الأربعاء، نوفمبر 13، 2019

تحت الأرض .. صورٌ وموسيقى لا تُنسى


- رجلٌ يمسح حذائه بقطة حية.. تموء وتموء، ولا يهتم إلا بنظافة حذائه..

- في لقطة أخرى، يأكل بينما تدمر طائرات الأعداء المدينة .. يتهدم جزء من بيته.. ويستمر في الطعام.. ويجيب زوجته ببساطة: "وإذا مت، هل أموت بمعدة خاوية؟ " ..

- يمسك سلك النجفة بأسنانه ويقطعه ويرتعش قليلا من الكهرباء التي سرت فيه..

- والآخر يستلقي ببرود ولامبالاة وملل أمام عاهرة .. ثم تتفجر فيه النشوة بمجرد سماع صوت الانفجارات، وتساقط أجزاء من بيته، تحاول هي الهروب.. ويحاول هو تشبثا بها بعد أن اجتاحته الرغبة مع الدمار .. 

- قبو يعيش فيه الجميع.. يستحمون.. ويلعبون.. ويأكلون .. يعزفون الموسيقى ويصنعون الأسلحة.. وقد صار بيتا طبيعيا لهم.

- الحبيبان الزوجان اللذين تواطاءا في خيانة أهل القبو وفي الخديعة التي خدعوهم بها .. يموتان معا.. هو على الكرسي المتحرك، وهي جالسة على حجره محتضنة إياه.. ثم تشتعل فيهما النار.. ويظل الكرسي المتحرك بالجثتين المشتعلتين يلف حول تمثال مقلوب للمسيح.. 

- العروس تطير فوق رؤوس المدعوين الجالسين حول المنضدة المستطيلة.. ثم تهبط في النهاية جالسة إلى جوار عريسها.. 

- العروس تغرق نفسها في البئر عندما تسمع بمقتل عريسها..

- الابن / العريس يغرق في البحيرة التي يراها لأول مرة في حياته بعد أن ولد وعاش في القبو.. يموت فنراه تحت المياه يلتقي بعروسه التي ماتت في البئر منذ قليل ظنا أنه مات.. 

- ويغرق الأب في النهاية، لنراه يلتقي بكل من ماتوا على مدار الفيلم تحت البحر، وتأتي الفرقة الموسيقية أيضا .. ثم يلتقون ثانية على جزيرة في البحر.. 




بدأ الأمر واستمر وانتهى بذلك اللحن السريع المجنون خفيف الدم المستمتع على الأبواق النحاسية.. وتصاحبنا صورة الفرقة الموسيقية التي تعزف بلا توقف في معظم أجزاء الفيلم..

ومع كل هذا نجد Underground فيلما كوميديا ساخرا ممتعا ... يصنع من الخراب والدمار والخيانة والخديعة تحفة فنية.. تقوم على الصور التي لا تمحى من الذاكرة .. صور شعرية في ذاتها تفوق في تأثيرها وحضورها اللقطات التسجيلية للدمار والحرب.. 

وبصرف النظر عن دلالات الفيلم ومعانيه وقصته ومناحي عبقريته ، أكثر ما لفت انتباهي وإعجابي وإنبهاري هو مقدرة "إمير كوستوريكا" على صناعة الصورة.. وأن تتكامل تلك الصور مع بناء الشخصيات.. ومع بناء القصة.. أن تصير كل التفاصيل الغريبة  اللامنطقية جزءا منطقيا جدا وطبيعيا في البناء الكلي. 

(موسيقى الفيلم للموسيقي البوسني (من يوغسلافيا سابقا) جوران بريجوفيك Goran Bregovic)


الفيلم متاح - للصدفة السعيدة - على اليوتيوب: 
Underground 

إنتاج سنة 1995 



ليست هناك تعليقات: