السبت، فبراير 09، 2008

يقين


آثرتُ لملمة بعض الياسمين من الأرض عن قطفه من الشجرة خلفي
لم أجلس نافدة الصبر ، و لم أنظر في الساعة كثيرا ً -- كنتُ أفحص زهرات الياسمين معي
وجدته أمامي مرة واحدة -- حل الارتباك بإبتسامتي ، و وضعتُ الياسمين في الحقيبة بسرعة ، و قمت معه



" قهوة "
كان مطلبنا متشابها في " إيليت "
منتحتني اللوحات الفنية المرصوصة على الحائط بعض الألفة بالمكان الذي تناثرت زجاجات " البيرة " على بعض موائده



- " تفتكر اللوحات دي أصلية ؟ "
- " ما أعرفش -- بس مش هايفرق --- ماحدش بياخد باله من وجودها في الأساس "



كان يغلب على داخل المقهى الوجودُ المتوحدُ المكتفي بذاته للأفراد الذين يسامرون مشروبا ما أو " زجاجة بيرة " ، بينما تركز وجود ما يشكل جماعات في الواجهة التي تطل على الشارع
كانت منضدتنا تسمح برؤية المكان كله بوجودها بالركن الداخلي للمقهى -- بل ، و تشرُب الجو المميز للمكان -- بلوحاته ، إضائته الهامسة ، مناضده الكبيرة المرتفعة ، أغنيات ال" جاز " و " البوب " القديمة التي تنبعث من ( غرفة ) إعداد الطلبات ، الجرسون الخمسيني ذو الابتسامة شديدة التهذيب

" اسكندرية منورة "
" منورة ذاتيا على فكرة ، لا بيا و لا بيك "
ابتسم ----- " اللماضة المعتادة "
" أكيد "



العمل -- الدراسة -- الصحة و الحال ---------كانت الأسئلة المعتادة بإجاباتها المعتادة يتم دفعها بين كل فترة صمت و أخرى
" خرجتي قبل كده مع حد من باقي أصحابك هنا ؟ "
" آه أكيد "
ثم تابعت --- " حتى من قبل ما يكون لي أصحاب هنا --- اسكندرية كلها صاحبتي "
" مافيش فايدة " ردد ضاحكا
" أبدا " --- أكدتُ له
"
عدنا لصمتينا المعتادين ---- " وجودُك كلام " -- همستُ لي ---" وجودي معك كلام "
" تيجي نتمشى أحسن ؟ "
وافقتُ بترحيب



و كالعادة -- عادتي و عادة كل من أعرف من أصدقاء -- صار تمشينا تلكؤاً و فضولا ً و وقوفاً أمام بائعي الكتب بشارع النبي دانيال



" بأدور على كتب " سارتر " "



لمحتها خلف الاسم و الاهتمام
لم أعرف عنها سوى رتوش قليلة جدااا -- كان أهمها على الإطلاق : أنه أحبها
الحب -- التكامل -- البدايات المبشرة المندفعة -- و النهاية الباردة التي لم تؤثر برودتها على حنينه الدائم لها



" قرتيله حاجة ؟ "



لم أعرف لِمَ هذا الاحساس الطاغي بوجودها



" يعني -- بس انت بتدور على كتاباته في الأدب ، و لا الفلسفة ، و لا علم النفس ؟ "
" علم النفس ؟ "
" آه -- كان كتب عن " الانفعال " قبل كده "
" ماكنتش أعرف " --- و استكملنا طريقنا



حوارٌ مبتور -- عدم محاولة أيٌ منا لافتعال حديث أو اهتمام -- جيد --- لا بأس على الإطلاق
" بصي " --- أشار بيده لللافتات التي تعلن أسماء الشوارع --- يونانية حينا -- عربية اسلامية حينا -- رومانية حينا -- و حديثة حينا آخر



ابتسمتُ
( هنا أيضا هي الآن )
أصبحنا ثلاثة في تجوالنا في شوارع محطة الرمل و تفرعاتها -- أنا -- هو -- و هي كطيفٍ يصاحبه ، و لا يدري أني أشعر بوجوده أنا أيضا
بل ؛ ربما نسير الآن بنفس المسارات التي سارا فيها معا من قبل ، و يعيد إبداء ملاحظةٍ أو أخرى قد أدهشتها أو لفتت انتباهها من قبل
إنه الحبل السري الذي يربطنا بتجاربنا الأولى



" كان يوم حلو --- شكرا جدا "
قلتُها و أنا أنظر في عينيه مبتسمة
( صديقٌ عزيز --- أستطيع النظر في عينيه مباشرةً دونما قلق أو شعورٌ بالخجل ) -- فكرتُ و أنا ألوح له من نافذة " المشروع "
( هل لمح طيفا ما إلى جواري أنا أيضا ؟ ) --- تساءلتُ و أنا أعبث بمحتويات حقيبتي لأجد أزهار الياسمين قد ذبلت تماما ً ، و إن نثرت عبقها بأرجاء الحقيبة .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

صديقٌ عزيز --- أستطيع النظر في عينيه مباشرةً دونما قلق أو شعورٌ بالخجل

جميل إن يكون في حياتك حد كدة
والأجمل إنك كمان لما تبصي في عينه تلاقي طريق مفتوح
مش حيطة
حيطة فاهماني

عموما حمد الله ع السلامة
بالنسبة لموضوع دار سوسن
دة الموقع بتاعها
وفيه شرح كل حاجة
darsawsan.blogspot.com

وليها كمان group على الفيس بوك

أنا حر يقول...

ما اروع ان تختزل علاقاتنا السابقة في طيف هادئ لا يفارقنا
تحياتي

شغف يقول...

مصطفى :

فاهمة الحيطة دي فين

مسيرها تتهد


شكرا على موقع دار سوسن



انت حر :
هوه ده