الأحد، سبتمبر 13، 2009

إلى حبيبي الذي لم أعرفه بعد 17

عزيزي :

لي أكثر من عشرة أيام و لا يشغل فكري سواك : أين أنت ؟ ماذا تراك تفعل الآن ؟ من الآن أقرب إليك مني ؟ هل هناك ربما أخرى في حياتك الآن؟ هل نتنفس نفس الهواء ؟ أم تراك ببلد آخر ؟
هل تحيا ممارسا ذاتك ؟ أم تراك تخفيها - مثلي - عن الآخرين في زي ٍ لم يعد معبرا عنك ، و عمل آلي تخلع تفردك مختارا ً على أعتابه ، و كذبات صغيرة منسقة بعناية توهم الأهل - على البعد - بأن كل شيء رائع و على ما يرام متحملا ً ما لاختياراتك من مرارة و ضغط وحيدا ، ففي النهاية تبقى اختياراتك أكثر قابلية للتحمل و المعايشة ألف مرة عن خياراتهم للحياة ...
هل ربما الآن تنجذب إلى فتاةٍ ما - لا تعرف عنها شيئا حقا - لتشغل فكرك أكثر من عشرة أيام ، و لا بوصلة لديك تهديك إلى ملامحها : أتكون هي حبيبتك ذاتها ، أم تقارب الشبه و اختلط الأمر على الروح العطشى للوصال ؟
هل تغضب أحيانا مني و تحنق علي ّ - كما أفعل معك - و تقسم أنك ستكف عن الشوق ، الانتظار ، و الأمل كلما تأخر اللقاء ؟
هل يستيقظ بداخلك أحيانا ذلك الرجل البدائي الذي قد ينجذب إلى ( أنثى ) يراها جذابة و قادرة على استفزاز حواسه ؟
أو ذاك الرجل المجتمعي الذي يُقَيِّم فتاة أخرى ، و تبرز له ( صلاحيتها ) و ( استحقاقها ) لإمكانية أن تكون زوجة و أما ً مستقبلية لأولاده ؟
اليوم ... قالت لي زميلتي - و أنا أسند رأسي على كتفها تَعِبة ، و أبوح لها برغبتي في أن أحب ( بقى ) - أن هناك الكثيرون حولنا ... و أن منهم من هم على ( استعداد ) للاقتراب و الاهتمام لأقل إشارة ، أم تراني أجد أن لا أحد منهم يستحق ؟
حبيبي ...
هل يعترف الحب حقا بـ ( الاستحقاق ) ، و ( الجدارة ) ، و كل الكلمات الطنانة الأخرى ؟
قلت لها أن كثيرون ( يستحقون ) الاهتمام ، التقدير ، الاحترام ، و المعاملة الجيدة ...
كثيرون ( يستحقون ) أن تفكر فيهم الفتاة كـ " زوج " مناسب ، أو حتى " مثالي " ... لكن في الحب لا يوجد استحقاق ...
المرء يحب لأنه يحب ، و ليس لأن من يحبه "يستحق " أن يُحب ... فالأمر ببساطة ليس تقييما فوقيا ، أو اختيارا دقيقا للأفضل أو الأصح ...
أنا لم / لا / لن أحبك لأنك الأفضل أو الأذكى أو الأكثر وسامة أو شجاعة أو حكمة أو قوة ... إلخ ...
لكن ، فقط ... لأني أشعر بالتآلف ، السلام ، الأمن ، و التألق و أنا معك ..
بأني ذاتي على سجيتها و عفويتها ، و أنك ذاتك على سجيتها و عفويتها .. بأنه لا حاجة لأحدنا إلى تجمل أو افتعال أو مواراة لأحد ملامحه التي قد يراها غير " جديرة " بالوجود ...
أن كل منا قادر على ممارسة عقلانيته و جنونه ... إتزانه و شطحاته ... قوته و ضعفه في وجود الآخر دون خوف من إصدار الأحكام أو شعور بانتقاص أو ضآلة ...
أن وجودك و قربك حياة تلون الأيام ، تُلبسها المعنى ، و تمنحها الطعم و الرائحة ....
أتعرف ؟
منذ فترة كتبت في يومياتي أن : " هذا العالم ليس عالما ً قديسا ً ليساند المرء و يتفهمه و يحنو عليه ... إنه عالم واقعي و طبيعي جدا : يرحب بك تماما مادمتَ ناجحا ً ، واثقا ، قويا ... و يتجاهلك ببرود أو يلقيك من نافذته بدمٍ أبرد إذا ما بدوت ضعيفا ساذجا أو محتاجا أو متعثرا " ...
و لا أعرف حقا لماذا أعتقد بيقين أن الحب هو الشيء الوحيد المغاير لمقاييس هذا العالم ؟ أنه لا يهمه حقا أيا من هذا ..

حبيبي :
حتى لو كنتَ بعيدا جدا الآن غير قادرة على رؤيتك ... تلمس وجودك .. أو الاستناد على صوتك ... وجودك يمنحني تقديرا للحياة و قدرة على مواصلتها بإمتنان ...
لنا لقاء ..
أنا واثقة .

هناك 4 تعليقات:

كرانيش يقول...

أنا كمان واثقه قوى يا ياسمن
اولا
لو تعرفى قد ايه وحشانى وواحشنى كلامك وواحشنى كلامى معاكى وخروجنا مع بعض ومناقشاتنا ف كل حاجه

ثانيا
انا بحب الرسايل دى قوى يا ياسمين
اكتر مما تخيلى انا حاسه انى انا اللى بقول وانتى اللى بتكتبى حساكى بتكتبى مشاعرى بالظبط ..
وكاننا جميعا قد خلقنا للانتظار
فقط ننتظر الاحداث والاشخاص
فقط نمارس فعل الحنين تجاههم .. وتجاه الماضى الذى ربما يكون عقيما جدا
تبا لذاك الحنين الذى ياخذنا فى الغالب الى مناطق داكنه

وحشانى جدا جدا يا ياسمين
خدى بالك من نفسك قوى يا حبيبتى

كرانيش يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
بنت القمر يقول...

طيب بلاش نتكلم الاسنحقاق والجدارة لان الاستحقاق والجدارة مصطلحات مرتبطة بشكل مطلق بالزواج لانها مؤسسه خاضعه لشروط المجتمع وناموسه
خلينا نتكلم عن الحب الحب مفهوم زي الالوان البوهيميه زي موسيقي الهيبز وهو لا يفضي الي شيئ
باستطاعتك ان تحبي بكل اريحيه جوز خالتك اوجارك المتزوج او زميلك المسيحي او حتي بواب العمارة
حب صامت هادئ سري لطيف
اما اعاده تصنيع الحب وتدويره وتحويله من منتج للاستعمال الشخصي الي منتج مجتمعي فهنا يحدث القفش العظيم
-العلاقه الصحية بين شخصين يجب ان ينتفي فيها عامل الاحتياج _القوة هنا سند لاي علاقه سليمة وصحية لذلك فا بالساس الحب"العاطفي علاقه غير صحية يقتلها الحتياج والتحكم
وحيت انه مفيش اي وصفه حلوة ولا سهله لقتل ذلك الاحتياج او التعالي عليه اذن اهلا بيكي في نادي القلوب المعذية
:D:D

snohe يقول...

كل سنه وانتى طيبه
عيد سعيد