السبت، مارس 18، 2017

قلت لك.. 1


"حبيتك.. لأنك زعلان بتضل.. وبتضل مِنَكْوَد".
أعترف أني قلت لك داخلي. أعترف أن الشجن كـ جني تحت البحار الهادئة يتوجه إليه مركبي كما تتوجه السفن لجبل المغناطيس ، فيأخذها بعيدا إلى الأعماق.
"صار ونص" أن الشجن دوما يصطادني في البدايات.. تلك النظرة التَعِبة .. ذلك الطفل الداخلي الحزين أو الغاضب أو المتوتر أو المستاء.. الصمت..اللامبالاة.. الشعور بأن هناك جرحا غائرا في الأعماق يحتاج تضميدا .. ذلك الشعور المستفز الذي يحرك رغبتي لضم رأسك إلى صدري والتربيت عليه.

قد يحدث أن أقترب ..أن أخطو إليك أكثر وأكثر.. لكن ثق أني سأبتعد في لحظة تالية. في لحظة تالية ستظهر طفلتي الداخلية المذعورة التي تحتاج طمأنةً وتربيتا وأمناً. ستظهر طفلتي الداخلية المنزعجة المستاءة أو الغاضبة والتي ستحتاج من يمتص مشاعرها السلبية ويضمد جراحها الغائرة.
وعندما أجدك لست سوى متعب أو حزين أو غاضب أو صامت.. عندما أراك في لحظة جديدة "زعلان بتضل.. وبتضل مِنَكْوَد" .. سأعود لتركك بعد أن يشتعل غضبي واستيائي أكثر فأكثر.
ليست سوى دائرة ملعونة تبتلعني في جوفها ، ثم تلفظني بجراحٍ جديدة ومخاوف جديدة واشتياق غبي لتفاصيل منك ستثير حنينا ما إليك مهما باعدتنا الظروف والأيام.. لربما تذكرتك غاضبة على أول طريق البعاد، ثم ستحل الابتسامة تدريجيا مكان الغضب..
ثم يغوي جني البحار مركبي من جديد بنظرة تَعِبة ..أو وجه متجهم صامت.. أو طفل داخلي حزين أو متوتر أو غاضب أو مستاء ..وأذكر نفسي أني كنت هنا من قبل مرات.. وأن الدائرة الملعونة ستكرر نفسها من جديد ..
لكن تُرى: هل يمكن ألا أتبع الجني وقد صرتُ مغوية وغاوية؟


* "قلتيلي حبيتك" .. أغنية لـ "زياد الرحباني"
* ملحوظة: لست مغرمة بـ "زياد الرحباني" وإن كنت أقدره حق قدره كظاهرة فنية مهمة.

ليست هناك تعليقات: