الثلاثاء، يناير 27، 2009

الآن

أكتشف الآن..... في هذه الدقيقة تحديدا أن التحرر شعور داخلي بالمقام الأول و يجب أن ينبع من الداخل ليشرق بثقة بعد ذلك على الخارج ... بثقة و حسم و شعور بالأحقية ...
المشكلة أننا نتعامل مع حقوقنا بخوف أو تخوف ... نتعامل معها و كأنها هبه أو منحة ، لا حق يجب أن يُقتنَص .

الواجهة



الواجهة الواجهة by يوسف عز الدين عيسى


My review
rating: 2 of 5 stars


" أبنائي الأعزاء : اليوم أحكي لكم قصة تبين ضرورة الإلحاد" ...هكذا علق أحد معارفي ساخرا ً على رواية "الواجهة" ..

" و تردد (ميم) بعض الوقت قبل أن يقول :
هل لهذه المدينة مالك حقيقة؟ "


أعجبني تشبيهه المتهكم الذي يشبه الرواية – إن جاز إطلاق هذا المسمى عليها حقا - ...

" فبلغت دهشة (ميم) ذروتها ، و صاح قائلا ً :
كله إلا هذا ، أنا لا أصدق ذلك ، هل أنا و أنت و جميع من رأيتهم هنا دُمى تتحرك كما يريد أن يحركنا ؟ لا ، هذا غير معقول . و إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا صنعنا ؟
-ليلهو بنا ، و ليجعل لوجوده معنى .
فقال (ميم ) في ذهول :
ليجعل لوجوده معنى ! ما معنى هذا ؟
اعتدل ( واو) في جلسته و أطرق مفكرا ً بضع لحظات ثم قال :
إذا وجدت نفسك في مكان منعزل ليس به سواك ، و لا يعرف أحد عنك شيئا ، فهل يكون لوجودك معنى ؟ إننا هنا نتحدث عن مالك المدينة ليلا ً و نهارا ً و هو يستطيع أن ينفذ حكم الإعدام فينا في أية لحظة ، أليس في هذا ما يضفي على وجوده معنى ؟ "

فالعمل ما هو إلا عرض مفصل و مبسط جدا لأفكار البشرية حول وجود الإنسان في هذه الدنيا ، مكانه فيها ، دوره و

رسالته ، مأساته ، و تناقض مسيرة حياته مع الدور الذي تدعيه الأديان له ، أفكاره حول الخالق و حول وجوده ، خبث

الدنيا في واجهتها البراقة المحافظة جدا ، و شارعها الخلفي الكبير الذي يموج بالموبقات .... و حيرة الإنسان الفرد

النزيه الصادق أمام هذا كله دون أن يجد مخرجا ً ، خاصة و أن الموت يقف له بالمرصاد كحقيقة مرعبة لا يجد لها

معنى سوى العبث .

" – لم أكن أرغب في الحضور إلى هذه المدينة ، و كنت في غنى عن كرمه هذا ."

" من العسير على عقل الدمية أن يرقى إلى مستوى عقل صانعها ليفهم دوافعه و أسراره ، إن عقل الدمية يعجز عن تفسير الأشياء التي فوق طاقته. و إذا حطم مالك المدينة دمية جميلة من صنع يديه ، فلا لوم عليه ! هو الذي صنعها و هو الذي حطمها ! "

هذا هو العمل و لا أكثر من ذلك : أفكار .. أفكار... أفكار مقدمة في شكل تعليمي مباشر .. مقصود .

و فجأة وقف (ميم) في فزع و قد بدأ يرتعد ، و صاح قائلا :
كفى كلاما ً في هذا الموضوع ، لابد أنه يسمع الآن كل حديثنا .
فاضطجع (واو) في كرسيه مبتسما ً ، و وضع إحدى ساقيه فوق الأخرى و قال :
لا داعي للفزع . إنه لن يعاقبنا على مثل هذه الأحاديث، بل على العكس ، إنه يحب سماعها.
فقال (ميم) مضطربا ً :
و لماذا يحب سماع هذه الأحاديث؟
إنه يحب كل من يحاول الوصول إلى الحقيقة ، إنه يفخر بأن الدُمى التي صنعها تفكر و تتأمل! لابد أنه الآن معجب بنا كل الإعجاب."

فالعمل فكري جدا بالمقام الأول و لا تحوم حوله شبهة إبداع؛ حتى و لو أقام الكاتب العمل كله على فكرة تحدي ثالوث التابو ( هو في الواقع عرْض لملابسات مواجهة المجتمع لـمجرد (شبهة) التعدي على هذا الثالوث ، في حين براءة مرتكبه من النية المسبقة ) :

فـ (ميم) يتعرض للاضطهاد لأنه طلب من فتاة المطعم إيناسه في منزله لشعوره بالوحدة : ( شبهة تعدي على تابو الجنس )

ثم لأنه طلب رفع أجر الدوران في الطاحونة – بل تساءل فقط عن إمكانية هذا في الواقع ! - : ( شبهة تعدي على تابو السياسة )

" فقال (ميم) وهو لا يزال مندهشا ً لهذه الثورة العارمة :
أُعاقب لمجرد الاستفسار عن سبب عدم رفع أجر الدوران في الطاحونة؟
أجل، إنك بهذا تحرض على التمرد ، و تعمل على بلبلة الأفكار في تلك المدينة الآمنة. "

بينما يقوم العمل بشكل مركزي على إنتهاك تابو الدين بالشكل التعليمي الفكري المباشر المشار إليه سلفا ً!
View all my reviews.

الثلاثاء، يناير 20، 2009

هذه الأيام


أحترفُ الكذبات الصغيرة جدا التي تسد منافذ الأسئلة التي لا معنى لها ، و منافذ التحبيط و العرقلة ... أقفز على درجات الكذبات الصغيرة لأتجه إلى ما أريد مباشرةً بدلا عن الطريق الآخر المليء بالمعوقات :

الغول الذي يسد الطريق و ينبغي لي منازلته و التغلب عليه أولا ً ...

الطاحونة التي ينبغي لي دفعها عدة مرات لتطحن الهواء ...

الشوكات الصغيرة التي ينبغي لي التوقف كل حين و آخر لنزعها من أقدامي كلما انغرست فيها ...

و مفاجآت أخرى تنتظر على الطريق ..

أحترف الكذبات الصغيرة جدا المتعاونة التي تتسرب إلى دمي ، فأشعر بالإعياء .... لا أستطيع إبتهاجاً بالوصول .. ففي نهاية الطريق ، لا أستطيع حراكا ً : قلبي شوالٌ لم أعد أستطيع حمله ،مملوء بالكذبات التي أمرضته و أعجزته عن الحركة ..
لذا : سأتقيأ الكذبات الصغيرة جدا المتعاونة قبل أن تسمم جسدي ... سأفرغ الشوال ... أسكب بعضا ً من دموعي ... و أضطر إلى منازلة الغول .. دفع الطاحونة .. نزع الشوكات .. و الاستعداد للمفاجآت .. ليستعيد قلبي خفته .

الأحد، يناير 18، 2009

مجرد سؤال


إبدأ من الضروري حتى تصل إلى الممكن ، تجد نفسك فجأة تفعل المستحيل / انت فين بقى ؟






كانت نتيجة التصويت على هذا السؤال كالآتي :

في مرحلة الضروري
18 (24%)

أفعل الممكن19 (25%)

وصلت لصنع المستحيل11 (14%)

لم أبدأ حياتي / كما تخصني و تنتمي لعالمي / بعد19 (25%)

لا يهمني أن أحدد7 (9%)

