الجمعة، مارس 04، 2011

انسف نظامك القديييييييييم (2)

استكمالا للصفات التي تميز النظام الذي نطالب بإسقاطه .. و كما قلنا فالنظام لم يكن في مبارك و عائلته أو العادلي أو أي من الفاسدين المفسدين الآخرين فحسب ، لكن في مجموعة من الصفات و الأفكار و الأقوال و الأفعال ، و اللي ممكن جدا تكون متواجدة في أي حد فينا شخصيا كأفراد من غير ما ناخد بالنا :

19 - الشعور بعدم الاستحقاق

( احنا ما نستهلش الراجل ده.. الراجل كويس و احنا ما نستهلش ) : سواء كان مبارك أو سليمان أو شفيق أو غيرهم ، فالأسماء تتغير ، و لا تزال الجملة تتردد هنا و هناك ...

( احنا مش من حقنا نغير حد، ربنا بيعمل كده فينا من ظلمنا ، و بيولي علينا اللي نستحقه، و لو إحنا كنا كويسين كانوا حكامنا همه كمان بقوا كويسين لوحدهم )

( احنا شعب فرعون ، هوه حد كان يقدر يعمل عشر ده قبل كده، و مع ذلك ما بيحمدوش ربنا )

إلخ الجمل التي أسمعها يوميا ....

و هذا جزء أساسي من النظام القديم ( و الذي نجح في التسلل داخلنا كمجتمع أيضا ، فصار من الطبيعي جدا أن نسمع جملا مشابهه بين الآباء و الأبناء:

(
انتا فاكر نفسك حاجة ؟ )

( انتا متفرعن كده على إيه؟ انتا ما تستهلش )

( انتا ما بتفهمش و ما لكش قيمة )

( انتا آخرك الصياعة و قعدة الكمبيوتر )

إلخ الجمل الرائعة التي كثيرا ما ترددت في البيوت المصرية ما قبل ثورة 25 يناير ، و التي بدأت في الانحسار نوعا ، مع تكرر الاعتراف :
( الشباب اللي كنا فاكرينه كلنا تافه و مالوش قيمة ، قدر يدافع عننا و عن أمننا لما الشرطة اتخلت عنا )

___________________________
عودة للنقطة الأساسية :

جزء أساسي من النظام القديم إنك تحس إنك ما تستهلش أو إنك تحسس اللي قدامك إنه ما يستهلش ... بكده أصلا أكنك بتقول إنك مش إنسان .. لأن الفرق الحقيقي بين الإنسان و الحيوان أو الجماد إن الإنسان يقدر يحلم و يبقى عنده طموح ، و إنه يحاول يوصل لطموحه ده و يحس إنه من حقه ... و لولا ده ما كانتش البشرية اتقدمت ، و كان زمانا إما لسه عايشين في الكهف ، أو كنا عايشين عبيد لشخص متسلط ...

النظام الجديد بيقول :
كل واحد فينا له قيمة ، و من حقه معاملة كويسة و من حقه عيشة كريمة و من حقه إنه يعين أو يعزل الشخص اللي يراعي مصالحه كمواطن ...
ده لو حد فينا جاب سباك عشان يصلحله حنفية و ما عرفش ، بيغيره و يجيب غيره ، ايش حال الناس اللي المفروض جايبينها عشان تصلح مسارات عيشتنا و بندفع لها فلوس من ضرايب مرتباتنا ؟

و فعلا ربنا كان بيعمل كده فينا من ظلمنا ، و كان ظلمنا الأساسي لنفسنا إننا ساكتين على حاكم ، مش ظالم بس ... ده فااسد كمان ..




20 - تلعن الظلام و لا تتحرك لإضاءة شمعة

أساسي طبعا ..

تتعصب و تصرخ و تشتم و تهاجم أو تعيش دور اليائس المحبط اللي شايف إن مافيش أمل ، و شايف الخراب و الفوضى و الضياع جايين لا محالة .... و إن أي حاجة بتحصل هي من سيء لأسوأ ... و إن أي حاجة بتفوت من إيدين اللحظة عاوز تتمسك بيها و تندد بضياعها ... إلى آخر الآداء الميلودرامي ده ..

النظام الجديد بيقول :

إنك لو ليك وجهة نظر شايفها أكثر صوابا من اللي بيطرح على مجرى الأحداث دلوقتي ، فببساطة تحاول تِفَعَّلها ... تحاول تشوف أساليب عشان توصلها ، تدور على حلول للمشاكل ، و تبدأ تعبر عنها بقوة و موضوعية و أفكار محددة بعيدة عن جو نذارات الشؤم الشكسبيرية للساحرات اللي كان بيحطهم في مسرحياته ..

النظام الجديد بيقول:
( لا تبك على اللبن المسكوب)

يعني لازم تبدأ تتعامل مع المعطيات الجديدة اللي بيقدمها الواقع و الأحداث دلوقتي ، و تبدأ تبني عليها عشان تشارك في صنع اللحظة اللي جاية ...
عاوز تبكي و تصوت على اللحظة اللي لسه فايته منك حالا .. اتفضل .. بس لاحظ إنك هاتفضل تبكي و تندم كده على طول ، و بشكل أسرع .. عشان الأحداث بتتسارع ...



21- النفسنة و الحقد

خصوصا قدام الناس اللي عارفة هيه عاوزة ايه ، و بتطالب بحقوقها ، و بتاخدها .....

و كنتيجة طبيعية جداا لكونك شايف إنك ما تستحقش ... و كنتيجة طبيعية لكونك ما بتتحركش و فضلت إنك تكون بره الصورة و تشتم و تهلل من بعيد لبعيد ... فالطبيعي إن اللي شايف إنه يستحق و بيطالب بحقه و يتحرك عشان ياخده إن هوه اللي يبقى واضح في الصورة، و هوه اللي مطالبه بتتحقق و هوه اللي له إرادة و بيستخدمها ...

و رد الفعل بعد كده يكون بإنك تحس إنك متضايق منه ، و شايف إنه ديكتاتور ، و شايف إن بقى له كلمة مسموعة ، و حاسس بسخط شديد ناحيته ... و هاتبدأ تتحرك فعلا ... بس مش هاتتحرك لأنك شايف إن ليك مطالب عاوزها تتحقق بالفعل ... لأ .. ببساطة هاتتحول لما يطلق عليه من زمان (حزب أعداء النجاح) ... و هاتتحول لمجرد رقصة على طبلة الناس اللي بدأت تعاديها دي ... و مجرد رد فعل عبيط ضد أفعالهم الأصيلة ... يعني لما همه يقولوا آه تقول انتا لأ و خلاص ، و العكس صحيح .... أو تنادي بإن ماحدش يسمع كلامهم ، أو إن مش من حقهم إنهم يتكلموا .. إلخ ..

و بدل ما تدور إنك تعبر عن وجهة نظرك .. و تطالب بحقوقك ... و تركز على الأفكار اللي شايفها صح ... هاتتحول لمجرد إنك تبقى حجرة في طريق الآخرين – هايعدوها هايعدوها – و أفكارك مهما كانت مهمة أو كويسة هاترميها بإيدك لمزبلة النسيان ، و حقوقك لو خدت منها حاجة ، فهايبقى نتيجة لمساعي الناس اللي انتا عادتها و وقفت في طريقها ، مش نتيجة لحركتك أو مساعيك انتا ... لأن حركتك كانت في سكة (العرقلة) مش سكة إن يكون لك رأي موضوعي و تعبر عنه و تحاول تطبقه ...


( نقطتين مهمين ضافهم أحمد منير في تعليقه على الجزء الأول :

22- عقلية ( أنا عبد المأمور )
و اللي معناها تأكيد على عدم تحمل المسؤلية عن أي فعل أو كلام من ناحية .... و الناحية التانية تأكيد على الولاء للأشخاص ، مش للحق و الواجب و العدل و الخير و ما هو صحيح ...

@ Ahmed Moneer
( سمة عدم تحمل المسؤلية كنت بأحسها ف كلمة أي وزير "وبناء على تعليمات رئيس الجمهورية" ، و كأن سيادته مالوش أي لزمة، حتى حبيب العادلي بيقول دلوقتي "أنا كنت بأنفذ تعليمات" ، كمان بفكر فيها لما أفكر ف موضوع خيانة الشرطة، هل الناس دي مكانتش تقدر ترفض التعليمات لو التعليمات دي بتخالف وطنيتك و واجبك.. ؟؟ )

النظام الجديد بيؤكد:
كل شخص مسؤل عن تصرفاته و أفعاله و قراراته ، و خصوصا لو هوه في موقع مسؤلية أو في عمل يؤثر على الشعب و المواطن ...
كل واحد فاهم طبيعة شغله عاملة ازاي و القوانين اللي بتحكمها ، و المهام و الواجبات اللي عليه و نطاق مسؤلياته ، و حقوقه و واجباته .. و بيتعامل على الأساس ده ... و لو خالف ده أي مسؤل أكبر منه ، فمن حقه ، بل من واجبه إنه يرفض الانصياع لأوامره ، و يبدأ في الإبلاغ عنه كمان و استئصال فساده ...



23- (" ثقافة الحــُرُكـْـرُك " أو اللعب ف الوقت الضايع ( الكلام كاملا للصديق أحمد منير )

( و دي كنا بنتسم بيها برضة مسؤلين و شعب، يعني عندك حسني مرضيش أبدا يتنحى غير ف الوقت الضايع، و شفيق مرضيش يستقيل غير ف الوقت الضايع ، و أي موظف حكومي تروحي تقضي مصلحة عنده ميقضيهاش غير في الوقت الضايع .. حتى المنتخب الوطني بتاعنا مكانش بيلعب بحماس و بجدية غير ف الوقت الضايع... إحنا كمشجعين للمنتخب ده، كان حماسنا و تشجيعنا قوي بيزيد ف الوقت الضايع و كنا دايما حاسين ان الهدف هيجي ف آخر عشر ثواني ، مش تفاؤلا و ثقافة ايجابية و لا أي حاجة ، لا ده عشان احنا متشبعين بثقافة الحركرك .. الطلبة ما بتذاكرش غير ف الوقت الضايع، و المدرسين ما بيشرحوش غير ف الوقت الضايع، و الموظفين ما بيشتغلوض غير ف الوقت الضايع .

لكن المفروض النظام الحالي نتعلم معاه نشتغل دقيقة بدقيقة و نعمل أعمال دلوقتي دلوقتي ، و نخطط ليها من إمبارح و نقدر يعني ايه قيمة إنك تشتغل بارتياح و تنجز عملك ف جو هادي مش بضغوط تخليك تعمل شغلك أي حاجة لمجرد انك تكون عملته. )


لقراءة (انسف نظامك القديم 1) :
http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150099375598568

( أي حد عنده إضافات يضيفها ياريت )

ليست هناك تعليقات: