الأربعاء، فبراير 27، 2008

شيء مفقود ( 3)


هاى

بأشكرك بجد على مجهودك
و أجاوب بقى على الأسئلة

أولا
أنا أشبه والدى فى كتير من طبعه زى العصبية والدقة فى كل حاجة
الشغل مثلا
برضو حساسه زيادة عن اللزوم بأتضايق من أى كلمة أو أى تصرف حتى لو مش مقصود
إنما بابا بقى ذكى جدا وذكى اجتماعيا وشخصية مرموقة فى شغله وفى العائلة
أنا بقى غبية اجتماعيا ومش ذكية قوى برضو
بس الحمد لله ، ماشية فى الكلية كويس لأنى بأبذل مجهود
بالنسبة لعلاقتى بوالدى متوترة دايما ، ودايما في خلافات
هو بيحب كل حاجة تكون مظبوطة
بالنسبة لى بقى عايزنى أتعين فى الكلية
وده صعب بالنسبه لى
كمان عايزنى ألبس خمار أو عباية أو كدة
دايما مش عاجبه البنطلون الجينز والميكب والاسبنش ، مع إننا ساكنين فى المدينة ومكان راقى
بس بابا بيحب الالتزام الزيادة ، بس الحمد لله انا لبسى محترم ومحجبة

طبعا كتير بتعرض للانتقاد من بابا لأنه دايما عايزنى أحسن ، وبتخنق قوى لما يقوللى فلانه أحسن منك عشان لابسه خمار وفلانه أحسن منك عشان الأولى على الدفعة وهتتعين

وأنا كنت زمان بأتضايق وبسكت ، بس دلوقتى بقيت أرد وأنتقد البنات دى فى حاجات تانيه
أنا أكتر واحدة فى إخواتى فى مشاكل مع بابا وماما ، مع إنى أقل واحدة فى الغلط

ثانيا
إحساسى إن محدش معجب بيه لسه من حوالى سنه
أنا وأنا فى ثانوى عمرى ما كلمت ولد ولا حتى ركزت معاهم بصراحة
كنت مركزة أكتر إنى أجيب مجموع عالى لأن صيدلة دى كانت حلم حياتى
كمان كنت عايزة أثبت نفسى قدام الناس كلها وأولهم ماما وبابا والعيله والكل
لما دخلت الكليه بقى اتصاحبت على بنات زبالة شوية وللأسف عرفونى على كل صحابهم الولاد
وطبعا الكل كان عايز يتعرف عليا عشان بابا طبعا
وبعدين كنت حاسة إن واحد معجب بيا وبعدين عرفت إنه بيمثل عشان أوصى عليه
الحمد لله قطعت مع الشله دى دلوقتى
سبتهم ومصاحبه شله محترمين كلهم وزى ما قلت كلهم بيقولولى انتى زى اختنا

بالنسبة لحوار تنكه ومغروره سمعته فى العيله كتير وكمان من صحابى وزمايلى ، بس مش كلهم --اللى بيقرب منى بيعرف على طول إنى طيبه ومش مغروره
دايما أول انطباع عنى إنى مغرورة وتنكه وبحب أرسم نفسى ، بس بعد كدة الناس تبدأ تفهم إنى أبسط من كدة
دايما صاحبتى الأنتيم تقول لى انت طيبه زيادة عن اللزوم وبتتفهمى غلط
وفى ناس بتقول إنى طيبه وهبله

أنا محدش قبل كدة حسيت انه معجب بيه

بس مرة ابن عمتى كانوا معزومين عندنا وأنا كنت عماله أتكلم معاه وأهزر فجه يقوللى بعدها إنه معجب بيا وإنه عايز يتقدم بس أنا قولت له لأ ، لأنى عارفه إنه صايع وبتاع بنات وعايز يرتبط وخلاص
فى الكليه بقى ، عمرى ما حسيت إن حد معجب بيا ، مع إن كل البنات فيه واحد واتنين معجبين بيهم وهم اقل منى جمالا
حتى اللى كنت معجبه بيه وصاحبتى الغبيه قالت له وهى عارفه ان أنا مبحبش كدة قال لها انى مش معجبه بيه ولا حاجه وانه هو اصلا انا برضو مش عاجباه

طبعا انا عملت الموضوع موضوع كرامه وقولت انها كدابه وقطعت معاهم هم الاتنين
الاتنين دلوقتى مش فارقين معايا خالص
الحوار بس انى ايامها كنت بتضايق اوى
انا مش بدور على اى حد اعجبه و ارتبط بيه طبعا مش أى حد بيعجبنى لازم صفات معينه

كمان لان فى مشاكل كتير بين بابا وماما
فانا لا زم اللى هأرتبط بيه أشوف طبعه وميكونش عصبى وصفات كتير
انا كمان بحب كاظم الساهر جدا وأتمنى واحد احساسه زى كاظم
طبعا الموضوع مش انى عايزة حد يعجب بيه وخلاص ولا نفسى ارتبط وخلاص

انا بس مستغربه ومتضايقه انى مش بعجب حد ولا كدة
طبعا الكلام دة عمرى ما قولته لحد

فى حاجه تانيه انى بجد محتاجه حد يحس بيا ويفهمنى قوى
ماما مش فاهمه طبعى قوى ولا بابا كمان
فى ناس زمايلى ولاد وبنات بيقولوا عليا معقده
يمكن لأن المشاكل اللى فى البيت ساعات بتخلينى عدوانية
كمان مرة كنا بنلعب الازازة فقلت انى مش عايزة أتجوز وإن الراجل دكتاتور
ليا واحد زميلى هو صاحبى قوى ، لأن طباعه قريبه من طباعى حساس وعدوانى جدا
وكمان هو قلبه اسود وموسوس
بس هو الوحيد اللى دايما فاهمنى
هو دايما بيقوللى انى زى اخته وانا كمان بقوله كده
بس بجد خايفه أعجب بيه لان أنا بأفكر بعقلى طبعا ، وهو مش مناسب
كمان شايفنى زى اخته
وفى الاخر بشكرك بجد وسلام يا جميل
*************
بصي يا ( ن )

