الاثنين، يونيو 04، 2007

مولدٌ لكائناتٍ جديدة

تطول اللحظات عليها
تشعر بالاختناق أكثر
تحاول روحها المحبوسة مقاومةً لذاك الجسد الجاثم فوقها

تسترجع فجأة كلماتٍ قديمة صافحت عينيها يوما :
" ركز على ما تريده تجده --- الخيال قوة ، فاستخدمها "

عيناها مغلقتان بالفعل
كل ما عليها فعله هو أن تترك جسدها ليؤدي واجبه
و ترتفع هي إلى سعادة الخيال



**********************************

" يعني ايه بتخوني جوزك معاه في خيالك ؟ "
" يعني " حاتم " هوه الشخص الوحيد اللي أعرفه و اتعلقت بيه و اتجوزته ، هوه اللي اتهيألي إني هأكون سعيدة معاه
هوه حلمي اللي اتمسكت بيه و حاربت عشانه الناس كلها
بس دلوقتي
عرفت اني كنت حتة عيلة ما تعرفش يعني ايه حب
ما تعرفش يعني ايه ممكن تقع في غرام صورة معظم اللي فيها صنعه خيالها و بس

دلوقتي --- كل اللي بأعمله إني بأكمل اللي بدأته ، بس و أنا فاهمة أنا بأعمل ايه
بأعيش مع " حاتم " أسعد اللحظات في خيالي
بس بأخونه بده
لأن مش دي شخصيته الحقيقية ، و لا بيحصل من ده حاجة في الحقيقة
حاجة حلوة قوي صنعتها في خيالي و لبستها اسمه

****************************

قالت و هي ساهمة :
" لأ – جوزها كده رجع لاتصاله بمراته القديمة ، أو ممكن يكون قابلها صدفة و لا حاجة و رجع يفكر فيها "

نظرن إليها ----
" خليكي محضر خير --- هوه يعني عشان غلط في اسمها مرة يبقى خلاص ؟ "

غمزت إحداهن بتشفي : " لأ – و أي مرة – ده في حتة وقت "

" يا سلااااااااام ---- بطلوا افترا بقى ، ما أي واحدة فينا معرضة إنها تغلط و تنده جوزها باسم حبيبها القديم مثلا ، و لا لو واحدة فينا – لا قدر الله – اتطلقت و اتجوزت تاني ، ترضى إن جوزها يعلق لها المشانق عشان غلطت في اسمه مره ؟ "


قالت بتحدي :
" مستحيل واحدة تغلط في اسم جوزها "

تعجبن من موقفها

جادلت إحداهن :
" افرضي واحدة بتحب واحد و اتجوزت واحد غيره ما بتحبوش "
زاد تحديها و إصرارها :
" ما هو في الحالة دي بالذات مستحيل واحدة تغلط في اسم جوزها "

اعتبرنه لغزا عليهن حله
و صارت كل منهن تحاول تكهنا بما لديها

و بعد محاولاتٍ عدة ، أسرت لهن بما يعرفنه جميعا و يتناسينه :

" احنا غيرهم --- احنا اللي جوانا متفق مع اللي احنا عارفينه عن نفسنا ، و لو واحدة بتفكر في واحد غير جوزها ، هاتفكر فيه و هيه واعية للي بتعمله ، هاتفكر فيه بوضوح ، و هاتحذر عقلها الباطن انه يطلع كلمة كده و لا كده من غير ما تاخد بالها
همه بيخبوا حاجات كتير حتى عن نفسهم ، و عشان كده لسانهم اللاواعي بيزل من غير ما ياخدوا بالهم "

******************************

" طلاقٌ في ظروف غامضة "

هكذا اعتبر الأهل و المعارف و الأصحاب الأمر --- في كل مرة كان عليها أن تشرح أسباب انفصالها عنه ، و التي بدت للجميع طلاسما ً --- فكل ما ليس مادي هو بالطبع لهم غير مفهوم ----- ثم ---- كَفَّت عن ذكر ما لا يفهمه – أو بالأحرى يهتم بفهمه – أحد ، و اكتفت بما يُرضي آذانهم النمطية : " قسمة و نصيب "

*****************************

ابتسامة ٌ مكسورةٌ – كحلمها – تساندها أمام عيونهم الغريبة عن عالمها
تفكر : " ذهب الواقع و لم يتبق إلا فتاتٌ من خيال "
تتناقلها المشاعر العنيفة المتضاربة :
حنينٌ و شوق لا تعرف ما إذا كانا لشخصه أم لخيالٍ رسمته له ، ثم غضبٌ عارم اتجاهه و اتجاه نفسها التي خدعتها و صورت لها أوهاما ً ، تذكرٌ للحظاتٍ دافئة ٍ يتيمة و لبدايات كل شيء ، ثم معايشة ٌ لبرودةٍ امتدت شهورا و سنينا في أوصال أيامها
فرحٌ لحسمها – جاء متأخرا لكنه جاء – و لصمودها أمام لوم و سخرية الجميع ، و رفضهم لموقفها ، ثم افتقادٌ لذاك الظل الذي صاحب ظلها يوما كلما رأت زوجا و زوجة --- و أخيرا – ترفعٌ عن صورة ٍ لسعادة زائفة ، و أملٌ في غدٍ – ليست واثقة من قدومه – إلا أنها ستحرص على أن يكون حقيقيا ، حتى لو استمر ظلها وحيدا


************************

ابتسامةٌ حيرى حاولن اقتحامها
" ازاي بتحبيه ، و في نفس الوقت بتخطي خطوة بعدين ترجعي لورا عشرة ؟ "

" يعني ايه خايفة تظلميه ؟ و يعني ايه تخِّفي من جوازتك اللي فاتت ؟ هيه كانت مرض؟ "
" فات سنة و نص بحالهم على حكاية الطلاق دي "

" ازاي مخوفك انك بتحبي في " سالم " اللي انتي كرهتيه في " حاتم " ؟ "

" يظهر انك كده دايما ---- غاوية تتعبي نفسك و غاوية ألغاز "

********************************


تستبدل جزءا قديما تالفا من روحها و نفسها كلما لاكت الذكريات القديمة بعقلها لتجد أن لا تأثير لها الآن ---- فتوقن أنها أُخرى – بها ملامحا من ذاتها القديمة أحيانا ، لكنها حقا تختلف عنها

تتسلل مشاعره إليها --- تحذر هذه المرة --- تحرص على مراجعة كل شيء بدقة --- تشكك بملامحه مئة مرة
هل هذا حقيقي؟ أم صنعه خيالي ؟

تخطو بحذر ٍ نحو عالمهما المشترك
و قد تتراجع خائفةً إلى مكمنها الأول
و لا وقتَ كافٍ لحذرٍ أو لخوفٍ أو محاولات شفاء أمام حصار الكلمتين
:
" مُطلقة " / " أحبك "


**********************************

خانتها دموعها كما فعل لسانها
:
" مش عارفة ده حصل ازاي ؟ أنا حتى و لا خطر على بالي إني ممكن أفكر في حد غيره "

" كنت معاه في سعادة حقيقية "

علقت إحداهن ساخرةً : " شفتي حكمة ربنا ؟أديكي دقتي من نفس الكاس ، و آل ايه / مستحيل واحدة تغلط في اسم جوزها لو كانت حتى مش بتحبه ، ايش حال انتي اللي بتحبيه ؟ "

صاحت صديقتها فجأة :
" صح --- صح جداا "
تبادلن النظرات الدَهِشة ، لكنها لم تعطهن وقتا :
" يا لا قومي معايا فورا "
" هاترجعي حالا ل " سالم " "


**********************************
ثقتها في صديقتها جعلتها تستسلم للأمر دون أن تعرف نيتها بالضبط ---- أسندت رأسها بحزن لمسند السيارة ، و لم يتوان عقلها عن محاولة تخمين ما يدور بينهما الآن من حديث في هذا الكازينو أمامها ---- فجأة --- اقتحمتها ابتسامته الراضية . خجلت و احمر وجهها ، و دُهشت من خجلها
أما م ابتسامة زوجها

" إزيِك ؟ "
ابتسمت ردا علىسؤاله ، وترقبٌ وحذر يطلان من عينيها

"ها ؟تحبوا أوصلكم في حتة ؟"
"لأ ---شكرا انتي كده --- احنا هانتمشى سوا من هنا لبيتنا "

زاد الترقب بعينيها ، و التفتت عيناها تستنجدان بصديقتها و تسألانها عضدا أو مساندة أو إيضاحا ، فضحكتْ بتلذذ سادية الأطفال ، و ذهبت تاركةً ظلين متجاورين يبدآن أولى خطواتهما معا

********************************

جلستْ تخط انجازات و اكتشافات يومها
و تكتب قصةً ما عن حلمٍ مكسور لامرأةٍ ترك ندوبه و جروحه على روحها -- و حين تجسد لها بشرا سويا ، انتصرت لنفسها من الانكسار القديم فلفظت باسمه حين امتلكت الحلم
محاولة للتعليق على بوست " أفيدوني أفادكم الله

هناك 7 تعليقات:

lastknight يقول...

أهو الهروب من الواقع ألى الحلم الصافى السابق ؟ بعد أن اكتشفت أن اعتيادها للحلم يمنحها أمانا أكبر من مغامرة الواقع الجديد ؟ و هو ؟ هل تفهم ذلك ؟
الأهم من هذا و ذاك .. هل فهمتك بدقه ؟ أم أنى أيضا التبست على القصه ؟
سيدتى أنها مساحة التقاطع بين أحلامنا وواقعنا .. لا ندرى تحديدا أين نعيش ولا من أى مصدر تنبع مشاعرنا .. أمن أحلامنا ؟ أم من واقعنا ..

شغف .. عميقه كالأحلام .. و ثابته كالواقع
أشكرك بشده

غير معرف يقول...

رائعة .. الدنيا لا تقف عند أحد مهما كان جيدا أو مؤلما
والجميل أن يكون لدينا الوقت لنري انفسنا بوضوح ونصحح أخطائنا
شكرا

Ayat يقول...

...............

لا تعليق .. لأن ما كتبتى أرق من أن يتلفظ بعده المرء بكلمات ستبدو بلا معنى

بياترتس يقول...

شغف عادت من جديد
انتى مش ممكن تتخيلى سعادتى بالكلام ده
بس انا شايفه ان المواضيع دى بقت واخده اكبر من حجمها فى حياتنا بشكل محسسنى ان المجتمع بقه مريض اجتما عيا
ونبقى نكمل على الماسنجر ياجميل

شغف يقول...

last knight
ربما أردت ُ بكل تلك الثرثرة ايصال معلومة واحدة مفادها أن الحلم هو الحمى الآمن للمرأة
ترسم صورته و تعطيه اسمه ، ثم تحاول ملاحقةً للواقع بتفاصيل حلمها

لذا ، تعطي حلمها اسما ليس له ، فيرتبط الاسم بالحلم دونما علاقة حقيقية

يبدو أن تفسيري هذا يزيد الأمر التباسا
على أية حال
الأهم من ذلك كله ، أن مداخلتك أعطت أبعادا جديدة للعمل

شكري إلك
و لهذه المجاملة التي ليس لي منها شيء







بسمة :
نرى أنفسنا بوضوح
ف
نصحح أخطائنا

اسمحي لي باستبدال الفاء بالواو

هذا هو بيت القصيد




me :
:)



بياترتس:
مواضيع ايه بالظبط ؟
ابقى فكريني نتناقش
ها

رشا عبد الرازق يقول...

من أجمل ما قرأت شغف
وختام ممتع لمساء القراءات المسهد بأرق الأحلام
وبعيدا عن الموضوع الغارق في جمال الصدق وواقع الخيال

فالحقيقة أنه إدراكك الصديق جدا للمرأة هو ما يعنيني الآن
وهوما يجعلني سعيدة باكتشاف وجودك
:)
قد تضحكين
ولكنها معادلة بسيطة لو يعلمون
فنحن كون من الأحلام الممتزجة بأبسط الحقائق

نسكن عند استسلامنا لها
ويسكن هو _ الرجل _ حين نستكين !!




( أن الحلم هو الحمى الآمن للمرأة
ترسم صورته و تعطيه اسمه ، ثم تحاول ملاحقةً للواقع بتفاصيل حلمها )

حقيقة + معادلة بسيطة لو يعلمون

:) خالص تقديري لكِ

شغف يقول...

رشا عبد الرازق :

لو ... التعريف العلمي له يا عزيزتي أه : " حرف شعلقة في الجو " :)

و لهذا السبب تحديدا نكتب ، و نحاول إيصال أصواتنا التي اعتلاها الصدأ بعدما تركنا الرجال لسنين طويلة يتحدثون باسمنا و عنا من خلال ملامح ليست عميقة أو أساسية فينا

كل ما نفعله الآن : أنا و أنتِ و غيرنا كثيرات ، أننا نحاول أن ندرك ذواتنا كما هي حقيقة ، إدراك تلك المعادلة البسيطة التي دأب على تعقيدها الرجال
ثم
محاولة استبدال تلك القديمة المفتعلة بها

دعينا نستسلم نحن لحقائقنا البسيطة
و دعينا نقاوم الاستكانة لهم :)

سعيدة جدا بمرورك