الاثنين، أبريل 11، 2016

كوكتيل هموم


1) 
للمرة المائة: "لاتذم ولا تشكر غير بعد سنة و6 أشهر" 
ولا ينطبق هذا المثل على البشر فقط، بل الأوضاع والأشياء والأحوال عموما..

أشعر باكتئاب يزداد حدته يوما بعد يوم بسبب شعوري بالعجز في مكان عملي الذي غيرته منذ بضع شهور وكنت طائرة به.. 
الوضع المؤقت استمر ليجاوز السبعة أشهر.. وإلى الآن: لا مكتب، لا كمبيوتر، لا نت ، وتسويفات دائمة بشأن هذه الأشياء، وبشأن تفاصيل أخرى متعلقة بالعمل.. ذهبت ممتلئئة حماسا ورغبة في العمل ولدي من الأفكار الكثير، لكن حصالتي تنضب يوما وراء آخر، ولا أفقد حماسي فحسب، بل أفقد اهتمامي نفسه.. أفقد رغبتي في مجرد النزول والذهاب.. صحيح أن الحكومة لا يهمها سوى الحضور والغياب، وإمضاءات الحضور والانصراف، لكن هذا ليس عمل! وشيء سخيف جدا أن يشعر المرء بلافائدته وأنه "عالة" على المكان الذي يمكث فيه... وأنه غير قادر على مباشرة عمله، ولا تقديم يد العون لشيء أو لأحد ... 
ربما تنتهي كل التفاصيل المؤقتة قريبا جدا .. لكن بعد تدهور مشاعري اتجاه كل شيء... 
أريد الخروج من هذه الحالة المقيتة... 




2) 

لا أعرف كيف سأنظر إلى هذا الأمر لاحقا.. لكني - بشكل ما - ألهبت سخط أمي ورفضها للعلاج الكيماوي.. درجة قرار - لا أعرف إن كان جديا أم لا، ومصيبا أم لا - بأنها ربما لن تخضع للعلاج من الأصل إذا لم يكن هناك بديل سواء اشعاعيا أو غيره.. 

لكني قلت ما أفكر فيه، وشكوكي اتجاه الأمر كله.. 
وبالأخص أني كنت أفكر لنفسي بالأساس ، باعتباري مرشحة بشدة لهذا المرض، فهكذا اثنتان من عائلة أبي، واثنتان من عائلة أمي منهما أمي نفسها .. 
لكني لا أؤمن بجدوى كل تلك المواد الكيماوية التي تدمر خلايا الجسم نفسه مع تدميرها للأورام ... أيضا، أفضل الموت سريعا عن خوض كل تلك التفاصيل والاجراءات المرهقة ، وعن كل ذلك الألم الجسدي والنفسي والمعنوي ... 
الشك يساورني بين الحين والآخر، وألم مفاجيء يغزني هنا أو هناك، أو كتلة صغيرة من شيء ما تظهر أو تخفت أو ... ربما يكون شيئا عاديا وربما لا .. لكني في كل الأحوال سأحرص على أن أحيا بصحة جيدة بشكل عام... حتى لو كانت تلك الصحة العامة الجيدة ينتابها ألم ما مابين الحين والآخر، أو كانت تخفي تحتها شيئا آخر .. 
من حق المرء أن يقرر لنفسه، وأنا قررت لنفسي حتى من قبل أن يحدث أي شيء بشكل واقع .. وفقط "وزيت" أمي ..



3) 
أشعر أني فاقدة للطاقة منذ ربما الشهرين، أعتقد أني في حاجة ماسة لشحن طاقتي .. وسأركز فقط على فعل هذا خلال هذه الآونة. 


4) 
"ومالك محموقة قوي كده ليه وحارقة نفسك بالشكل ده؟ أنا مواطن مصري وعاجبني اللي عملوه" 
قال أبي..
هل انتقلت حالة السخط لي من الأجواء الفيسبوكية بشأن جزيرتي "تيران" و"صنافير" ، واللذين لم أسمع اسميهما من الأساس من قبل؟ 
في الواقع أنا لايهمني شيئا بشأن الجزيرتين أو غيرهما، لكني فقط ساخطة على النظام .. ساخطة على أن هناك فرد واحد - هو رئيس الدولة أيا كان- يمكنه أن يمنح أو يمنع، أن يقرر أن هذه الأرض لاتتبعنا أو هي من صميم شأننا.. والأدهى: يمكنه شن حرب تزهق فيها الأرواح بشأن مترين أرض بدعوى الوطنية والانتماء، وهو نفسه الذي يمكنه ترك كيلومترات من الأرض دون محاسبة ... 
أي مواطن يمكن في أية لحظة إلصاق تهمة "خيانة الوطن "  و "العظمى" ومن الممكن إصدار حكم الإعدام عليه لسبب تافه لايهم الوطن في شيء.. بينما رئيس الجمهورية - أيا كان- ودون استشارة أحد ودون اعتبار لأي مجلس شعبي أو نيابي منتخب أو أي فرد في ذاك الوطن المدعى هو وحده من يتصرف بأريحية وتطلق أعظم الصفات ويحظى دوما بالتأييد حتى لو قرر إبادة نصف الشعب، فلن يتحدث النصف الآخر بل سيصف قراره بالحكمة ومصلحة البلد ! 

سخطي ليس على هذه الحادثة أو غيرها ... ليس على هذا الرئيس أو غيره ... بل علينا كشعب... لا، بل على هذه الدائرة الجهنمية التي وضعت لنقع أسرها ، ولا علم لي كيف يمكن الخروج منها .

ليست هناك تعليقات: