" قومي هاتي اللي انتي عاوزاه و بطلي دلع "
رددتُ على زميلتي في العمل عندما طلبت إليّ أن آتي إليها بأحد أشيائها
و ألقيت ببعض الجمل الجادة المماثلة
هي -- ارتكبت أحد الأخطاء أمس ، تحدثوا عنها كثيرا بتلميحات سيئة قبل أن تأتي
تضايقتُ جدا منهم
" استنوا لما تيجي و قولولها الكلام ده "
عندما أتت ، قابلوها بالصباح الرائق اليومي ، و تبادل القبلات المعتاد مع الزميلات منهم
و بشكلٍ شبه جاف قابلتها
" ايه اللي انتي بتعمليه ده ؟ "
لا أعرف لماذا قفز إلى ذهني ذلك اليوم عندما كنتُ بالابتدائية
صديقتي المقربة التي أحبها - وقتها - تفعل مقلبا ما في زميلة لنا ، فتقع و تغضب غضبا شديدا
فأدفع صديقتي فتقع هي الأخرى و تبكي
تُدهش الأخرى ، تبتسم ، و تساعد صديقتي على النهوض و التربيت عليها
" لماذا فعلتُ ذلك ؟ "
دُهشت وقتها من ردة فعلي التلقائي الذي لم أفكر به
أحاول تحليلا اليوم :
بعضٌ من الأذية الصغيرة مني أفضل من آذيةٍ لا أعرف مداها من الآخرين على من أحب
و كأن تنفيذي للقصاص بنفسي في المقربين لي تخفيفا له من أن أراه يُنفَذ فيهم بأيدي غريبة ، و حماية لهم من الغضب المختبيء لدي الآخرين
منطق غريب إن كان حقيقي
تشبيه أمي المعتاد لمثل هذه المواقف هو :
" الدبة اللي قتلت صاحبها "
و الحكاية باختصار عن دبة أقلقها ذبابة على وجه صاحبها و هو نائم ، فهوت بكفها على وجهه لتقتل الذبابة
فإذا بها تقضي عليه
هل أفعل هذا أحيانا ؟.
لا أعرف --- حقا لا أعرف ما إذا كنتُ مثل الدبة ، أم مثل من تُلبس وليدها ملابسا رثة خشية العين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق