الثلاثاء، نوفمبر 11، 2008

واحدٌ منهم

- " هاشوفِك قريب ؟ "
* " مش عارفة "
- " ربنا يسهل إن شاء الله "
كما هي العادة : يسألُ سؤالا غير حقيقي ، و ينتظر إجابة غير حقيقية ... فقط لدفع مسار الحديث
و كما هي العادة : أعتبر الأسئلة ذات معنى ، و أجيب عنها حقا
لا يتمادى في الأسئلة ... يتوتر قليلا .. ثم ؛ يقدم الإجابة النموذجية المُعتاد قولها في مثل هذه المواقف
و كما هي العادة : أتضايق قليلا بيني و بين نفسي ، أحنق قليلا ... ثم ؛ أفكر أننا لسنا بذاك القرب الذي يدعيه استمرار وجود كلٌ منا على هامش حياة الآخر كل ذلك الوقت .. لأغضب منه بوضوح ، أو ... ربما .... لأسمح لنفسي بالظن أن غضبي منه ذو معنى أو قيمة بالنسبة له ... أو لأبدي له بتلقائية ملاحظتي عن صوته الذي تغير إيقاعه و نبرته بشكل كبير ليشي بوضوح أن هناك شيئا ما بحياته تغير ، أو يتغير هذه الأيام ... أو حتى لأنهي علامات الاستفهام الكثيرة بشأنه للأبد بضغطاتٍ عبقرية متتالية على : " حذف " ، " مسح " ، " اجنور " ، " ديليت " ، " بلوك " ... لأحذفه من كوني
هو فقط من أولئك الأشخاص الذين يحملون في وجودهم شيئا ما يسبب الإدمان ... يجعلك تدمن الحنين إليهم كل فترة و أخرى ...
ليس " إليهم " بالضبط ... بل ، لوجودهم ذاته مجردا عنهم .. مجردا عن نوعية أو مدى العلاقة بينكما ... مجردا عن مدى قربك منهم أو قربهم منك ... مجردا عن كفاءة التواصل بينكما أو كفايته ... فقط أن تعرف أنهم مازالوا هناك ... موجودين ... بخير ... و مازال بإمكانك أن تطل على إحدى شرفات وجودهم - و لو في كل عامٍ مرة : أصواتهم على البعد ... كلماتهم المتروكة في كتابةٍ ما هنا أو هناك ... كلمات يسيرة لآخرين عنهم ... أن تراهم في صدفة ٍ مثالية أو في موعدٍ لا يمنحك منهم إلا رؤياهم و كلماتٍ متناثرة منك أو منهم لا تعني شيئا حقا .. أو لترسل لوجودهم إبتسامتك و إيماءة رأسك بالتحية في ظل رنة إلى هواتفهم .. أو تراهم في حلمٍ ما ... بعد أن لا يبقى منهم في عالمك سوى أطيافهم ، تأتيك بإنتظام لتشكو أو تبوح أو تفرح بين يديك ، لتطمئن عليهم بطريقتك الخاصة عبر تلك الخيوط السرية التي تربطك بهم ، و التي تؤكد لك في كل مرة أن لقياكم لم يكن عبثا ، هو فقط ربما صيغ في معادلة خاطئة ...
هو من أولئك الأشخاص الذين تدرك جيدا أنك لو جاوزت رشفتك من وجودهم ، فشربت من أنهارهم بنهم ، أو ظننت إلتقاء مصبي نهريكما ، فسيختل توازنك .. تفقد السيطرة على مسارات حياتك ، و راحة بالك ، و حساباتك الخاصة .... و تتحول لشخصٍ آخر يحنق كثيرا ، و يغضب كثيرا ، و يشتعل بالثورة لأتفه الأسباب ، و يجرح بعمق لأقل الكلمات و لو كانت مزاحا ، أو اعتيادا
/ كلماتُ الاعتياد من القريبين نوعٌ من الإهانة ، و لو كانت مديحا /
ذاك النوع من البشر كفنجان القهوة :
يبهجني ارتشافه بين كل فترة و أخرى
و لا يبقى منه سوى إدمان إحتياجي له دون شعور بالبهجة أو الاكتفاء إذا ما اعتدتُ أو اعتمدتُ على تناولي المستمر له

هناك 18 تعليقًا:

Unknown يقول...

Really creative, for many years I knew many people with that description and I couldn't voice it like you did. Thanks for this post :)

نهى جمال يقول...

ثم ؛ أفكر أننا لسنا بذاك القرب الذي يدعيه استمرار وجود كلٌ منا على هامش حياة الآخر كل ذلك الوقت .. لأغضب منه بوضوح ، أو ... ربما .... لأسمح لنفسي بالظن أن غضبي منه ذو معنى أو قيمة بالنسبة له

....

و يجرح بعمق لأقل الكلمات و لو كانت مزاحا ، أو اعتيادا/ كلماتُ الاعتياد من القريبين نوعٌ من الإهانة ، و لو كانت مديحا /


....

حسيتهم من ست ايام بسبب موقف يتضمنهم
يمكن !

والنتيجة بتكون هدنة منهم لأنهم لم يشعروا ضيقك أو جُرحك بعد

وعااادي

تحية ياجميل :)

تــسنيـم يقول...

انا عايزة أقولك

أنا كنت هنا


و



بس

غادة الكاميليا يقول...

ده بيحصل فعلا


مشكلة انه موجع

الحنين للإدمان

وجودهم التقريري

حياتنا التي تفتقدهم

عندك حق

حاسة كلامك

جدا

قبل الطوفان يقول...

إدمانٌ يقود إلى رحلةٍ، قد لا تفضي إلى الطريق، وربما تشعل الحريق

الإدمان حصارُ البحر لجزيرة تعرف أن قدرها رؤية الماء..ولعنتها أيضاً

المهم أن تبقى اليابسة قادرة على البقاء وسط ماءٍ يأتيها من كل الجهات

Mustafa Rizq يقول...

هو واحد من... ماذا؟

من مالكي المفاتيح؟
من أهل الدار؟
من شوارع تشتاقنا؟
من أصوات تقتحمنا؟
............
............

كثيرة هي أشكال إدماننا بعضهم، بوعي أو غير وعي، نحن فقط قادرين على منحهم هذا الدور، هذة الصفة، هم، بدون أن نُقدر لهم لاشيء، فقط كالآخرين، كالكثير، نحن جعلناهم من القليل، و كما هو شائع القليل هو الشكور، و لا شكور قادر على الجرح، الايذاء، الـ...، و لو من على السطح.
قد نرتطم، لاكن بلا موت، قد نحتك، لا كن بلا كسور،...

في كل الأحول نحن نحن، بعد مدة، لا ندركها أبدًا، نصبح نحن لأنهم هنا، لأننا كذلك، بشوق/احتياج/إدمان لهم: كوب القهوة، صوته، دفئها، حنوه،... أو حتى ثورته.

فقط، واجب أن نتذكر أن لا معنى أقرب للاعتياد سوى التبدل، كما لا معنى أقرب للقاء سوى الفراق.

هو ما ننساه، أو نتناساه دوما و سنظل أبدا، و عندها تأتي روعة الحاجة، الاحتياج... و بشدة، لذلك الذي كان أحدهم.


غاب صوتك كثيرًا هذه المرة، لطفًا.. ذكريه أن لا ينسى أنه واحد منهم.

meshmesha يقول...

انا ليه دايما بحس ان كل كلمة بتكتبيها المفروض اكون انا اللى كاتباها ...
انتى بتسردى احاسيسى وبتعبرى عنى بصدق جداً
حتى المود .. حتى مناسبة البوست .. دايما بيكون قريب منى جدا
بحب مدونتك جدا واسلوبك جدا جدا وبفهم نفسى من كلماتك اكتر
انتى جميلة

meshmesha يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Muhammad يقول...

لقياكم لم يكن عبثا، هو فقط ربما صيغ في معادلة خاطئة

واحدة م الجمل اللي لما بشوفها بقول يا ريتني انا اللي كاتبها

اخبارك ايه

كرانيش يقول...

ده بيحصل فعلا

وحقيقى جدا

جدا

جدا

انا حصلى كده كذا مره بس على قد مابتعب على قد ماربنا بيشفينى بسرعه

م/ الحسيني لزومي يقول...

من اجل مصر
شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية وادعو غيرك
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي
اذا كنت ترغب في وضعه علي مدونتك ارسل ميلك كي ارسل لك كود البنر
ارجو المعذرة للدخول بلا مقدمات لأني ادخل علي مئات المدونات يوميا

شغف يقول...

mohamed :
Really encouraging :)

نهى :

مش هدنة يا نوشا ، تقليص
تقليص لمساحتهم جواكي و جوا حياتك
و تشبث باللي موجودين بجد فيها و اتكاء عليهم أكبر



تسنيم :
طيب



غادة :

أه موجع ... جدا ساعات
بس للأسف مافيش حل أصلا
حتى لو افترضتي انك ممكن تخليهم يهتموا أكتر أو يقربوا أكتر ، انتي نفسك مش هتلاقي عندك استعداد لده ، لأن طبيعتكم مختلفة جدا ببساطة
و في لحظة ما هتلاقي حد فيكم حاسس بإنه عبء ع التاني
و ده إحساس أكثر إيلاما ، و أكثر صعوبة



Yasser :

بالظبببببببببببط

أوجزت فأنجزت

شغف يقول...

m.r :

في كل الأحول نحن نحن، بعد مدة، لا ندركها أبدًا، نصبح نحن لأنهم هنا "

و هذه هي المشكلة !

عجبني نصك

لكني لم أفهم كيف غاب صوتي ؟








مشمشة :
شكرا يا قمرة



Abu Yazan :

ياااااااااااااه
ازيك جدا ؟



كرانيش :

:)
الله يعين ، الله يساعد

هوه تعرفي : أهم حاجة بيتهيألي إن الواحد يبقى عارف حدوده فين و يبقى شايف الصورة كاملة قدامه ، ده بيساعد كتييير







م / الحسيني لزومي :

احنا محتاجين بانر لمنع التعليقات الإعلانية في الواقع ، من أجل مصر برضة و من أجل أبنائها الغلابة : المدونين :)

Mustafa Rizq يقول...

غاب صوتك ما بين..

الثلاثاء، أكتوبر 28، 2008
و

الثلاثاء، نوفمبر 11، 2008

أليس هذا بكثير؟

شغف يقول...

مصطفى

Look who is talking !

حد بيدخل على مداونته كل سنة مرة - بالصدفة يظهر - و حتى بيستخسر يطلع صوته عليها
بياكل الكلام بطريقة عجيبة

أنا شخصيا أعرفك م التعليقات أكتر من كلامك ع المداونة بكتيييييير

غير معرف يقول...

وصفتى اللى جوايا أوى

باحييكى بجد على قدرتك على التعبير بإسلوب راقى

بس البوست يوجع ..

غير معرف يقول...

Really creative, for many years

غير معرف يقول...

حنين لتواجدهم المجرد فقط..

لكن عندك حق كل ماتزيد مساحتهم جواكي كل مابيختل التوازن


جميل الأسلوب والمفردات كمان

حلو قوي يا ياسمين