‏إظهار الرسائل ذات التسميات 3. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات 3. إظهار كافة الرسائل

الأحد، سبتمبر 09، 2007

البنت الصغيرة اللي جواها كان نفسها تجري عليه و تترمي في حضنه
البنت الكبيرة اللي جواها اتظاهرت بالقوة و قالتله " هأبقى كويسة
البنت الصغيرة اللي جواها كان نفسها يطبطب عليها و يقولها " اطمني --- أنا جنبك --- احكي --- عاوز أسمعك و أفهمك --- أنا معاكِ بجد ، مش كلام و بس "
البنت الكبيرة خبطت البنت الصغيرة على راسها ، و قالتلها " اكبري شوية ، و ما تستنيش المستحيلات كتير
البنت الصغيرة عيطت ، رمت صورته من الشباك ، و خاصمت البنت الكبيرة ، و بقت كل يوم تطبطب على نفسها ، و تحكيلها حدوتة جديدة عن حبيبها الحقيقي اللي لسه ما جاش

الثلاثاء، نوفمبر 21، 2006

و وعدت الشمس بالماء


*" ها ؟ بقيت كويس كده ؟"
قلتُها بعد أن أنهيت التغيير على جُرح صدره ..... ابتسم ابتسامةً واهنةَ أن " شكرا " ربما ، أو " اجلسي قليلا " ربما ، أو " قليلا لكن ليس تماما ، مازال أمامك عمل " ...
" احنا مش عاوزين دلع بقى .... انت تخف بسرعة كده "
رغما عني ، لم تخرج الجملة بأي قدر و لو يسير من الجدية ... بل؛ ملأت ابتسامتي كل حرف منها
" عاوزة تخلصي مني و لا إيه؟"
" بصراحة آه ... فيه مانع ؟ "
و كما يحدث ، بدأ التحول إلى الناحية الأخرى من الكلام
اعتدل في السرير قليلا ، و بنظرة تحاول اقتحاما لأفكاري : " أُمال ليه تطوعتي انتي بمهمة معالجتي و رعايتي ؟ "
" ليه ؟ " --- بلهجة حانية أحال برودة الصمت شمسا دافئة
" علشاان .. علشاان .. علشاااااان " ادعيتُ تفكيرا عميقا ... ثم ، " علشان كده " بطفولة قلتها
" مش بيقولوا هنيالك يا فاعل الخير ، و لك الأجر و الثواب ؟"
" ايه ده ؟ انتي هاتشحتي عليا و لا إيه ؟ لا لا لا ... الكلام ده ما ينفعش "

***********
كان الماءُ يتراءى على البعد ... و كلما زادت رغبته فيه و أمله القوي في الحصول عليه ، ازداد إحباطا و كآبة عندما ، فيجبره الواقع على تذكر الفزياء ، مجابها له بسخرية : أن يا بليد هناك ما يدعى السراب ... كف عن نسيان المعلومة ... لكنه لم يكن لييأس ، و لماذا يفقد إحتمال أن يجد الماء في أحد تلك البقع فيشرب و يرتوي ؛ حسنا ... فليتتبعن الانعكاسات البعيدة بلا أمل ---- ليذهبن إلى السراب واثقا من كونه سراب ، و عندما يصل ؛ فقط سيضحك بلامبالاة و بقدرٍ ما من السخرية ، قائلا في شبه ثقة : " أرأيت ؟! سرابٌ لا أكثر "

*************
" بص بقى ... الكلام ده ما ينفعش خااالص "
" كلام ايه ؟"
" الضيق اللي على وشك ده ... حرام عليك ، ده انت رايح تنام "
" يعني الحلم مش هايجي عشان رايحله متضايق ؟ ماهو كده كده مش بيجي "
" لأ مش عشان الحلم ، لكن عشان الصبح اللي جاي
اللي بيموت على حاجة بيُبعث عليها ، صح ؟ "
" يمكن "
" طب اعرف بقى .... و اللي بينام على حاجة برضه غالبا بيقوم عليها ... صفي نفسك قبل ما تنام ... اغسل وشك بابتسامة و ما تنامش غير لما تصالح نفسك و تصالح اللي حواليك جواك "
" ده أنا كده مش هانام خالص"
" ياااااه ... انت زعلان من نفسك للدرجة دي؟ تصدق أنا كمان زعلانة منها ؟ ايه رأيك نتفق عليها و نجيب اللي يديها علقة تمام يعرفها إن الله حق.؟"
أنارت ابتسامةٌ وجهه
" أيييييوة ... بس كدة .. ثبت اللقطة ع الابتسامة دي .. دي رضا قوي .. و يالا روح نام بسرعة قبل ما ابتسامتك ترجع في كلامها تاني "

************
كثيرا ما تعمدَتْ مضايقته بشكل يدو أن لا دخل لها في هذه المضايقة و هذا الاختناق ... بل بطريقة تبدو معها بريئة هادئة لامبالية ، و كأن لا شيء هناك لتلاحظه
فقط... تظن أنها امرأة واحدة لرجل واحد ... لا تريد تجاربا أخرى ، لا تريد أشباها ... لا تريد أن تعيد خطئها القديم ، فترسم ملامحا ليست له ، و تنتظر أشياءا منه قد لا تحصل عليها أبداً
حاولت ابتعادا ، لكن خيطاً مرنا يجذبها إليه في كل مرة ، و ندمٌ قاتل يغزوها لكل ذرة حزن تتسلل إليه
لم تستطع حلما ، لأنها لم تنم ، و لم يكن هناك من صباحٍ أسعد لعدم وجود الحلم السعيد
**********
" برضه مش فاهمِك "
" اصبر بس"
" ما قولتيش حاجة يعني ؟ " ---- قطع تساؤله الصمت الذي صنعه
" مش على كلامي ، قصدي تصبر على الوقت لحد ما كل حاجة تلاقي مكانها و تبان حقيقتها "
" كل حاجة زي ايه مثلا ؟ "
" زي أي حاجة محيراك "
*********
الحيرة ....
أن تقيم معي في نفسي منذ لحظات البعث الصباحي حتى لحظات إسلامي تلك النفس لخالقها ليلا ، ثم لا أجد داخلي ذلك الشعور الجنوني الجارف نحوك
أن أستنكر الجنون .... الاندفاع .... و أجد الصبر يحتمي بي أمامك ، فأجيره منك
أن أمتلك كل هذا الشغف للإبحار في دقائقك ، ثم أتظاهر بأن لا شيء هناك
أن أريد أن أراك بشدة ، فأغمض عينيّ و أدعو الله أن يجعلك تشعر بوجودي جوارك ، ثم أعقد العزم بعدها أن أبتعد تماما ... و أن أمرن لحظاتنا على أن تكف عن تشبثها بوجودنا معا ، و أبدأ خطتي المحكمة كي يكف كلٌ منا عن ذلك الادمان بالآخر الذي بدأ يتسلل إلى أعصابنا
أن أشعر بك دونما دلائل واضحة ، أفهم ربما ما لم تقله ... ثم أتساءل داخلي في جدية : " هل أعرفه حقا ؟ "
أن أرى المسألة برمتها محض لعبة جبرية ، نتواطؤ فيها مع أقدارنا و ظروفنا .... لأجد أننا أحد عناصر حد لانهائي من التباديل و التوافيق ، التي ستطرح - حتما - بديلا آخر إذا لم يرض أحدنا على انغلاق القوسين علينا
أن أنظر لكفي فأندهش له ، و أُسلمه لها حتى تقرأه لي و تقول لي فيم أفكر أو بم أشعر
أن أجد أرضنا الخاصة التي لا يستطيع لها وصولا إلانا ، ثم أجد أننا جزيرتان تنائتا فجأة و انقطع أي تواصل بينهما
***********
" لازم أمشي ... "
" قوام كده "
" ما أنا خلاص خفيت "
لم تستطع زيادة حرف واحد على كلمتيها ، لم تستطع أن تطالبه بالبقاء ، و لم تكن لتدعوه للرحيل يوما مع ذلك
تعلم أن الحكاية قد تعبت من المسير ، و آن لها أن تنطفيء
كل ما عليها فعله هو أن تشكر الوقت لأنه نفذ لها وعده فأراها حكمته بعدما أطاعته و أسلمته صبرها .... أن تمنح خطتها المحكمة ابتسامة ؛ فلن يعاني أحدهما من مرارات فقد ٍ ربما و لا أعراض انسحاب
و أن تمرن لحظات عمرها القادمة أن لا تأمل شيئا من السرابات البعيدة
و أن تُشغف بدقائقها الخاصة دون الاتكاء إلى أحد

السبت، مايو 13، 2006

ع اللي جرى



مشهدٌ افتتاحي

:


ظلت تكافح رغبتها العارمة في البكاء....
فهاهو يوم آخر ليس لها ...
يومٌ يلفظها وحيدة .. بقلبٍ واجفٍ مغترب ...
لكنها ... تتحصن وراء ابتسامة تَعبة ؛ لا يلحظ نعتها أحد ..
تُعلم عينيها الهروب إلى الفضاء ، كي لا يُكتشف عدم انتمائهما لأيٍ من هؤلاء الذين يحاوطونها ...
تصادق نجمةً في الليل ، تُحمِّلها رسائلها لذلك البعيد ...
تتوحد مع صوت "أصالة" في غربة حياتها ..
تهمس لبعيدها داخلها ... أو - ربما - تهمس لنفسها : " بس إمـــا تيجي و أنا أحكيلـــك"..." وأمسح دموعي في منديلــك ...
واكتشفت أنها إنما تهمس لدموعها ، تهبها مزيدا من الصبر .. مزيدا من الجَلد .. مزيدا من الاختباء عن أعين الآخرين بسرِ حرف الكاف في نهاية فعل الحكي ، واسم المنديل
يهبها الصبر كبرياءاً ، ويعلمها الاختباء حكمةً شهرزادية .
تتساقط أيامها وشهورها في كفاحٍ معلنٍ في الحياة يسمونه " نجاحا ...
لكنها مازالت تحتفظ بتلك الثغرة في روحها ، والتي لا يدري عنها أحدٌ شيئا ...
و في لحظةٍ - لا يمنحها الزمن كثيراً - أتى إليها من وراء حُجب الغيب التي كانت تضن به
..
و عندما جاء .. لم تجد سوى ابتسامةٍ صادقةٍ في عينيها وملامح وجهها ،وجملةٍ واحدة : " حمد لله ع السلامة " .

***********************************************************
تعليق على الأحداث
:
أكثر ما علمتني إياه خبرتي الضئيلة في الحياة ، هو ضرورة الاحتفاظ بمسافة خاصة بيننا وبين الآخرين .. تحديدا ... بيننا وبين أقرب الآخرين إلينا : أحبائنا ، أصدقائنا ، رفقائنا في الحياة ...
تلك المسافة ضرورية لمنع تبعثرنا و انحطاطنا الإنساني..إنها تلك التي تمنعنا من إلقاء نفاياتنا الداخلية عليهم من شكوى - لاهدف لها إلا الشكوى - .. من لوم .. من التصاق زائد يحجر على حرية أحدنا ، من اعتقادٍ أن أحد الطرفين محور يجب أن يدور حوله فلك الآخر .
و اكتشفتُ في لحظةٍ ما ... أننا جميعا بشر .. نضيق ، نمل ، وقد لانبالي - عندما يصل الأمر لأن يستدعي ذلك ..
و اكتشفتُ أنه لا أحد يستطيع تحمل المرء بحق ، سماعه للنهاية ، مساعدته وعلاج آلامه سوى نفسه
..
لكننا .. في لحظات يتصادق فيها الوحدة و الألم ، لا نجد إلا طمأنة أنفسنا بأن هناك من يهتم لأمرنا ، ويهتم بالتربيت على أكتافنا ، ومسح دموعنا ..
فنؤَّمِلُها .. و نُصبرها .
بس اما تيجي " ... أمنيةٌ تعطينا القوة والقدرة على التحمل ومعالجة الأمور ...
بس اما تيجي" ... أمنيةٌ سحرية .. لا تعتمد على المستقبل ولا تتحقق فيه ؛ بل لا تعطي نتائجها إلا للحظة التمني ذاتها ..
بس اما تيجي " .. ليست إلا رمز يهمس لدواخلنا أن هناك أمل ، وأن لنا " ظهراً " في هذه الحياة.
****************************************************
و أخيرا : كنتُ- سابقاً- أحبُ هذه الأغنية .. لكني الآن - وبفضل هجوم
az-
أصبحتُ أحبها ، و أفهمها ..

رابط لموضوع