السبت، مايو 13، 2006

ع اللي جرى



مشهدٌ افتتاحي

:


ظلت تكافح رغبتها العارمة في البكاء....
فهاهو يوم آخر ليس لها ...
يومٌ يلفظها وحيدة .. بقلبٍ واجفٍ مغترب ...
لكنها ... تتحصن وراء ابتسامة تَعبة ؛ لا يلحظ نعتها أحد ..
تُعلم عينيها الهروب إلى الفضاء ، كي لا يُكتشف عدم انتمائهما لأيٍ من هؤلاء الذين يحاوطونها ...
تصادق نجمةً في الليل ، تُحمِّلها رسائلها لذلك البعيد ...
تتوحد مع صوت "أصالة" في غربة حياتها ..
تهمس لبعيدها داخلها ... أو - ربما - تهمس لنفسها : " بس إمـــا تيجي و أنا أحكيلـــك"..." وأمسح دموعي في منديلــك ...
واكتشفت أنها إنما تهمس لدموعها ، تهبها مزيدا من الصبر .. مزيدا من الجَلد .. مزيدا من الاختباء عن أعين الآخرين بسرِ حرف الكاف في نهاية فعل الحكي ، واسم المنديل
يهبها الصبر كبرياءاً ، ويعلمها الاختباء حكمةً شهرزادية .
تتساقط أيامها وشهورها في كفاحٍ معلنٍ في الحياة يسمونه " نجاحا ...
لكنها مازالت تحتفظ بتلك الثغرة في روحها ، والتي لا يدري عنها أحدٌ شيئا ...
و في لحظةٍ - لا يمنحها الزمن كثيراً - أتى إليها من وراء حُجب الغيب التي كانت تضن به
..
و عندما جاء .. لم تجد سوى ابتسامةٍ صادقةٍ في عينيها وملامح وجهها ،وجملةٍ واحدة : " حمد لله ع السلامة " .

***********************************************************
تعليق على الأحداث
:
أكثر ما علمتني إياه خبرتي الضئيلة في الحياة ، هو ضرورة الاحتفاظ بمسافة خاصة بيننا وبين الآخرين .. تحديدا ... بيننا وبين أقرب الآخرين إلينا : أحبائنا ، أصدقائنا ، رفقائنا في الحياة ...
تلك المسافة ضرورية لمنع تبعثرنا و انحطاطنا الإنساني..إنها تلك التي تمنعنا من إلقاء نفاياتنا الداخلية عليهم من شكوى - لاهدف لها إلا الشكوى - .. من لوم .. من التصاق زائد يحجر على حرية أحدنا ، من اعتقادٍ أن أحد الطرفين محور يجب أن يدور حوله فلك الآخر .
و اكتشفتُ في لحظةٍ ما ... أننا جميعا بشر .. نضيق ، نمل ، وقد لانبالي - عندما يصل الأمر لأن يستدعي ذلك ..
و اكتشفتُ أنه لا أحد يستطيع تحمل المرء بحق ، سماعه للنهاية ، مساعدته وعلاج آلامه سوى نفسه
..
لكننا .. في لحظات يتصادق فيها الوحدة و الألم ، لا نجد إلا طمأنة أنفسنا بأن هناك من يهتم لأمرنا ، ويهتم بالتربيت على أكتافنا ، ومسح دموعنا ..
فنؤَّمِلُها .. و نُصبرها .
بس اما تيجي " ... أمنيةٌ تعطينا القوة والقدرة على التحمل ومعالجة الأمور ...
بس اما تيجي" ... أمنيةٌ سحرية .. لا تعتمد على المستقبل ولا تتحقق فيه ؛ بل لا تعطي نتائجها إلا للحظة التمني ذاتها ..
بس اما تيجي " .. ليست إلا رمز يهمس لدواخلنا أن هناك أمل ، وأن لنا " ظهراً " في هذه الحياة.
****************************************************
و أخيرا : كنتُ- سابقاً- أحبُ هذه الأغنية .. لكني الآن - وبفضل هجوم
az-
أصبحتُ أحبها ، و أفهمها ..

رابط لموضوع

هناك 7 تعليقات:

AZ يقول...

هههههههههههههههههههههههه انتى عملتيها بوست!!!!!!!! يخرب عقلك!!!! والله انتى سكر.. ضحكتينى موت والله هاهاهاها

Zeryab يقول...

سؤال بس ليه البروفيل بتاعك بيودى على البلوج التانى مع ان ده شكله أحلى

Tamer Nabil Moussa يقول...

كلام جميل

وسرد رائع

shababik يقول...

عاجبني اوي يا شغف النص الاول والتعليق علية من عندك ياعني النص اللي انتي كتبتية بلغة ادبية بداتي تتعاملي معاة بلغو او باسلوب مختلف مايل اكتر ناحية ما يسمي الوعي انا بالنسبة ليا بحب الطريقة دي اوي

غادة الكاميليا يقول...

أما أنا أما أنا
المشهد الافتتاحي عاجبني جدا جدا
ومكنش لازم تعلقي عليه
يعني هو الكل كويس بس المشهد لوحده روعه

غير معرف يقول...

مسا الخير انا معجبه جدا بكتاباتك واحساسك الدافىء اود لو اكون صريخه معك كيف وصلت لكلماتك؟؟
في يوم في منتصف الليل وكان الحزن يكويني واسأله كثيرة تطرق باب تفكيري وعقلي عاجز تماما عن اجابتها كنت ابحث عن اغنيه "على جرى" وبالمصادفه فتح لي صفحتك هذه وقرأت كلماتك ..فواللله انك اجبت عنكل تسألاتي واكتشفت انني طبيعيه فهناك من يشبهني بهذا الكون اود لو نتحدث فعندي الكثير ...

شغف يقول...

Just Dream :
أكثر ما يسعدني في هذه المداونة ، هو عندما أجد تعليقا / أو دليلاً ما / على مرور أحدهم بالصدفة البحتة بها عن طريق بحثه عن شيء ما يهمه
أن أكون إضافة ما أو تماس ما مع أحد الجائلين المجهولين في هذا العالم الواسع
فشكرا لكي على إسعادي :)

غير هذا
لا تتساءلي أبدا عن كونك طبيعية أم لا
كونك مختلفة لا يعني أنك غير طبيعية
قد يعني أحيانا أنكِ مميزة
دمتِ كذلك :)