أصالة / كاظم / عبد الوهاب ... صحبة طريق


































الأربعاء، يناير 07، 2009

لماذا أحترم إسرائل ؟

ليس إحتراما فقط في الواقع .. بل قل : إعجابا ، إنبهارا ... شيءٌ من هذا القبيل ..
أولا : هي تلعب دورها بمهارة و إتقان .. لا ، ليس دور " الشرير " في الأفلام التقليدية ، بل دوره في الأفلام الحديثة التي نرى فيها الذكاء ، الإدعاء ، البراعة ، الاختباء أحيانا وراء مظهر وديع ، التخهطيط السليم و التنفيذ الحاسم الذي يضرب بقوة و عنف مطيحا ً بالأبطال " الخيرين " قاضيا عليهم دون أن يهتز له جفن أو يراوده شعور " عبيط " بتأنيب الضمير أو أن تتراءى له أسلحته و دماء الضحايا تقطر منها
/ فللأسف لا مكان هنا للخيال الشكسبيري القديم : للأيدي التي لا تغسل المياه ما بها من دماء ، و لا لتلك الآداة المباشرة البسيطة المسماة " خنجرا " :
" فالزر الإلكتروني يعمل وحده
لا قاتلٌ يصغي إلى قتلي
و لا يتلو وصيته شهيد "
كما يقول درويش
هي فقط - إسرائيل - تلتزم بدورها و لا تحيد عنه . و هل منتظر من العدو أن يكون شيئا آخر غير عدو ؟ هل منتظر من اللص الذي يقفز على بيتك لينهبه بل و ينهب وثائقه ليدعيه منزلا له أن يكون بك رحيما ؟ أم أن عليه إرعابك و إسكاتك حتى لو قضى على أهلك جميعا ثم تسلى بقتلك بعد ذلك ؟ هل منتظر من مصاص الدماء شيء آخر غير أن يقتات على دمك ليعيش ؟
إذن ما يحدث طبيعي جدا : قتِّل .. حطم ... دمر ... بعثر ... فجِّر ... هذه هي القاعدة
أما ما أثر إنتباهي حقا - و لا يزال - فهو مقدرتهم الدعائية الباهرة - فنانون حقا - فيما يتعلق بتعذيب هتلر لهم و تلك القصص التي تُدمي القلب و تدفع بإشفاق الجميع معهم عن الهولوكست أو المحارق الجماعية التي دُفع إليها اليهود أيام الحرب العالمية الثانية ... و كيف أنهم نجحوا في جعل إنكار هذه الأحداث " تُهمه " عالمية يُعاقب عليها القانون !
لا أعتقد أن هناك تهمة صريحة اسمها : معاداة الملك أو الرئيس ، أو معاداة الأديان ، أو تهمة إنكار وجود الله مثلا ...
أتساءل حقا عن تلك العقلية الجبارة التي استطاعت أن تجعل التشكيك في شيء يتعلق بوجودها تُهمة تستوجب العقاب - في عصرنا هذا - و هو الذي لم تستطع فرضه حقا أي أيدلوجية أخرى أو أي دين أو أي إفتراضية وجودية كبري من الأسئلة التي نتفق أو نختلف جميعا حولها !!
بل ، كانت دهشتي تتضاعف كلما سمعت عن التعويضات التي استطاعوا جنيها من وراء هذا الأمر !
ثم ، سعيهم ل " تبرئة " صورتهم ، و دفعهم الكنيسة إلى إعلان برائتهم من دم المسيح بعد الواقعة بما يقرب من ألفي سنة إلا قليلا !
نشاطهم في الإستيلاء على الأرض من أصحابها الأصليين ، و في قتال أعدائهم بحماسة ، و القتال على أكثر من جبهة أحيانا : مصر ، سوريا ، لبنان ، فلسطين ...
بل أن تُثبت دولة وجودها : تولد ، تتكون ، تمد أذرعها ، و تثبت لها مكانا على الخريطة في ستين عاما لا غير / و تهنئها بعض الدول بعد ذلك في ذكرى إقامتها حتى بعض أعدائها القدامى / و تدافع عن هذا الوجود غير الشرعي بكل ما أوتيت من قوة متوسعةً في وجودها ، محاولةً القضاء على الوجود الشرعي لوطن آخر بثقة و إصرار و كأنها صاحبة الحق
- يفرض الخيال الشكسبيري نفسه هنا فأتذكر إدجر و إدموند في مسرحية الملك لير -
كيف تفعل إسرائيل هذا كله ؟
بأي عقلية و أي قوة و أي استراتيجية تحقق ما تحقق ؟
بينما أولئك الذين يُقتَّلون كل يوم ، و يستصرخون مساعدة ً و يطلبون ما لهم فعلا غير قادرون على لفت العالم لقضيتهم أو لحقهم الضائع و لا حتى بصورهم و هم يقتلون و يشردون و تُدمر منازلهم و تُسرق أوطانهم ؟
" لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟"
المشكلة التي لم يرها " أمل دنقل " أن كلماته مطبقة بحذافيرها ، و لكن بصورة عكسية
فالموت يُوزع بشكل مجاني تماما على العرب - بأيديهم كما بأيدي أعدائهم - ، بينما دم اليهود منذ أيام هتلر له وضعٌ آخر لا يمكن أن يساووه بدماء العرب
- حقا أكره أن أتحدث لغة الأيدلوجيات أو الأعراق و الأجناس أو الأديان ... فطفلٌ يموت هو طفلٌ يموت مهما يكن جنسه أو وطنه أو ديانته ؛ و شعبٌ يُدمر هو شعبٌ يُدمر في أي مكان في العالم ، لكن الوضع الغريب الذي نعايشه يفرض نفسه بقوة -
لو حد فعلا عنده إجابة ياريت يقولها