انتي لازم تعرفي حاجة مهمة جدااا

على الرغم من إن كلامك كله بيدور عن نقطة إن مافيش حد معجب بيكي من الولاد
و عن إحساسك بإنك أقل من زميلاتك اللي كل مواصفاتهم المادية : سواء شكلهم
أو مستواهم الاجتماعي
أو الدراسي / بيقول إنهم أقل منك فعليا
لكن مشكلتك الحقيقية مش مشكلة بنت حاسة بإن عندها نقص جاذبية ممكن تشد حد من الجنس الآخر ناحيتها
ممكن صحيح يكون ده فرع من المشكلة
لكن المشكلة الرئيسية اللي لازم نحاول إننا نحلها هيه مشكلة إنسانة حاسة إنها - بكلماتك نفسها - : "
عمرها ما حسيت انها عاجبه حد
و الحد ده اللي بنتكلم عنه موجود من زماااان
موجود في والدك ، والدتك ، و اخواتك
__ __ __ ___ _ __
والدك اللي
" بيحب المثاليه فى كل حاجه ومش بيقبل الاخطاء علشان كده صعب انك ترضيه على طول
غير انه عصبى جدا"
مش بيقبل الأخطاء
مش " بيقبل"
" القبول " ---- أكتر حاجة أي شخص في الدنيا بيحتاجها ، و خصوصا و هوه لسه طفل
و الأخطاء -- دي الشيء طبيعي جدااا اللي بيصدر عن البشر في طريق حياتهم
و طول ما احنا عايشين بنغلط و نحاول نصلح
و أكتر حاجة بنحتاج الناس يتقبلوها مننا هيه أخطائنا
لأنهم طبيعي بيتقبلوا الصفات الكويسة اللي فينا
مش معنى إنهم يتقبلوها إنهم يوافقوا عليها و يمرروها ،
لكن إنهم يحاولوا يساندونا إن إحنا نتجاوزها و يعلمونا - بحب و هدوء - إزاي نصلحها
------------------------------
انتي عارفة لو افترضنا انك لاقيتي حد دلوقتي يتقدم لك أو يعجب بيكي
و تبادليه الاعجاب ايه اللي ممكن يحصل ؟

اللي هايحصل ان مشاكل كتيير هاتثور بينكم ، و من حاجات تافهة جداا ،
و مع ذلك هاتحسي إنها بتجرحك جداااا جدااا
و أي كلمة ممكن يقولها هاتاخديها على انه بيتريق عليكي أو بيهينك
المشكلة موجودة جواكي بالنسبة لنفسك قبل ما تكون بالنسبة للناس من حواليكي
خصوصا و إنك أكبر إخواتك ،
و الطفل الأول في حياة أي أسرة بيعتبر - و معلش في التشبيه - أرنب التجارب الأولاني اللي كل طموحات و تجارب و تركيز الأسرة بيكون عليه
يعني غالبا أول ما والدك مارس مثاليته و كماليته الزايدة مارسها عليكي
انتي اللي النظر مركز عليكي أكتر من اخواتك لأنك الكبيرة ، و ده غالبا بيزود العبء أكتر و أكتر
و يزود الاحساس بانك أكتر واحدة مطلوب منها كل حاجة ، و انها اللي مش من حقها تغلط ،
و أي غلط منها بيبقى ذنب لا يُغتفر
ده غير إن إحساسك شايل البيت كله

والد عصبي عاوز كل حاجة صح و في مكانها ، و غالبا مش بيكلف نفسه يوضح إيه الصح بالظبط اللي هوه عاوزه

و والدة ضعيفة و طيبة و سلبية ، مالهاش تأثير قوي ، أو رغبات و إرادة معينة بتحاول إنها تحققها
/ أو يمكن كمان ليها رغبات مجهضة و حاسة بالقهر و عدم التحقق /
و مشكلات دايمة بتحسسك دايما ان فيه حاجة غلط


لو عاوزة رأيي فعلا :

فأنا شايفة " ن " جواها طفلة مقيدة ،
محتاجة تتحرر الأول قبل ما تدوري معاها ع البنت الناضجة اللي محتاجة حد يعجب بيها
محتاجة تحرري الطفلة و تخليها تتكلم و تشكي و تنفعل و تعيط ،
بعدين تطبطبي عليها و تحسسيها بالأمان المفتقداه ، و بالتقبل اللي هيه في عز الحاجة إليه



--------------------
كان فيه فيلم أجنبي اسمه تقريبا

A little princess

كانت بنت في مدرسة داخلية و بتتعامل كويس ،


كانت البنت متعودة تتعامل مع نفسها و مع اللي حواليها كأميرات ،


لحد لما وصل خبر بإن والدها توفى في الحرب و تم الحجز على ممتلكاته ،


و ماحدش عاد هايدفع فلوس المدرسة للبنت ، و لا حد ممكن يستلمها


مديرة المدرسة الجشعة استولت على ممتلكات البنت الصغيرة و حولتها لخادمة ،


وقالت لها انها خدامة دلوقتي و ما عادتش أميرة


البنت وقفت بثقة و ثبات و قالتلها إن كل البنات أميرات


مهما كان لونهم أو شكلهم أو مستواهم


و إنها لسه أميرة بالرغم عنها و عن ظروفها


و إن والدها كان بيحكيلها و يقولها كده و هيه صغيرة


و إنها مصدقاه


و سألتها سؤال حجرها في مكانها :" انتي عمر ما والدك قالك انك أميرة ؟ "



--------------------------------




للأسف اللي بيحصل إننا غالبا بنتحمل مشكلات و عقد أهالينا



وعلى العكس بدل ما يدونا الثقة في نفسينا بيسحبوها منا


بدل ما يحسسوكي بالتميز و انك حد مهم - بالنسبة لهم ع الأقل - بيحسسوكي بالتفاهة و انعدام القيمة



و انك دايما غلط



-------------------------------------



و على الرغم من إن بعض الاتجاهات بتقول


إننا لازم ننسى اللي فات و نتجاوزه و نركز على الحاجات اللي احنا عاوزين نحققها في المستقبل
لكن في إعتقادي


لازم اننا نستخرج أسباب الألم و الضيق و المحبطات بتاعة الماضي الأول ،


و نحاول إن اننا نحسها تاني ، و نحلها ، أو نتسامح معاها




أنا عاوزاكي يا ( ن) تركزي دلوقتي على الأوقات اللي والدك كان عصبي معاكي ،


أو الوقت اللي انتي غلطتي فيه في حاجة قبل كده ، و كان رد فعله عنيف
عاوزاكي تتكلمي بحرية و من غير إحراج
حاولي تفتكري كل حاجة و تكتبي عنها بالتفصيل
حتى لو حسيتي بالألم و انتي بتكتبي لأنك لازم تحرري الحاجات اللي مسببة دلوقتي في كونك
عدوانية و سلبية و غير واثقة في نفسك
لازم تواجهي لحظات ضعفك عشان تستمدي منها القوة بعد كده
-----------------------------------------
غير كده بقى
حاولي تاخدي جنب شوية من الشلة اللي انتي فيها دي
و مافيش داعي تشيلي من حد فيهم
ركزي على نفسك بس ، و انتي عاوزاها ازاي ، و عاوزة منها ايه
الشلة اللي انتي فيها حتى لو حاولت تساعدك ،




فإنها بشكل ما بتغرقك أكتر و تثبتك على الحالة اللي انتي فيها من الشعور بالنقص




و انك بنت " هبلة و ما بتعرفش تتصرف "
ده غير إن منهم " الصايعة شوية " على حسب تعبيرك
إنتي مش محتاجة تبصي للعالم أو تعيشيه بطريقتهم همه
انتي محتاجة لانك تدوري جوه نفسك ع اللي انتي عاوزاه بجد ، و تبدأي تمشي باتجاهه
محتاجة تبقي مستقلة و واثقة في نفسك و في تلقائيتك




يبقى احنا اللي هانعمله دلوقتي ممكن يتركز في كام نقطة مهمين :
1- حاولي تفتكري و تستعيدي كل المواقف السلبية اللي حسيتي انها بتضايقك من و انتي صغيرة لحد دلوقتي
و اكتبيها
و بعد كده هأقولك نعمل بيها ايه
عشان نبدأ نحررها من جواكي



2- احتفظي بصدق تصرفاتك - زي ما قلنا قبل كده - و خليكي على طبيعتك تماما ،


و أهم حاجة تكوني حاسة انك نفسك و انتي بتعملي أي حاجة ،


و مش مهم انطباعات اللي حواليكي عنك مهما تكن





3- انتي محتاجة تاخدي جنب شوية م الشلة بتاعتك دي لأنها واضح إنها مأثرة عليكي بالسلب ،


حتى في وضع صورة معينة ليكي حبسينك في إطارها ،


و لما هاتبعدي شوية هتلاقي انك بتشوفي الصورة أوضح بالنسبة لهم




4- حاولي تدوري على اهتماماتك يا (ن) و طموحاتك
يعني فكري كده --- انتي متخيلة حياتك بعد كده ازاي ، و عاوزة ايه منها ؟
و هل عندك اهتمامات معينة : الكتابة مثلا ، التمثيل ، الغنا ، العزف ، رياضة معينة -- كده يعني و لا لأ
و ياريت النقطة دي كمان تكتبيلي عنها

يالا سلام مؤقت
**********************************************
لو عندك مشكلة أرسلها إلى
أو اتركها بالتعليقات

الأربعاء، فبراير 20، 2008

شيء مفقود (2)



هاى شغف


الأول أحب بجد أشكرك على الرد


بالنسبه للأسئلة اللى سألتيها أحب أجاوبك :

أنا أكبر إخواتى


عندى أخ أصغر منى بسنة وأخت أصغر منى


أنا والدى أستاذ بالجامعة ووالدتى مدرسه ثانوى


على طول فى مشاكل فى البيت

لأن بابا بيحب المثالية فى كل حاجة ومش بيقبل الأخطاء ، علشان كده صعب انك ترضيه على طول

غير انه عصبى جدا


ماما بأه طيبة جدا وسلبية جدا

فى الكلية انا صاحبت ناس كتير

هما طبعا اللى بدأو معايا عشان طبعا بنت الدكتور

كانوا ولاد وبنات ، وكانوا مصاحبنى مصلحة ، ولما ماستفادوش منى فى حاجه حصلت مشاكل وسبتهم

وصاحبت ناس تانيه

بجد البنات محترمين وكويسين وبيحبونى

بس المشكله مع الولاد


على الرغم إنى حلوة شوية يعنى وستايل ، عمرى ما حسيت إن حد معجب بيا او مهتم بيا

فى ناس بيقولوا انى تنكة ومغرورة ، وفى بنات بتقول إنى مبعرفش أتعامل مع الأولاد كويس

لانى بفهم فى الكورة وبتكلم عليها كتير

كمان بيقولوا إنى مش رقيقة

مبعرفش كمان آخد على حد بسهولة حتى البنات


السنة اللى فاتت كان فى واحد برضو من زمايلنا شوية عاجبنى ، ولانى طيبة وهبلة زى ما بيقولوا عليا حكيت لواحدة كانت صاحبتى ، وبعدين اتصاحبت عليه اوى فقالت له (ن ) معجبه بيك قال لها لا أنا متاكد انها مش معجبة بيا ولا حاجة


حتى لما بكون بعز حد عادى مش بعرف أعبر عن ده

وكتير بكون عدوانية أو سلبية قوى ، ومش عارفة ليه

الأيام ديه أصبحت عديمة الشخصية ومش عندى ثقة فى حد ولا فى نفسى

وفى الاخر أحب أشكرك طبعا

( ن )


******************

أهلا ( ن )

عاوزة أسألك

/ و معلش استحمليني ، لأن أسلوبي بيعتمد على إني أسأل أكتر و أجاوب في الآخر

ده لو ما اكتشفتيش الجواب بنفسك من خلال رحلتنا مع بعض
/


انتي في شخصيتك تفتكري تشبهي والدك أكتر ؟ و لا والدتك ؟

و علاقتك ايه بوالدك ؟
هل بتتعرضي للانتقاد منه دايما مثلا ؟

و لا انتي شبهه ، و عشان كده أقل من اخواتك عرضة لده ؟

********************

بالنسبة لإحساسك إن عمر ما حد أعجب بيكي

هل الإحساس ده موجود بعد ما دخلتي الكلية بس ؟ و لا من قبل كده ؟ من امتى بالظبط ؟

بالنسبة للناس اللي بيقولوا عليكي مغرورة و مش بتعرفي تتعاملي

ناس زي مين مثلا ؟

صحباتك ، و لا مجرد زملا ، و لا قرايبك ، و لا حد من والديكي ؟

و ليه ؟

يعني موضوع الكورة ده مش سبب ، أنا أعرف بنات مهتمة بالكورة و بتتكلم عنها بحماس ، و مع ذلك كان ده من ضمن الأسباب اللي مخلية الولاد يعجبوا بيهم مش العكس

*****************************

فيه حاجة لفتت انتباهي في كلامك و عاوزة أنبهك ليها

احنا عمرنا ما نكسب ود الناس بمحاولة اننا نكون رقيقين معاهم أو دمنا خفيف
لأننا لما بنحاول نعمل ده عن قصد بيطلع مفتعل

و حتى الناس اللي بنحاول ناخد عليهم بسرعة ، بكده نفسه بندمر علاقتنا بيهم قبل ما تبتدي

فيه مثل بيقول

easy come , easy go

يعني اللي يجي بالساهل يروح بالساهل

و انتي مش محتاجة حد يعجب بيكي عشان حاجة بتفتعليها

انتي محتاجة حد يعجب بيكي زي ما انتي

و يعجب بصفاتك انتي و شخصيتك

فالخطوة الأولى لحد لما نحل بقيت المشكلة

انك تكوني على طبيعتك تماما

ما تحاوليش تعملي حاجة عشان تعجبي حد

و لو حتى لاقيتي نفسك في مكان و مش ليكي نفس تتكلمي ، ما تتكلميش

حد قال حاجة بايخة ، مش مطلوب منك انك تضحكي عليها

و وقت ما يكون ليكي رغبة حقيقية في الضحك أو الكلام ، هتلاقي ده طالع بشكل تلقائي مدهش

حاولي تركني كل انطباعات الناس / أو الانطباعات اللي انتي معتقدة انهم واخدينها عنك / على جنب تماما ، ركزي دايما على انتي حاسة بنفسك ازاي ، و شايفاها ازاي ، مش الناس شايفينك ازاي

و لاحظي حاجة مهمة جدااا

ان الناس بيتعاملوا معاكي على أساس اللي بتعتقديه في نفسك

يعني لو انتي شايفه انك بتتعاملي ببساطة مع الناس و بطبيعتك
همه هايبدأوا يشوفوكي كده ، حتى لو كانت انطباعاتهم السابقة مختلفة

لو انتي مركزة على ان الناس بيقولوا عليكي تنكة و مغرورة

و حاطة ده في اعتبارك كويس

هتلاقي تصرفاتك اللي بتطلع منك بتتفسر دايما على الأساس ده

لأنك بتحاولي تنفي انك زي ما بيقولوا

و النفي معناه إثبات عكسي

يعني لو قلتي لحد :
أنا مش مغرورة

هتلاقي عقله الباطن بيتخيل صفات الغرور فيكي ، و مش هايهتم قوي بأداة النفي
إلا على المستوى الظاهر

و هتلاقيه بيحاول يدور على تعاملاتك المغرورة بدون وعي عشان يثبت الحاجة اللي انتي نفتيها

********************************

أحب أفكرك تاني

إن خطوتنا اليومين دول

هوه انك تبقي متناسقة مع نفسك

انك تستعيدي ثقتك بنفسك

و مش يهمك تعليقات الناس عليكي

و يكون كل اللي هامك انك تحسي بالطبيعية و التلقائية في تصرفاتك

و انك تتعاملي ببساطة

و اللي عاوزاه تعمليه

و اللي مش مرتحاله ، ما تلتفتيش ليه من الأساس


***********************

فيه سؤال مهم جداااا في الآخر :

انتي نفسك أي حد يعجب بيكي ؟

و هل الموضوع عندك متوقف على مجرد إن حد يعجب بيكي؟
و لا حاسة إنك محتاجة ترتبطي ، و الإعجاب ما هو إلا بداية ؟

منتظرة كلامك


----------------------------------------------------------

لو عندك مشكلة أرسلها إلى

shaghafon@yahoo.com

أو اكتبها في التعليقات

الخميس، فبراير 14، 2008

الحب على طريقة " تايد " و على طريقة " ماندولين "

كتحفةٍ فنية نادرة ، يأسرني ذلك الإعلان ، و ربما أذهب لأشاهده مخصوص إذا سمعته و أنا بعيد عن التلفزيون
" مامتي " السوبر ماما " "
يقولها الطفل الصغير في ثقة شديدة و حب و إمتنان ، و هو يقرر أنه لن يبكي كبقية الأطفال في الروضة ، لأن أمه معه بالفعل ، فهو يأخذ اطمئنانه بوجود أمه من رائحة المسحوق الذي غسلت به ملابسه

---------

أعتقد أن هذا الإعلان ما هو إلا تعبير رائع عن تلك النظرية النفسية التي تقول بأن منح الرعاية المستمرة و الكافية للأطفال في الصغر يُنمي لديهم الإحساس باستمرارية الأشياء و عدم الخوف من فقدانها ، و يمنحهم الأمن في المستقبل كناضجين ، لأنه يجعلهم يشعرون أنهم يحيون في عالم مستقر دونما خوف من الإنفصال عن الآخرين / أو هجران هؤلاء الآخرين لهم / أو خوف من التلاشي فيهم
و ذلك لأن قدرتهم العقلية على إحلال الرموز مكان أولئك الذين يمنحونهم الرعاية و الاهتمام تنمو تدريجيا أكثر من غيرهم ، و بالتالي يستطيعون التسامح مع غيابهم الفعلي مكتفين بوجودهم الرمزي ( و تعلم الأطفال للغة هو أول و أهم هذه المراحل )

---------

و ببساطة يوجه الإعلان رسالته للأم بأن ( مسحوق غسيلها ) هو جزء من وجودها الرمزي في حياة طفلها و الذي يمكن أن يمنحه الأمان و الثقة في غيابها ، و أن ذلك المسحوق الذي يعلنون عنه مؤهل تماما ليستحق أن يؤدي هذا الدور الحيوي و المهم


--------------------

ليس هذا هو الإعلان الوحيد الذي حاز إعجابي و تقديري الشديدين

---------

هناك إعلان آخر لل " سوبر ماما " القادرة على ( بعث ) و ( إحياء ) آمال طفلها و بهجته بإعادة ملابسه إلى بياضها و رونقها القديم
-------
إعلانات ال " سوبر ماما " هي النسخة الخليجية من الإعلان عن هذا المنتج
أما النسخة المصرية منه ، فتتمثل في سلسلة إعلانات تفرق بوضوح بين سلوكين في الحياة : سلوك واثق مُحِب مقدام مُساعد ، و سلوك آخر متردد خائف متشكك عاجز عن الفعل و عن إثبات وجوده

و بالطبع يتبنى مسحوق الغسيل نوعية السلوك الأول ، مُصرحا أنه يساعد على تحقيقه
فهؤلاء بضعة أطفال يلعبون سويا كرة القدم ، يواجه بعضهم بالتوبيخ و اللوم و الصراخ في وجوههم من قِبَل أمهم


بينما ذلك الطفل الآخر الذي كان يلعب معهم و يدخل هو أيضا بيته و ملابسه متسخة ، و يشعر بالذنب لذلك و يتحاشى نظرات أمه ، تستقبله هي مرحبة و تبتسم في وجهه مربتة َ على رأسه


:
" و لا يهمك يا حبيبي -- المهم غلبت في الماتش ؟ "
------


و في إعلان آخر يساعد رجلان أحدهم في تغيير إطار سيارته ، تتسخ ملابسهما

يُواجه أحدهما بالتقطيب و الضيق و ربما ( كلمتين مالهمش لزمة ) من زوجته

بينما شعر الآخر بالتقبل و المساندة عندما عاد إلى المنزل
و
" نهارك أبيض "
بإبتسامة متفهمة
و النتيجة بالطبع إحجام الأول عن أي مساعدة مستقبلية للآخرين يمكنها اجتلاب هذا اللوم عليه ، و تحفيز الآخر للمساعدة دوما و شعوره بالثقة لأنه قادر عليها و يستطيع تقديمها
-------
و بإعلان ثالث ، يُقدم تلميذ الإبتدائي على التجربة في حصة العلوم ، و على زراعة نبتته و العناية بها - بصرف النظر عن اتساخ ملابسه من ذلك - ، و استمرار تعلمه من التجربة و الخطأ ، ثم التجربة ثانية
بينما يحجم زميله عن المشاركة في عملية التعلم و ممارسة متعة الاكتشاف من خلال التجربة ، بل ؛ و تعلم إختلاق التبريرات
:
" دي --- دي-- دي تحفة فنية "
----------------
تُمرر هذه الإعلانات الذكية الراقية و المتحضرة - بصرف النظر تماما عن مدى جودة منتجهم الفعلية - رسالة مفادها
:
( منتجنا لا يعمل على تحسين ملابسكم فقط ، بل يهدف إلى هدف أسمى : و هو تحسين حياتكم كلها ، و تحسين شخصياتكم و إحساسكم بأنفسكم ، و إلى نشر الحب و المودة في حياتكم )
----------------------------------------------------
ماندولين -- كانت تلك الشيكولاته أحد حلواي المفضلة لفترة طويلة --- حتى ---------------------
اممممم
حتى قاطعتها متعمدة
و السبب في ذلك هو إعلاناتها المستفِزة المُغرِقة في الغباء
لا --لا
ليست من تلك النوعية المعتمدة على التعري
أو المعتمدة على الرقص و ( التنطيط ) لبضع فتيات
و الذي جعل البعض يقاطعون مشروب " فيروز " لفترة ، قبل أن تغير الشركة المنتجة قليلا من إعلاناتها

إعلانات " ماندولين " معتمدة على ما هو أخطر و أكثر إستفزازا من هذا
:
على ترسيخ قيم سلبية في وعي المتلقي ، بل و الحَث عليها في سبيل متعته

ففي أحد إعلاناتها ، يترك ( المأذون ) الفرح و العريس و العروس و المدعووين يضربون أخماسا في أسداس ، و قد اعتلى وجوههم الإحباط ، بينما يختلي هو ب ( ماندولين ) مستغرقا فيها ، يأكلها في لذة و استمتاع ضاربا عرض الحائط بواجباته و التزاماته
( لاحظو أيضا ما لهذه الإعلانات من دلالة شبقية مُضمَنة )
-----

و في إعلان آخر يظل الولد ينادي على المسرح
:
( جولييت -- جولييت --- جوليييت )


بينما ( جوليت ) هانم ليس على بالها لا زملائها على المسرح ، و لا الجمهور الجالس في الصالة ، و لا إمكانية فشل العرض المسرحي كله

لا يهمها سوى ال ( ماندولين ) بيدها التي ( تسرح) مع وجودها تماما
( أهو الإعلان ده بالذات غاظني جدا ، و أنا أتخيل نفسي أحد الحضور من الجمهور )
--------------------------
كان هناك أحد الإعلانات أيضا عن أحد أنواع الأيس كريم يسير في نفس الاتجاه

كان لحارس شخصي يقف حارسا لسيارة ، ثم يأتي بالأيس كريم ، و ينغمس تماما في أكله ، بينما يستطيع اللصوص سرقة السيارة التي يقف أمامها مباشرةً دونما أن ينتبه أو يستطيع لها حماية / كما كان ينبغي له أن يفعل

-------
إذن

تمرر هذه الإعلانات رسالة مفادها

:

( منتجنا سينسيك الدنيا بجودته --- و من هذه الدنيا التي يُنسيك إياها : عملك ، هواياتك ، التزاماتك ، مسؤلياتك )
و بالتالي تُكرس هذه الإعلانات لقيم اللامبالاة ، الأنانية ، إنعدام المسؤلية ، و الفشل ، من أجل " الشراهة " ، أو " الحب المرَضي للأشياء " التي هي قيم سلبية بحد ذاتها

-----------------------
هاتان النوعيتان من الإعلانات هي في واقعها / إضافة إلى ما تحمله من قيم إيجابية أو سلبية / تعبير عن الحب بصورتين أو نوعين

:

أحدهما صورة صحية إيجابية مثمرة
و الأخرى صورة مريضة سلبية مثبطة

ففي إعلانات المسحوق --- نجد الثقة في الطرف الآخر أخذاً و عطاءاً
نجد التقبل -- المساندة
نجد الوجود المستمر الأساسي للآخر / الأم ، أو الزوجة في حالتنا هذه / رمزا ً مشجعا على خوض الحيا ة و النجاح فيها حتى في ظل غياب هذا الآخر المادي في الصورة ، فهو في خلفيتها دائما

بينما نجد في الإعلانات الأخرى للشيكولاتة و الأيس كريم الصورة النمطية لمعنى الحب ، و الذي نجده باستمرار في المسلسلات و الأفلام و الأغاني العربية ، و الذي يعتمد على الهيمان و التسبيل و نسيان كل شيء : الآخرين ، المسؤليات ، العمل ، و حتى الذات نفسها -- نسيان كل شيء إلا وجود المحبوب أو صورته في الخيال

بطريقة :


( يطلب أبويا القهوة
أعمل شاي و أديه لأمي )

و يشكل الابتعاد عن هذا المحبوب أزمة و مشكلة تتوقف الحياة عندها
فقد أصبح هو الهواء الذي يتنفسه حبيبه ، و الماء الذي يشربه ، و الشاي و السحلب و الكركديه و الذي منه

:)


أتمنى أن نستطيع الحب بطريقة " تايد " ، لا بطريقة " ماندولين "



(:



الأربعاء، فبراير 13، 2008

شيء مفقود ( 1)



hello,


اولا عايزة اعبر عن اعجابى بالمنتدى

انا (ن) عمرى 20 سنه طالبه فى احد كليات القمه فى السنه قبل الاخيره

انا متوسطه الجمال ملامحى حلوة ورشيقه بس مشكلتى انى عمرى ما حسيت انى عاجبه حد او انى اصلا بنت

اغلب صحابى مخطوبين او على الاقل فى حد معجب بيهم

اما انا رغم انى حلوة ووالدى وظيفته مرموقه محدش اتقدملى

انا ذوق وموءدبه وخجوله شويه

ساعات بتوصف انى تنكه ومغروره

بس دة لانى خجوله بالذات مع الاولاد

كلهم بيتعاملوا معايا على انى اختهم

اختهم وبس مع انهم كتير يشكروا فى اخلاقى وذوقى

مش عارفه ايه العيب اللى فيا بالظبط ؟

ممكن تساعدينى ؟

وبجد اشكرك جدا


( ن )


******************************

العزيزة ( ن ) :


أحب أقولك في الأول إني كنت سمعت زمااان واحد كان بيتكلم عن إغتنام الفرص و تقيمها بالشكل المناسب - اللي هوه مش موضوعنا دلوقتي - ، بس أفتكر إنه كان حكى قصة ممكن تساعدنا هنا


كان بيقول إن في إحدى حفلات التخرج في أحد البلدان الغربية
كان كل شاب و شابة قدروا انهم يكونوا زوج للرقص ، ماعدا شاب ماكانش له رفيقة
أول ما دخل لاحظ حاجة غريبة جدااا
لاحظ ان فيه بنات كتيرة عادية ، و مع ذلك نجحت في ان يكون ليها رفيق ترقص معاه
و إن أجمل و أشيك بنت في الحفلة كانت قاعدة وحيدة


و لما دخل و سأل ، كان كل ما يسأل حد يقوله :ياريت كنت أقدر ، بس أنا ما حبيتش أحرج نفسي و أروح أطلبها للرقص ، دي أكيييييد ليها رفيق وسيم و غني تستناه
فليه أطلبها و ترفضني ؟ لكن لو رحت لبنت عادية و طلبتها للرقص فأكيد مش هاترفض انها ترقص معايا


و طبعا صاحبنا كان أكثر ثقة و إقدام منهم كلهم ، و راح طلب البنت للرقص ، و وسط الدهشة الشديدة للجميع قبلت انها ترقص معاه و شكرته لأنه الشخص الوحيد اللي جه و أخرجها من عزلتها


و برضة البنت سألت في دهشة أسئلة زي اللي بتسأليها دي :


على الرغم من --- و --- و --- ، ليه ماحدش جه يرقص معايا ؟ ايه الحاجة اللي غلط اللي فيا ؟


و طبعا الاجابة واضحة
لم يكن هناك من خطأ
بل ، كان فيه اعجاب زائد وصل لوضع هالة حواليها منعت أي حد انه يقرب ليها خوفا من الرفض
زي بالظبط الهالة اللي بيحاولوا يحصروكي جواها


و على الرغم انك ممكن تلاقي ان كتييير من اللي حواليكي دول ما تعاملوش معاكي بشكل مباشر أو بشكل فيه تواصل كبير و معرفة حقيقية ، إلا إنهم كان سهل ليهم يحطوا كلمة " تنكة و مغرورة " عشان ما يحاولوش ، و يبرروا قدام نفسهم لو كان عندهم أي نية في القرب منك مثلا


دي نقطة في الأول كده حبيت أقولك عليها قبل ما نكمل كلامنا


عاوزة أعرف منك بقى
انتي عندك اخوات و لا لأ ؟ و قد ايه ؟ و ترتيبك بينهم
و علاقتك مع والدك و والدتك ؟
ليكي أصحاب و لا لأ ؟
ايه هيه هواياتك ؟
ايه هوه تخطيطك لمستقبلك ؟ و طموحاتك ؟
و الولاد اللي بتتعاملي معاهم دول ، ايه نوعية التعامل اللي بينكم ؟ يعني قرايبك و لا زملائك و لا ايه ؟
و ياترى انتي محتاجة حد معين بيهم حاسه بميل ناحيته انه يعجب بيكي ؟ و لا مجرد انك عاوزة ترتبطي زي صحباتك و بس ؟ و هل حسيتي بمشاعر ناحية حد قبل كده و لا لأ ؟ حاولي تستفيضي في الشرح زي ما تحبي
و لو فيه أي حاجة جت على بالك حابة تقوليها ، قوليها
منتظرة ردك

----------------------------------------------------------
لو عندك مشكلة أرسلها إلى
shaghafon@yahoo.com
أو اكتبها في التعليقات

السبت، فبراير 09، 2008

يقين


آثرتُ لملمة بعض الياسمين من الأرض عن قطفه من الشجرة خلفي
لم أجلس نافدة الصبر ، و لم أنظر في الساعة كثيرا ً -- كنتُ أفحص زهرات الياسمين معي
وجدته أمامي مرة واحدة -- حل الارتباك بإبتسامتي ، و وضعتُ الياسمين في الحقيبة بسرعة ، و قمت معه



" قهوة "
كان مطلبنا متشابها في " إيليت "
منتحتني اللوحات الفنية المرصوصة على الحائط بعض الألفة بالمكان الذي تناثرت زجاجات " البيرة " على بعض موائده



- " تفتكر اللوحات دي أصلية ؟ "
- " ما أعرفش -- بس مش هايفرق --- ماحدش بياخد باله من وجودها في الأساس "



كان يغلب على داخل المقهى الوجودُ المتوحدُ المكتفي بذاته للأفراد الذين يسامرون مشروبا ما أو " زجاجة بيرة " ، بينما تركز وجود ما يشكل جماعات في الواجهة التي تطل على الشارع
كانت منضدتنا تسمح برؤية المكان كله بوجودها بالركن الداخلي للمقهى -- بل ، و تشرُب الجو المميز للمكان -- بلوحاته ، إضائته الهامسة ، مناضده الكبيرة المرتفعة ، أغنيات ال" جاز " و " البوب " القديمة التي تنبعث من ( غرفة ) إعداد الطلبات ، الجرسون الخمسيني ذو الابتسامة شديدة التهذيب

" اسكندرية منورة "
" منورة ذاتيا على فكرة ، لا بيا و لا بيك "
ابتسم ----- " اللماضة المعتادة "
" أكيد "



العمل -- الدراسة -- الصحة و الحال ---------كانت الأسئلة المعتادة بإجاباتها المعتادة يتم دفعها بين كل فترة صمت و أخرى
" خرجتي قبل كده مع حد من باقي أصحابك هنا ؟ "
" آه أكيد "
ثم تابعت --- " حتى من قبل ما يكون لي أصحاب هنا --- اسكندرية كلها صاحبتي "
" مافيش فايدة " ردد ضاحكا
" أبدا " --- أكدتُ له
"
عدنا لصمتينا المعتادين ---- " وجودُك كلام " -- همستُ لي ---" وجودي معك كلام "
" تيجي نتمشى أحسن ؟ "
وافقتُ بترحيب



و كالعادة -- عادتي و عادة كل من أعرف من أصدقاء -- صار تمشينا تلكؤاً و فضولا ً و وقوفاً أمام بائعي الكتب بشارع النبي دانيال



" بأدور على كتب " سارتر " "



لمحتها خلف الاسم و الاهتمام
لم أعرف عنها سوى رتوش قليلة جدااا -- كان أهمها على الإطلاق : أنه أحبها
الحب -- التكامل -- البدايات المبشرة المندفعة -- و النهاية الباردة التي لم تؤثر برودتها على حنينه الدائم لها



" قرتيله حاجة ؟ "



لم أعرف لِمَ هذا الاحساس الطاغي بوجودها



" يعني -- بس انت بتدور على كتاباته في الأدب ، و لا الفلسفة ، و لا علم النفس ؟ "
" علم النفس ؟ "
" آه -- كان كتب عن " الانفعال " قبل كده "
" ماكنتش أعرف " --- و استكملنا طريقنا



حوارٌ مبتور -- عدم محاولة أيٌ منا لافتعال حديث أو اهتمام -- جيد --- لا بأس على الإطلاق
" بصي " --- أشار بيده لللافتات التي تعلن أسماء الشوارع --- يونانية حينا -- عربية اسلامية حينا -- رومانية حينا -- و حديثة حينا آخر



ابتسمتُ
( هنا أيضا هي الآن )
أصبحنا ثلاثة في تجوالنا في شوارع محطة الرمل و تفرعاتها -- أنا -- هو -- و هي كطيفٍ يصاحبه ، و لا يدري أني أشعر بوجوده أنا أيضا
بل ؛ ربما نسير الآن بنفس المسارات التي سارا فيها معا من قبل ، و يعيد إبداء ملاحظةٍ أو أخرى قد أدهشتها أو لفتت انتباهها من قبل
إنه الحبل السري الذي يربطنا بتجاربنا الأولى



" كان يوم حلو --- شكرا جدا "
قلتُها و أنا أنظر في عينيه مبتسمة
( صديقٌ عزيز --- أستطيع النظر في عينيه مباشرةً دونما قلق أو شعورٌ بالخجل ) -- فكرتُ و أنا ألوح له من نافذة " المشروع "
( هل لمح طيفا ما إلى جواري أنا أيضا ؟ ) --- تساءلتُ و أنا أعبث بمحتويات حقيبتي لأجد أزهار الياسمين قد ذبلت تماما ً ، و إن نثرت عبقها بأرجاء الحقيبة .

مبروووووووك


و أنا حاسة الدنيا فرحانة
ويانا في ليل كله سعادة
ليها فرحة حلوة في عنية
و حلاوتها سكرها زيادة

الثلاثاء، فبراير 05، 2008

هل تكتم الصرخةُ صوت القلب ؟




" عفيفة تزوجت -- و للعجب أنجبت ؛ من مين ، مش مهم "
لأ -- مهم بقى -- و مهم جدا كمان
يمكن -- مش مهم قوي إن فيه شخصيات و تيمات زيادة محشورة في المسلسل
مش مهم قوي الإيقاع اللي مش مظبوط اللي ماشي بيه
مش مهم قوي النهاية المتكلفتة ، و كأنهم ماصدقوا يخلصوا منه
مس مهم قوي عدم منطقية بعض الشخصيات أو افتعال بعض الأزمات
بس مهم اتجوزت مين --- مهم نعرف هل تسامحت و لا لأ ---- هل الحب كان أقوى ،و لا الألم و الانكسار ؟




-----------------



" السباح الماهر بينقذ الغريق و هوه جوه الدوامة ، مش و هوه ع الشط "

هكذا نحن -- نعم -- أعترف
نتوقع دوما أن يظل الفارس فارساً مغوارا ً شاهرا ً سيفه ، قادرا ً على الدفاع عنا حتى و لو حاصرته الأعداء من كل الجهات و لم يستطع عن نفسه ذاتها دفاعا ً... بل ؛ و لربما استنكرنا عثرة حصانه و وقوعه من فوقه
و تظل صورة السقوط ماثلة في أذهاننا للأبد ، حتى و لو استطاع الفارس سيطرةً على جواده و على حربه مرةً أخرى --- حتى و لو استطاع الانتصار ألف مرة
هكذا نحن -- كماليات --- حمقاوات --- لا نلقي بالا ً لبشرية فرساننا المعرضة للخطأ ، كما هي للصواب
ثم ؛ من قال لها أنه سباحٌ ماهر ؟
لم يختبر عنف البحار من قبل -- ألم تلاحظ ؟




-------------------



" خلينا أصدقاء أحسن "



لم أقتنع بعلاقتها بالصحفي / جمال حسام إلا في نطاق الصداقة ، مهما أبدى من تغزل فيها أو إعجاب بها ، و مهما حاولت هي تواطؤاً -- فتوافق عقليهما ليس كل شيء
كنت أنتظر عودة نبيل ليأخذ مكانه الطبيعي في صدارة الصورة ، و ليس ك صديق






---------------------



" انت َ كسرتني ، و اللي انكسر ما يتصلحش "



" سامحيه " --همستُ للبطلة من أعماقي
" تخلى عنك - قسرا - وقت حاجتك ، لكنه الوحيد الذي ساندك و آمن بكِ حين كان يستطيع "
ظللتُ أتأمل الوضع و موقفي الغريب منه برهة
هو --- ضُغِط عليه بشراسة و وحشية ليتخلى عنها --- و فَعَل --- تركها لطريقٍ غير معلوم --- ( للضياع ) كما قالت
ذنبه لم يكن في تخليه عنها قدر ما كان عدم محاولته البحث عنها و مساندتها بمجرد خروجه النسبي من الورطة
نحن --- من تحملن نون النساء -- تبحثن عن الحماية -- عن الأمن --- و قد فشل في ذلك --- هذا صحيح
لكنه منحها من قبل أمنا ً أساسيا مستمرا
لأنه آمن بها دون ذرة تردد --- بوجودها ، أنوثتها ، تميزها -- بالضبط كما استنفرت هي فنه و ابداعه ، و منحت لكيانه الوجود و الحياة و المعنى
ليست المسألة أبدا مَن أعطى مَن ماذا ، بقدر ما هو أن هناك بعض الأشياء التي لا يستطيع منحها سوى قلة نادرة ، و يندر أن نجدها مرتين
و أن تجد من يؤمن بك حقا ً عندما ينكرك الآخرون كلهم هو أندرها على الإطلاق

----------------------------------------------------
المسلسل : صرخة أنثى
تأليف : جمال الغيطي
إخراج : رائد لبيب