أعزائي
المبدعين العباقرة المميزين جداا عن خلق الله،
باعتباري
واحدة من جمهوركم العريض الكبير المتعطشة دوما للفن والمتفاعلة معه، أريد إخباركم
بعض الأمور التي قد سقطت منكم – ربما سهوا – في الطريق ...
عندما
أشاهد فيلما أو مسرحية أو أقرأ عملا أدبيا ، فأنا لا أنتظر أن تكون المحصلة
النهائية لي من هذا العمل أو ذاك أن أعرف أن "الدنيا وحشة " و
"البلد خربانة" و "فيه فساد في البلد" و"الناس بقت
وحشة" و "مشكلات مصر هيه
البطالة والعنوسة والإدمان " ، ... لأنكم بهذا لن تكونوا – أيها المميزون جدا
المختارون عن بقية خلق الله – لن تكونوا قد فرقتم أي شيء عن أي واحدة بتكلم جارتها
ولا حد من قرايبها في قاعدة مرحرحة ...
وبالطبع
لا أنتظر منكم "السخرية من النظام الحاكم " وخصوصا لو كان "النظام
الحاكم " ده الله يرحمه خلص من زمان .... فبكل تأكيد "باسم يوسف"
قادر على فعل ذلك أفضل منكم بكثير .. وهذا طبيعي لأنها وظيفته هو في برنامجه
الساخر ، وليس وظيفتكم أنتم الأساسية في شيء – إلا عرضا - .. بالإضافة لكون الراجل
– والحق يتقال- عنده الشجاعة الكافية لفعل ذلك في وقته ، وليس بعد انتهاء مدة
صلاحيته بكثير ... فهكذا أنتم تطعموننا طعاما فاسدا .
أيها
المبدعون العباقرة ، أنا – اللي واحدة من الجمهور العريض المنتظر هباتكم الإبداعية
– ليس لي علاقة بالظروف التي خرجت فيها أعمالكم إلى النور .. ليس لي علاقة
بالسبوبة المنتظرة لكم من ورائها ، ولا بفتح الشباك "وخلاص" وبإنهاء
ليالي العرض "وخلاص" حتى تحصلوا
على "المعلوم" ... ليس لي علاقة كذلك بحصيلة الإيرادات ، ولا بكم
الكتابات العظيمة التي تمدح في إبداعاتكم الرائعة ، لأنه لم يعد هناك – على ما
يبدو – من يضع الأمور في نصابها ، وصارت كل الأعمال فجأة مكتملة ورائعة ولا ينقصها
شيء ، وصار المشتغلون بالنقد والصحافة في معظمهم مجاملون بارعون ... ينبغي إقامة
مسابقة لمعرفة أيهم الأكثر رقة ومجاملة وهدوءا
منهم ، وعمل من "الفسيخ" "شربات" ، وسيكون السباق صعبا عندها
...
أيها
المبدعون العباقرة ... أنا أحد الجمهور الغلبان ، أنتظر شيئا صادقا أولا ... يصدقه
مبدعوه فعلا ويؤمنون به ، وليس بالمنتظر من وراءه ... لكن الإيمان أصبح نظريا ،
يستطيع الجميع تسميع الكثير من الكلام المنمق الرائع عن القيم العظيمة المنمقة
الرائعة التي علمونا أنها جيدة مادمنا نتحدث عنها ... ولهذا تخرج أيضا في صورة
كلام منمق ورائع في أعمالكم عن الوطن والصدق والخير والجمال ... الكثير جدااا من
الكلام ... لكن دون صدق .. كلام يمر بالأذن، وليس فعلا يمس الروح ...
أيها
المبدعون العباقرة ... أنتم كتابا ومخرجين وفنانون لأنه من المفترض أن لديكم تجربة
مختلفة، خبرة مختلفة، شيئا مختلفا تودون التعبير عنه بطريقة فنية (تشير ولا تقول )
– على رأي الله يرحمه محمود درويش - ...
تجعلنا
نحن الجمهور نمر بها وكأنها جزءا من خبرتنا الحياتية نحن أيضا ... تجعلنا نرى
الشيء وكأننا نراه لأول مرة ... تجعلنا نندهش ... نمارس قدرتنا – اللي قربنا
نفقدها - على الدهشة والمتعة والشعور
والتساؤل ...
أيها
المبدعون العباقرة ... لو اللي عندكم لا مختلف ولا مميز ولا له طعم ... فأكيد فيه
مهن تانية بتكسب برضو ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق