أعرف متعة "الساحر" وهو يرى الانبهار في العيون عندما يتحول المنديل أرنبا أو طائرا..
بل أعرف متعة من يترك الحيل والآلاعيب ويجد في نفسه القدرة الحقيقية على تحويل المنديل أرنبا... أو تحريك الأشياء عن بعد.. أو الطيران.. فهو نفسه من يشعر بالانبهار والسعادة.
كذلك كنت أشعر منذ بضع سنين مضت وأنا أجلس جوار تلك الطفلة التي تجادلت معها أمها موبخة تاركة إياها غاضبة وناقمة ومحملة بالغيوم..
صرت أتحدث إليها وأشير إلى ما نراه في العرض المسرحي أمامنا.. لتنفرج ملامحها تدريجيا كباب يفتح بهدوء كاشفا عن نور سماوي... لتتحول تقطيبتها إلى ابتسامة وغضب عينيها إلى لمعان.. كان مدهشا وساحرا لي... فقط: يعيد إلي شعوري بذاتي كامرآج قادرة على الخلق والتحويل.. يعيد
إلي ذاتي الموغلة في أعماق ما قبل التاريخ كامرآة مقدسة تستطيع بيسر ما يعجز عنه الرجال.
"التحويل" هو الغواية المقدسة للكثيرات... هو شيء كنا نستطيعه بتلقائية التنفس أيام كنا أحرارا... ونحاوله تحت ركام التشوهات بافتعال وقسر فيفشل كل شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق