* معظم ما قرأت يقع في حيز "العادي" "المعقول" "المقبول" ، و الكثير منهم وقع تماما من ذاكرتي لذلك فلا أذكر منه شيئا إلا لماما ، و لا أذكر له تأثيرا أيضا !! …
و القليل هو ما يعد جيدا جدا ، و قليل آخر سيء للغاية …
* أفضل ما قرأت خلال العام :
1- كتاب "كيف تكتب مسرحية" تأليف لاجوس آجري
و على الرغم من أن هذه هي القراءة الثانية لهذا الكتاب ، إلا أنها كانت مفيدة جدااا خصوصا على مستوى التطبيق و الاستعانة ببعض ملاحظات الكتاب في تعديل ما أكتب من نص مسرحي
2- النص المسرحي "أبو الغرائب في بلاد العجائب" تأليف عبد الكريم برشيد
و هذه هي المرة الثانية لي التي ألتقي فيها عبد الكريم برشيد في هذا النص المسرحي ، بعد أن صادفته في عرض مسرحي عن مسرحية أخرى له و هي "اسمع يا عبد السميع" إخراج مصطفى خاطر – و لهذا حديث آخر –
ما أعجبني هو أولا ذلك الخط المتميز و الروح الواحدة أو "البصمة" التي تجدها في أعماله ... استدعيت "اسمع يا عبد السميع " بسهولة من خلال "أبو الغرائب" ...
ثانيا : الشغف المكتوب به العمل الممزوج بشجن مؤثر في الروح مع شخصيتيه الرئيسيتين "أبو الغرائب" و "نجمة" ... النص صادق و مؤثر شعوريا ، و هذا ما جعله من أفضل ما قرأت هذا العام: النفحة الشعورية التي يهبها لقارئه ، لا السفسطة في السياسة و لا استعراض وجهات نظر عظيمة و لا التفلسف ... كل شيء تستقبله شعوريا من خلال الشخصيات و حركتها و ما تمر به ، ثم يأتي بعد ذلك أي شيء آخر ...
3- كتاب "الديوان في الأدب و النقد" تأليف عباس محمود العقاد و إبراهيم عبد القادر المازني - النصف الأول الذي كتبه العقاد
مكتوب ببصيرة كبيرة و موضوعية في معظم أجزاءه ، و قبل كل هذا : بشجاعة حقيقية ، و خفة دم أحيانا و سخرية لاذعة أحيانا أخرى ، كما أنه يناقش قضايا أدبية – بل و مجتمعية أيضا - مهمة خلال تعرضه لشعر أحمد شوقي بالنقد ، و يصدق كلامه عن شوقي على كثير من الأمثلة الأخرى في عصرنا الحاضر ... هو متجاوز للزمن بصراحة !
* نصوص جيدة – فوق المقبول قليلا :
1- مسرحية "رحلة في جلد ثور: مأساة مهرج ملك" تأليف أحمد سامي خاطر
2- مسرحية "ميراث الدم أو أرض لن تنبت الزهور " تأليف مجدي الحمزاوي
أولا أحب جدا فكرة : الكتابة على الكتابة … أو استكمال خط ما في كتابة سابقة أو معارضته أو التفاعل معه … و هذا ما كان في هذه المسرحية التي تعد – بشكل ما – استكمالا لنص "ل أرض لا تنبت الزهور " للكاتب محمود دياب
ثانيا : كانت الكتابة نفسها جيدة و البناء الدرامي جيد
لا أتذكر الآن ما الذي لا يجعل هذا النص من أفضل ما قرأت هذا العام، لكن هناك ملاحظات ما في تكوين بعض الشخصيات ربما أو في النهاية ربما رجعت بالنص قليلا ، أتذكر انطباعي و لا أتذكر الملاحظات للأسف الآن .. ربما في وقت لاحق
3- لم يمت كاليجولا تأليف عبد الرحمن مجدي
ينطبق عليها ما قلته منذ قليل عن "ميراث الدم" … و الأكثر: تطوير الكاتب (الشاب) لبعض الشخصيات الهامشية جدا في "كاليجولا" ألبير كامو لتتصدر الصورة تماما … و أعتقد أني ربما أكون استمتعت بهذا النص أكثر من نص كامو الأصلي نفسه !
