"ساويرس........." .. " ساويرس........." "ساويرس .............. "
لم ألتفت كثيرا لتلك الجمل عنه هنا أو هناك، فهي بالتأكيد خلافات صحية في الرأي ، أو تعارض ما مع تصريح له هنا أو هناك كرجل أعمال مشهور ...
لم أبدأ في الاستيقاظ إلا عندما وجدت فجأة الكثيرون يسبون في ساويرس ، و حملة طويلة عريضة لمقاطعة شركة "موبنيل" – التي لم أبدأ شخصيا في التعامل معها إلا من يومين ثلاثة فقط - ، و جملا ظننتها نوع من الدعابة المعتادة لمستخدمي الفايس بوك ، فإذا بها جملا جادة جدا : بأن استخدام تلك الخطوط حرام و يجب المسارعة بالتوبة منها ....
ثم ... هوووووووووووووب .... خبر ازبهللت أمامه باستدعاء "ساويرس " أمام النائب العام ، و جملا هنا أو هناك من المحبشات التي صارت معتادة هذه الأيام من أنه معادي للإسلام ، و أنه يسخر و يستهزيء منه .. إلخ القاموس العظيم المكرر الذي صار يذكرني كثيرا بحيلة الصهاينة المكررة "معاداة السامية " ، و التي كانت تذكرني بدورها بـ "مسمار جحا" ...
تعالا يا ساويرس يا بني ... إيه الخطية العظيمة اللي عملتها فاستوجبت بيها اللعنات ؟
لأجد المانشيت المكرر في كل المواقع و الجرائد الالكترونية بأنه يستهزيء بالإسلام لصورة نشرها – لم أستطع الوصول إليها للأسف الشديد – أظهر فيها بطلي مجلة الأطفال ، و أفلام الكارتون : ميكي و ميني باللحية و النقاب قائلا أن هذا هو مستقبل مصر إذا ما حكمها الإخوان .
نعمممممممممممممممممممممممممم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما وصلني شخصيا من هذا الخبر : أنه يشوه ميكي و ميني ... و يتحدث بمرارة و إحباط عن مستقبل مصر ... و لا علاقة لما فعله بالإسلام من قريب أو بعيد ...
أولا : اللحية و النقاب ليسا معبرين عن الإسلام ، بل في وعي الكثيرين منا – نحن المصرين مسلمين و مسيحين - معبرين عن التطرف و التزيد أحيانا ... ، بالضبط كما هما في وعي البعض الآخر فضيلة و تدين ، بالضبط كما هما في وعي فريق ثالث آفة جلبها معه المد الوهابي في مصر ، و الخليجيون ، مع سفر كثير من المصريين إلى الخارج في العشرين سنة الأخيرة و عودتهم بطريقة الخلايجة في لباسهم و نقودهم و طريقة تفكيرهم ..
و دعونا لا نناقش الآن نقطة هل هما سنة أم فضيلة أم استحباب أم عادة ... خاصة – و على رأي حد من الناس –الإسلام لم يظهر في مصر منذ عشرين سنة فقط ... بل له قرون في مصر ، و الشعب المصري لم يكن غير متدين كل تلك القرون ليأتي له النقاب و اللحية مع الأساتذة الخلايجة عشان يتعلمه منهم ...
ثانيا : ميكي و ميني معبرين عن جزء من عالم الأطفال .. و رؤية "ساويرس" ليست إلا رؤية شديدة الواقعية ، بل و بشكل ما أراها مستمدة من وقائع حدثت ، و ليس مجرد استشفاف لمستقبل ...
فاكرين "باربي" ؟.
باربي عروسة أمريكية ظهرت منذ عديد من السنوات ، تحمل شعرا أصفرا ، و جسدا رشيقا ، و وجها أبيض ... مثال للفتاة الأمريكية المثالية و للحلم الأمريكي ....
بعدها ببضع سنوات ، وجدنا "فلة" : نفس العروسة بنفس المواصفات إلا أنها ترتدي عبايات عربية و تلف الطرحة على رأسها !!!
هذا بالإضافة إلى الظاهرة الآخذه في الانتشار من ارتداء الأطفال البنات – في سن الروضة و الله – للطرح مثل الكبار !!!
و بنفس الطريقة ليس من المستبعد أبدا إذا ما سيطر التيار الديني على مصر أن تتحول اللعب و الكارتون و قصص الأطفال – هذا إذا سمح بهما أصلا – إلى لحى و نقاب ... ليرتديها ليس ميكي و ميني فقط ، بل بطوط و عم دهب و مازينجر و أفروديت ، و كعبول و عبقرينو و كابتن ماجد و بكار و ظاظا و جرجير و المغامرون الخمسة و زينا و هرقليز و سلاحف النينجا و .........................................
بل ربما امتد الأمر أيضا إلى "إيميلي " و "V " و "رأفت الهجان " نفسه ..... و كل ما قد شكل جزءا ما في طفولتنا أو ذكرياتنا أو تفاعلنا و استمتاعنا ....
نعم هو تشويه ....... لكنه تشويه لهذه الأشياء ....
تشويه لأي قيمة تفرد أو حرية أو اختلاف .... بعد أن يغطي اللون الأسود على كل شيء ... نقابا أو لحية ...
بالضبط كما بدأ هؤلاء المشوهون بالحجر على رؤية "ساويرس" للأمور و التي وضعها أصلا على صفحته الشخصية بتويتر و اتهموه بالتهم المجهزة سلفا بمعاداة السامية .. أقصد الإسلام ... و السخرية منه .. إلخ
و الأكثر ، شططهم في معاداته حتى بعد إعتذاره – عما لا يستحق أصلا الاعتذار –
و على ما يبدو أننا قد تخلصنا من مبارك و عهده ، لنبدأ عصر محاكم التفتيش ، فتبدأ المحارق و الرجم لكل من لديه رؤية مختلفة أو رأي معارض أو تصور مغاير ...
لندخل تحت آلة تدعي امتلاكها لحقائق الدين ، فتدمغنا جميعا بنقاب أو لحية ، و تدمغ عقولنا جميعا لنتحول إلى آلات تسير و تتحدث و تفكر بنفس الطريقة ، و إلا حوكمت بنفس التهمة المجهزة سلفا : معاداة ..... ..............
هناك تعليقان (2):
مشكلة النصارى إن كلهم زى بعض مش ممكن يطلعوا نفسهم غلط أبدا وبيقولوا إن المسلمين مضطهدينهم وأنهم هم الملائكة مع إن العكس وأنا أحب المقال أسأل الأخ صاحب المقال لو رسمنا صور لشنودة أو لرمز من رموزكم وصورة سيئة أو رسمنا صورة الصليب كعظمة يأكلها كلب وقلنا إحنا بنهزر تفتكر هتقبلوا بكدة طبعا لأ لأنكم بتكيلوا بمكيالين هى دى حقيقتكم
الأستاذ غير المُعرف:
أولا: أنا لستُ مسيحيةأصلا :)
ثانيا: فيه قاعدة فلسفية بتقول إن التعميمات مضللة .. زي ما حضرتك عملت كده و قلت (مشكلةالنصارى إن كلهم .. إلخ الجملة )
ثالثا : أنا أخت مش أخ :) و إن كانت نقطة غير جوهرية
رابعا : نفس الموضوع كنت حطاه على الفايس بوك و أحب أنقل لك تعليقي هناك على نفس النقطة اللي سيادتك أثرتها :
" لو فرضا جدلا كان الوضع معكوس .. يعني لو كان فيه جماعة مسيحية ما متشددة بتحاول توصل للسلطة ... و واحد جه رسم مثلا بكار و رشيدة و هما ماشيين محطوطين على صليب من منتصفهم ، و كتب : هذا هو مستقبل مصر لو مسكتها الجماعة الفلانية ... يبقى ساعتها ده تريقة على المسيحية و الصليب ؟"
الصورة مالهاش علاقة بالتريقة على الاسلام من ناحية ، و لا على النقاب و اللحية في ذاتهم من ناحية تانية .. هو مجرد رؤية بتتطرح و رأي بيتقال في شكل صورة لا أكثر ....."
و ده تعليق تاني بس لصديقة ردا على الموضوع ، و أنا متفقة معاها ف كلامها تماما :
" Mona Soliman الطريقة، السؤالنايه المشكلة فى مينى و ميكى، مينى و ميكى مش اهانة، دول شخصيات كرتونية محبوبة عند كل الناس فى مصر و فىالعالم، يعنى الراجل مشتمش، و الا اى حاجة، كل اللى كان يقصده من الاخر، ان اكيد المجتمع هينقب دول كمان، اللى هما شخصيات مش واقعية و خيال و انيماشن للاطفال، حتى دول، من باب المبالغة نتيجة الوضع الحالى، و عليه فانا حاسة انهم كبروا الموضوع من غير اى داعى ...
ده جيب مينى يا جماعة
مينىىىىىىىىىىىىىىىى
اى، شخصية عامة كرتونية، لبسها رمز لاحد التيارات الدينية، علشان يدل ان ده هيسود قدام، ده بمنتهى البساطة، و الا جاب سيرة اى رمز دينى، و الا طلع العدرا بمايوه ، و الا طله الرسوم بعمة و مكتوب عليها ارهابى، يا جماعة دى مينى، مينى دى من اخترراع ديزنى لاند....
انا شايفة ان الموضوع متكبر لاغراض تانية خالص، كل الحكاية ان الراجل عامل حزب سياسى، فلازم يحصل فيه ده، ، و الا موضوع مينى و الا ميكى و الا رمز، لانه فى الاصل لم يتعدى على رمز، هو تعدى على مينى و ميكى " من وجهة نظر والت ديزنى"، ليرمز للوضع اللى هيوصل ليه المجتمع خلال فترة قريبة ، ده ان مكانش وصلوا فعلا بالعروسة فلة مثلا، يعنى الراجل مكدبش و الا اهان حد، انا كمسلمة محستش بالاهانة اطلاقا، لانه ممسش و الا رمز دينى من عندى فى الاساس.. "
إرسال تعليق