* أحيانا .. يستخفني الحنين فأغني أغنيات لا يجمع بينها سوى انتمائها لفترة زمنية معينة ... فترة التسعينات تحديدا ، خصوصا بعد الخروج من حالة مزاجية أو اكتئابية سيئة ..
فالأغاني غالبا مبهجة و بها شيء من سمو مفتقد ..
ربما أبدأها بأغاني الأطفال ، أو أغاني عمر دياب و سميرة سعيد و راغب علامة التي ظهرت في تلك الفترة، أو كل الأغاني التي تحتوي على كلمة "اسكندرية" أو "شط " أو بحر" فيها ..
إلا أني اليوم و أنا أغني صباحا - مع شدة استغراب إحدى رفيقات السكن- اكتشفت أن أغنيات الأطفال التي ظهرت وقت أن كنا في الابتدائية و الاعدادية على إعجابي بها في وقتها ، و على إعجابي بها حتى الآن ..
إلا أني فجأة وجدتني أجد بعضها مثالية أكثر من اللازم و تحصر الطفل في إطار كل ما به هو التعليمات و قواعد
مثلا ، كانت من أغاني المفضلة :
" أنا لما بأحب أتسلى، ما أحبش أقزز لب، أنا عندي أقرا مجلة أو أرسم زي ما أحب ، مهما تكون الأسباب مش ممكن هبقى وحيدة، أنا أصلي مصاحبة كتاب و حبيبتي رياضة مفيدة"
جميل جميل .. لكني فجأة و أنا أغنيها اليوم شعرت أن الطفلة التي تغني هذه الأغنية ( على الرغم من حيلتها النفسية لإعلاء حاجتها للتواصل و التفاعل) .. إلا أنها غير سوية ... و تشعر بوحدة و انقطاع لتواصل البشري بينها و بين الآخرين لتحصر كل اهتماماتها و احتياجاتها في الأشياء و القراءة و الرياضة و الموسيقى .. إلخ .. دون أصحاب أو أصدقاء .. و ربما دون أهل مهتمون و متفاعلون ..
"أنا بنت حلوة و اسمي بوسي ، في الفصل شاطرة بأحفظ دروسي ، نبيهة جدا و شاطرة جدا و عمري ما آخد درس خصوصي "
"بأحب أبلة و كمان زمايلي ، و أسمع كلام الكبار تملي" و آخد فطوري ، ده شيء ضروري، و زي ماما بأصوم و أصلي "
مثالي و رائع ... و هذا هو ما يتمنى الكبار الحصول عليه من أبنائهم ، لذا وضع كاتب الأغنية - الذي هو بالضرورة من الكبار - تصوراته المثالية للطفلة المثالية التي تستحق شرف أن تكون ابنة للإحدهم على لسان "بوسي " هانم ..
و على إعجابي بالأغنية أيضا - ربما لأنها ترضي نوازع مثالية داخلي أنا أيضا - إلا أني أتوقف بشدة أمام :
"و أسمع كلام الكبار تملي "
باعتبارهم يعني الآلهة الذين لا يرتكبون الأخطاء ؟ و (تملي) دي بتلغي في ثانية أصلا أي تفرد أو رأي ليها ، فكل وظيفتها هي (سماع الكلام ) (تملي)
( و زي ماما ) أفعل و أفعل .. بصرف النظر عن كينونة الفعل ..
فهي اليوم زي ماما تصوم و تصلي ، و ربما غدا زي بابا بأشرب سجاير ، و ربما بعد غد زي أي حد بيعمل أي حاجة من باب (المثلية ) ...
( و هذه في ذاتها مشكلة ، منذ فترة و هناك فكرة تلح علي مفادها أنه إن كانت المثلية الجنسية منبوذة في مجتمعنا ، فمجتمعنا ينوء بما هو ألعن ، فمجتمعنا يعاني من (مثلية فكرية و سلوكية))
و خطرت على بالي فكرة ... لماذا لا يكتب أحدهم أغاني أو أشعارا للأطفال يتقمص فيها لسان حال الطفل .. يعبر عنه ، عن مشكلاته التي قد تكون بسيطة جدا مثل عدم اهتمام أحد والديه به، مثل توقعات الأكبر منه التي ربما تكون أكبر من قدراته ، مثل ما هو مطلوب منه من سلوكيات مثالية تناقضها سلوكيات القائمين على أمره و موجهيه أنفسهم ...
و للأسف ليس لي في كتابة الشعر أو الأغنيات ..
فهل من متطوع أو متطوعة ؟ :)
هناك تعليقان (2):
فكرتينى بالبنت الغلسه اللى مابتحبش تقزقز لب دى !
رغم إن شكل البنت لذيذ وملامحها جميله إلا إنى كنت باستغلسها قوى علشان كانت بتطلع فى كل الإعلانات وكل أغانى الأطفال وكل ماأفتح التليفزيون ألاقيها :(
ليو :)
تصدق يا أخي كل ما أدخل - كل فين و فين- و أبص و ألاقي كومنت منك بأفرح، و بأستعيد لحظات الابتهاج القديمة بالبلوج ... و بهجة الكتابة نفسها :)
نفسي نرجع ندون تاني .. الله يلعن الفايس بوك :(
إرسال تعليق