4- النص المسرحي "أحلام مؤجلة" تأليف ناصر العزبي
5- رواية "استقالة ملك الموت" تأليف صفاء النجار
فكرتها جديدة و هناك أجزاء منها مكتوبة بحرفية عالية جدا ، لكني أعتقد أن الكاتبة لم تنتظر على "نضوج" الرواية الوقت الكافي .. أعتقد أنها كانت تحتاج لمزيد من البناء … هناك شيئا ما ينقصها
6- "كاليجولا" تأليف ألبير كامو
7- "يقرؤنني أرقص" تأليف سماح الجوهري
نص غاية في الرهافة و الذكاء … خصوصا مع عمله على شخصيتين أدبيتين كمي زيادة و خليل جبران … لغته عالية جدا .. لكن هناك شيء ما – ضئيل - تحتاج الكاتبة للعمل عليه في البناء …
8-parts from Paradise Lost written by Milton & commentary upon it.
كانت مثيرة للتفكير جدا تلك الأجزاء التي وقعت تحت يدي من "الفردوس المفقود" لـ ملتون ، و التعليق النقدي المصاحب لها ...
و ربما كان النقد المكتوب عن النص أكثر أهمية من النص نفسه – الصعب جدا في قرائته حتى للإنجليز الأصليين أنفسهم!
9- "أسطورة أغنية الموت" – س ما وراء الطبيعة – تأليف خالد أحمد توفيق
ممتعة كعادة كتابات توفيق و كعادة السلسلة ، و أفضل ما يعجبني في كتاباته هو "تمصير " الأجواء و اختلاط أجواء مصرية صميمة بوقائع عالمية و أخرى علمية ... صدق كبير في الكتابة و التكوين
10- مونودراما "ليلة صلاة الملاك الساقط" تأليف عصام عبد العزيز
مكتوبة بطريقة جيدة في تتبع نفسية "الشيطان" بعد طرده من الجنة ، لكنها تحتاج تكثيفا و حذفا لبعض الأجزاء التي تبدو و كأن الكاتب يدور فيها حول نفسه ... لو أعاد كاتبها النظر فيها لازداد النص كثيرا
11- النص المسرحي "عطش الزهور" تأليف أحمد الأبلج
نص اجتماعي كوميدي جيد ، لكن من أهم عيوبه أولا اسمه الذي يصد أي شخص عن قراءته ، و ثانيا النهاية جاءت سريعة و مفتعلة و من خارج قماشة النص الجيدة جدا
12- كتاب "ابتسم يا عزيزي ..كلنا بؤساء" تأليف محمود الدسوقي
فكرة الكتاب لذيذة في تجميع شبه تاريخي شبه اجتماعي شبه نفسي لما يؤرق البشرية بوجه عام و يمنحها صفة البؤس … سواء في التاريخ الطويل المليء بالحروب و المجاعات و الكوارث الطبيعية و المشكلات البيئية أو بنسب الفقر حول العالم أو المشكلات النفسية المنتشرة بين الجميع أو التحيزات التي تخضع لها بعض الفئات في العالم أو المشكلات الروحية التي تعصف بالإنسان و المشكلات الوجودية التي يمر بها و هو يحاول إيجادا لسبب وجوده أو لاستمراريته في الكون …. دراما واقعية جدا يتتبعها الكاتب من ثنايا الواقع بحقائق و أرقام … و لا يخلو كذلك من بعض الأمل الضروري للاستمرار خصوصا إذا ما كان الجميع – بلا استثناء – في الهم شركاء !
13- المتجردة تأليف مصطفى نصر
اشتغالة على واقعة تاريخية – لم أكن أعرف أنا شخصيا عنها شيئا – كان جيدا … لكن هناك شيء ما ينقص النص خصوصا في النهاية ..
14- مسرحية "الإسكافي عصفور" – مسرحية أطفال- تأليف مجدي مرعي
يستطيع المرء أن يقول بأريحية أن هناك كتاب أطفال جيدين للمسرح !
15- "البحث عن سعيد أبو العلا"
– و إن كانت مباشرة و سطحية قليلا لكنها مكتوبة بشكل جيد ، و ربما هذا ما جعلها الأولى في مسابقة المركز القومي للمسرح
* أسوأ ما قرأت :
1- كتاب "الفراشة" تأليف بروين حبيب
و المفترض أن هذا الغثاء شعرا !!! في حين أني لم أجد شيئا من الشعر فيه !
أحب جدا شعر التفعيلة ، و أحب شعر النثر و أعترف به ، لكن ما قرأت لم يكن شعرا بأي حال من الأحوال ، و لا ينتمي لأي شيء يمكن أن يُقرأ – فيما عدا صفحة أو اثنتان بالكثير من الكتاب –
و أعتقد أن هذا نُشر من أجل السيرة الذاتية المملوءة للكاتبة – الإعلامية الباحثة الدكتورة – إلخ ... الست ليها أنشطة كتير و تواجد لافت في الأوساط الأدبية ، و خدت لها كام جايزة منهم جوايز عالمية .. لطيف جدا ، لكن هذا لا يعني بالضرورة كونها شاعرة جيدة أو كون هذا الكتاب جيدا !
بس على ما يبدو فعلا إن بعض الناس ظروفها بتصنع منها "أصنام" – بتعبير العقاد و المازني – مما يعطيها جواز المرور لأي مرفأ تريد !
2- النصان المسرحيان: "دوام الحال من المحال" و "الذهب و المرجان و المال" تأليف النيجيرية إيريني سالامي ترجمة عبد السلام إبراهيم
نصان في منتهى السوء .. هما أقرب لقصص الأطفال – الساذجة المعتقدة بسذاجة الأطفال – منها لنصوص مسرحية ، و الأكثر أن النص الثاني منها "الذهب و المرجان و المال" يأخذ حدوتة "مسرحية الملك لير" الموجودة في مشهدها الأول و يصنع منها مادته التي لا تسمن و لا تغني من جوع
3- كتاب "الديوان في الأدب و النقد" تأليف عباس محمود العقاد و إبراهيم عبد القادر المازني – النصف الثاني تأليف إبراهيم المازني
كتاب "الديوان" كله لا يخلو من تحيز ... لكن نصفه الأول الذي كتبه العقاد مكتوب في بعض أجزاءه بكثير من الموضوعية و البصيرة التي يفتقد إليها الجزء الثاني الذي كتبه المازني ...
فما كتبه المازني كان شخصيا ، و وضيعا أيضا في كثير منه ، و خرج انتقاده لعبد الرحمن شكري من حيز تناول عمله بالنقد إلى تناوله هو شخصيا بالانتقاد و الاتهام و التجريح و السخرية ، بل و "الشتيمة " المباشرة في كثير من الأحيان ! أحنقني كثيرا الجزء الثاني من الكتاب – عكس الجزء الأول الذي كنت أقرأه مستمتعة و مستفيدة - ... و أشفقت على "شكري" كثيرا خاصة بعدما علمت بأن أثر هجوم "المازني " عليه أن مات "شكري" مشلولا و وحيدا ...
