لوحة لـ مارك شاجال
الجمعة، يناير 07، 2011
الاثنين، يناير 03، 2011
دعوة إلى متاهة ومقبرة في ثلاث حركات عسكرية و صناديق تتشبث بالذكرى
من معارضي المفضلة دوما: المعارض الجماعية (مثل معرض الفنان المقيم، و معرض أول مرة اللذان يقامان بمكتبة الأسكندرية، و معارض الشباب التي تقام بقصر الفنون، و المعارض لجماعية التي تقام بقاعة المسار و بالتاون هاوس و مركز الجزيرة للفنون )
و معارض البينالي (أي تلك التي تقام دورتها كل عامين) مثل بينالي الأسكندرية الذي يقام في متحف الفنون الجميلة بشارع منشا ، و بينالي القاهرة الذي تتوزع محتوياته على قصر الفنون و قاعة الباب بالأوبرا، و مركز الجزيرة للفنون بالزمالك.
و بالطبع أفضل هذه المعارض لأنها تحتوي شتى الاتجاهات الفنية و الأساليب و الوسائط و الأعمار، و البلدان في حالة البينالي .. فما قد لا يعجبك ، سيعجبك بالتأكيد غيره. و هذه الأعمال بتنوعها و تنوع آدائها و مستوياتها، سيلفت نظرك حتما شيئا منها سواءا أكنت فنانا أو هاويا أو متذوقا أو حتى ليس لك في الفن على الإطلاق، فهذه التجمعات الفنية غالبا ما تكون موطنا للدهشة و الاكتشاف..
(كما أستمتع جدا بالاحتفاظ بالفلاير أو البامفليت أو الكتيب الذي يضم المشاركين و صور لأعمالهم)
بينالي القاهرة هذا العام سواءا في اللوحات و الفيديو آرت و التجهيزات في الفراغ التي تمت في قصر الفنون، أو المعرض الخاص للياباني "يوشيتو مو نارا" لرسوم المانجا في قاعة الباب، أو بمعرض الفوتوغرافيا المصرية الذي توزع ما بين قاعات مركز الجزيرة للفنون ، لم يلفت نظري فيه بشدة و يجعلني أستمتع بالوجود هناك و الشعور بأن الزيارة لم تضع هباءا ثلاثة أو أربع أعمال :
على رأسها ما أسميته بـ "الباب السحري" لـ إيفاري نافارو ... هو دولاب جدرانه من الزجاج السميك، ما إن تقترب منه و تلصق ناظرك به حتى تتشعب أمامك الطرق و تشعر و كأنك محاط بكل هذه الطرق المتداخلة المتشابهة التي يفضي بعضها إلى بعض فتصير محبوسا في متاهة – لا وجود لها حقيقة إلا أمام ناظريك- ...
عمل يحمل كما من الحيرة و خليطا عجيبا من التشاؤم و التفاؤل معا ، و يعطيك شعورا قدريا ما ... فأنت في هذه الدنيا داخل متاهة لا تعرف لها أولا من آخرا ، كل الطرق متشابهة و تناديك لتختار أحدها ، و لا مبرر لديك لاختيار مادام الكل متشابه.. لا تعرف أين الخروج ، و مع ذلك : كل ما يتطلبه منك الأمر هو أن تبعد ناظريك قليلا لتكتشف أن المتاهة هي في عقلك و ناظريك و لا وجود حقيقي لها..
أجدني متحمسة بشدة لهذا العمل الفني ، لا للتقنية العالية و الخدعة التي تم بها الأمر فحسب، بل لأنه انطبق عليه ما ينطبق على أي عمل فني جيد بالنسبة لي: فاستخدم عناصرا ضوئية و شكلية و لونية في إطار معين بشكل فني، و هذا الشكل و هذا التركيب نجحا في جعلي أشعر و أفكر و أمر بتجربة حقيقية قد تغير في وجهة نظري في العالم كله...
مما جذب اهتمامي و تقديري أيضا: عمل "خالد حافظ" : سوناتا لمقبرة في ثلاث حركات عسكرية، و الذي قسمه إلى ثلاث أجزاء/ حجرات/ حركات: الأولى: canavas ، و الثانية فوسفورية، و الثالثة معدنية ... و التي قام فيها بعمل رسومات على حوائط الحجرات الثلاث التي يفضي بعضها إلى بعض بثلاث أساليب مختلفة تعطي ثلاث أحاسيس مختلفة عن طريق العتمة المطبقة التي ينفذ منها أضواء محدودة بألوان معينة و تركيزات معينة، إضافة إلى المواد المستخدمة في الرسم أو التكوين: الأولى و كأنها مرسومة على خيش، الثانية تعطي تأثيرا فوسفوريا، و الثالثة بإستخدام المعدن و ما يعطي تأثيره.
تدخل تتحسس طريقك، لتشعر و كأنك بداخل كهف بدائي ، و ما أن تعتاد عيناك الظلمة المبدئية حتى ترى ما رسم (أو حفر في عقلك) على الحوائط من مشاهد لحروب و جيوش و قتال و دبابات تتطور في أساليبها لتتدهور في ما تتركه من إبادة ... نعم: هذا هو ما ستتركه حضارتنا و مدنيتنا مرسوما على كهوفها : الحروب و القتالات.. و هي رؤية ناضجة مميزة لـ خالد حافظ استطاع توصيلها مصاحبة بالأسى و الأسف على إنسانيتنا المهدرة من خلال سوناتته الكهفية التي دفننا جنوننا الإنساني في مقبرتها.
( يعرض الآن لـ خالد حافظ / الطبيب السابق الذي هجر الطب من أجل الفن/ أيضا عدة لوحات في أحد المعارض الجماعية بالمسار جاليري في الزمالك / المعرض في المسار مستمر حتى 5 يناير )
هناك أحد أفلام الفيديو آرت في مدخل قصر الفنون، لم أنتبه لأخذ اسمه حينها، لكنه من الأشياء المميزة في المعرض خاصة مع مناقشته لفكرة الموت و الفناء و المقاومة و الحياة من خلال الصلصال .
من الفيديو آرت المثير للجدل جدا – و للأسف أيضا لم أنتبه لأخذ اسم صانعته- فيلما جعلت الفنانة فيه عددا من الأفراد يسيرون و يعبرون الشارع على أربع و كأنهم قطيع من الأغنام، ثم تجمع الشرطة و المواطنين و المناقشة الحامية عن إذا ما كان هذا فنا أو تشويها للبلد و إذلالا للمواطنين ..
أيضا تلعب الفنانة "صباح نعيم" على أوتار الحنين في تلك الصناديق الزجاجية التي أودعتها إحدى قاعات مركز الجزيرة للفنون مع الصور الفوتوغرافية المعلقة على الجدران بأسلوبها المميز الذي قدمته من قبل في أحد معرضها في التاون هاوس منذ عدة شهور .
بالتأكيد سيلفت انتباه الآخرين أشياءا أخرى لم تستفزني شخصيا.
معارض بينالي القاهرة الدولي الثاني عشر في قصر الفنون و قاعة الباب و مركز الجزيرة للفنون مستمرة من 12 ديسمبر و حتى 12 فبراير 2011
و معارض البينالي (أي تلك التي تقام دورتها كل عامين) مثل بينالي الأسكندرية الذي يقام في متحف الفنون الجميلة بشارع منشا ، و بينالي القاهرة الذي تتوزع محتوياته على قصر الفنون و قاعة الباب بالأوبرا، و مركز الجزيرة للفنون بالزمالك.
و بالطبع أفضل هذه المعارض لأنها تحتوي شتى الاتجاهات الفنية و الأساليب و الوسائط و الأعمار، و البلدان في حالة البينالي .. فما قد لا يعجبك ، سيعجبك بالتأكيد غيره. و هذه الأعمال بتنوعها و تنوع آدائها و مستوياتها، سيلفت نظرك حتما شيئا منها سواءا أكنت فنانا أو هاويا أو متذوقا أو حتى ليس لك في الفن على الإطلاق، فهذه التجمعات الفنية غالبا ما تكون موطنا للدهشة و الاكتشاف..
(كما أستمتع جدا بالاحتفاظ بالفلاير أو البامفليت أو الكتيب الذي يضم المشاركين و صور لأعمالهم)
بينالي القاهرة هذا العام سواءا في اللوحات و الفيديو آرت و التجهيزات في الفراغ التي تمت في قصر الفنون، أو المعرض الخاص للياباني "يوشيتو مو نارا" لرسوم المانجا في قاعة الباب، أو بمعرض الفوتوغرافيا المصرية الذي توزع ما بين قاعات مركز الجزيرة للفنون ، لم يلفت نظري فيه بشدة و يجعلني أستمتع بالوجود هناك و الشعور بأن الزيارة لم تضع هباءا ثلاثة أو أربع أعمال :
على رأسها ما أسميته بـ "الباب السحري" لـ إيفاري نافارو ... هو دولاب جدرانه من الزجاج السميك، ما إن تقترب منه و تلصق ناظرك به حتى تتشعب أمامك الطرق و تشعر و كأنك محاط بكل هذه الطرق المتداخلة المتشابهة التي يفضي بعضها إلى بعض فتصير محبوسا في متاهة – لا وجود لها حقيقة إلا أمام ناظريك- ...
