لتنفرج ملامحها تدريجيا كباب يفتح بهدوء كاشفا عن نور سماوي...  لتتحول تقطيبتها إلى ابتسامة وغضب عينيها إلى لمعان..  كان مدهشا وساحرا لي...  فقط: يعيد إلي شعوري بذاتي كامرآج قادرة على الخلق والتحويل..  يعيد
 إلي ذاتي الموغلة في أعماق ما قبل التاريخ كامرآة مقدسة تستطيع بيسر ما يعجز عنه الرجال.
"التحويل" هو الغواية المقدسة للكثيرات...  هو شيء كنا نستطيعه بتلقائية التنفس أيام كنا أحرارا...  ونحاوله تحت ركام التشوهات بافتعال وقسر فيفشل كل شيء.  

الجمعة، يناير 06، 2017

د. نهاد صليحة.. بداية جديدة

"المسرح بين الفن والحياة" 

ربما كان هذا أول ماوقع في يدي وأنار أمامي الاسم بحروف مشعة بالشغف والصدق والفهم "نهاد صليحة" وأنا بعد في جامعتي الاقليمية ربما.. وأعتقد أني تمنيت لحظتها أن أقترب من هؤلاء البشر المدهشين الذي يكون حضورهم في ذاته حياة...

تقاذفتني السنوات ومجالات عمل مختلفة لأجد نفسي في عالم المسرح؛ وفي القاهرة؛ وعلى مقربة ممن أشعت حروف اسمها في ذهني منذ مايقرب من عشر سنوات او اكثر..  بل أتحدث إليها وتناديني باسمي ويحتضن أحدنا الآخر إذا ما تصادفنا بهذا العرض أو ذاك..  أو بتلك الفاعلية أو هذه!!!

بالطبع دوما ما كنت أشعر بالارتباك وبعدم قدرتي..  بل عدم رغبتي في الاقتراب أكثر...  ولم يكن يخطر بذهني أصلا كيف يمكنني الاقتراب؟
مصادر النور مقدسة لدي درجة الحفاظ على المسافة والاكتفاء بالاشعاع من بعد.. أنا جبانة..  أعترف.

****×***

لا أعرف لم أبكي الآن موتها؟!

عندما ماتت أمي..  كنت أبكي حياتها...  كنت أبكي أنها لم تحيا حياة جيدة..  بل تعايش مع المرض واستسلام لتجارب الأطباء وهرائهم من ناحية؛ وحياة لم تختر شيئا فيها ولم تستمتع بها كما ينبغي من ناحية أخرى.  كنت أشعر أنها ماتت دون أن تستفيد شيئا.. سارت فقط في كل الطرق التي كان يدفعها من حولها إليها حتى فيما يتعلق بجسدها وأوجاعه...  لم تستطع آخذ قرار في شيء.
كنت أبكي لأن روح أمي أتت الدنيا وتركتها دون أن تنمو.

*******

د. نهاد صليحة لم تحيا فقط بملء الحياة.. حتى ولم أقترب منها شخصيا بذلك القدر أستطيع القول بأنها عاشت ملء الحياة وملء الأسماع والأبصار والقلوب والعقول.
عاشت ونثرت الحياة في كلماتها بالكتب وفي صدور كل من عرفها ولو لخمس دقائق فقط..
يكفي أن تراها من بعيد لتشعر بحضورها المميز المتألق..
71 سنة!!!
تلك السيدة كانت أكثر شبابا منا بكثير...  بحماسها..  اهتمامها...  شغفها...  جديتها...  وصدقها.. 



******
"رحلت.......
"وداعا......
"فقدنا اليوم.....

لا أجد لهذه الكلمات معنى.. فلم ترحل بل بقيت. لم نفقدها..  بل كسبناها دوما...  كسبنا وجودها الذي كان عندما كانت جسدا وروحا...  ومازلنا نكسب ذاك الوجود المستمر الذي تركته داخلنا.

*******

لا داعي للبكاء..  مثل تلك الروح جاءت الحياة وامتصت رحيقها حتى  آخر قطرة..  لم تفقد منه شيئا..  تلك الروح ناضلت بطريقتها وتركت أجزاءا منها موزعة في نفوس المئات أو ربما الالاف.. واثقة أن تلك الروح نضجت منذ تطلعها الأول في وجه الحياة إلى  أن لوحت لها وداعا.
أؤمن أنا في أن الروح عندما تحقق الـ "scores" المطلوبة منها في حياتها التي تركتها فإنها تنتقل إلى حياة أخرى أكثر رقيا من تلك التي عاشتها...
لا أعرف هل هناك مرحلة أكثر رقيا من تلك التي وصلتها نهاد صليحة؟
لكن كل ما أعرفه هو أنه ربما في هذه اللحظة التي نبكي فيها موتها وفقدها...  فإن روحها تولد من جديد في مكان ما قريب.