نظرتُ لملامحي المتألقة بـ "مكياج" أتقنتُ وضعه، و شعري المصفف بعناية بعدما ازدهى لونه الكستنائي ببعض ال"حنة" التي صقلت لونه، و بالـ "سيشوار" الذي جعله منتشيا و ضاحكا.. بعدما ارتديت ذلك الفستان القصير المكشوف الذي نذرته منذ زمن للمنزل، و لم أرتديه أبدا .
ابتعدتُ عن المرآة قليلا و قد لفت نظري "بوستر" تلك الممثلة الصاعدة التي يغرم بها ابني و ينثر بصورها في أرجاء المنزل كله حتى في غرفتنا أنا و أبيه .
"أمورة قوي" .. "جامدة جامدة يعني".. كان يقول بحماس، و يدلل بأصدقائه المغرمين بها – ككيان أنثوي و ليس لكونها "مطربة جيدة" – و صديقاته اللاتي يسعين لحذو حذوها في طريقة اللبس و الكلام و النظرات.
انتقلت نظراتي بيني و بينها ..
"شكلِك أمور" .. ابتسمتُ لنفسي إبتسامة تَعِبة، فهذا الثقل اللعين مازال يجثم على صدري.. ذلك الذي لا أشعر معه بأني"امرأة".
" مش لوحدك"..بين الحين و الآخر كنتُ أهمس بها لي، و أنا أرى كل أولئك الفتيات، و كل أولئك النسوة اللاتي هرب منهن تلك الخفة الرقراقة التي تُبدي "أنثاهن" .. كن تختلفن شكلا و زيا و إنتماءا.. ما بين جسد لا يُرى منه شيء، و جسد لا يغطي منه إلا القليل، ما بين وجوه مصبوغة و وجوه لا مساس بملامحها، ما بين نساء متعلمات مثقفات و أخريات لا يعنينهن تعقيد أنفسهن بشيء، ما بين ثرثارات و صامتات..
على الرغم من كل ما يفعلنه بأنفسهن.. ما زال ذاك الثِقَل هناك .. يُلقي بظله على الروح و يمنعهن تلك الصفة المميزة، و يجعلهن منهزمات في دواخلهن أمام من تحملنها .. وقليلات هن.
همستُ لي في خبث أن ذلك الكائن الآخر قد هرب من كثير من أفراده شيئا ما كان يُبدي "رجله " ..لكن ما يعنيني على أية حال هو مشكلتي (نا) ..خاصة و تلك النظرة الواثقة المفعمة بالأنوثة تطل عليّ من ذاك "البوستر" أمامي .. و من فتاة ما أو إمرأة ما، ما بين كل فترة طويلة و أخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق