غريب وجميل.. أن تمنح رواية الشعور بالأمان!
لا أعرف ماذا تحديدا في "الخفة غير المحتملة للكائن" منحني هذا الشعور. انتهيت من آخر صفحة بها في الثانية صباحا.. قبل أن أنام مباشرة.. لأشعر ك "تريزا" بأني أمسك في يد من آآمن له وبه وأغرق في النوم.
هل ذعر وضعف تريزا طمأن ذعري وضعفي؟
هل "توماس" - على الرغم من خياناته- نجح في استدعاء تلك الدهشة والفضول اللذين صاحباني اتجاه ذلك البسيط الهادئ القديم الذي رغبت بجنون في الاقتراب منه قدر ما رغبت بذات الجنون في الابتعاد عنه ؟ ذلك الذي كان يحمل كلمات وفلسفة "توماس" نفسيهما اتجاه المرأة وجسدها؟ والذي شعرت بأني قد عرفته هو وحبيباته "شروة واحدة" وأحببتهم عالما واحدا ؟ ذلك الجنون الذي لم أفهم شخصيا شيئا منه مع تعارضي معي ومع ما اعتدت أن أكونه أو أفكر به؟
هل لهذا أحببت الرواية؟ لأنه كما يقول كونديرا فيها : "الحب يولد من استعارة واحدة" وقد بنيت استعارتي على تقاربها مع ذلك العالم المفقود البعيد الذي أتذكره بدهشة وابتسامة بين الحين والآخر ؟
هل ذلك القديم البسيط قرأ هذه الرواية واستعار من "توماس" كلماته ووجهة نظره التي سمرتني في مكاني ولم أستطع محاولة للتفكير في ردودي العقلانية المعتادة نحوها.. لما كانت تحمل من البساطة والصدق والغرابة أيضا؟ أم أنه فقط تشابه وصدفة لا أكثر.. مثلما أنا نفسي وجدت فكرة أو اثنتين فكرت فيهما سابقا ووجدتهما في الرواية التي أقرأها للمرة الأولى ؟
تمنيت أن أكون قد قرأت هذه الرواية منذ عشر سنين مثلا.. أو أكثر ربما..
أو ربما منذ خمسة عشر عاما وأنا أقرأ كلمات إيتالو كالفينو النظرية عن الخفة والثقل.. (هل كتب كونديرا روايته استيحاء من تنظير كالفينو الأدبي؟)
ثم شعرت بالامتنان لأني أقرأها الآن.. أقرأ كثيرا هذه الأيام.. لكن معظم ما أقرأ ينزلق على صخرة ذاكرتي بسهولة فلا يبقى منه شيء بمجرد الانتهاء منه.. ربما ما يجعلني أشعر بالامتنان أن الدفء تسلل إلي منها.. وقطرات المشاهد والمشاعر والأفكار نجحت في اختراق الذاكرة لتنمي نبتة من الحنين.. من المشاعر والأفكار الكثيرة المتداخلة.. من الشجن.. من الأمان.. من التقبل والتفهم.. نجحت في زحزحة صخرة الصمت التي تثقل روحي أحيانا فلا أرغب في الكلام ولا أقدر عليه.. لتجعلني راغبة في الحكي.. الحكي الآمن المطمئن الذي يخترق عالما روعه سارينات سيارات الشرطة التي تجوب الأجواء والاعتقالات العشوائية و"الكيتش" الوطني الذي يكون فيه الصراع بين "الجيد" و"الأفضل" .. فلا وجود للشرير والسيء إلا الجواسيس والعملاء من الخارج! ذلك العالم المثالي غير الموجود.
لا أعرف ماذا تحديدا في "الخفة غير المحتملة للكائن" منحني هذا الشعور. انتهيت من آخر صفحة بها في الثانية صباحا.. قبل أن أنام مباشرة.. لأشعر ك "تريزا" بأني أمسك في يد من آآمن له وبه وأغرق في النوم.
هل ذعر وضعف تريزا طمأن ذعري وضعفي؟
هل "توماس" - على الرغم من خياناته- نجح في استدعاء تلك الدهشة والفضول اللذين صاحباني اتجاه ذلك البسيط الهادئ القديم الذي رغبت بجنون في الاقتراب منه قدر ما رغبت بذات الجنون في الابتعاد عنه ؟ ذلك الذي كان يحمل كلمات وفلسفة "توماس" نفسيهما اتجاه المرأة وجسدها؟ والذي شعرت بأني قد عرفته هو وحبيباته "شروة واحدة" وأحببتهم عالما واحدا ؟ ذلك الجنون الذي لم أفهم شخصيا شيئا منه مع تعارضي معي ومع ما اعتدت أن أكونه أو أفكر به؟
هل لهذا أحببت الرواية؟ لأنه كما يقول كونديرا فيها : "الحب يولد من استعارة واحدة" وقد بنيت استعارتي على تقاربها مع ذلك العالم المفقود البعيد الذي أتذكره بدهشة وابتسامة بين الحين والآخر ؟
هل ذلك القديم البسيط قرأ هذه الرواية واستعار من "توماس" كلماته ووجهة نظره التي سمرتني في مكاني ولم أستطع محاولة للتفكير في ردودي العقلانية المعتادة نحوها.. لما كانت تحمل من البساطة والصدق والغرابة أيضا؟ أم أنه فقط تشابه وصدفة لا أكثر.. مثلما أنا نفسي وجدت فكرة أو اثنتين فكرت فيهما سابقا ووجدتهما في الرواية التي أقرأها للمرة الأولى ؟
تمنيت أن أكون قد قرأت هذه الرواية منذ عشر سنين مثلا.. أو أكثر ربما..
أو ربما منذ خمسة عشر عاما وأنا أقرأ كلمات إيتالو كالفينو النظرية عن الخفة والثقل.. (هل كتب كونديرا روايته استيحاء من تنظير كالفينو الأدبي؟)
ثم شعرت بالامتنان لأني أقرأها الآن.. أقرأ كثيرا هذه الأيام.. لكن معظم ما أقرأ ينزلق على صخرة ذاكرتي بسهولة فلا يبقى منه شيء بمجرد الانتهاء منه.. ربما ما يجعلني أشعر بالامتنان أن الدفء تسلل إلي منها.. وقطرات المشاهد والمشاعر والأفكار نجحت في اختراق الذاكرة لتنمي نبتة من الحنين.. من المشاعر والأفكار الكثيرة المتداخلة.. من الشجن.. من الأمان.. من التقبل والتفهم.. نجحت في زحزحة صخرة الصمت التي تثقل روحي أحيانا فلا أرغب في الكلام ولا أقدر عليه.. لتجعلني راغبة في الحكي.. الحكي الآمن المطمئن الذي يخترق عالما روعه سارينات سيارات الشرطة التي تجوب الأجواء والاعتقالات العشوائية و"الكيتش" الوطني الذي يكون فيه الصراع بين "الجيد" و"الأفضل" .. فلا وجود للشرير والسيء إلا الجواسيس والعملاء من الخارج! ذلك العالم المثالي غير الموجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق