كان فيه حد بيقول زمان إن "الطبقة المتوسطة" هيه "صمام الأمان " في أي مجتمع .. و وجودها هو اللي بيحفظ للمجتمع تماسكه ..
أنا مصدقة في ده أنا كمان ، بس كنت بأستغرب قوي لما خلال ال 10 سنين اللي فاتوا كنت أسمع جملة " تضاؤل الطبقة المتوسطة" و أنها توشك على الاختفاء بعد زيادة معدلات الفقر ...
و كنت بأبص حواليا و ألاقي أصلا إن اللي بيرددوا الكلام ده نفسهم من الطبقة دي .. زي ما أنا و أهلي و جيراني و زمايلي في المدرسة و معظم الناس حواليا و اللي بشوفهم في الشارع كل يوم من الطبقة دي ...
أمال إيه بقى موضوع "الطبقة المتوسطة الآخذة في الاختفاء " دي ؟
بس اللي أدركته النهارده الصبح و أنا بأبص على إعلان لأحد أفلام "السبكي" .. إن "قيم الطبقة المتوسطة" هي الآخذة في الاختفاء
إن بعد ما كانت "الطبقة المتوسطة" هي الطبقة معقل القيمة : قيمة الأخلاق ، الاحترام، الجدية، العمل ، الطموح، الأسرة، الترابط ... إلخ و
القيم اللي كانت بتخاف منها الطبقة "الثرية" أو بتقدرها و ساعات ما بتعرفش تحتفظ بيها ...و كانت بتحاول الطبقة الدنيا
إنها توصل للقيم دي أو ع الأقل بتديها احترامها و تقديرها
لكن اللي حصل خلال العشرة 15 سنة اللي فاتوا إن الإعلام و الدراما عكسوا الآية جدااا .. فبدأوا يصدروا أمراض و أزمات الطبقة الثرية و الطبقة الدنيا بثقافتهم و مشكلاتهم للطبقة المتوسطة ، فحصل تآكل لقيمها ...
و تصدر "الليمبي" الصورة ليبدأ في محاكاته و محاكاة طبقته أبناء الطبقة المتوسطة ، و ليصير بطلا ، ثم لتتصدر الفيلل و حمامات السباحة و الفساد و الانحلال الصورة ليصبحوا التيمة الأساسية في المسلسلات
كنت بأقول لزميلتي في المكتب إن "الليمبي" علامة فارقة .. افتكرتني بأتريق .. بس فعلا هوه علامة فارقة في بداية اختلاف الجو العام في المجتمع المصري
فيلم الليمبي بيهاجم بشراسة أصلا قيم الطبقة المتوسطة و يؤرخ لانهيارها ... و لسيادة قيم الطبقة الدنيا بدلا عنها إضافة لقيم أخرى من الطبقة الثرية ..
الطبقة المتوسطة كانت ممثلة في شخصية المدرس اللي كان بيستمع لعبد الحليم حافظ و يريد زواجا بـ "نوسة" اللي اتجوزها الليمبي
.. ذلك الدور الذي كان يقوم به الممثل "حجاج عبد العظيم"
برضه "الراقصة المثقفة" اللي كانت بترقص رقص تعبيري اللي عملتها "نشوى مصطفى" جزء من التقبل "الثقافي " للطبقة المتوسطة ، حتى لغير المتفاعلين فنيا مع رقص الباليه أو الرقص التعبيري ، إلخ .. لكنه كان محل "تقبل" و "قبول" من الطبقة المتوسطة و محل "احترام" أيضا، حتى لو لم يكن "محل فهم"
مش عارفة مين اللي قاد التحول ؟ هل الدراما و كتباها همه اللي نشروا ثقافتي الطبقة الدنيا و الطبقة الثرية ليتبناها أبناء الطبقة المتوسطة - الذين يشكلون فعلا أغلبية المجتمع المصري - و يتقبلونها و يتعاملون بها أيضا بعد أن كانت محل استهجانهم في فترة من الفترات ؟
أم أن التغير انتشر في المجتمع و تبناه الإعلام و الدراما ؟
أعتقد في الأولى، كما أعتقد أن بالفعل تأثير الدراما أكثر بكثيير مما نتخيل .. و أتعجب لكتابها : هؤلاء الذين أعتقد انتمائهم أصلا - أو معظمهم على الأقل - للطبقة المتوسطة ... لماذا تخلوا عن طبقتهم و صدروا لنا ما صار الآن تدهورا في المجتمع ككل ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق