عزيزي س:
آعرف جيدا مقدار تلك القسوة التي آمارسها - علي نفسي في المقام الاول ...
آعرف مفترق الطرق الذي صممته بنفسي وقد نفترق عنده اذا قررت آنك لن تستطيع معي صبرا ..
آعرف آني سآفتقدك بشدة كذلك ... دعني آتذكر آن آراك لمرة آخيرة فآسجل صوتك لاعيد استكمالا لفراغات روحي وقتما شعرت بجفافها و بقسوة الطريق علي وحدتي ..
اعرف آنك لن تقرآ هذا الكلام .. و اذا صودف في مصادفة غير منطقية آنك قرآته فربما لن تعرف انه موجه اليك ...
اعرف انها واهية تلك الخيوط التي تربط بيننا .. و هاهي ذي تختبر الان تقطعها بسهولة .. لكني اعرف كذلك انك بتلك الاهمية التي تجعلني اشعر بالسعادة لمجرد وجودك معي في نفس هذه الدنيا ... باهميه ذاك الشعور بالوصل والتآلف الذي آراه في نبرات صوتينا وايقاع الكلام بيننا .. شيء داخلي يكتمل .. ولم يكتمل بهذا الشكل من قبل
آعرف آن لك حياتك التي ربما لا آعرف عنها الكثير ... وآني لا آعرف كذلك عن مجاهل عقلك ومشاعرك شيئا ...
لا اعرف ماذا آتمني الان ... فقط آفكر: هل سينتهي الامر بتجاهل منك ثم يصير تجاهلا من كلينا؟ هل ستسمح لنفسك بآن تصبر عليّ ، علي عنادي و اصراري وصرامتي وصراحتي الحادة ؟ هل ستواجه الامر ككل و تضع موقفك بشكل واضح ؟ هل ستتحايل علي الامر ككل بكثير من التظاهر وادعاء التحمل ، القبول؟
آعرف آني في موقف لا آحسد عليه .. واني بوعي تام تقدمت الي النهر وقذفت فيه بنفسي تاركة الخيار له : اما آن يبتلعني ويتقبلني كهدية او اضحية تقدمت بنفسها طائعة .. او آن يلفظني قابلا التضحية و غير محملا لي تبعاتها ...
انا - كعروس البحر - في الانتظار ... و يكفيني فخرا آنني اخترت عن وعي وكنت للحظة الاخيرة متسقة مع نفسي و مع قناعاتي ...
عزيزي (س) : فلتكن بخير دائما.