عمل يحمل كما من الحيرة و خليطا عجيبا من التشاؤم و التفاؤل معا ، و يعطيك شعورا قدريا ما ... فأنت في هذه الدنيا داخل متاهة لا تعرف لها أولا من آخرا ، كل الطرق متشابهة و تناديك لتختار أحدها ، و لا مبرر لديك لاختيار مادام الكل متشابه.. لا تعرف أين الخروج ، و مع ذلك : كل ما يتطلبه منك الأمر هو أن تبعد ناظريك قليلا لتكتشف أن المتاهة هي في عقلك و ناظريك و لا وجود حقيقي لها..
أجدني متحمسة بشدة لهذا العمل الفني ، لا للتقنية العالية و الخدعة التي تم بها الأمر فحسب، بل لأنه انطبق عليه ما ينطبق على أي عمل فني جيد بالنسبة لي: فاستخدم عناصرا ضوئية و شكلية و لونية في إطار معين بشكل فني، و هذا الشكل و هذا التركيب نجحا في جعلي أشعر و أفكر و أمر بتجربة حقيقية قد تغير في وجهة نظري في العالم كله...
مما جذب اهتمامي و تقديري أيضا: عمل "خالد حافظ" : سوناتا لمقبرة في ثلاث حركات عسكرية، و الذي قسمه إلى ثلاث أجزاء/ حجرات/ حركات: الأولى: canavas ، و الثانية فوسفورية، و الثالثة معدنية ... و التي قام فيها بعمل رسومات على حوائط الحجرات الثلاث التي يفضي بعضها إلى بعض بثلاث أساليب مختلفة تعطي ثلاث أحاسيس مختلفة عن طريق العتمة المطبقة التي ينفذ منها أضواء محدودة بألوان معينة و تركيزات معينة، إضافة إلى المواد المستخدمة في الرسم أو التكوين: الأولى و كأنها مرسومة على خيش، الثانية تعطي تأثيرا فوسفوريا، و الثالثة بإستخدام المعدن و ما يعطي تأثيره.
تدخل تتحسس طريقك، لتشعر و كأنك بداخل كهف بدائي ، و ما أن تعتاد عيناك الظلمة المبدئية حتى ترى ما رسم (أو حفر في عقلك) على الحوائط من مشاهد لحروب و جيوش و قتال و دبابات تتطور في أساليبها لتتدهور في ما تتركه من إبادة ... نعم: هذا هو ما ستتركه حضارتنا و مدنيتنا مرسوما على كهوفها : الحروب و القتالات.. و هي رؤية ناضجة مميزة لـ خالد حافظ استطاع توصيلها مصاحبة بالأسى و الأسف على إنسانيتنا المهدرة من خلال سوناتته الكهفية التي دفننا جنوننا الإنساني في مقبرتها.
( يعرض الآن لـ خالد حافظ / الطبيب السابق الذي هجر الطب من أجل الفن/ أيضا عدة لوحات في أحد المعارض الجماعية بالمسار جاليري في الزمالك / المعرض في المسار مستمر حتى 5 يناير )
هناك أحد أفلام الفيديو آرت في مدخل قصر الفنون، لم أنتبه لأخذ اسمه حينها، لكنه من الأشياء المميزة في المعرض خاصة مع مناقشته لفكرة الموت و الفناء و المقاومة و الحياة من خلال الصلصال .
من الفيديو آرت المثير للجدل جدا – و للأسف أيضا لم أنتبه لأخذ اسم صانعته- فيلما جعلت الفنانة فيه عددا من الأفراد يسيرون و يعبرون الشارع على أربع و كأنهم قطيع من الأغنام، ثم تجمع الشرطة و المواطنين و المناقشة الحامية عن إذا ما كان هذا فنا أو تشويها للبلد و إذلالا للمواطنين ..
أيضا تلعب الفنانة "صباح نعيم" على أوتار الحنين في تلك الصناديق الزجاجية التي أودعتها إحدى قاعات مركز الجزيرة للفنون مع الصور الفوتوغرافية المعلقة على الجدران بأسلوبها المميز الذي قدمته من قبل في أحد معرضها في التاون هاوس منذ عدة شهور .
بالتأكيد سيلفت انتباه الآخرين أشياءا أخرى لم تستفزني شخصيا.
معارض بينالي القاهرة الدولي الثاني عشر في قصر الفنون و قاعة الباب و مركز الجزيرة للفنون مستمرة من 12 ديسمبر و حتى 12 فبراير 2011
Posted by
شغف
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)