الخميس، مايو 11، 2006

هل مازلت هناك؟



أسمع صريرا ، وترتفع لافتة صغيرة بنفسجية في الجانب بوجهٍ باهتٍ شبحيّ معلنةً أن " الفارس " قد أصبح " أوف لاين " ...
لم نكمل كلامنا بعد .. هل غضب؟
لكن القواعد كانت واضحة : لا أسماء ... لا صور .... لا كاميرا ... أو مايك ..
فقط.. مجاراة للرغبة في التحدث مع شخص ما لاتعرفه .. ربما كالحديث إلى مسجلٍ ما .. لكن الفارق أن الذي يلعب دور المسجل يستوقفك أحيانا .. يسألك عن شيء ما ... قد يستفزك ، وربما يكون يكذب عليك أيضا ... لكن .. من يهتم؟
يبهجني الصرير هذه المرة مع اليافطة البنفسجية ذات الوجه المضيء المبتسم
..
"آسف .. حصل عطل "
" افتكرتك مُت "
"ماتخافيش لما أموت هاتعرفي برضه "
"؟"
"لأني هاقولهم هنا يبلغوا أصدقائي ع النت لما أموت ويخلوهم يقروا لي الفاتحه "
" مين قالك إن إحنا أصدقاء أساسا ؟"
"تاني؟"
"احنا مجرد معارف"
لا أعرف كيف امتد الحوار بيننا لعدة ساعات دون ملل ... تُرى .. هل كذب عليّ في شيء ؟
لا أعتقد ذلك
!
---------------------------------------------------------------
كانت القواعد واضحة : لا أسماء .. لا صور ... لا كاميرا ... أو مايك
....
لكن ...هل هذا يكفي كي لا تعرفه؟
---------------------------------------------------------------
"بقالنا ست أشهر في الحبس "


"؟"
" حبس القواعد اللي احنا ماشيين عليها "
"انت لسه فاكر .. انسى بقى "
" أنسى القواعد ؟"
" انسى انك تتمرد عليها "
"طب نتناقش"
"؟"
"عندي حيثيات نقض جديدة "
هكذا هي الديمقراطية ... تضع المرء في مطب المناقشة ، وعند الاقتناع تصبح الطامة الكبرى بالتعرض لمنطقة جديدة لم يتواجد فيها المرء من قبل ، ولا يعرف ماذا تكون نتيجتها ....
" هافكر ، والمرة الجاية أوعدك نتفق "
" اتفقنا"
-----------------------------------------------------------
أسبوع من الافتقاد .... ثم ..
- كل شيء تمام
- لي أصدقاء رائعون حقا
- أقضي معهم أوقاتا رائعة
- أنا بخير تمام
ا

ولم تنس الضغط على زر الإدخال ( انتر) بعد كل جملة ، بعدما وافقتْ على أن تلك الرسائل سيتم ارسالها عندما يكون هو على الخط

..


------------------------------------------------------------

- اليوم فعلتُ أشياءا رائعة
- كل شيء تمام
-أنا في أحسن حال
- كل شيء تمام حقا
- لا ينقصني أي شي
ء
لماذا تصبح اللغة هكذا ؟ ... لن أنسى على أية حال الموافقة أو زر الإدخال
..
----------------------------------------------------
- اليوم لا يختلف كثيرا
- فأنا بخير وفي أحسن الأحوال
- هل سأسمع منك قريبا؟

ودائما هي لا تنسى .
----------------------------------------------------
ظلت برهة تحدق في الشاشة وتتفحص ما لديها من رسائل ... محتها دون رد - بعد خيبة أمل ...


- أفتقدك كثيييييييييييييراااااااااا أفتقدك كثيييييييييييررررااااا أفتقدك أرجوك أجبني رد عليّ حقا أفتقدكلم تنس ، لكنها لم تضغط زر الإدخال ... فقط ... محتْ كل ما كتبتْ .


-----------------------------------------------------
رسائل كثيرة " أوف لاين " ذهبت ْ ولم يأت رد عليها ...
و إحساسٌ غريب لم يُعرف موقعه من الصحة ....
فلم يكن هناك من دليل سوى رسالةٍ صدئة ... صوت باب لم يعد يُسمع .. و لافتةٌ بنفسجية صغيرة في الذاكرة ... ووجهٌ ظل شاحباً أبداً .

هناك تعليق واحد:

أبوشنب يقول...

والله هو كان صادق فعلاً في كل كلمه بيقولها

لأنه مش قد الكدب

مبيقدرش يكدب

مش جدعنة يعني

بس هيه اللي كانت خايفة

على الرغم من كلامها الكبير

وثقافتها اللي تسمح لها بمعرفة الصدق من عدمه

عموماً شكراً على أجمل رد تلقيته على هذه المدونة قلب فاضي

تسلم يا جميل