قلت له أن كل ما يفعله لا جدوى تُرجى منه : لا رسائل الحب الكثيرة ، و لا بوكيهات الورد المرسلة على عنوانها ، لا الهدايا ، و لا كلمات الأغاني ... و لا أي شيء من هذا قادر على إرجاعها له ..
" بأحبها جدا ً "
" جدا "
أودع ألمه في قلبي مباشرةً
و لم أدر ماذا يمكنني أن أفعل له
فهو ببساطة لم يفهم شيئا مما قلته له
و على الرغم من أنني لا أعرف حبيبته شخصيا ، و كلُ ما لديّ عنها حكاياه ، و على الرغم من تقديري و إعزازي الشديدين له ، و ثقتي في كل ما يحتفظ به من أجلها من حبٍ عميق .. إلا أني أتفهم موقفها تماما ، و أقدر ما يجعلها جافة ، عصبية ، بل و عدوانية أحيانا معه ..
" كان حصل ايه يعني ؟ و حتى لو ضايقتها في حاجة ، أنا اعتذرت .. كان المفروض مادام الواحد عنده استعداد إنه يصلح غلطه - لو كان فيه غلط - يبقى لازم فيه فرصة تانية "
الله يخرب بيت كده !!!!!!!!!
المشكلة أن الرجال يفكرون بمنطق حسابي بحت : 2- 1= 1
لو رجعنا ضفنا 1+1 هايرجعوا 2
و لا يدركون أن الاثنين عندما تطرح أحد أجزائها فإنها تغير منه كثيرا ... لا يدركون أن الأخطاء كلها يمكن أن تُسامَح إلا خطأ عدم إدراك الخطا ، و الذي يكون غالبا سحب أغلى ما يهبه رجل لامرأة : الشعور بالأمان ...
أن الرجل يهبط من نظر امرأته إذا ما تخاذل عن حمايتها و لو بشكل ضمني أو رمزي ساذج ..
لا يدركون أن المشكلة هي في أنهم يجعلون الأمور افتراضية : ( لو كنت ضايقتها ) / ( لو كان فيه غلط ) ... و لا يتعاملون معها على أنه واقع حدث - مهما كانت ضآلته -
شعرتُ بالعجز و قلة الحيلة ... فكرتُ بأن أتحدث معها ، لكن ، ماذا عساي أن أقول ؟
ببساطة .. هي تعرف تماما أنه يحبها ... و في يقيني أنها تحن إليه و تتدفق مشاعرها له من حين لآخر بين فواصل السخط و الرفض و الشعور بالجرح ...و مع ذلك ، فقد كُسر لديها شيئا لا يعرف أنه كسره من الأساس ليحاول إصلاحه ، بل يمضي بسذاجة في التأكيد على أشياء أخرى ...
لو تحدثت معها لعدت و أنا أكثر تعاطفا معها و إيمانا بموقفها ...
أما هو ... فما أقوله له لغةً غريبة عليه ، لا يفهم منها شيئا ... و تلك الطرق التي أشير له أن يمضي فيها ، يعدها افتعالا لأشياء لا يريدها ... و حسبي الله و نعم الوكيل !
-----------------------
* العنوان من قصيدة لآدم المصري / أحمد رأفت