من العبث حقاً أن تقع أيا ً منكن في وسط الطريق لتنتظر من يساندها
أيتها الفتاة الوحيدة : سأكف لعبا ً لدور الحكيمة ، أو الموجهة الأخلاقية ، أو المصلحة الاجتماعية .... و سأقول لكِ ما أعتقد فيه حقا ..
أيتها الفتاة الوحيدة : لا تنتظري من تعبري الجهة الأخرى في ظله أبدا ً ... لا تنتظري من يمسك بيدكِ أوقات الأزمات و يقبلها قبلة ً خفيفة
أيتها الفتاة الوحيدة : لا تتواطئي ... لا تقبلي بدور شهرزادٍ متسولة تدور على قلوب الآخرين تنتظر منهم عطفا أو اهتماما ... أو تتسول من شهريار ما إبقاءا ً على وجودها في ذاكرته ... حكاياتها ؟ ليست ثمنا لشيء .... فحكاياتها لا تصلح ثمنا ً لشيء ... إلا لحياةٍ تأخذ هي فيها دور البطولة ، و تتضاءل فيها هامات الآخرين التي يضخمها خيالها
أيتها الفتاة الوحيدة : اتركي كفة الميزان و اقفزي من كل ما لم يتزن من معادلات ... اتركي كل الأشباه التي تصيرين فيها شبها ً باهتا ً لشيءٍ ما ، أو يصير فيها آخر شبها ً باهتا ً لشيءٍ ما ... عليكي فقط ألا تهتمي ...
لا تهتمي و امضي في طريقٍ خاصٍ بك .. لا تحاولي إصلاحا لماضٍ ليس بيدك أمره ... هي فقط : تلك القوة النائمة في مكان بعيدٍ بداخلك ... هي فقط تلك الملامح التي تشكلين بها وجهك ... هو فقط كل ما تستطيعين منحه لذاتك .. فهي وحدها التي تستحق .
أيتها الفتاة الوحيدة : كل الآخرين حولك سيمتصون حميمية وحدتك للحظات ، و يلفظونها وحدةً متوحشةً شائهة الملامح .. تتضخم و يكبر وحشها في وجودهم الذي تسعين إليه
أيتها الفتاة الوحيدة : غني بصوتٍ عال أغنيات مرحة ... صوتُك سيمنحكِ أمنا ... و اسمحي لكِ بأغنيةٍ شجويةٍ وقت الأصيل ، فقط ... لا تخجلي من دموعك عندها ، هي فقط ستربتُ عليكِ و تمنحكِ مزيدا من القوة
أيتها الفتاة الوحيدة : لا تدعي أحدا يقتحم وحدتك ، أو يستغلها فيمتص رحيقها و يتركها وردة ً مدهوسة
أيتها الفتاة الوحيدة : لا تخجلي من وحدتك ؛ بل ارفعيها شارةً أمامك ، و اشتري كيساً من الحلوى و البنبون و البالونات ... و كلما عضتك الوحدة ابحثي عن طفلةٍ في الطريق ، ربتي عليها و امنحيها حلواكِ .. و إذا ما قررت الوحدة إعتزالك ، فلتستبدلي بالحلوى البالونات ...
أيتها الفتاة الوحيدة : تجملي أمام المرآة ... اذهبي لمصفف الشعر ... اختاري أفضل ملابسك بعناية ... و تأنقي جيدا ... و اخرجي لشراء هدية مفاجئة لكِ : وردة ... كتاب ... عطر ما .... اشتري هديتك بحماس ، و زيدي البائع ابتسامةً فوق الثمن ، و اهمسي لنفسك : كل لحظة و أنا طيبة و قادرة على الامتنان لوجودي ... لوحدتي ... و لهذى الحياة .