* خالف توقعاتي :
1- كنت أهتم سابقا بالمسرحيات المترجمة ظنا مني أنها أفضل من النصوص المصرية و العربية ، لكن من قراءات هذا العام اكتشفت أن هناك من النصوص التي مؤلفيها مصريين أو عرب أقوى كثيرا من بعض النصوص المترجمة … باختصار : الأدب مثله مثل أي شيء في الحياة في أي مكان: كل بلد بها مؤلفين جيدين و آخرين سيئين ، و كل مؤلف له نصوص جيدة و أخرى سيئة أو ضعيفة حتى تلك الأسماء المشهورة جدا و العالمية … لا أحد فوق مستوى النقد و التذوق الشخصي .. هذه هي طبيعة الأمر .
2- رواية "الأنساب المختارة" لـ جوتة ، و رواية "إبراهيم الثاني " لإبراهيم عبد القادر المازني استكملتا تحطيما داخليا داخلي لـ "أصنام" الأسماء الكبيرة المشهورة المهمة في تاريخ الأدب … لم تكونا روايتين سيئتين ، لكنهما لم تكونا على مستوى الاسمين !
بالطبع هذا يرجع للفترة التي ظهرا فيها و كونهما رائدين بشكل ما في مجالهما .. إلخ ، لكن ليس كل ما كان عظيما في وقت ما يبقى عظيما على الزمن إلا بعض النوادر … لذا بعض الكلاسيكيات لم تعد تصلح للقراءة حقا إلا لدارسي الأدب و تطوره فحسب
3- مسرحية "رحلة في جلد ثور: مأساة مهرج ملك" تأليف أحمد سامي خاطر
الكتاب أهداه لي المؤلف – و هو مدير قصر ثقافة الزقازيق - .. بصراحة شديدة: توقعت في البداية أن يكون النص ركيكا أو سيئا ، لأنه داخلني شك في أن تكون الواسطة قد لعبت لعبتها في نشره للمسرحية باعتباره مديرا لقصر الثقافة و كون الناشر هو هيئة قصور الثقافة فرع شرق الدلتا ….
و أنا ضد أن يقدم أي مسؤل عملا إبداعيا من خلال المكان الذي يتولى مسؤلية إدارته أو يكون قياديا فيه ، و ذلك لأنه يشوبه فكرة "استغلال منصبه" ، و فكرة "أن النص ما نشره هو مركز صاحبه لا جودته هو نفسه" ، و ربما حجب فرصة عن أحد الذين كان يجب له تقديم الخدمة لهم ، لا انتفاعه هو الشخصي بها …
و للأسف هذا هو الطبيعي الذي يحدث أصلا في كل مؤسسات الدولة !
فما علينا … نعود للنقطة الأساسية و هي جودة النص … فاجئني هذا النص مفاجأة جيدة جدا عندما وجدته نصا جيدا في لغته ، في أدواته ، في بناء شخصياته ، في الافتراضية المدهشة التي يبتديء بها … ما أقصاه عن أن يكون أفضل ما قرأت هذا العام هو آخر جزء فيه .. الكاتب لم يصبر حتى النهاية في وضع نهاية من روح النص و قماشته و أنهاه بطريقة من يريد تخلصا من الكتابة و انتهاء صبره عليها – أعرف هذا لأني جربته - : ) لكن النص من النصوص القليلة الجيدة التي قرأها المرء بشكل عام
4- النص المسرحي "عطش الزهور" تأليف أحمد الأبلج
لأن اسمه ينبيء بنص ممل جدا عكس طبيعة النص الجيدة المليئة حيوية و كوميديا
5- كتاب "الديوان في الأدب و النقد" تأليف عباس محمود العقاد و إبراهيم عبد القادر المازني
كنت أعتقده مملا من اسمه الرصين و اسما مؤلفيه الثقيلين ...و ما يوحيه الاسم من أني سأقرأ كتابا نظريا ، إلا أن الكتاب كان في غاية الإمتاع و منحني الكثير من الدهشة أيضا ، كما ولد لديّ الكثير من المشاعر أثناء قراءته و بعدها – و كأني أقرأ نصا أدبيا -