"نسيم
الوصل هب على الندى
فأسكرهم وماشربوا مُداما"
صوته يمتد ويتماوج تنغيما وهو ينشد.. تتغير حدة صوت المايك الذي يمسك به... يشير لزميله الآخر الذي يجلس في كابينه ضبط الصوت .. وبنفس طريقة الإنشاد التي تحيل إلى عوالمٍ أخرى غير ملموسة:
" أنا مش سامع نفسي كويس"
ضحك معظم الحاضرون، واستمر ضبط الزميلان للصوت استعدادا لحفلة الفرقة النوبية التي اقترب موعد وصولها.. استمر مجرب المايك يردد الجملة المعتادة أحيانا "واحد .. اتنين .. أيوة" .. وتستبد به الخفة أحيانا فينشد ...
أما هي فجلست تستمتع بالإنشاد الذي يجرب به المايك كنوع فني يلذ للسامع الاستماع له، ولم يلمس قلبها من "أخذ" سوى الجملة التي أخذت ترددها بحزن ورأت فيها صدقا ووصلا ووصولا أكثر من كل ما أنشد وردد وصلى: "أنا مش سامع نفسي كويس".