بسم الله الرحمن الرحيم
"قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ
كانت الحيرة و الدهشة و عدم الفهم يتلبساني كلما سمعت هذه الآية ، و كان السؤال يتجول في أنحاء عقلي دونما إجابة :
" هوه مش المفروض الواحد يؤمن الأول بعدين يُسلِم؟" / " ازاي الإيمان يتحط بعد الإسلام ، خصوصا و إن الكلام هنا عن ناس لسه بتدخل في الدين جديد ، مش اتولدوا لقوا نفسهم مسلمين؟" / " يعني المنطقي ... لو اني مش مسلمة و باتعرف ع الدين ده جديد ... هأشوف هوه بيدعوا لايه ، و أشوف ف البداية إن كنت هأؤمن بالإله ده و لا لأ ، بعد كده أقرر إن كنت أسلم و لا لأ "
و في مناقشة محتدة عنيفة حول معنى إيماننا بالأشياء أو المعتقدات ؛ و أن الاعجاب العقلي بشيء ما و تقديره نظريا ليس إيمانا ، لأن الايمان محور حياة يجعل الانسان ينظر لها من خلاله....... فهمت أخيرا ما لم أكن أفهمه من قبل
فغالبا ، الاسلام لدين ما- ( و دعونا نتحدث هنا عن الاسلام كمعنى مجرد بعيدا عن كون الكلمة اسما لدين )- أو لمعتقدٍ ما يكون تاليا بالفعل لذلك الاعجاب العقلي النظري لهذا الدين أو المعتقد ... حيث يبدأ الانسان في تسليم قياده لما يظنه " عقليا " جيدا و ذا قيمة ، و يتتبع التعليمات المذكورة في " دليل الاستخدام " المرفق بهذا الدين أو المعتقد ... ثم ... ينبع الايمان الحق بأن حياته لا يمكن لها أن تسير دون خلل بغير هذا الدين
و يكون الايمان إدمان ... لا تستطيع أن تنظر لأي شيء في الحياة إلا من خلاله أولا ... مقايسك القيمية في رؤيتك للحياة ، الأشياء ، البشر ، اللحظات التي تمضي ، أفعالك ، كلماتك ، أفكارك ، مخططاتك للأيام القادمة ، نظرتك لما ولّى من أيام ، و كل و أي شيء ... تنبع منه
أن تؤمن ... هو أن تكون أنت دليلا متحركا لما تؤمن به
أن تؤمن ... أن تحب ... أن تثق ... هو أن يكون معتقدك هو دليلك الأساسي و الجذري لكل و أي شيء
الايمان نتيجة مش بداية
هذا الكلام أعتقده يُطبق على كل شيء : إيماننا بالله ، بالدين ، بأنفسنا ، بقدراتنا و مواهبنا ، بأحلامنا ، بمباديء و مُثل معينة
الله يجازيكي يا للي في بالي
و اكتشفتُ أني أنا أيضا ضائعة ، و لا أؤمن حقا بشيء ... حتى لو أكننتُ الاعجاب العقلي العميييق لكل شيء كنتُ أظنني مؤمنةَ به!!!!