لا يمكنني معرفة إجابة لهذا السؤال ...
ربما هو خوف من القادم ؟ خوف من المسؤلية المرتقبة ؟ كفرد من هذا الشعب مسؤل لأول مرة عن أن يختار له طريقا ، أن يحاول أن يصبح أكثر وعيا ، و أكثر حيادية و مقاومة للطوفان القادم و لسلبيات الثورات المرتقبة ؟
هل لأني توجست من أن يكون قرار التنحي – الذي وصلنا في التحرير و لم أسمعه بنفسي – قد قيل بلهجة تحريضية خفية كما كانت كل التصريحات و الخطابات في الفترة الماضية تفعل؟
هل لأن فرحتي ظهر هذا اليوم بظهور الشباب المثقف الذي يقود شعارات ذات مغزى و تحاول إفهاما للناس من حولها لحقوقها المنهوبة عن طريق شعر أحمد فؤاد نجم و أغاني الشيخ إمام التي صيغت في شعارات يرددها الناس ورائهم قوبلت بشعور بأن هناك حقا من (يركب الموجة) لكنهم هذه المرة من الشباب أنفسهم و من بعض الأسر التي قدمت لميدان التحرير كمكان احتفالي ، و تردد الكلمات فقط بلا روح مثلما كانت تردد ما يقوله الإعلام المصري بلا وعي أيضا ؟
هل لأني شعرتُ أنني في مباراة كرة قدم ، و المسألة أصبحت مسألة تشجيع فريق ، و أصبحت تقال في اختصار مُخل ، بل قاتل : "انت مع و لا ضد ؟ "
و سرقة الفرحة رغبة ً في الفرحة ذاتها لا شعورا حقيقيا بإنجاز أو تحملا لما قد يأتي من مسؤلية؟
هل لأن بوادر السلبيات بدرت بمحاولة بعض الشباب لحذف اسم محطة مبارك من عربات المترو؟
هل لأن ذاك الرجل العجوز قال في حماس أن اسم مبارك يجب أن يحذف من التاريخ ، غير مدركٍ لأننا لا نكرر أخطائنا إلا لأننا لم نتعلم من ماضينا ، بل نعمد إلى حذفه؟
هل لأني لمحت توتر أفراد الجيش و غضب أحدهم على أحد سائقي التاكسي في العتبة، و مشاهدتي – لأول مرة – تلك السكاكين في مقدمة أسلحتهم و هي مشهرة ؟
هل لأني أخشى أن نتحول إلى ظالمين مضللين نحن أيضا بعدما تصير مقاليد الأمور في أيادينا ، فنذكر فقط مساوء ما مضى و لا نتحرى ما قد يكون له من إيجابيات حقيقية ؟
هل لأني أخشى أن نرتكب مجازرا أو مظالما باسم الثورة و لا نمنح الأشياء حجمها أو كل شخص حقه بعدل ؟
بقدر غضبي و سخطي و غيظي أمس بعد سماع خطاب الرئيس مبارك، بقدر شعوري بالحزن و رغبتي في البكاء مع كل تلك الفرحة العارمة في الشوارع و كل ذلك الكلام عن إصرار الشباب الذي غير التاريخ في نفس الإذاعات التي كانت تتساءل في سخط حانق و استهزاء بمن هم في التحرير هذا الصباح : همه عاوزين ايه أكتر من كده؟
=========================================================
أعيد أحد النداءات التي وردت اليوم في "الشروق" : أطالب كل من لديه وثائق على فساد أحد رموز النظام أن يقدمها للنائب العام ليتم التحقيق فيها ....
بعد ذلك :
أطالب شخصيا بمحاكمة (عادلة ) لأي مما قد تحيله النيابة إلى المحاكمة ..........
كما أطالب بتحري عادل و حيادي و صادق و موضوعي و حقيقي لحقيقة عهد مبارك و ماله و ما عليه .... فلنكن شرفاء لا آفاقين أو مزيفيي حقائق.
و قبل كل ذلك ... لا مزيد من التهكم على مبارك أو التهجم عليه أو اتخاذ موقف عدائي ضده ... فهو الآن ليس رئيس الجمهورية الذي كرهنا عهده ، بل هو إنسان مجرد من أي سلطات ... له حقوقه المدنية، و لو كان لنا عنده حقٌ ما فبالقانون و القضاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق