"أنا
آسف" تعني أنك شجاع بالقدر الكافي و ناضج وذكي بالقدر الكافي لتراجع نفسك
وتعرف خطأك – وكلنا يخطئ ويصيب كوننا بشرا -
وقادر على مواجهة نفسك ومواجهة كبرك وتحملك مسؤولية أفعالك وأقوالك التي
أدت إلى فساد موقف ما أو علاقة ما أو شيء ما .. إيجاد التبريرات لنفسك ليس هناك
أسهل منه دوما وهو الطريق الذي يسلكه معظم الناس الذين يعميهم خوفهم وجبنهم عن
مراجعة أنفسهم ، والاضطرار لإصلاح ما أفسدوه .. التبرير أسهل دائما ، وإذا سلكت
طريق التبرير، فما أكثر المبررات ...
لكن
"آسف" أيها الشجاع القادر على قولها ليست مجرد كلمة .. بل هي "موقف
ضمني" ... أي إنها تعني أنك لو عاد بك الزمن لهذه اللحظة أو تلك لغيرت طريقة
تعاملك أو قولك ، ولفعلت "كذا" أو "كذا" بدلا من
"كذا" ... كما تعني أنك مستعد لتغيير ما يمكنك تغييره وإصلاح ما يمكنك
إصلاحه مما هو متعلق باللحظة الحالية.... تعني أنك "قادر" على الفعل
ومستعد له ، كما كنت منذ قليل قادرا على الإدراك والرؤية ومستعدا لهما ...
لكن
التبرير أسهل كثيرا ... أليس كذلك؟
لكنه
لا يغير شيئا إلا إلى الأسوأ ... ينقذ ماء وجهك أمام نفسك للحظة، لكنه يشوه صورتك
أمام آخرين للأبد ربما ... ويشوه نقاء روحك ويغير معالمها تدريجيا حتى تستيقظ يوما
وأنت غير قادر على التعرف على نفسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق