"عاوزاه؟ أجيبهولك؟ "
قالها لي العطار غريب الأطوار الذي قرأ أمورا عني في وجهي وفي حركتي وأنا أتنقل بين زيوت الشعر لديه، فادعى أن هناك عفريتا يتحكم بأمري، وأشرارا صنعوا لي أعمالا ...
لم يمنعني إدراكي من أن أفكر مليا في السؤال...
"كفي عن الإجابة بعشوائية أو ردا للأسئلة المتطفلة فحسب... فكري جيدا فيما تريدين بصرف النظر عن الظروف المحيطة" .. هكذا ربتت عليّ نفسي وهي تسدي إليّ بنصحها ...
وأجبتها أني لو كنت أريده حقا لأعدت السعي نحوه، ولن أنتظر أبدا عطار دجال ليأتي لي بما أو من أريد ... لست عاجزة.
*****
أمس حلمت بفتاة ما تسألني نفس السؤال الذي سألني إياه العطار منذ سنوات خلت : "عاوزاه؟ "
أجبتها أن لا ... أو هي ليست "لا " وليست "نعم" كذلك ... هو الحياد اتجاه أناس لم نعرفهم حقا ولم يعرفونا حقا على الرغم من كل الادعاءات التي كان يدعيها جهلنا وسنواتنا القليلة ...
وأنه فقط الفضول قد يدفعني لرغبة الحديث معه... أو، هذا ما أريد حقا: فقط الحديث معه... لأقيس القياس المعهود: إلى أين قد وصلتُ ؟
ثم أدركت بعد إجابتي أنه لم يعد ضروريا القياس على أمور أو أناس آخرين ، فأنا أعلم إلى أين وصلت، وعبر ماذا قد مررت...
ولهذا فإن مسرحية "زوار" تطاردني لأعيد كتابتها والانطلاق منها إلى ما وصلت إليه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق